🦋

“إذن استعد للموت!”

تبعت تلك الكلمات أطلق الرجل إشارة، فاندفع المهاجمون من خلفه في قفزات جماعية، قاصدينهم بكل قوة.

لوّحَ لين تشينغ يي بابتسامة ساخرة وقال:

“انظروا إلى هؤلاء، احمو سيدي!”

فرد الجنود المرافقون بحماس:

“نعم، يا جنرال!”

لم يكن العدد كبير، لكن كل رجلاً منهم كان من النخبة البارعين.

أراد كي روان أن يشارك في القتال، لكن بقوة الأعداء وشراسة المعركة أدرك أنه سيكون عبئًا. 

ففضل التراجع والوقوف بجانب سي يوهان، يراقب المشهد بصمت.

حدّق سي يوهان في كي روان، ثم وجه نظره نحو اللصوص،

وعيناه امتلأتا بلمعان قاتم وعبارات غامضة.

مدهش!

فكر: لا يمر يوم إلا وهناك من يسعى لقتل كي روان حتى داخل مملكته!

قال كي روان بحيوية وهو يوجه نظره إلى الجنرال لين:

“هان، ألا تُعجب من قوة جنرال لين؟”

في الرواية ' إمبراطور سلالة مينغ '، كان سي يوهان يعجب بشخصية الجنرال العظيم لين تشينغ يي.

فهو شاب اصبح قائدًا بمفرده، وترأس عائلته، وكان قدوة ملهمة.

للأسف…

حين تذكر هذا، تنهد كي روان بمرارة.

مهما كان، عليه أن يحمي لين تشينغ يي من الموت في مقاطعة يوليانغ.

ضحك سي يوهان بسخرية. 

حتى لو كان لين تشينغ يي قويًا ومهابًا، فماذا في ذلك؟ سينتهي به الأمر بالموت بمأساوية في النهاية.

ثم صاح كي روان بنبرة تمجيد ساخرة:

“انظروا! يا للروعة. أحسنت يا الجنرال لين! اضربه بقوة! هكذا تمامًا. رائع!”

تنهد بإعجاب أيضًا، وقال بينه وبين نفسه:

إنه لشيء مدهش أن أمثالي يشعرون الآن بقيمة هذه اللحظة… بفضل الجنرال لين

ازداد بريق الظلام في عيني سي يوهان. 

ما الذي يستحق الإعجاب فيه؟ هل لين تشينغ يي أفضل منه؟

كلا! بالتأكيد لا.

حتى إن لم يمت الجنرال لين في مقاطعة يوليانغ، فإنه – سي يوهان – سيقتله في النهاية. 

المسألة مجرد وقت لا أكثر.

“هان!”

ناداه كي روان بعد أن لم يتلقَّ منه أي رد. 

استدار نحوه ونظر إلى جانبه، ليكتشف أن سي يوهان لا يحدق في لين تشينغ يي أصلًا.

ظن كي روان أن ضجيجه أزعج سي يوهان.

لابد أنه كذلك. لا تفسير آخر لذلك.

وهج من الضوء الأبيض مرّ أمام عيني كي روان. أغمض عينيه دون وعي.

“سيدي! انتبه!”

شعر كي روان بقشعريرة تجتاح قلبه، فسحب سي يوهان غريزيًا وانحنى به إلى جانب واحد، متفاديًا ضربة السيف.

تنهد لين تشينغ يي بارتياح، وسرعان ما تخلص من عدة قطاع طرق كانوا يحيطون به، واندفع نحو كي روان ليتفقده.

“سيدي، هل أصبت؟”

“أنا بخير.”

أخفض رأسه وسأل سي يوهان الذي كان غريبًا في صمته:

“وأنت؟ هل أنت بخير؟ هل أصبت بشيء؟”

أومأ سي يوهان برأسه نفيًا.

تنفس كي روان الصعداء واحتضنه بقوة أكبر.

“الجنرال لين، من هؤلاء؟”

لم يعد وجه لين تشينغ يي يحمل تلك الطمأنينة التي كانت عليه سابقًا. 

بل بدا كأن ملامحه تصرخ: سأقتلكم جميعًا.

“أيها الجنود! احموا السيد الشاب!”

وفورًا، علت أصوات الجنود من كل اتجاه:

“نعم! نحمي السيد الشاب، مهما كلفنا الأمر!”

قال كي روان بصوت حازم:

“لا، ليس مهما كلف الأمر. أستطيع حماية نفسي. أنتم ابقوا أحياء. هذا أمر.”

“سيدي، هل تذكر ما علمتك إياه من قبل؟”

أومأ كي روان بثقة: “بالطبع!”

“جيد جدًا.”

بدأ عدد أكبر من قطاع الطرق يتجهون صوب كي روان.

ورغم أن هذه كانت المرة الأولى التي يواجه فيها موقفًا كهذا، إلا أنه لم يشعر بأي خوف في قلبه.

أما سي يوهان، الذي كان لا يزال بين ذراعيه، فلم ينطق بكلمة واحدة.

نظر إليه كي روان بلطف وسأله:

“هل تشعر بالخوف؟”

رفع سي يوهان رأسه، وقد أصابه الذهول. 

كانت عينا كي روان كنجمتين في سماء ليل صافية. تمكن من رؤية انعكاس نفسه فيهما بوضوح.

يا لتلك العيون المتلألئة، وتلك البشرة الفاتحة، وتلك اليدين البديعتين… وكأنها هبات من السماء. ولكن لماذا؟ لماذا كان لا بد أن تكون من نصيب كي روان؟ ذلك الوحش الذي لطالما تنمّر عليه؟

تصلبت شفتا سي يوهان في خط مستقيم.

رأى كي روان ملامحه تلك، وظن أنه مرعوب لا أكثر.

رائع! قالها في نفسه بسعادة خفية. خاف الفتى أخيرًا، وهذه فرصته الذهبية ليترك انطباعًا جيدًا في ذهن البطل. حتى وإن لم يكن ذلك كافيًا ليغير رأيه تمامًا، فعلى الأقل لن يعتبره شيطانًا.

نعم، ربما كانت هذه حيلة رخيصة، ولكن… الحياة والموت هنا على المحك.

ثم، هو يعلم تمامًا أنه سيفعل أي شيء، أي شيء كان، لينقذ حياة سي يوهان.

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]