🦋

مرّت ثلاثمئة ربيع وخريف، وتغيّر عالم البشر تغيّرات جمّة.

على سبيل المثال، طائفة شانغ تشينغ الخالدة انحدرت إلى الهاوية. لو ياو، بشخصيته الضعيفة، عجز عن القيادة، وتحت حكمه بالكاد بقيت الطائفة تتنفس.

وما زاد الطين بلّة أنّ يين ووهوي واصل ضرباته، حتى كادت الطائفة التي كان عدد تلاميذها ثلاثة آلاف تُمحى تماماً. ولولا صمود الشيخ غان يانغ، لاندثرت هذه الطائفة العريقة منذ زمن.

في المقابل، ورث تشو بينغهوان منصب زعيم يونتيان شويجينغ، فارتقى بها إلى قمة الطوائف الخالدة.

أما بشأن الستة والعشرين مزارعاً من الطوائف الخالدة الذين شاركوا في مجزرة قصر السُكارى تلك الليلة المشؤومة… فقد فعلت السنون فعلها بهم. بعضهم مات، وبعضهم بقي عادياً بلا إنجاز، وبعضهم ترك الزراعة وعاد إلى حياة الفلاحين، يرث أعمال عائلته.

منهم المزارع بالسيف المسمى مياو، الذي بات يعيش حياةً مترفة، لا همّ له في طعام ولا شراب.

طلب الخلود والتنوير؟ لا يُقارن بوجود زوجات جوارٍ وجمالٍ في الفراش.

وجبات بسيطة؟ لا تضاهي خمراً جيداً ولحماً دسماً.

ترك الطائفة والعودة إلى المنزل للتمتع بحياةٍ مسالمة، كان بالفعل قراراً حكيماً.

في هذا اليوم، كان مياو مستغرقاً في لذّاته. وبعد فترة، نظر باستياء إلى جاريته الشاحبة تحته وقال:

“ما بك؟ جسدك متيبس كالخشب. ليست هذه أول مرة تخدمينني.”

ارتجفت الجارية بصوت واهن:

“سيّدي… هذه الحقيرة… خائفة.”

قطّب حاجبيه في حيرة:

“ممَ تخافين؟”

“أما سمعت يا سيدي؟ بيت في الطرف الغربي من الشارع تعرض للسطو. أُبيدت العائلة كلها، خمسة أفراد، حتى الكلاب والدجاج لم يُترك لهم أثر.”

ارتجف قلب مياو، وغمره شعورٌ غريب بالقلق.

“هل كان… ابن تشانغ شان؟”

“نعم، أتذكر أنك كنت تعرف تشانغ شان. كنتم إخوة في أيام الزراعة. لقد مات العام الماضي، والآن ابنه…”

“سوء حظ أن تعرضوا للسطو. ما الذي يخيفك؟”

اهتزت الجارية أكثر:

“الجيران يقولون إنها سرقة، لكن المنظر لم يكن كذلك! قلوبهم منزوعة، وأحشاؤهم مبعثرة، مشهد مروّع! والأسوأ… الأسوأ كان الكتابة بالدم على جدار منزلهم.”

شحبت ملامح مياو على الفور:

“ماذا كُتب؟”

انفجرت دموع الجارية وهي تتمتم:

“دين الأب… يُسدد بالابن.”

تساقط مياو عن السرير، وجهه رمادي كالأموات:

“اصمتي! اصمتي! هراء… هراء تام! أيّ دين أبٍ وسداد ابن؟ محض جنون!”

“سيّدي…”

تسلق السرير مجدداً وأمسك بكتفيها النحيلتين، يهزها بعنف:

“هل عاد؟ هل عاد حقاً؟ لا يمكن، لا يمكن! لقد أُبيد تماماً، جسداً وروحاً! مضت مئات السنين، كيف يمكن أن يكون حيّاً؟”

ارتجفت الجارية:

“هذه الحقيرة… لا تعلم.”

زمجر مياو، عيناه جاحظتان:

“إنه عائد للانتقام، أليس كذلك؟ نزع الأعضاء، قطع النواة الذهبية، تبديد الروح—كلها أعمال مزارع شيطاني! إنه لم يمت، صحيح؟ تظاهر بالموت على منصة شانغ تشينغ! ولأنه لم يتمكن من الانتقام من تشانغ شان، بدأ يقتل ذريته!”

وفجأة—

انطفأت الشموع في الغرفة دفعة واحدة!

حلّ الظلام الحالك، فارتجفت روح مياو، وفي ذات اللحظة دوى صوت تمزيق اللحم، تبعه دفقة لزجة أصابته على وجهه وجسده، ورائحة الدم الحديدية تنتشر في الهواء.

رفع يده ليلمس وجهه… ثم قرب أصابعه إلى أنفه.

كان ذلك… دماً!

سقطت جثتان عند قدميه، واحدة لزوجته الشرعية، والأخرى لعشيقته الثانية التي كان يفضّلها.

صرخ مياو برعب، نظر حوله ليجد الفناء غارقًا بالجثث—جوارٍ، خدم، عمّال، وحتى كلبه المفضّل. الدم تسلل عبر شقوق حجارة الأرضية، ناشرًا صمتًا مخيفًا في كل أرجاء الدار.

على أريكة الجمال وُجد جثمان عصفور أصفر ممزق، وفي الممر تناثرت فئران مشلوحة، وكل شيء—من البشر إلى الحشرات—كان مسمّرًا على الجدران في مشهد مروّع.

“اخرج! اخرج!!” فقد مياو شنغ عقله وهو يلوّح بسيفه بجنون. “هوا تشي! أعلم أنك أنت! تعال وواجهني! لقد ذبحت منزلي كله، يا وحش أحطّ من الحيوان!!”

“أحطّ من الحيوان؟”

تجمّدت قدماه حين دوّى الصوت المفاجئ خلفه. استدار ببطء، ثم هوى على الأرض من شدة الرعب، والبول الدافئ ينساب على ساقيه.

على السطح وقف رجل.

طويل القامة، أنيق المظهر، يرتدي ثوبًا أحمر قانٍ كالدم، شعره أسود كالمداد، وعيناه كعيني طائر الفينيق تتوهّجان بوميض شرس ضاغط.

كان يشعّ منه هالة شرسة لا يمكن وصفها، هالة من حقد ودموية، وهو واقف تحت نور القمر. رأى مياو شنغ ملامحه الشاحبة كالموتى، فصاح مذهولًا: “هوا تشينغ كونغ!؟”

قفز هوا تشي بخفة من السطح، هابطًا كريشة:

“حين ذبحتُم أهل قصر السُكْارى، الآن أذبح عائلتك كاملة. أليست هذه عدالة؟ تنعتني بأحطّ من الحيوان، ولكن أليست أفعالك أنت كذلك؟”

صرخ مياو: “لقد كانوا جميعًا مجرد بشر عُزّل! أنت مجنون كليًا!”

ابتسم هوا تشي ابتسامة باردة، نبرته هادئة حدّ الرعب:

“وأهل قصر السُكْارى… أكانوا غير عُزّل؟”

ارتعش مياو، بينما تابع هوا تشي بصوت متباهٍ:

“مئة وثمانية وثلاثون نفسًا، كلبان، ثلاث قطط، ببغاء، وعشرة أرانب—كلها من صنيعك! وأنا… لم أفعل سوى أن أوفيك الدين بالمثل.”

ارتجف جسد مياو. هوا تشي ابتسم ساخرًا:

“تشانغ شان قالها بلسانه—ديْن الأب يُؤدّيه الابن. وجدتها قاعدة معقولة. يين ووهوي قتل خمسة آلاف من طائفة شانغ تشينغ، زحفتُ على ركبتيّ من سفح كونلون طلبًا للكفّارة، وبذلت حياتي ثمنًا. أما أنتم… دماء قصر السُكْارى من يُطهّرها؟”

قهقهة باردة تمزقت في الليل:

“تشانغ شان كان محظوظًا، مات قبل عودتي. لذلك اقتصصت من ذريته. لكن لا تقلق… لن أدعه يستريح حتى في قبره. غدًا، سأبقر قبره وأمزق جثته!”

مدّ هوا تشي يده العظمية، لم يكتمل عليها اللحم بعد، وقبض على عنق مياو بقوة ساحقة.

ارتفع مياو عن الأرض، ساقاه ترفسان في الهواء بجنون، عيناه جاحظتان، شهق: 

“ش… شبح… مزار شبح…”

ابتسم هوا تشي بسخرية قاتلة:

“ابن سيد الشياطين يولد شريرًا. ظننتم أني سأهوي إلى طريق الظلام، أسفك الدماء وأفتك بالجميع؟ حسنًا… سأحقّق لكم أمنيتكم.”

عشرون وستة رجلًا… عشرون وستة أسرة.

من بقي منهم حيًا، فلن ينجو أحد.

أولئك الذين بقوا أحياء، لم ينجُ منهم أحد.

أما الذين غادروا الدنيا منذ زمن، فقد نُبشت قبورهم، وجُلِدت جثثهم بالسياط، واستُحضرت أرواحهم الباقية عبر فنون الظلام لتمزقها جموع الأشباح إرباً.

منذ ذلك الحين، صار اسم هوا تشي مرادفًا للرعب.

رجل لا يعرف الرحمة، يقتل عائلات بأكملها لمجرد خلاف. لم يجرؤ أحد على استفزازه، ولم يجرؤ أحد بعد الآن أن يعيّره بلقب ابن عاهره.

يكفي ذكر اسمه لتتبدّد الألوان من الوجوه، وتفرّ القلوب مذعورة.

غير أنّ حياة مزار الأشباح لم تكن طريقًا معبّدًا.

فما بعد مذابح عالم الأرواح، واجه هوا تشي عند عودته الأولى إلى عالم البشر انهيارًا شبه كامل في ثلاثمئة عام من تدريبه، بسبب رفض العناصر لجسده الغريب.

ثم جاء بعد ذلك سيلٌ من المحن السماوية المتتالية.

فالسماء تحتمل البشر والوحوش، لكنها لا تتسامح مع الأشباح، خصوصًا أولئك الذين يهيمون بأجسادهم الطيفية بين الأحياء.

لكن حين اكتمل لحمه وعاد جسده كاملًا، لم يعد شبحًا—بل إنسانًا مُعاد الولادة، وُلد من جديد عبر نار النيرفانا.

ومن الطبيعي أن يختار عندها الطريق الشيطاني.

فبعد ثلاثمئة عام من زراعة الأشباح، كان التحول إلى الزراعة الشيطانية امتدادًا طبيعيًا له. وبفضل رصيد تلك القرون الثلاثة، تضاعفت قوته تضاعفًا مرعبًا.

“المعلم…”

صوت متحشرج خرج من بين شفتي هوا تشي، جسده يشتعل بحرارة الحُمّى.

انحنى تشو بينغهوان مسرعًا ليتفقده، لكنه كان ما يزال غارقًا في نومٍ محموم، يتمتم بكلمات مبهمة.

“ماذا؟” اقترب أكثر، لكن صوته كان خافتًا كأنما يأتي من بعيد.

ارتعش جسد هوا تشي، يهمهم: “المعلم…”

شهق تشو بينغهوان بدهشة: “تبحث عن معلمك؟”

لكن ما خرج بعد ذلك جعله يتصلب في مكانه:

“قتل الأب…”

تقلص قلب تشو بينغهوان فجأة: “هوا تشي!”

استمر الأخير يهذي بلا وعي: “اقتل…”

يده امتدت من تحت اللحاف، تتحسس الفراغ، تبحث عن شيء لتتشبث به.

أمسك تشو بينغهوان بيده، فقبض هوا تشي عليها بقوة، مغمغمًا: “الأم…”

كان جسده ملتهبًا كالجمر.

مسح تشو بينغهوان عرقه، جرّع له الدواء، لكن لا شيء نفع.

فحتى أعظم العقاقير تحتاج إلى جسد قوي، أما جسد هوا تشي الضعيف الواهن فقد كان بطيئ الامتصاص، بالكاد يقاوم الموت.

رآه يقشعر ويرتجف، فغطّاه ببطانية أخرى، ثم ثالثة، حتى هدأ ارتجافه قليلًا.

لكن تشو بينغهوان لم يجرؤ أن يتذكر ماضي حياته السابقة…

قبل سنوات، في ثالث بطولة لفنون القتال شارك فيها مع هوا تشي، سقط تشو بينغهوان من الجولة الأولى، متأثرًا بارتداد خدعة وهمية من شانغ تشينغ، فأصيب بجروح خطيرة.

عاد إلى يونتيان شويجينغ ليقضي خمس سنوات في النقاهة.

في تلك الفترة، سمع أن هوا تشي اختُطف على يد سيد الشياطين.

ورغم اعتراض تشو تشانغ فنغ ومي كايلين، أصرّ على التسلل إلى قصر فين تشينغ لإنقاذه.

لكن النتيجة… كانت أن تشو تشانغ فنغ فرض عليه تعويذة حظر، أوقعته في سبات عميق.

ويونتيان شويجينغ—بقيادة مي كايلين—قطعت كل صلة بهوا تشي، أعلنت فسخ الخطبة رسميًا، وأكدت موقفها بالتحالف مع باقي طوائف الخلود لمحاربة ابن سيد الشياطين.

وحين أفاق أخيرًا وذكر اسم هوا تشي… كانت الصدمة أنه نام خمس سنوات كاملة.

وأن العالم من حوله تغيّر.

منذ ذلك الحين، خان هوا تشي معلمه وأجداده، وانشقّ، بل وقَتلَ خمسة آلاف من تلاميذ طائفة شانغ تشينغ. وفي النهاية، تمكنت قوى المئة طائفة مجتمعة من أسره، فأُجبر هوا تشي على الزحف راكعًا من سفح جبل كونلون حتى منصة شانغ تشينغ، حيث تلقّى العقوبة القصوى إرضاءً لأرواح تلاميذ شانغ تشينغ الذين ذُبحوا.

تلك هي الأحداث التي اطّلع عليها تشو بينغهوان في السجلات التاريخية.

ولكن، هل كان هوا تشي قد مات حقًا؟

وهل كان فعلًا شريرًا كما تصفه كتب التاريخ؟

في السنوات التي تلت ذلك، جاب تشو بينغهوان أرجاء المقاطعات التسع والبحار الأربع، باحثًا عن بقايا روح هوا تشي أو أي أثر متبعثر لوعيه، رغم أن الاحتمالات كانت ضئيلة للغاية.

وفي رحلته تلك، كشف الحقيقة التي حاولت الطوائف الخالدة طمسها—لقد أُبيد قصر السُكارى، ولم يُنقل كما أُشيع بين الناس.

ومنذ ذلك الحين، لم يُرَ المربية جيانغ مرة أخرى.

أما بشأن المربية جيانغ وقصر السكارى، فقد آثر عالم الزراعة الروحية بأسره الصمت، وكأن اتفاقًا غير معلن قد عُقد بينهم، فلا أحد يذكر الحادثة، وكأنها لم تكن.

كان تشو بينغهوان يعرف هوا تشي معرفة عميقة؛ فهو رجل صلب لا يلين، لا يقبل المساومة ولا الاستسلام. لم يكن من الممكن أن يزحف على ركبتيه إلى جبل كونلون طائعًا، أو أن يرضخ للإذلال. فكيف إذن قبِل بسهولة تلك العقوبة القاسية على منصة شانغ تشينغ؟

كانت هناك نقاط كثيرة تثير الشك.

واختفاء المربية جيانغ الغامض زاد من قناعة تشو بينغهوان بأن وراء الأمر ما هو أعمق مما ظهر للعيان.

وكان يساوره حدس مبهم: لعل طائفة شانغ تشينغ قد أسرت المربية جيانغ، فاختار هوا تشي التضحية بنفسه من أجل إنقاذها…

ومضى قرن كامل، ليعود هوا تشي فجأة من غياهب الغموض.

وعند عودته، أراق دماءً لا تُحصى، حتى سالت الأنهار قرمزية من الدماء.

لاحقًا، انتشرت الأخبار في عالم الشياطين بأن هوا تشي قد قتل والده يين ووهوي، ووحّد القبائل الممزقة، واعتلى عرش ملك الشياطين.

كان تشو بينغهوان قد تخيّل آلاف السيناريوهات للقاء بينهما، غير أنّه لم يتوقع قط أن يأتيه هوا تشي مباشرة إلى يونتيان شويجينغ، ويدخل جناحه الخيزراني، ليحادثه على انفراد.

مضت ثلاثمائة عام، حفلت بأيام وليالٍ لا تُحصى من المعاناة والفرح والحزن. 

وعندما أبصره مجددًا، كانت أول فكرة خطرت ببال تشو بينغهوان…

لقد أصبح أنحف.

كان تشو بينغهوان قد فكّر طويلًا في الكلمات التي سيقولها بعد ثلاثمائة عام من الفُرقة، لكن في النهاية، كان هوا تشي هو من بادر بالكلام:

“يا قطعة الثلج، لن أستخدم هان شوي، ولن تستخدم أنت تشوو هون. فلنحسم الأمر بسيوفنا!”

رياح جارية تحرق الأرواح، وقمر صافٍ يرسل نسيمه الرقيق.

لقد ارتجّ يونتيان شويجينغ بأسره تحت صدام تقنيتين من أسمى تقنيات السيف.

ارتسمت على شفتي هوا تشي ابتسامة خبيثة:

“يا يونمياو جون، قاتل الشياطين… انتقم لهم!”

ثم ألقى بسيفه الواقي بعيدًا، وتقدّم نحوه مباشرة، دون أدنى تردّد، عازمًا على مواجهة سيف الأستماع إلى الربيع بجسده العاري.

ولولا أن تشو بينغهوان سحب سيفه على غريزة مفاجئة، لكان هوا تشي قد فارق الحياة بسيف مغروز في قلبه.

“أنت…” نظر إليه تشو بينغهوان في ذهول ورعب. صحيح أن هوا تشي كان مشاغبًا في الماضي، يلهو ويمزح ويعبث، غير أنّ ما رآه الآن كان حقيقيًا—هوا تشي كان يريد أن يموت على يده حقًا!

لم يبدُ ردّ فعل هوا تشي مختلفًا كثيرًا عن صدمة تشو بينغهوان. وبعد صمت طويل، قال أخيرًا:

“أبي مات، وأمي ماتت، وجدّتي ماتت، ومعلمي وأصدقائي جميعًا رحلوا. كنتُ أظن أنّه لم يبقَ لي شيء في هذا العالم…”

ثم خفض عينيه الفينيقيين، وقد ارتسمت على ملامحه مرارة، غير أنّ ابتسامةً مفعمة بالفرح أخذت تضيء شفتيه:

“حقًا… أنت لا تريد أن أموت، أليس كذلك؟”

قال تشو بينغهوان بصوت مبحوح: “هوا تشي.”

ابتسم هوا تشي أكثر، وعيناه تلتمعان بوميض من الرجاء:

“في هذا العالم الملوث اليائس، لا يزال هناك ما أتمسّك به.”

اشتدّت ابتسامته، رفع سيفه وأمسك بمعصم تشو بينغهوان:

“في هذه الحال، تعال معي إلى قصر فين تشينغ!”

وبالطبع، رفض. لكنه وقع ضحية خديعة هوا تشي…

خطف مزيّف، وختم مزيّف لقوته الروحية، وحبس قسري مزيّف.

وفي النهاية، كان هوا تشي لا يزال…

“آسف… لقد أهدرتُ حياتك كلها.”

لا، ربما كان تشو بينغهوان هو من أهدر حياة هوا تشي.

فلو أن هوا تشي وقع في حب شخص آخر، لربما عاش أكثر سعادة، وأشد حرية، وأبعد عن قيود العذاب.

لكن، ومن غير المتوقع، وقع المعجزة حقًا؛ لقد وُلد من جديد.

والأدهى من ذلك، أنّ هوا تشي قد وُلد من جديد أيضًا.

خفض تشو بينغهوان عينيه ينظر إليه، وراح يُداعب برفق خصلات شعره المبتلّة بالعرق عند صدغيه.

وبدا أنّ الأمر دغدغ هوا تشي، إذ عانق ذراع تشو بينغهوان بمودّة، ودسّ وجهه في دفء كفّه.

“—لو كنتَ موجودًا حينها، هل كنتَ ستصدقني؟”

انحنى تشو بينغهوان قليلًا، وطبع قبلة رقيقة على جبين هوا تشي.

“أنا أصدقك.”

(ملاحظات المترجمة : 

الفصول معقده شوي بس اللي مو فاهم هوا تشي يعتبر مات مرتين مره عند منصه شانغ تشينغ وتحول لشبح وبعدها ولد من جديد كمزارع شبح وانتقم وصار سيد الشياطين 

والمره الثانيه مات كسيد الشياطين بسبب اللعنه اللي حطها له لو مينغ فنغ لان لو يأو مات تقريباً هذا الواضح)

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]