🦋



طوال الطريق لم يتفوه يي مان بكلمة، بل تمدّد على ظهر شو هويتينغ مكتئبًا كئيبًا 


كان الطريق إلى البيت طويلا، وحين قاربا الوصول كان الليل قد أرخى سدوله تمامًا، وبدأ المطر يخف تدريجيًا، من بعيد لاحظا الضوء المنبعث من مدخل بيت آل تشي، ورأيا شخصًا يقف عند الباب ينتظر بقلق 


قبل أن يخرج به، كان شو هويتينغ قد أخبر أهل بيت آل تشي، ولأنه كان يتردد إليهم يوميًا، فقد أصبحوا يعرفونه معرفة وثيقة ويثقون به تمامًا، غير أنّ عودتهما المتأخرة في طقس كهذا لا بد أن تثير القلق، مما دفعهم إلى الخروج لاستطلاع الأمر 


قال شو هويتينغ وهو يرفع يي مان قليلًا على ظهره: 

"سنصل حالًا، لا تنم الآن، عُد واغتسل أولًا ثم نم" 


أما هو، المحمول على ظهره، فظلّ مستاءً من هذا الطفل، وبعد بضع ثوانٍ فقط أومأ برأسه ببطء 


وبعد خطوات قليلة، سمعه يتساءل بلهجة مترددة: 

"لماذا لا تغضب؟" 


فأجابه شو هويتينغ بلا مبالاة: 

"ولم أغضب؟" 


فكّر يي مان في نفسه: أليس من الطبيعي أن يكون غاضبًا لأنه أبدى دلالًا وعنادًا متعمّدًا، وأرهقه في هذا الطقس السيئ ليحمله على ظهره كل هذه المسافة؟ 


تمتم يي مان قائلًا: 

"ألا تملك ذرة من الغضب؟" 


ابتسم شو هويتينغ، ووجد الأمر مسليًا، وخفّض صوته مهددًا إياه مازحًا: 

"هذه أول مرة أسمع أحدًا يقول عني ذلك، الجميع يقولون إنني مخيف" 


صُدم يي مان وقال بذهول: 

"هل هم عُميان؟" 


فشخص يمكن لطفل صغير مثله أن يركب على رقبته، كيف يكون مخيفًا؟ 


كانت الطرق موحلة بسبب المطر، فابتلّت اتسخ سروال شو هويتينغ وحذاؤه كله، وتذكّر يي مان صورة لقائه الأول به، حين كان يبدو كالأمير الأنيق المتأنق، فإذا به الآن يتسخ بهذا الشكل فقط لتهدئته، فكيف يظن أحد بعد ذلك أنه مخيف؟ 


بالتأكيد كانت المشكلة عند الآخرين، فأومأ يي مان في نفسه خفية 


ثم شدّ ذراعيه حول عنق ذلك الشاب الوسيم، وقال: 

"هل يتنمّر عليك أحد؟ لا تُصغِ إلى ما يقولونه من هراء" 


أومأ شو هويتينغ برأسه، وأجاب بجدية: 

"لن أستمع إليهم، بل إليك أنت" 


فتبدّد الحزن شيئًا فشيئًا من قلب يي مان، وابتهج مسرورًا، وقال بزهو: 

"هكذا هو الصواب، أن تسمع لي" 


ولما رأى شو هويتينغ أنّه قد تحسّن مزاجه أخيرًا، ابتسم بدوره، ثم تذكّر شيئًا وقال: 

"بالمناسبة، طوال الطريق كنت أريد أن أخبرك أنّك لست مضطرًا أن تعانقني بهذه القوة، فلن أسقطك" 


فأجابه يي مان بجدية وهو ملتصق بظهره، يحكم ذراعيه حوله: 

"أنا لست خائفًا من السقوط، لكن الريح قوية، والمطر يتسلّل حتى مع المظلة، فإذا أمسكت بك جيّدًا أستطيع أن أقيك من بعض المطر، انظر، ظهرك لم يبتلّ أبدًا" 


كان ذلك جهدًا عبثيًا لا جدوى منه، إذ إنّ المطر بلّل كل شيء، وكان الأجدر أن يعودا بالسيارة، 

لكن شو هويتينغ مع ذلك شعر بقلبه ينقبض حين سمع نبرة يي مان الجادّة 


فهذا الصغير، رغم غضبه وحزنه ورغبته في العناد لإرهاقه، ما إن رأى أنّ شو هويتينغ قد ابتلّ وتعب بسببه، حتى بقي مترددًا بين الاعتراف بالخطأ أو الاستمرار في عناده، فلم يجد سوى أن يلتصق بظهره ويجتهد خفية ليقيه من المطر قدر ما يستطيع 


وحين قال ذلك، بدا في عينيه قلق، كأنّه يخشى أن يغضب شو هويتينغ 


لكن الأخير لم يكن ليحاسبه على مثل هذه الأمور، 

بل إنّ صورته ما زالت راسخة في ذهنه وهو واقف أمام البيت القديم، صغيرًا ضعيفًا، وعيناه الحمراوان كعيني أرنب يكاد يبكي 


فتحدّث شو هويتينغ بلهجة متكاسلة: 

"إذا رأيتني بعد الآن، هل ستظلّ تختبئ؟" 


تفاجأ يي مان من صراحته، فخجل ولم يعرف كيف يرد، ولمّا قاربا باب آل تشي، سمع شو هويتينغ صوته المكتوم يقول: 

"لن أختبئ" 


أنزله شو هويتينغ برفق، ورأى أمّ تشي وهي تأخذ بطانية جافة من يد الخالة تشو وتغطيه بها، 

ثم هزّ رأسه معتذرًا بأنّه لن يدخل، وأخرج شيئًا من جيبه وقدّمه إلى يي مان 


كانت أرنبة ورقية مطويّة 


وقال بجدية: 

"هذه ليست ورقة عادية، فيها سحر يجعل المرء سعيدًا، من يملكها يصبح فرِحًا في الحال، ومعها، لن تبكي الليلة تحت لحافك" 


أراد يي مان أن يقول إنّه لا يبكي في فراشه، لكنه لم يستطع منع نفسه من الاستفسار: 

"حقًا؟" 


فأجابه: 

"حقًا" 


وكان صادقًا في قوله 


في تلك الليلة، وضع يي مان الأرنب الورقي إلى جانب وسادته نصف مصدّق، فإذا به ينام بلا أحلام، وتزول كل هموم النهار، وعند استيقاظه، حرص على أن يضع الأرنب السحري في جيبه الداخلي كحرز لا يفارقه 


ومنذ ذلك اليوم، آمن إيمانًا راسخًا أنّ شو هويتينغ يملك حقًا شيئًا من السحر 


وكم مرة فكّر بجدية: 

كيف لا وهو دائمًا يظهر أمامه حين يحتاجه؟ 

وكيف كان يعرف دائمًا ما يفكّر فيه، وما يريده؟ 


ومع مرور الأيام ونموّه، لم يعد يي مان سهل الخداع، إلا في هذه المسألة وحدها، فقد ظلّ مؤمنًا بها بلا تردّد 


كان شو هويتينغ يكبره بعدة أعوام، يدرسان في المدرسة نفسها لكن في قسمين مختلفين 


قبل أن يدخل يي مان المدرسة، كان شو هويتينغ يتردّد على بيتهم باستمرار، حتى أنه لكثرة مجيئه اشترى بيتًا قريبًا من بيت آل تشي وانتقل إليه جارًا لهم 


وهذا ما جعل الأمر أسهل على يي مان 


ومنذ أن اكتشف أنّ هذا الأخ الأكبر يلبّي له كل طلب، صار لا يملّ من التردّد على بيته، وإذا تعب من اللعب، طلب منه أن يُخبر أهله، ثم يبقى للمبيت عنده 


وكان يعيش مع والدته الجميلة 

وأحبّت والدة شو يي مان كثيرًا، فرغم شقاوته أمام شو هويتينغ، كان في حضرتها يبدو طفلًا مطيعًا جميل الوجه يعرف كيف يلين القلوب 


كانت سيّدة أجنبية لا تجيد اللغة جيدًا، لكن يي مان بذكائه استطاع أن يضحكها دائمًا ويبهجها، حتى تعلّقت به كثيرًا، وكانت تُدلّله بالكيك والبسكويت 


وأحيانًا، حين يرفع شو هويتينغ رأسه من كتبه، يرى أمّه تلفّ شالًا على كتفيها وتجلس قرب النافذة، تحتضن يي مان النائم في حجرها وتقرأ له بهدوء قصة بالإيطالية، فيرتبك للحظة 


وكانت شمس الظهيرة تصبغ البيت كله بلون ذهبي دافئ، حتى ليخيّل إليه أنّه يحيا في حلم 


وبعد دخول المدرسة، صار شو هويتينغ يطلب من السائق أن يوقف السيارة صباحًا عند بيت آل تشي، ليذهب مع يي مان معًا إلى المدرسة 


وكان من المصادفة أنّ مينغ ياو يدرس معهم في المدرسة نفسها، وفي الصف نفسه أيضًا، فصاروا يذهبون معًا كل يوم 


أمسك تشي جوي بيد يي مان، وعند مفترق الطرق المؤدي إلى الأقسام المختلفة في المدرسة، أخذ يتعهد بمسؤولية كبيرة أمام طلاب الصفوف العليا بأنه سيعتني بأخيه الصغير 


ولم ينتبه إلى أنّ طفلاً آخر من أسرة "مينغ" كان يختلس النظر إليه خفية 


ورغم أنّهما يدرسان في قسمين مختلفين، فإن يي مان كان ما يزال يلتقي كثيرًا بوي شُو هويتينغ 


وبما أنّ يي مان سلّم تمامًا بأن شو هويتينغ يجيد السحر، فلم يكن يستغرب أبدًا كيف عرف أنه سقط، فجاء ليعطيه دواءً ووجبات خفيفة، بل وزاده طمأنةً بأرنب ورقي صغير مطوي بمهارة سحرية لإرضائه 


وأحيانًا حين يخرج على عجل في الصباح وينسى شيئًا ما، كان أول ما يخطر بباله أن يطلب المساعدة من شو هويتينغ 


وهكذا اكتشف تشي يان أنّ أخاه الصغير ما إن يقع في مشكلة أو يحتاج شيئًا، حتى يسرع إلى البحث عن شو هويتينغ 


مع أنّ أخاه الأكبر، أي هو نفسه، كان موجودًا إلى جانبه 


وكان تشي يان وشو هويتينغ في العمر نفسه، بل يدرسان في الصف ذاته 


وقد عبّر تشي يان عن اعتراضه الشديد على الطريقة التي كان شو هويتينغ يدلل بها يي مان من غير حدود، مما جعله يزداد دلالًا وضعفًا 


فهو ـ باعتباره إنسانًا عقلانيًّا، لم يتردد يومًا أمام إخوته الصغار في فضح حقيقة أنّ "بابا نويل" ليس إلا أشخاصًا متنكرين، وأن داخل الدمى أشخاصًا أحياء تمامًا ـ لم يستطع أن يفهم مطلقًا ما الذي كان شو هويتينغ يفعله 


قال تشي يان بصرامة: 

"ذلك أخي، ومهما حاولت فلن يصبح أخاك" 


كان يرى أنّ شو هويتينغ فقط لأنه يجد أخاه الصغير جميلًا ولطيفًا، يريد خطفه وكأنه يضعه في كيس ويحمله بعيدًا، فامتلأ قلبه بالمرارة، إذ إنّ أخاه الصغير بدا أكثر تعلقًا بذلك الشخص من تعلقه به 


لكن شو هويتينغ لم يُبدِ أي اعتراض، بل اكتفى بعقد ذراعيه مؤيدًا: 

"أنا أصلًا لا يهمني أن أكون أخًا لأحد" 


هذا الجواب جعل تشي يان يشعر بالاطمئنان 


غالبًا ما ينتهي دوام الصفوف الدنيا أبكر من دوام الصفوف العليا، وكانت العائلة ترسل السائق مبكرًا لاصطحاب الصغيرين 


لكن يي مان كان يفضل الذهاب إلى حيث الصفوف العليا، لينتظر شو هويتينغ وتشي يان في طريق العودة وأحيانًا حين ينشغل تشي يان، يعود يي مان مع شو هويتينغ وحده 


وفي يوم من الأيام، سمع يي مان أن طلاب الصفوف العليا لديهم درس كرة سلة، فأثار ذلك فضوله، فأوصى تشي جوي ومينغ ياو أن يعودا أولًا، وذهب وحده إلى الملعب 


غير أنّه لم يجد ذلك الوجه المألوف 


وبينما هو في حيرة، سمع من بعض الطلبة المارين اسم شو هويتينغ 


ـ "رأيت شو تشيتينغ وأصحابه يستدعونه، وأخذوه باتجاه مخزن الصالة الرياضية" 

ـ "ما الأمر؟" 

ـ "لا ندري، إنها شؤون عائلية، لا دخل لنا بها" 


انتظر يي مان قليلًا، ولم يظهر شو هويتينغ، فقرر أن يسأل عن الطريق ليتوجه إلى هناك بنفسه 


ولمّا اقترب، سمع أصواتًا غريبة من جهة المخزن 


دخل فوجد أتباع شو تشيتينغ مطروحين أرضًا يتأوهون، أما شو تشيتينغ نفسه فقد كان ملقى على الأرض تحت قبضة شو هويتينغ، ووجهه مدمى ومليء بالكدمات، وحين رفع شو هويتينغ قبضته ليستعد لضربة أخرى على وجهه، أطلق شو تشيتينغ صرخة حادة 


وكان هذا بالضبط حين وصل يي مان 


الباب الخشبي للمخزن فتح صريرًا، فوقع بصره على شو هويتينغ بوجه لم يره من قبل، بارد ومرعب، ممسكًا بتلابيب ابن عمه المشوّه الوجه، على وشك أن يضربه 


رأى شو تشيتينغ في يي مان طوق نجاة، فصرخ مستغيثًا: 

"اذهب بسرعة وأخبر المعلمين! شو هويتينغ قد جن، عنده ميول عنيفة، مريض، يضرب زملاءه بلا سبب! أسرع، اجعلهم يبعدونه ويطردونه من هنا!" 


وقع بصر شو هويتينغ على عيني يي مان المذهولتين، فأرخى قبضته قليلًا، وهمّ بالكلام، لكنه فوجئ بوجه يي مان وقد امتلأ فزعًا، فتراجع خطوة، ثم استدار وهرب راكضًا 


توقف شو هويتينغ عند الباب الخالي، وبيده ما زالت تمسك تلابيب خصمه، ثم أرخى قبضته وضغط شفتيه بصمت 


أما شو تشيتينغ فقد امتلأ غبطةً وشرًّا: 

"انتهى أمرك هذه المرّة، جدّي أصلًا لا يحبك، والآن وقد جُننت في المدرسة وضربت هذا العدد من الناس، فلن يزيده ذلك إلا كرهًا لك، وسيرمي بك وبأمك خارج البيت! وما فعلته بي اليوم، سأرده لك أضعافًا، تجرؤ أن تردّ عليّ اليد؟ سترى!" 


فهو يعرف أنّه حتى لو كان هو البادئ بالاعتداء، فلن يصدّقه الجد، بل سيقف الباقون إلى صفّه، وسيلقى شو هويتينغ العقاب والإهانة 


ثم زاد يقينه وهو يتذكر أنّ الطفل الذي كان شاهدًا على المشهد هرب مذعورًا، فلا أحد سيقف مع شو هويتينغ، وسيُعزل من الجميع 


لكن شو هويتينغ أطلق ضحكة باردة 


كان على وشك أن يُسكته بالقوة، لولا أنه سمع وقع خطوات تعود مسرعة 


ظهر الخوف في عيني شو تشيتينغ لبرهة، لكنه سرعان ما استعاد جرأته وظن أن يي مان قد عاد ومعه "نجدة" 


رفع رأسه ليجد أن الراجع لم يكن سوى شخص واحد 


دخل يي مان وهو يلهث، ممسكًا بعصا ممسحة وجدها بشق الأنفس، وجهه متجهّم، وخطواته ثابتة، وأغلق الباب خلفه 


وبعينين تقدحان شررًا، مشى وهو يلوّح بالممسحة: 

"من الذي قلتَ إنه مريض؟" 


تجمّد شو تشيتينغ، وكذلك شو هويتينغ 


ثم صُدم شو تشيتينغ تمامًا: 

"ألستَ ذاهبًا لتأتي بالمعلمين؟!" 


فأشار يي مان إلى نفسه بجدية: 

"أتدري من أكون أنا؟" 


ارتبك شو تشيتينغ وأجاب: "من أنت؟" 


شدّ يي مان شو هويتينغ إلى الخلف، فتراجع الأخير مطيعًا، وظلّ ينظر إليه بصمت، ثم ابتسم يي مان ابتسامة شريرة، ودسّ الممسحة في يد شو هويتينغ وهو يقول: 


"أنا؟ بالطبع أنا شريكه! لم يخطر ببالك هذا، أليس كذلك؟" 


قال شو تشيتينغ: "!" 


رأى أمام عينيه الآخر وهو يمسك بيد شو هويتينغ بكل شفقة، ويقول له بجدية: 

"أن تضرب بقبضتك مؤلم جداً، ماذا لو تضررت يدك؟ لماذا لا تعرف أن تستعمل أداة بدلاً من ذلك؟" 


ابتسم شو هويتينغ فجأة 


واسترخى جسده وقال: "ألا تخاف حين تراني أتشاجر مع الناس؟" 


فأجاب يي مان، رافعاً ذقنه بفخر: "لا أخاف، من المؤكد أنه هو من تنمّر عليك، وأنا ذكيّ جداً وأستطيع أن أرى ذلك من نظرة واحدة" 


قرص شو هويتينغ وجنتيه الممتلئتين قائلاً: "دون أن تعرف السبب أو النتيجة، تثق بي هكذا فقط؟" 


قال يي مان وكأن الأمر بديهي: "طبعاً، في أي وقت، سأقف بلا شرط إلى جانبك" ثم خفّض صوته خلسة وأضاف: "أكمل، وأنا سأراقب لك الطريق" وقد ارتسم على وجهه تعبير يدل على استعداده لمشاركته فعل شيء سيئ 


لم يكن يمزح على الإطلاق، فما إن قال ذلك حتى همّ فعلاً ليقوم بالمراقبة، غير أن شو هويتينغ جذب ياقة ثيابه وأعاده 


ألقى بالممسحة، وهي السلاح الذي سلّمه إليه يي مان، ثم بدا في مزاج رائع وكأنه لم يعد يريد الاكتراث بشو تشيتينغ ومن معه 


أما يي مان، فقد انسحب في حيرة وهو يُسحب معه، مشيراً إلى المجموعة الملقاة على الأرض وقال: "ألا نهتم بأمرهم؟" 


فأجاب شو هويتينغ بطمأنينة: "لا، لا نهتم، علينا الإسراع بالعودة إلى البيت، إن أراد أن يذهب ليشكو عند الشيخ الكبير، فليذهب، أنا أعرف سلفاً ما ستكون النتيجة" 


ثم تابع سيره أمامه، وسأل يي مان بصوت منخفض: "هل تأتي لتناول العشاء في بيتي الليلة؟ أمي قالت إنها أعدّت طبق يخنة اللحم البقري الذي تحبّه" 


فانصرف ذهن يي مان مباشرة إلى ذلك وقال بحماس: "نعم!" ثم لمّا رأى ثوب شو هويتينغ ممزقاً، أسرع يقول: "آه، صحيح، فلنذهب أولاً إلى بيتي، في خزانتي بعض الملابس الخاصة بك، غيّر ملابسك قبل أن تعود، وإلا فسوف تقلق عمّتي حين تراها" 


أجاب شو هويتينغ مبتسماً برفع زاوية فمه، وقد غدا خطوه خفيفاً على غير العادة: "حسنا" 



هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]