🦋


قال السكرتير تشين وهو يتصفح الأوراق بين يديه: 

"سيدي شو، الحسابات لدى يان فينغ ظهرت عليها بالفعل مشاكل كبيرة، مؤخرًا، استلم وكيل السيد شو ويبينغ في الخارج مبلغًا ضخمًا غير معروف المصدر، كما أن السيد شو ويبينغ كلف شخصًا على انفراد بشراء تذكرتين جويتين، لكن يبدو أن السيد شو تشيتينغ غير راضٍ عن ترتيب والده لنفسه" 


لم يُظهر شو هويتينغ أي دهشة 


قال: 

"لن يرضى بالرحيل هكذا مهزومًا، فذلك بالنسبة له يعني الاعتراف التام بأنه أقل مني، وأنه طوال حياته لن يتفوق عليّ، وأنه فاشل" 


وأضاف: 

"لم يفقد الأمل بعد، يظن أنه بحل مشاكلي يمكنه إعادة أيام مجده حين كان محط إعجاب الجميع" 


رفع شو هويتينغ حاجبه، وكانت ملامحه تبدو أكثر حدة، وابتسم ابتسامة ساخرة ذات دلالة: 

"تخيّل أن أوج مجده كان في صغره، ومن بعدها كل يوم أصبح أسوأ من الذي قبله، ليس من الغريب أن يحن إلى تلك الأيام" 


بالنسبة لشو تشيتينغ، كان شو هويتينغ جبلًا لا يمكن تجاوزه، وهو يكرهه بشدة 


كان يشعر أن ظهوره جعله يفقد مكانته ويهبط وضعه فجأة 


ورغم صحة هذا، إلا أن شو هويتينغ عند قدومه إلى بكين لم يكن يفكر في كل هذا بعد، كان لا يزال يُنظر إليه كفلاح قادم من جزيرة نائية، ثري قليلًا في نظر الآخرين، وكان قبل فترة قصيرة يقلق بشأن ما سيأكله في اليوم التالي، في الحقيقة، كل شخص يُجبر خطوة بخطوة على الوصول لما هو عليه اليوم 


ابتسم شو هويتينغ بهدوء وأغلق الملفات، واضعًا ساقًا فوق الأخرى، وقال: 

"هل وجدت المكان الذي طلبت منك البحث فيه؟" 


"قبل أسبوع، فتشنا الفيلا الخاصة بالسيد شو تشيتينغ في الخارج، ولم نجد ما كنا نبحث عنه هناك، لكننا حصلنا على أثر لمنزل آخر داخل البلاد، واستعلمت عن محيطه، وهو محاط بحراسة مشددة، وأي حركة متهورة قد تثير شكوكه، يبدو أنه كان مستعدًا لاحتمالية اكتشافنا للمكان" 


تأمل شو هويتينغ قليلًا وقال: 

"علينا أن نجعله يطمئن تمامًا أولًا" 


وبدأت خطة تتشكل في ذهنه 


أعطى شو هويتينغ توجيهات مختصرة للسكرتير تشين، وأومأ الأخير برأسه بجدية، مؤكدًا أنه فهم 


ثم تذكر السكرتير تشين فجأة وقال: 

"أوه، بخصوص السيد هونغ الذي طلبت مني التحقيق فيه، هويته سليمة إلى حد كبير، والمشكلة الوحيدة أنه تلقى بعض الأموال من تشي سان شاوتشاو، جزء صغير منها استُخدم في دار الأيتام، والباقي أُهدر، هذا الشخص لديه عادة المقامرة" 


قال شو هويتينغ وهو يطرق إصبعه على الطاولة: 

"المقامرة… راقب هذا الشخص، وانظر أيضًا إن وُجد موقع مناسب لنقل دار الأيتام" 


أجاب السكرتير تشين: 

"حسنًا" 


… 


عندما عاد شو هويتينغ في المساء إلى منزل السيد تشي القديم، رأى من بعيد شخصًا مألوفًا جالسًا عند المدخل 


كان الفتى يرتدي معطفًا سميكًا طويلًا، يضع يديه داخل الأكمام، جالسًا على الأرض، ومن بعيد يبدو ككرة ثلج صغيرة 


لم يستطع رؤية شو هويتينغ عند عودته على الفور، فجلس مستندًا على عصاه البيضاء، مقربًا أذنه من الهاتف، ويضغط على الرسائل الصوتية التي أرسلها له شو هويتينغ،تتمتم لنفسه: 

"لم يصل بعد؟ قال عشر دقائق، لماذا هذا التأخير؟" 


ابتسم شو هويتينغ وهو يوقف سيارته، ونزل متقدمًا بخطوات واسعة نحو الفتى 


وأخيرًا لاحظ الفتى الحركة، فوقف وحاول توسيع عينيه لينظر في اتجاهه: 

"ريكاردو؟" 


"نعم" 


وبمجرد سماعه الإجابة الإيجابية، اندفع نحو شو هويتينغ، أمسك شو هويتينغ بطوق معطفه وجذبه إليه محاولًا دفئه أكثر 

"لماذا تنتظر عند الباب؟ أليس الجو باردًا؟" 


تلعثم يي مان بخجل ونزل برأسه قليلًا: 

"ليس باردًا، عندما خرجت، حرص أخي على أن أرتدي شيئًا دافئًا أكثر، كنت فقط أريد أن أراك بسرعة" 


كان يشتاق إليه 


ومنذ لحظة ظهور هذه الفكرة في ذهنه، لم يستطع شو هويتينغ إلا أن يبتسم 


حدّق فيه طويلاً، ثم التقط وجهه بين يديه: 

"ألا ينقصنا شيء ما؟" 


"ماذا؟" 


قبل شو هويتينغ وجهه وقال: 

"ينقصنا هذا" 


استنشق يي مان الهواء، وتمتم بأن الشخص يطلب الكثير، وتشبث بكتفيه واقترب ليقبله 


وعندما حاول الانسحاب، أمسكه شو هويتينغ برأسه، تمتم يي مان بينما كان يقبله طويلاً، وعند الانفصال بدا فمه منتفخًا قليلًا 


اقترب شو هويتينغ وفرك وجهيهما ببعضهما 


وكان يي مان، الذي كان قلقًا من أن يظهر انتفاخ فمه، مضطرًا للتغاضي عن الأمر 


فمن ذا الذي يستطيع مقاومة من يحبّه إلى هذا الحد، لذا دعه يقبله أكثر قليلًا 


أعطى شو هويتينغ يي مان الكعكة التي وعده بها، فابتسم يي مان حتى انحنت عيناه، وفي المقابل قال: 

"سأتذكر أن أقبلك فور عودتك في المرة القادمة" 


"حسنًا…" فكر شو هويتينغ بجدية: 

"هل تستطيع كعكة واحدة إغراؤك؟" 


"ماذا! أليست كعكة واحدة كافية؟" 


"ليست كافية، بعيدة عن الكفاية" 


تذمر يي مان وهو يشبك يده في يده: 

"كعك الآخرين لا ينفع، لن أغتنى إلا بكعكتك أنت" 


نظر شو هويتينغ إليه هكذا، فلم يستطع إلا أن يعانقه أكثر وأطلق تنهيدة: 

"Micio Mio" 


*"Micio Mio" تعني بالإيطالية: "قطي/قطي"الصغير" أو بطريقة أكثر حميمية: "حبيبي الصغير" 


قال يي مان بعد أن كاد يختنق في حضن حبيبه: 

"اليوم جاء شخص يبحث عنك، قال إنه يريدك أن تعود إلى منزل عائلة شو لتناول وجبة عشاء" 


كان الزائر قد جاء بعد الظهر، ولم يُعرف كيف وصل إلى منزل عائلة تشي، لكنه كان مؤدبًا وأحضر هدية، وأبلغ بلطف أن عائلة شو ترغب في عودته لتناول العشاء 


"ابن عمه ارتكب خطأً صغيرًا، ويريد استغلال هذه الوجبة للاعتذار، والمصالحة بين الإخوة لا تترك عداوة للغد، أليس كذلك؟" 


نقل يي مان كلام الزائر إلى شو هويتينغ 


وعلى الفور فهم شو هويتينغ الموقف، فربما لم يعد يانفينغ قادرًا على التحمل، وشو تشيتينغ لا يريد الهروب إلى الخارج وفق ترتيب والده، ويريد المحاولة الأخيرة 


ابتسم شو هويتينغ داخليًا بسخرية، وقال ببرود: 

"سأعود إلى المنزل غدًا، وسأعود قبل بعد الغد لأرافقك لحل مشكلة يي غووين" 


شعر يي مان بشيء من القلق، فشد يده: 

"الابن العَم الذي سيعتذر لك، أهو الشخص الذي جاء ليصرخ في وجهي المرة الماضية؟ دعني أذهب معك" 


كان وجهه النقي مكتظًا بالقلق 


فالأشخاص الذين التقى بهم في المستشفى، خصوصًا شو تشيتينغ، لم يظهروا أنهم طيبون 


وكان يي مان الذي يتذكر الإساءة التي تلقاها منهم، يشعر بالقلق 


أمسكه شو هويتينغ وسار به نحو الداخل: 

"ابقَ في المنزل وانتظرني، لن أغيب عنك طويلًا، سأعود قريبًا، حسنًا؟" 


"…نعم" 


كان سيغيب يومًا أو يومين فقط، لكن يي مان بدأ يشعر بالحزن 


"عد بسرعة، سأكون خائفًا أنام وحدي في الليل" 


وفي هذه اللحظة، لم يتمالك النظام نفسه من التدخل: 

"يا لك من صغير لا قلب لك! من قال إنك وحدك! لقد رويت لك قصتي، وهو غير موجود، لكن يمكنني أن أحكي لك قصصًا أخرى!" 


شعر يي مان بالحرج للحظة، ثم رفع صدره: 

"أنت تعرفني جيدًا، أليس كذلك؟ أحقًا لا أستطيع أن أتعالى قليلًا؟" 


وكان يبرر لنفسه: 

"الجميع هكذا، بعد أن اعتادوا حياة مريحة، لا يستطيعون تحمل التعب!" 


كان يريد سماع القصة، ويريد أن ينام بين أحضان "شو هويتينغ "، ويزداد تعجرفه بسرعة 


النظام: "…" 


لقد أذله تمامًا 


في اليوم التالي، غادر شو هويتينغ قبل أن يستيقظ يي مان 


ظل يي مان في منزل عائلة تشي، وقلبه مليء بالقلق عليه 


قال يي مان وهو يجلس على الأريكة ويلعب بالطي الورقي، مكوّنًا أرانبًا صغيرة تتراءى على الطاولة: 

"يا نظام، الشخص الذي جاء لي سابقًا لا يبدو طيبًا، ألن يتآمروا ليؤذوني؟" 


لو كان للنظام عيون، لكان بالتأكيد تمنى أن يرمقه بعينين مملوءتين بالسخرية: 

"هل يظنون أنهم يستطيعون إيذاءه؟ مجموعة حمقى من عائلة شو مجتمعين لا يساوون خصمًا له، اطمئن" 


وبسبب عدم قدرته على تهدئة قلبه المتوتر، ألقى يي مان طي الورق جانبًا واستلقى على الأريكة 


قال: 

"يا نظام، هل تعرف حقيقة وضع عائلة شو؟ ذلك الشخص السيء الذي صرخ في وجهي المرة الماضية تحدث عن والد 'شو هويتينغ '، ويبدو أن والدته قد رحلت عندما كان صغيرًا جدًا، ومع ذلك أشعر أنه قد يُؤذى" 


لكن يي مان كان مجرد أعمى، ولا يستطيع أن يقدم أي مساعدة 


ولم يكن النظام ملمًا بكل تفاصيل هذا العالم، فلاحظ حالة القلق والاضطراب لدى يي مان، حتى أنه لم يستطع تناول العشاء، فاضطر إلى مراجعة السيناريو بدقة أكبر 


وبمقارنة الأحداث، اكتشف بعض الخيوط الصغيرة الملموسة 


قال النظام: 

"آه، يبدو أن هنا ذُكر أن شو هويتينغ عندما أعيد إلى المنزل لم يكن يعيش حياة جيدة، والده لم يهتم به بعد عودته، ووالدته مرضت لفترة طويلة بسبب عدم تكيفها، ولم تتحسن حالتها بسرعة، بعد أن بلغت شو زيي سن الرشد، تزوجت على الفور من عائلة مينغ، ربما لتستفيد من قوتهم لتحقيق شيء ما، لكنها لم تستطع أخذ والدتها وأخيها معها، واضطرت لتركهم مؤقتًا في منزل عائلة شو، وقبل أن تتمكن من القيام بأي شيء، توفيت والدتهم، وبقي شو هويتينغ وحيدًا في منزل شو … آه! انتظر لحظة!" 


كانت أنفاس النظام تتقطع وهو يقارن عدة أحداث في القصة 


سأل يي مان: 

"ما الأمر؟" 


تردد النظام قبل أن يجيب، لكنه أخيرًا قال بحذر بعد إلحاح يي مان: 

"بعد مقارنة توقيت عدة أحداث، يبدو أن الليلة التي سبقت وفاة والدته، اقترح شو تشيتينغ أن يذهب شو هويتينغ في يوم ثلجي، إلى فناء منزل شو المغطى بطبقة سميكة من الثلج، ليبحث عن سماعة صغيرة…" 


بعد جمع المعلومات من مصادر متعددة وتحليلها معًا، تمكن النظام من تقدير الأمر تقريبًا… يبدو أن شو هويتينغ قضى الليل بأكمله يبحث عن السماعة، وعندما عاد، وجد والدته قد توفيت بالفعل 


قال النظام: 

"إن 'شو هويتينغ ' ليس من النوع الذي يستسلم لأوامر الآخرين، شيو تشيتينغ غالبًا كان يتنمر عليه، لكن يُقال إن شو هويتينغ كان دائمًا يقاوم بعنف شديد وبطرق قاسية، ومع ذلك، في تلك الليلة، ساعد الشخص الذي يكرهه أكثر، شو تشيتينغ، في البحث عن سماعة، وظل يبحث طوال الليل، أيها المضيف، هذا أمر غير طبيعي" 


فهم يي مان الأمر على الفور، واصفر وجهه 


نزلت رموشه برفق، وسأل بحزن: 

"هل… لأنه استخدم والدته للضغط عليه؟" 


أجاب النظام: 

"ربما يكون كذلك…" 


فشخص مثل 'شو هويتينغ '، الذي لا يعرف الاستسلام، خضع لأول مرة لأكثر شخص يكرهه، ومع ذلك لم يستطع أن يمنع ما حدث 


فكر يي مان في الأمر، وامتلأ قلبه بالأسى 


في مساء اليوم الثالث، لم يعد شو هويتينغ بعد 


خشي يي مان أن يتشتت ذهنه أثناء إنجاز مهمته المهمة، فاضطر إلى كبح نفسه وعدم الاتصال به 


كان يستطيع أن يشعر أن شو هويتينغ ذاهب لإنجاز أمر بالغ الأهمية 


في الساعة الثامنة مساءً، أثناء مشاهدة التلفاز، انقطعت البرامج لأخبار عن حادث سيارة عند تقاطع طريق، حيث اصطدمت سيارتان فاخرتان 


قفز قلب يي مان من الفزع، وربما بسبب حساسيتِه المفرطة، لكنه لم يتمالك نفسه وسأل النظام: 

"يا نظام، تحقق بسرعة، ما نوع السيارة؟ لا أعرف السيارات، فقط أخبرني، هل هي سيارة 'شو هويتينغ'؟" 


رد النظام: 

"المضيف… اهدأ قليلًا…" 


لاحظ كل من في منزل عائلة تشي توتره 


رأى تشي يان السيارة فورًا، وأدرك أنها سيارة شو هويتينغ، وشحب وجهه على الفور، مسرعا لطمأنة اخيه القلق، وبدأ بالاتصال لمعرفة تفاصيل الحادث 


وقف تشي جوي بجانب يي مان وقال: 

"لن يحدث شيء، لا تقلق، انتظر قليلًا حتى تصل الأخبار" 


وعندما عاد تشي يان بعد الاتصال، كان وجهه أكثر شحوبًا من قبل، وأومأ برأسه ليشير إلى وقوع الحادث، ما جعل وجه تشي جوي أيضًا يبيض 


تأكدت العائلة أن السيارة هي لعائلة شو، وأن الشخص داخلها خرج لتوه من منزل شو بعد العشاء، وتم تأكيد إصابة شخصين، أحدهما في حالة خطيرة نُقل إلى المستشفى، أما التفاصيل الأخرى فلا تزال غير واضحة بسبب فوضى مكان الحادث 


شعر يي مان بالقلق، فوقف وقال: 

"أخي، هل يمكن أن تأخذني هناك لأرى؟ الموقع أو… المستشفى، أريد التأكد بنفسي" 


نظر إليه تشي يان وأومأ: 

"حسنًا، سأأخذك" 


وبمجرد أن حصل على الموافقة، ارتدى يي مان ملابسه بسرعة، وذهب إلى الباب في انتظار وصول أخيه بالسيارة 


فرك يديه ووجهه بقوة ليشعر بالدفء، محاولًا طمأنة نفسه بأنه لن يحدث شيء 


لكن كلما حاول طمأنة نفسه، ازداد شعوره بالرغبة في البكاء 


قال صوت مألوف: 

"يا يي مان؟" 


توقف لحظة، ظن أنه سمع صوتًا وهميًا 


وجاء الشخص مسرعًا كما اعتاد دائمًا، التقط يي مان أنفاسه، وفوجئ حين لمس كل جسده بحثًا عن آثار ما حدث، من الوجه إلى اليدين 


تراجع الشخص قليلًا عند وصول يي مان إلى يده، لكنه لم ينجح في الاختباء قبل أن يلمس آثار رطبة ولزجة على يده 


ارتبك الشخص فورًا، محاولًا مسح دموعه، لكن أثناء ذلك تلطخت يده بوجهه، وانتقل الدم إلى وجهه 


قال: 

"أقلقتك، آسف، في الحقيقة لا شيء خطير حدث، شو تشيتينغ حاول استغلال الفرصة لإيذائي، لكنني كنت مستعدًا مسبقًا، فقط خدشت يدي بالزجاج عن طريق الخطأ، كل شيء انتهى، عدت إليك فورًا" 


أما شو تشيتينغ، فمن المؤكد أن شو تشيتينغ هذه المرة لو نجا، فلن يكون سالماً 


وأضاف: 

"لا أستطيع تركك، لذلك لن أضع نفسي في خطر حقيقي، أستطيع ضمان سلامتي" وعانقه، ثم قال: 

"هل كان يجب أن أخبرك مسبقًا؟ ظننت أنني سأعود قبل أن تقلق، لكني تأخرت قليلًا" 


وعندما رأى يي مان صامتًا، ازداد قلق شو هويتينغ، فخفض صوته وقال معتذرًا: 

"هل غضبت مني؟ آسف لأنني أخفتك وجعلتك تبكي" 


هز يي مان رأسه، واحتضن يده المصابة بحنان، ورفع رأسه ليلمسه بلطف: 

"لا بأس" 


حاول أن يسيطر على بكائه، وكان صوته رقيقًا وهادئًا، مع لمسة من التهدئة 


فجأة أدرك شو هويتينغ أنه يواسيه 


وتوقفت كل كلمات القلق التي قالها فجأة 


احتضنه فجأة بشدة، وانحنى جسده الطويل فوق جسد الفتى، محكمًا إياه بين صدره، حتى ارتجف جسده بلا إرادة 


في ذلك الشتاء منذ سنوات عديدة، ربما كان البرد شديدًا كما هو الآن، كانت الثلوج كثيفة، وبحث شو هويتينغ طويلًا في الثلج عن السماعة، وكان يرتدي ملابس خفيفة، حتى جمدت أطرافه، لكنه لم يتوقف 


قال له شو تشيتينغ إنه إذا تمكن من العثور على السماعة، فسيساعده في علاج مرض والدته 


لكن عندما عاد شو هويتينغ متحمسًا، رأى المرأة التي كانت قد سقطت من على الدرج، بلا أي حركة، فتسقط السماعة من يده، وانتهى كل شيء 


وعندما غادرت شيو زيي، أقسم لنفسه أنه سيحميها 


قال بصوت خافت: 

"يي مان…" 


ربت يي مان على ظهره برفق وقال له: 

"لا بأس، ريكاردو، أنت دائمًا تقول إنك ستكون بجانبي" 


أجاب شو هويتينغ: 

"وسأظل دائمًا معك، فلا تحزن" 

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]