🦋

قاوم لو مينغ فنغ بيأسٍ شديد، محاولًا إغلاق العالم السريّ ليجرَّ الجميع معه إلى الهلاك.

لكن في اللحظة الحاسمة، عزف شيه وانتينغ لحنًا أربك ذهن لو مينغ فنغ وأفقده توازنه. فانتهز تشو تشانغ فنغ ومُو تشي يان الفرصة، وتقدّما معًا ليقيما حصرًا على نواته الذهبيه ويكبلاه.

غير أنّ لو مينغ فنغ ازداد يأسًا، وشرع في الاستعداد للتفجير الذاتي. وفي لحظة غريزية سريعة، دفع تشو تشانغ فنغ مُو تشي يان بعيدًا لينقذه، لكنّه أصيب هو نفسه من ضربة لو مينغ فنغ القاتلة.

وبفضل تكاتف الجميع، تمكّنوا أخيرًا في اللحظة الأخيرة من القبض على لو مينغ فنغ حيًّا، مقيّدًا بـ قفل ربط الخالدين، وحُبس داخل العالم السريّ في انتظار مصيره المحتوم.

وحين استعاد الجميع وعيهم، فجأة أدركوا أنّ لو ياو قد اختفى!

كان هوا تشي مسندًا ظهره إلى اللوح الخشبيّ للسرير، وبيده وعاء الدواء. 

انسدل خصلٌ من شعره الأسود على جبينه، فيما ظلّت ملامحه ساكنة لا تتحرّك.

قال بهدوء: “هرب؟”

أومأ مو رونغ سا برأسه: “لا بدّ أنّه فعل. فقد كان شريكًا في الجريمة أصلًا. الشيخ غان يانغ غاضب أشدّ الغضب، وقد أمر تلاميذ شانغ تشينغ بالبحث عنه في جميع أرجاء الولايات التسع.”

شمّ هوا تشي رائحة الدواء المرّة، فغرق في صمتٍ متأمّل.

ولأن مو رونغ سا خَمَّن ما يدور في خاطر هوا تشي، حاول أن يطمئنه قائلًا:

“لا تشغل بالك. ما الخطر الذي يمكن أن يُحدثه فتى في السادسة عشرة فقط؟ والده قد هلك، فأيّ مأوى يجد؟ هو الآن مجرم، منبوذ في عالم الخالدين.”

اندهش هوا تشي وقال: “منبوذ في عالم الخالدين، فإذن… في عالم الشياطين…”

فتح مو رونغ سا فمه في دهشة: “مهلًا مهلًا! ألستَ تظن أن ذلك الصبيّ لو ياو سيلجأ إلى فين تشينغ؟! يا أخي هوا، هل أفسدت الحمّى عقلك؟ أيُّ مؤهّلٍ يملك لو ياو ليقع في نظر يين ووهوي؟! إنّه لن يصمد ثلاثة أيّام في قسوة عالم الشياطين!”

تمتم هوا تشي بصوتٍ منخفض: “مو رونغ سا، يا لغباء مو رونغ سا.”

قال مو رونغ سا متصنّعًا الغضب: “هيه! لا تظن أنني لم أسمعك لمجرّد أنك همست!”

في تلك اللحظة، دفع تشو بينغهوان الباب ودخل. فسارع هوا تشي يسأله بقلق: “كيف حال عمّك؟”

غير أنّ تشو بينغهوان تجنّب الإجابة عن سؤاله. وما إن وقعت عيناه على وعاء الدواء في يد هوا تشي، حتى تغيّرت ملامحه.

قال بصرامة: “لِمَ لم تشربه بعد؟”

فوجئ هوا تشي وقد أُمسِكَ متلبّسًا، فارتبك وهو يختلق عذرًا: “إنّه ساخن جدًّا… سأشربه حين يبرد قليلًا.”

بدا أن تشو بينغهوان صدّق كذبته، فتقدّم خطوتين ووضع كيسًا صغيرًا من الفواكه المسكّرة على الطاولة.

على الفور تلألأت عينا هوا تشي، ومدّ يده ليلتقطها، لكن تشو بينغهوان صفع يده بلا رحمة في منتصف الطريق وقال ببرود: “اشرب الدواء أوّلًا.”

لم يجد هوا تشي بدًّا من أن يرفع الوعاء على مضض، ويبتلع رشفة من الدواء المرّ.

ذلك الطعم المألوف… تلك الخلطة المألوفة…

شعر هوا تشي فجأة أنّ الموت بحمّى عالية قد يكون أهون عليه من ابتلاع دواء تشو بينغهوان!

كان تشو بينغهوان يعتقد أنّ كثرة الحلويات تضرّ الجسد، لذا—حتى وهو يعلم مدى ولع هوا تشي بالفواكه المسكّرة والحلوى—لم يكن يسمح له إلّا بالقليل منها، وبالتحديد حين يفرغ من شرب الدواء.

لكن لمّا رأى ذلك الوجه البائس المستسلم، لم يستطع إلا أن يلين قلبه.

فما الأهمّ من أن يحيا المرء راضيًا سعيدًا؟

جلس تشو بينغهوان يراقب هوا تشي حتى أنهى الوعاء بأكمله ولم يترك فيه قطرة واحدة، ثم ناوله أخيرًا كيس الفواكه المسكّرة كاملًا.

وما إن أمسكه هوا تشي، الذي كان قبل لحظة يكاد يُفارق الحياة من شدّة تجهّمه، حتى أشرق وجهه كطفل صغير، وبدأ يلتقط الفاكهة حبة تلو الأخرى ويدسّها في فمه، حتى انتفخت وجنتاه كوجنتَي سنجاب صغير.

ولم يستطع تشو بينغهوان أن يمنع نفسه من الابتسام، وقد غمر ملامحه لطفٌ وحنان.

وما إن استطاع هوا تشي النهوض والمشي، حتى كان أوّل ما فعله أن قصد العالم السريّ لزيارة لو مينغ فنغ… ذلك الرجل الذي كان في يومٍ من الأيام يتربّع على قمّة عالم الزراعة الروحية، ينظر إلى جميع الكائنات من علٍ.

قبل يوم واحد فقط، كان لو مينغ فنغ شيخًا جليلًا، يُشاد به في أرجاء الطوائف، ويُلقَّب بالحكيم الموقَّر. فمن كان يتصوّر أنّه في أقل من اثنتي عشرة ساعة سيغدو مجرمًا شائنًا، سجينًا ممقوتًا من الجميع؟

في ذاكرة هوا تشي، كان لو مينغ فنغ دائمًا صارمًا مهيبًا، أنيق الملبس، شعره الأسود مربوطًا بعناية، ورداؤه الفاخر نظيفًا بلا شائبة. المرة الوحيدة التي رآه فيها متهالكًا كانت في حياته السابقة، حين ركع أمام قدميه مغطًى بالدماء والطين، قبل أن يشقّ هوا تشي نواته الذهبيه ويمزّق روحه.

ومع ذلك… حتى في تلك اللحظة، كان لو مينغ فنغ لا يزال شامخًا مهيبًا.

لماذا؟

على الرغم من مظهره المبعثر، ظلّ عزمه الداخليّ صلبًا لا يتزعزع، وعيناه تخترقان الصمت بكبرياءٍ واستعلاء. لم يُبدِ أيّ خوفٍ من الموت، بل ضحك بجنونٍ واستهتار، يطلق من بين شفتيه أقذر الألفاظ وأشدّ اللعنات سمًّا.

—— “لقد وضعتُ لعنةً على لو ياو، قدّمتُ روحي قربانًا لها، لتربطكما إلى الأبد! إن مات، متَّ أنت. وإن متَّ، عاش هو!”

—— “موتي لا يعني شيئًا، لكن دم هذا السيّد لا يزال يجري في العالم! المنتصر هو هذا السيّد، والخلود هو لهذا السيّد!”

لكن هذه المرّة… بدا لو مينغ فنغ مبعثرًا بالقدر نفسه، غير أنّه لم يعد كما في حياته السابقة؛ لم يعد ذاك المتكبّر المتسلّط. بل كان أشبه بنمرٍ منزوع الأنياب، محبوسٍ في قفصٍ ضيّق تحاصره التعاويذ من كل جانب، يلعق بلا جدوى جسده المثقوب بالجراح. 

صورة متدهورة، ساخرة… ورثيّة.

فقد استنزف نزيف الدم جسده، فأصيب بجراح بالغة جعلت هيئته أشدّ رعبًا من هيئة الروح الشريرة. شفتاه متشققتان متيبّستان، شعره الجاف كالقشّ يتدلّى خلفه، وقيودٌ غليظة تشدّ عظامه حتى إن أقلّ حركة كانت تجعل الأشواك المخبوءة في الحبال تخترق اللحم والدم. 

أيّ مصيرٍ هذا لرجلٍ كان يومًا رمزًا للفخر والعظمة؟

قال هوا تشي بصوتٍ هادئ صافٍ: “كيف هو شعور أن يُدمَّر المرء؟”

ولو أصغى أحدهم جيّدًا، لربما أحسّ في نبرته رِقّةً غير واقعيّة.

وبعد صمتٍ ثقيلٍ امتدّ وكأنّه دهور—ربّما مقدار عصا بخور، وربّما ساعة كاملة—تكلّم لو مينغ فنغ أخيرًا:

“لماذا؟”

كان صوته جافًّا مبحوحًا، وكأنّ الدماء على وشك أن تتفجّر من حلقه.

جلس هوا تشي متربّعًا على بُعد ثلاثة أقدام منه، وجهه شاحب، وقال:

“أتُحبّ أن تخمّن السبب بنفسك؟”

ومن دون أدنى تردّد، فتح لو مينغ فنغ فمه وقال:

“من هو أن يو؟”

ابتسم هوا تشي بهدوء، ضاحكًا بخفوت: “أتظنّ أنّني جئتُ لأثأر لأن يو؟”

“أليس كذلك؟”

قال هوا تشي: “إنّه ليس سوى واحد من بين ديون الدم الكثيرة في حياتك الطويلة. هنالك أيضًا المئة وستّة وعشرون تلميذًا، وثلاثة عشر بريئًا من أهل الدنيا، قضوا ظلمًا في وادي القمر المشرق.”

أُصيب لو مينغ فنغ بالذهول وقال: “إذن كنتَ تعرف منذ ذلك الحين…”

فقاطعه هوا تشي ببرودٍ هادئ: “حتى لو ارتديتَ السواد في ذلك الوقت، حتى لو تحوّلتَ إلى رماد، كنتُ سأعرفك.”

ارتعش جسد لو مينغ فنغ كلّه، وصرير أسنانه يكاد يُسمع، ثم انقضّ فجأة مندفعًا بجسده كلّه نحو الحاجز!

وفي لحظة، انبعث من قفل ربط الخالدين نورٌ روحيّ شديد، لتندفع منه أشواك لا تُحصى وتخترق بكثافة كلّ موضعٍ من مواضع طاقته. 

تفجّرت القوّة الروحية العميقة في عروقه، لتُذيقه عذابًا لا يُطاق، حتى جثا على الأرض كسمكة تحتضر، يلهث بشدّة محاولًا النجاة من الألم الساحق. 

احمرّت عيناه بالدم، وكادت محاجرُه أن تتشقّق وهو يصرخ:

“متى أسأتُ إليك يا هوا تشينغ كونغ؟! متى أسأتُ إليك إلى هذا الحدّ لتُعاملني هكذا، هكذا؟!”

خفض هوا تشي جفنيه، وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامةٌ ساخرة باهتة:

“إن كنتَ لا تريد أن يعرف الناس، فلا ترتكب ما يُخفيك. تؤذى؟ وأيّ أذى ألحقته بك؟ أليست هذه كلّها أفعالك؟ الآن وقد انكشف المستور، وسقطت سمعتك، فليس هذا إلا جزاءً عادلًا.”

جنّ جنون لو مينغ فنغ، فراح يصرخ بصوتٍ مبحوح لا يعبأ بآلام جسده:

“لماذا تعرف عن الحجرات السرّية في جناح شانغ تشينغ؟! لماذا تعرف الممرّات تحت الحجرات؟! كيف استطعت فتح الحاجز المحيط بالممرّ السري؟! كيف اخترقت مصفوفة القصور التسعة والبا غوا الثمانية؟! كيف دخلتَ العالم السري؟! وكيف تعرف فنون الخالدين في شانغ تشينغ!!!”

“من أنت حقًّا؟ أجبني!!”

ظلّ هوا تشي يحدّق فيه ببرودٍ لا يتزعزع.

ازداد وجه لو مينغ فنغ شحوبًا، وقد اقترب من الجنون وهو يصرخ:

“من أنت! من أنت! هذا كلّه وهم! هل أنت ويي إر؟! أم أنت كاي إر! أتيتَ لتثأر، واستوليتَ على جسد هذا الفتى المسمّى هوا تشي! تمامًا كما فعل أن يو، عدتَ من عالم الموتى لتنتقم مني!”

تمتم هوا تشي بحزنٍ عميق، تنهيدةً تسبق كلماته:

“ويي إر… كاي إر… الأخ الأكبر والأخت الثانية… لعلّهما قد وُلدا من جديد منذ زمن بعيد، أو… ربّما في اللحظة التي سقطا فيها إلى عالم الموتى، كان حُرّاس بوابة الجحيم قد ابتلعوا أرواحهما بالفعل…”

تجمّد جسد لو مينغ فنغ كلّه: “أنت—”

قال هوا تشي وهو يرفع بصره نحو السماء بعينين شاردتين:

“دعني أروي لك حكايةً يا الشيخ لو… كان هناك طفلٌ عنيد، دخل بدافع العناد أعظم الطوائف وأبهاها في عالم الزراعة الخالدة. حالفه الحظ فنجح في اجتياز اختبار الدخول، وكان أوفر حظًا حين وقع عليه نظر زعيم الطائفة فقبله تلميذًا. كثيرون حسدوه وكرهوه، وهو نفسه كان مبهورًا وخائفًا، يسجد أمام مقابر الأسلاف التي يتصاعد منها الدخان الأخضر، وقد أنقذ في حياته السابقة قارة الولايات التسع.”

“في ذلك الوقت كان صغيرًا جاهلًا، مشاكسًا كثير الإزعاج، لذلك كان يُعاقَب من قِبل معلمه مرارًا بالركوع أو نسخ الكتب. والحقيقة أنّ ثلاثين بالمئة من ذلك كان متعمّدًا منه. كان يتظاهر بالعناد والتمرّد والعصيان فقط ليجذب انتباه معلمه. ففي كلّ مرةٍ كان يحدث ذلك، كان يجد عذرًا ليقول: (أعتذر يا معلمي وأعترف بخطئي)، ويُقدّم بيديه شاي الجينسنغ الدموي الذي أعدّه طوال يومٍ وليلة.”

“لأنّه كان يعلم أنّ تلك اللحظة وحدها… هي التي يجد فيها معلمه وقتًا ليشرب ذلك الكوب من الشاي.”

جلس لو مينغ فنغ إلى الأرض وكأن قوّةً غير مرئية قد حطّمته، يحدّق في هوا تشي بعينين فارغتين: “ماذا… ماذا تقول؟”

ابتسم هوا تشي ابتسامة باهتة، وصوته بارد:

“في هذا العالم لم يكن هناك كثيرون غاليون على قلبه. وإن عددتهم، لم يتجاوزوا الأربعة. المربية جيانغ واحدة. ورفيق الداو المخطوب واحد. والأخ الصغير البريء الساذج واحد. أما الأخير… فكان المعلّم الذي اعتبره كأبيه الحقيقي.”

“ولذلك، حين جاء ذلك الذي يُسمّى بالأب الحقيقي، في لحظة سقوطه المدوّي، وحين تقدّم معلّمه ليحميه… شعر حينها أنّ أعظم وأصوب ما فعله في حياته هو انضمامه إلى طائفة شانغ تشينغ، وأنّه صار تلميذًا تحت يد لو مينغ فنغ.”

اهتزّ لو مينغ فنغ كمن صُعق بالبرق: “ماذا… ماذا تقول! أيّ هراءٍ هذا الذي تنطق به!”

ردّ هوا تشي بهدوء:

“لكن كيف كان ليتوقّع! أن السبب الذي جعل معلمه يحبّه ويعطف عليه ويحميه… لم يكن سوى خوفه من ضياع جهوده سُدى. لم يُرد أن يرى (الماشية) التي ربّاها سنواتٍ طويلة تقع في يد غيره!”

“ذاك الفتى اكتشف سرّ معلمه أخيرًا. فحاول معلمه إسكاتَه إلى الأبد. لكن لسوء حظّه، لم يتوقّع أن يتدخّل ذاك القادم من قصر فين تشينغ لإنقاذه. ولم يكن في حسبانه أن يعود ذلك الفتى وحده، ويجرؤ على اقتحام عرين النمور هذا! بل ولم يكن ليخطر بباله أن ذاك الفتى، وقد جُنّ جنونه، سيخدع معلمه نفسه ويجرّ معه لو ياو أيضًا…”

“كفى! كفى!” صرخ لو مينغ فنغ كالطريد الممسوس، وقد تفجّرت الدماء من فمه كالسيل. عيناه تقدحان حمرةً ولهيبًا، يرمق هوا تشي بكرهٍ يكاد يمزّقه إربًا!

“عمّاذا تتحدّث؟! لا أفهم! ما الذي تهذي به؟! من أنت حقًّا!!!”

أطبق هوا تشي شفتيه بخفوت، ثم بعد لحظة نهض ببطء مسندًا نفسه على ركبتيه. التقت نظراته الصافية مباشرة بعيني لو مينغ فنغ المحمومتين، وفجأةً ابتسم ابتسامة رقيقة مشرقة كضوء الصباح:

“إنها مجرّد حكاية… أتحدث عرضًا، وأنت تستمع عرضًا. لا تأخذ الأمر على محمل الجد.”

صرخ لو مينغ فنغ بصوتٍ مبحوح: “قف مكانك! لا ترحل! لا يمكنك أن ترحل! أين لو ياو! أين لو ياو!”

قال هوا تشي بخفّة: “لقد هرب مذعورًا، أليس كذلك؟ مثل هذا الجبان… كم تظن أنه سيصمد؟ الطوائف العظمى جميعها تطارده في أنحاء العالم. فأين يختبئ؟ عالم الشياطين؟ هيه… هيه… هيه…”

ارتجفت أسنان لو مينغ فنغ، وامتلأ قلبه باليأس.

قال هوا تشي: “مقارنةً بالاندفاع إلى أراضي يين ووهوي طالبًا الموت بيديك، ربما العثور على زاوية نائية لتضع حدًّا لحياتك سيكون أسهل طريقة للموت، أليس كذلك؟”

كل كلمة كانت تطعن القلب، كل كلمة كانت تحطّم الروح.

انطرح لو مينغ فنغ على الأرض، صامتًا.

كان هوا تشي على حق. إن لم يذهب لو ياو إلى عالم الشياطين فهو في مأمنٍ مؤقّت، أما إن ذهب…

ويين ووهوي كان عدوه اللدود منذ الأزل. وإن تجرّأ ابنه على التوغّل في أرض يين ووهوي، فما الذي يمكن أن يتخيّله المرء غير ردّة فعلٍ مروّعة؟

قال هوا تشي وهو يلقي نظرة جانبية، مبتسمًا بابتسامة ساحرة غريبة:

“بدلًا من أن تقلق بشأن لو ياو، من الأفضل أن تقلق على نفسك! مواجهة مئات الطوائف الخالدة، وعشرات الآلاف من المزارعين الروحيين… وإعدام علني… كيف طعمه يا ترى؟”

“إنه يفوق الرضا ذاته!”

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]