Extra 4
كان تان يوي يُطارد حبيبه منذ وقتٍ طويل،
ومع ذلك، لا يزال هذا الأخر يركض في الاتجاه المعاكس.
وحين سمع تلك الكلمات، بدا وكأن جرة الخل تحطّمت داخله بصوت ' تحطّم! '
قلبه، كبده، طحاله، وكليتاه… جميعها غُمرت بالخل.
حموضة الشعور بالتملك كانت تنضح مع كل نفس يخرجه.
“أيعجبك؟”
خرج صوته مشدودًا ومضغوطًا.
أومأ سونغ لين تشو وقال بصراحة:
“نعم، أعجبت به منذ وقت طويل.
إنه مثلي الأعلى.”
مثله الأعلى؟ آه… إذًا هكذا الأمر.
خفّت غيوم الغيرة في صدر تان يوي قليلًا،
لكن ما إن رأى نظرات الشاب تتبع أليكس، والإعجاب يتفجّر من عينيه الهادئتين عادةً،
حتى عاد الخل يغلي في صدره.
مُرّ… شديد الملوحة والمرارة.
هذه النظرات… كانت له وحده في الماضي.
قال تان يوي بهدوء:
“هيا بنا، لنلقي نظرة من الداخل.”
لكن سونغ لين تشو تردد، ولم يتحرك.
“هم؟”
نظر تان يوي إليه باستفهام.
قال سونغ لين تشو بتردد:
“أم… بما أنك أتيت إلى هنا، لا بد أن لديك ما يشغلك. يمكنك أن تذهب، سأتمشّى بمفردي.”
“لا شيء لدي. فقط جئت لأدعم صديقًا.”
وطبعًا، دعم صديق كان مجرّد عذر…
مكانة تان يوي كانت أعلى من أن تُوظّف لحضور فعالية عامة.
هو فقط يبحث عن ذريعة ليبقى بقربه.
لكن ملامح سونغ لين تشو لم تكن مطمئنة.
لاحظ تان يوي تغيّر تعبيره، فسأله:
“هل هناك ما يزعجك؟”
ألقى سونغ لين تشو نظرة خفية عليه، ثم ابتسم ابتسامة خافتة وقال:
“أنا فقط أرغب في التمعّن في المعروضات بدقة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت. لا أريد أن أزعجك.”
فهم تان يوي فورًا ما وراء هذه الكلمات.
أي إزعاج؟!
العبارات لطيفة، لكنها كانت تعني شيئًا واحدًا:
“لا ترافقني.”
كان سونغ لين تشو هنا ليتعلم، لا ليتسكع مثل الآخرين.
اليوم، تُعرض هنا أعمال نادرة لأساتذة كبار،
وفرصة كهذه لا تُفوّت.
ولكن، إن بقي تان يوي إلى جانبه، فلن يستطيع التركيز بحرية.
سيشعر بالضغط والارتباك، ولن يستفيد كما يجب.
أدرك تان يوي ذلك، وأحس بوخز في قلبه.
كان يريد أن يقول:
“لن أزعجك، يمكنني البقاء معك بصمت طوال اليوم.”
لكنه كان يعلم أن وجوده سيجعله غير مرتاح، وسيحرمه من الاستفادة الكاملة.
فما كان منه إلا أن كتم مشاعره، وقال بأسنانه المضغوطة:
“حسنًا، خذ وقتك واستمتع بالمشاهدة.
إن احتجت شيئًا، راسلني أو اتصل بي.”
“حسنًا.”
ابتسم له سونغ لين تشو ولوّح بيده:
“إلى اللقاء، السيد تان.”
أومأ تان يوي بصمت، وظل يراقب الشاب وهو يبتعد بخفة وفرح.
في تلك اللحظة، عاد أليكس واقترب من تان يوي.
وحين لم يرَ سوى تان يوي وحده، سأله:
“تان، أين ذهب صديقك؟”
“ذهب ليتجول بمفرده.”
“فهمت…”
غمز أليكس بمكر وقال:
“وضع مشوّق.”
كان يعرف تان يوي منذ سنوات،
ولم يره يومًا يُظهر هذا القدر من الاهتمام بشخص آخر.
اشتعل فضوله.
لكنه كان يعلم أن تان يوي لا يتحدث عن أموره الشخصية،
فكان يعتقد أنه سيتجاهله.
لكن… فوجئ برده الهادئ:
“أطارده.”
أطارده؟!!
كاد فك أليكس يسقط على الأرض!
تان يوي؟ يطارده؟
كان يؤمن دائمًا أن رجلاً مثل تان يوي لا يحتاج إلى الملاحقة،
بل يحتاج إلى شخصٍ يملك وقاحة العالم، يطارده دون خجل، حتى إن تم رفضه ألف مرة.
أما أن يكون تان هو من يسعى خلف أحد؟
هذا ضرب من الجنون.
لكنه… رغم ذلك، لم يكن بعيدًا كثيرًا عن الحقيقة.
قال أليكس، وهو ما زال تحت وقع الصدمة:
“يبدو صغيرًا جدًا… هل بلغ السن القانونية؟”
“نعم.”
أجاب تان يوي بنظره لا تزال مثبتة على سونغ لين تشو الذي دخل صالة عرض أخرى،
ثم تمتم، وهو يقطب حاجبيه:
“لا يحب أن أتبعه. اعتنِ به من أجلي، وعرّفه على بعض المصممين.”
“لا مشكلة. طالما أنه شخص يعجبك، فهو يعجبني أيضًا!”
رمقه تان يوي بنظرة حادة،
فضحك أليكس ضحكة جافة وقال:
“ضيف شرف، ضيف مميز، يا تان، أنت حقًا بخيل!”
“ولا تخبره أنني أطاردُه.”
أليكس، الذي نشأ في بيئة منفتحة، كان صريحًا بطبعه.
لكن تان يوي لم يرد أن يُفسد عليه خطته،
فهو يعلم أن سونغ لين تشو، بهذا الحس الحذر،
إن اكتشف أنه يُطارده فعلًا، فسيهرب فورًا،
وسيتحوّل الوضع من ' وضع الجحيم ' إلى ' الوضع المستحيل '.
وهو بالكاد يتعامل مع هذا الجحيم الآن.
وبعد لحظة، أضاف:
“ولا تدعه يغادر قبل الحادية عشرة مساءً.”
“تسك تسك تسك… محتال بحق.”
ضحك أليكس وقال وهو يربّت على صدره:
“من أجل سعادة أخي العزيز، سأعتني به تمامًا.”
أما سونغ لين تشو، فقد كان قد بدأ جولته في القاعة بتركيز…
لكن لم يمر وقت طويل حتى اقترب منه أحدٌ ليبدأ الحديث معه.
كان هناك الكثير من الشابات الثريات في المعرض اليوم.
ورغم أن مظهر سونغ لين تشو بدا بسيطًا وربما ' رخيصًا ' للبعض، إلا أن الحضور هنا كانوا إما أغنياء أو من علية القوم.
ومن يدري؟ ربما كان أحدهم يتظاهر بالفقر،
خاصة وهو بهذا القدر من الوسامة.
بالتالي، رأت بعض الفتيات أن من الحكمة المبادرة بالتقرّب منه.
وبينما كانت فتاتان تحاولان أخذ حسابه على ويتشات،
ظهر أليكس فجأة بجانبه وأنقذه من هذا الموقف.
تنفس سونغ لين تشو الصعداء، وفي داخله لم يصدق أن مثله الأعلى أنقذه بنفسه.
بتأثر وامتنان قال: “شكرًا لك.”
ضحك أليكس وقال:
“هاهاها، لا داعي لأن تكون رسميًا معي.
تان أوصاني بالاهتمام بك.”
توقف سونغ لين تشو للحظة، ليدرك أن هذا بتوجيه من تان يوي.
في الواقع، لم يكن أعمى.
لقد رأى جيدًا كم كان تان يوي يعامله بلطف ورعاية.
لكن… لا شيء في هذا العالم يُقدّم مجانًا.
كان في البداية يصدّق ما قاله تان عن حبه لتصميماته ورغبته في دبوس للصدر،
لكن بعد أن عرف أن أليكس – أستاذ تصميم المجوهرات الأشهر – هو صديقه،
لم يعد ذلك العذر مقنعًا.
فلماذا يحتاج تان يوي إلى طالب جامعي لتصميم قطعة له،
بينما يملك صداقة مع أليكس نفسه؟
شعر سونغ لين تشو بالتوهان.
ربما… من الأفضل ألا تكون هناك أي علاقة إضافية بينهما.
حتى الخمسمئة يوان التي اتفقوا عليها، قرر ألا يقبلها.
سيعتبر تصميم الدبوس ردًا للجميل، وفقط.
في تلك اللحظة، عطس تان يوي بينما كان يخرج من قاعة المعرض.
كان سونغ لين تشو يتأمل عقدًا ماسيًا داخل صندوق عرض حين قال له أليكس بابتسامة:
“ألاحظ أنك تحدق في هذا القطعة منذ مدة، هل أعجبتك؟”
كانت تلك القطعة عقدًا صمّمه أليكس بنفسه.
وقد عُرض في إحدى المعارض الدولية في الدولة F،
وحاز على عدد لا يُحصى من الجوائز.
سعره الآن أصبح بعدة ملايين.
لم يتوقّع سونغ لين تشو يومًا أن تتاح له الفرصة لرؤيته عن قرب.
كان يظن أنه انتهى به المطاف في خزانة سيدة ثرية منذ زمن.
“إنه… حقًا كنز لا يُقدّر بثمن.”
قالها بإعجاب صادق دون تردد.
ضحك أليكس وربت على كتفه وقال:
“تعال، سأريك بقية أعمالي.”
كان أليكس شخصًا اجتماعيًا بامتياز،
وزاد الأمر روعة أنه كان مثله الأعلى.
ولم يكن يعلم أن هذا المثَل الأعلى… قد تم تمليحه من قبل ذلك ' الكلب ' تان يوي.
وهكذا، بدأ الاثنان يتجولان بين القطع الفنية،
يشرح أليكس رؤاه في التصميم، ويعرفه على كبار المصممين.
لقد تحوّل هذا المعرض إلى كنزٍ حقيقي لسونغ لين تشو.
لم يُدرك مرور الوقت،
إلا حين اقترب منه أحد الموظفين ليبلغه بأن وقت الإغلاق قد اقترب.
عندها فقط أخرج هاتفه ليتفقده…
وصُعق.
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساءً بكثير.
في هذا الوقت، كان المترو قد توقف عن العمل.
صحيح أن هناك حافلات ليلية، لكنها لا تصل مباشرة إلى وجهته.
وكان عليه أن يُجري عدة تحويلات، وغالبًا لن يلحق بالحافلة الأخيرة.
فتح تطبيق طلب التوصيلات في ويتشات، وأدخل وجهته،
لكن ما إن رأى التكلفة المتوقعة… أغلق التطبيق فورًا.
أي محفظة تجرؤ على اقتراف مثل هذا الترف؟!
بدا أن خياره الوحيد هو العثور على KFC أو ماكدونالدز قريب،
ويبيت مع علبة بطاطا مقلية.
في تلك اللحظة، اقترب منه أليكس وقال:
“هاي، شياو سونغ، أنا على وشك المغادرة.
هل ستعود إلى جامعة A؟”
“نعم.”
“من الصعب الحصول على سيارة أجرة من هنا. لقد أخبرت تان أنك ما زلت هنا، وقال إنه سيأتي ليأخذك.”
“آه؟”
لم يكن يتوقّع أن يخبر أليكس تان يوي!
كان يود أن يرفض، لكن… الكلام بعد حدوثه لا فائدة منه.
فقط ابتسم بابتسامة محرجة وقال:
“شكرًا جزيلاً لك.”
“لا مشكلة. إلى اللقاء، ونراك قريبًا.”
ثم أرسل له أليكس قبلة هوائية وغادر بخفة وأناقة.
خجل سونغ لين تشو من قبلة مثله الأعلى، واحمرّ وجهه من شدة التأثر.
يا له من رجل وسيم!
وما إن اختفى أليكس عند الزاوية، حتى تذكر شيئًا مهمًا،
وأخرج هاتفه بسرعة ليرسل رسالة إلى تان يوي:
[شياو سونغ لين]: ✓السيد تان، لا حاجة لأن تأتي، سأطلب سيارة بنفسي!
كان تان يوي على الأغلب يقود، فردّ عليه برسالة صوتية.
شغّلها سونغ لين تشو، فانبعث منها صوت رجولي منخفض:
“أنا قريب.”
لم يستطع قول شيء.
ما كان منه سوى أن توجه إلى زاوية الشارع وانتظر قدوم السيارة.
ولم يكذب تان يوي،
فما إن وصل سونغ لين تشو إلى الخارج، حتى توقفت سيارته بهدوء بجانب الرصيف.
فتح سونغ لين تشو الباب وجلس، وقال بأسف:
“السيد تان، آسف لإزعاجك مجددًا.”
وضع تان يوي يده على المقود، والتفت إليه وسأله:
“هل تُعامل أصدقاءك بهذه اللباقة دائمًا؟”
“ليس كثيرًا.”
ردّ سونغ لين تشو بصراحة.
فهل يُمكنه اعتبار تان يوي ' صديقًا ' أصلًا؟
“في هذه الحالة…”
قال تان يوي بنبرة واثقة فيها شيء من السيطرة:
“لا داعي لأن تكون مهذبًا معي أيضًا.”
“حسنًا.”
ارتسمت ابتسامة خفيفة بالكاد تُلحظ على شفتي تان يوي.
انطلقت السيارة بسلاسة على الطريق.
ورغم أن الساعة تجاوزت الحادية عشرة ليلًا،
إلا أن هذه المنطقة الصاخبة لا تزال مزدحمة بالمركبات.
في الداخل، انبعثت موسيقى ناعمة وعذبة،
صنعت في أرجاء السيارة زاوية هادئة وسط ضجيج المدينة،
كأنهما في عالم منفصل، ساكن ومتوازن.
لسببٍ ما، مرّت لحظة غريبة في قلب سونغ لين تشو…
شعور مألوف، كأنه مرّ بهذه اللحظة من قبل،
لكنها سرعان ما اختفت، كذيل نجم شهاب، لا يمكن الإمساك به.
بعد نحو خمس عشرة دقيقة من السير،
توقفت السيارة فجأة على جانب الطريق، إثر كبحٍ مفاجئ.
قطّب تان يوي حاجبيه، وحاول تشغيل السيارة مجددًا…
لكن دون جدوى.
“ما الذي حدث؟”
سأل سونغ لين تشو بقلق.
“يبدو أنها تعطّلت.”
أجابه تان يوي بهدوء.
“لماذا نحن سيئو الحظ هكذا؟”
قال سونغ لين تشو وهو يمرّر يده على شعره بتوتر.
“ماذا سنفعل الآن؟”
بثقة لا تهتز، أخرج تان يوي هاتفه وقال:
“سأتصل بالسائق ليُحضر سيارة أخرى.”
لكن… كلما مرّت ثانية، زاد تقطيب جبينه.
أنهى المكالمة أخيرًا وقال:
“السائق لديه ظرف طارئ، لا يستطيع القدوم.”
سونغ لين تشو: “…”
“هل نطلب سيارة أجرة كلٌّ منّا على حدة إذن؟”
اقترح سونغ لين تشو.
ورغم أنه لم يكن راغبًا في طلب سيارة،
إلا أنه لم يشأ أن يُثقل على تان يوي بأي شكل.
لكن تان يوي قال:
“إذا لم تمانع، لدي شقة قريبة من هنا، فقط على بُعد عشر دقائق سيرًا.”
وقبل أن يُجيب سونغ لين تشو، أضاف:
“ثم أليس لديكم وقت إغلاق في سكن الجامعة؟”
سونغ لين تشو: “…”
كان الأمر صحيحًا.
العودة بعد الوقت المحدد تتطلب تسجيل دخول،
وقد يُستدعى لاحقًا من قبل المشرف للتوبيخ،
وربما يتأثر ملفه الدراسي… أو منحة التفوّق!
سونغ · عاشق المال · لين تشو
تردد قليلًا.
“هيا بنا.”
قال تان يوي بنبرة حاسمة.
فتح سونغ لين تشو فمه ليعترض،
لكنه لم يستطع مقاومة الإغراء المزدوج:
توفير أكثر من مئة يوان، وحماية منحته الدراسية.
فما كان منه إلا أن تبع تان يوي.
وحين سمع الأخر خطوات الشاب خلفه،
لمعت في عينيه ابتسامة خفيّة، تحمل مزيجًا من الرضا والدهاء.
وصلوا إلى الشقة بعد قليل.
لم تكن كبيرة، غرفتان وصالة،
لكنها دافئة وتبعث على الراحة.
“هل ترغب في تناول شيء؟”
سأله تان يوي.
“لا داعي، تناولت بعض المعجنات قبل قليل.”
ففي المعرض، كانت هناك ضيافة خفيفة،
وقد تناول منها سونغ لين تشو ما يكفي، ولم يشعر بالجوع.
“حسنًا، إذًا يمكنك أن تأخذ حمامًا.
هل تمانع في ارتداء ملابسي؟”
تذكّر سونغ لين تشو ما قاله تان يوي سابقًا، بأن لا داعي للّباقة الزائدة،
فهزّ رأسه وقال: “لا أمانع.”
“جيد، انتظر هنا.”
قالها تان يوي ثم دخل إلى إحدى غرف النوم.
لم يكن هذا المكان مأهولًا من قبل،
لكن في إطار خطة ' كسب الحبيب '،
كان كبير الخدم قد أرسل مسبقًا مجموعة من ملابس تان يوي اليومية إلى الشقة.
فتح تان يوي خزانة الملابس، فرأى كومة مرتّبة من الملابس.
مدّ يده ليلتقط منامة قطنية، لكن عينه وقعت على قميصٍ بجانبها.
مرت ومضة قاتمة في عينيه.
تردد للحظة، ثم… امتدت يده المذنبة نحو القميص.
خرج تان يوي من الغرفة وهو يحمل الملابس،
فرأى سونغ لين تشو جالسًا على الأريكة، يتصفّح هاتفه وابتسامة هادئة تعلو وجهه.
تمامًا كما كان الحال في ليالٍ كثيرة قضياها معًا في الماضي.
لم تكن هناك حاجة لكلمات كثيرة.
وجودهما في المكان نفسه، القدرة على رفع البصر ورؤية الآخر،
كانت كافية لملء القلب بالسكينة.
من دون وعي، لانَت نظرات تان يوي قليلاً.
سعل خفيفًا ليُلفت انتباهه.
كانت إشارة بسيطة،
لكن لسببٍ ما، ارتبك سونغ لين تشو فجأة،
وضغط بالخطأ على رسالة صوتية داخل محادثة.
وانطلق من الهاتف صوت أليكس المتغنج:
“هاهاها، طالما أنك أحببتها.
المرة القادمة تعال إلى منزلي، أنا…”
أوقف سونغ لين تشو التسجيل على عجل، وجهه محتقنٌ من الارتباك،
لكن قلب تان يوي… كان قد تحطم بالفعل.
لقد عرفه منذ زمن، واحتاج إلى كل الحِيَل الممكنة ليقنعه بزيارة منزله،
بينما أليكس؟
دعاه إلى منزله بعد يوم واحد فقط!
“السيد تان…”
أغلق سونغ لين تشو شاشة هاتفه، ثم رفع عينيه وقال وهو يرى نظرات تان يوي تتجه نحو هاتفه:
“كان أليكس يسأل إن كنت قد وصلت بسلام، فتبادلنا بعض الرسائل.”
أخمد تان يوي مرارة غيرته، واكتفى بإيماءة مقتضبة:
“همم.”
ثم قال بنبرة هادئة:
“لا أبقى هنا كثيرًا، لذا لا أملك ملابس نوم حقيقية. هل يمكنك ارتداء قميصي للنوم؟ الملابس الداخلية نظيفة.”
سونغ لين تشو، الذي نشأ على الدراسة والعمل والعناية بوالدته،
ثم انشغل لاحقًا بالسعي وراء المنح الدراسية وكسب المال،
كان نقي الذهن كصفحة بيضاء، لم يفهم المغزى من العرض.
“لا بأس، طالما يمكن ارتداؤها، فأنا لا أتطلب الكثير.”
أجابه ببساطة.
فمن أين لفتى فقير أن يملك رفاهية ملابس نوم خاصة؟
عادةً ما يكتفي بارتداء ثيابه القديمة،
ولو لم يكن موضوع الميول الجنسية واحترام الآخرين في السكن،
لكان نام طوال الصيف بسروال قصير فقط.
“حسنًا، إذًا اذهب واستحم. الوقت متأخر.”
قالها تان يوي وهو يناوله الملابس.
“حسنًا.”
وضع سونغ لين تشو هاتفه، وأخذ القميص، وسروالًا داخليًا، وسروالًا قصيرًا —
مجموعة كافية تمامًا للنوم.
كان هناك حمام واحد فقط في الشقة،
فأحضر له تان يوي منشفة نظيفة أيضًا.
تابعه بنظره وهو يدخل الحمام،
ثم قبض يده الممدودة بجانبه دون أن يشعر.
تماسك.
قالها في نفسه، وتوجّه نحو المطبخ.
سخّن كوبًا من الحليب.
كان سونغ لين تشو نحيفًا جدًا هذه الأيام،
وكان عليه أن يتغذى جيدًا.
ولولا أن الوقت قد تأخر،
لكان قد طلب وجبة دسمة فورًا.
سونغ لين تشو، المعتاد على ترشيد استهلاك الماء،
أنهى استحمامه بسرعة.
لم تمر أكثر من خمس دقائق، وخرج من الحمام.
في ذات اللحظة، خرج تان يوي من المطبخ يحمل كوب الحليب.
وحين رأى الشاب يخرج، بشعرٍ مبلّل، مرتديًا قميصه،
وستار البخار يحيط به كالهالة…
انقبضت يد تان يوي بقوة حول الكوب.