🦋

 شي تشينغ كان في حالة هزيمة تامة أمام هذا العالم الغريب وبنيته العبثية!

كان يعرف مسبقًا أن الأوميغا يمرون بفترة حرارة وأن أجسادهم تحوي بعض الخصوصية، لكن ما لم يكن في حسبانه أبدًا هو أن أجساد الألفا تحمل غرابة مماثلة!

النصف الأول من الليلة الماضية كان نعيمًا خالصًا، لكن النصف الثاني؟! لقد كان فوق الاحتمال! 

بالكاد استطاع تحمّل الأمر!

فور أن انفتح ذاك ' العُقد ' الغريب، حُبس تمامًا، لم يكن بوسعه سوى الخضوع، مستسلمًا للتيارات الساخنة التي اندفعت داخله مرارًا وتكرارًا، تصعد به في موجاتٍ من المتعة المحمومة، جعلت فروة رأسه تقشعر، وجعلته يصرخ بلا وعي، محاصرًا داخل دوامات متلاحقة من النشوة.

لقد كان جنونًا حقيقيًا—مضاجعة حارقة، طويلة، مستنزِفة. وفي النهاية، لم يصمد عقله أكثر من ذلك… وسقط مغشيًا عليه.

وعندما استيقظ في اليوم التالي، كان لا يزال في حالة ذهولٍ كاملة.

فقط تذكرُ ما حدث في الليلة السابقة، جعل حرارة جسده ترتفع بلا تحكّم، وأطرافه تخور من الضعف.

حين نهض من الفراش في الصباح، وجد نفسه نظيفًا تمامًا. 

كان جسده أملسًا ونديًا، وقد التف ذراع قوي حول خصره، ذلك الذراع ذاته الذي كاد يجنّنه بالأمس.

الوضع كان حميمًا أكثر من اللازم، جعل شي تشينغ يشعر بارتباكٍ شديد، بل وبنوعٍ من الدوار الخفيف.

فبعد أن يتم وسم الأوميغا، تصبح حاسة الشم لديهم حساسة بشكل لا يُصدق—لكن فقط تجاه رائحة الألفا الخاص بهم. 

وتلك الرائحة وحدها كفيلة بأن تدفعهم إلى الحافة.

وشي تشينغ؟ شعر أن جسده بدأ يستجيب فورًا.

بدأ تنفّسه يثقل، وبينما كان يتململ في مكانه، استيقظ الشخص الذي كان يحتضنه.

جاءه صوتٌ أجش، دافئ، محمّل بإغراء قاتل:

“استيقظت؟”

ارتجف قلب شي تشينغ، ودفن وجهه خجلاً وهو يهمهم:

“همم…”

لكن قبل أن يُنهي كلمته، تحوّلت تلك الهمهمة إلى شهقةٍ حادّة.

فقد حمله تشين مو في لحظة واحدة، وأجلسه فوقه مباشرة.

كانت فتحته لا تزال رطبه من الليلة السابقة، وعقله المثقل بالأمس لم يكن قد استعاد توازنه بعد. وبحركة واحدة سلسة، اخترق تشين مو داخله حتى العمق.

اهتز صوت شي تشينغ مع الموجة الأولى من الاختراق. 

لم يكن بوسعه التحكّم بأي شيء. 

الأصوات التي خرجت منه لم تكن مجرد أنين، بل دعواتٍ مستترة، تجرّد فيها من كل كبريائه.

وكأن تلك الأصوات كانت مزوّدة بخطاطيف تغرز في عقل تشين مو، فلم يعد قادرًا على التماسك. 

نسي المزاح والمداعبة، وأمسك بخصر شي تشينغ، محركًا إياه فوق قضيبه بسرعة.

منذ الصباح الباكر، وإلى أن وصلت الشمس إلى كبد السماء، لم يغادرا الفراش.

لم ينهضا فعليًا إلا عند العصر.

المهام الجانبية كانت قد شُبه أنجزت—حان وقت الشروع في المهمة الرئيسية.

بعد أن تمكّن من تأكيد صلته بشي يون، عرف شي تشينغ المزيد عن والده البيولوجي، شي يوان، كما علم عن الصيغة الخاصة بمُنشّط القوى الذهنية، والتي كانت مخبّأة داخل جمعية الأوميغا.

وقد تولاها شي تشينغ وتشين مو بأنفسهما. 

وعندما عاد شي تشينغ إلى جمعية الأوميغا مجددًا، شعر وكأن عمرًا بأكمله قد مرّ.

ورغم أنه لم يُرد استرجاع الأحداث، فإن فواجع الزمن السابق طفت إلى السطح بلا رحمة، تاركة في قلبه مذاقًا مرًا.

هزّ رأسه محاولًا طرد تلك الصور المزعجة، 

وقبل أن يستدير تمامًا، لمح وجهًا مألوفًا.

كان لي شيا، نفس لي شيا الذي في الخط الزمني السابق، كان قد خرج في موعد تعارف مع تشين مو ثم غادر غاضبًا.

أما في هذه الحياة، فلم يتم هذا الموعد أصلًا، وكل ما رآه لي شيا الآن، هو ثنائي مرتبط بالفعل—أوميغا بوجنتين ورديتين، وألفا يُنظر إليه بعينين يملؤهما العشق.

كان المنظر يغص في حلقه.

همف! 

أنتما قد تزوجتما فعلًا، وأنا لا أزال أبحث عن شريك! كم هذا محبط!

ولهذا بالذات، هو يكره العشاق الذين يتغزلون في العلن! هذا التباهي العاطفي يفقأ عينيه حرفيًا!

استدار لي شيا دون أن يمنحهم حتى نظرة، 

وربّت على مؤخرته بخفة، ومضى في حال سبيله.

شي تشينغ لم يكن يحمل أي ضغينة تجاه هذا الشاب المدلّل. 

في الزمن الماضي، كان لي شيا قد حاول مساعدته، وإن كانت محاولاته قد جلبت له المتاعب بدل النفع، لكنه لم ينسَ نيّته الطيبة.

كان يُفكّر في شكره، لولا أن لي شيا أدار ظهره سريعًا ومضى، مما ترك في نفسه مزيجًا من الضحك والانزعاج.

يبدو أن بينهما جفاءً قدريًا، لا علاقة له بالماضي أو المستقبل. 

قدرٌ لا يربط بين الأصدقاء.

لكن شي تشينغ لم يبالِ كثيرًا. فالدَين سيُردّ حين تحين الفرصة. 

وكل ما تمناه هو أن تكون نهاية لي شيا هذه المرة أفضل من سابقتها.

ولسبب ما، أزاح هذا اللقاء المفاجئ غمامة ثقيلة عن قلبه.

رؤية لي شيا يبتعد بأنفه مرفوع، تركت أثرًا خفيفًا من الطمأنينة في قلبه.

المأساة الماضية لن تتكرر. 

الجميع لا يزال على قيد الحياة.

ومن الآن فصاعدًا—شدّ على يد تشين مو، وأقسم في سره—لن أسمح بحدوث أي شيء مشابه مجددًا.

خطّة التسلل سارت بسلاسة مدهشة، وتمكّنا من الحصول على تركيبة الدواء بسهولة غير متوقعة.

ولم يكن السبب فقط تفوّق قدراتهما، بل أيضًا جهود شي يون الممتدة لسنوات.

متخفيًا بهوية ألفا، تسلل شي يون إلى الجيش، وظلّ يعمل في الخفاء، يجمع المعلومات ويُعدّ الخطط. 

وبفضل عمله الدقيق، تمكّن أخيرًا من تسليم جميع البيانات لشي تشينغ، ليحصل الأخر على الصيغة بكل سهولة.

وعندما وقعت عيناه على التركيبة أخيرًا، لم يتمالك شي يون نفسه.

ذلك الرجل الحاد الذكاء، المتماسك دائمًا، احمرّت عيناه بصمت.

أما يي تشين، الذي تحوّل رسميًا إلى زوج وفيّ مُدلل، فقد بدأ يهرول حوله بقلق بالغ.

وفي النهاية، تلقّى صفعة سريعة من شي يون أرسلته إلى الزاوية، حيث جلس وهو يرسم دوائر وهمية على الأرض.

مع وجود التركيبة، كان إنتاج الدواء مسألة وقت.

وهنا، ظهر تأثير يي تشين الحقيقي.

كابن أكبر لعائلة يي، ويحمل رتبة عسكرية مرموقة، كانت كلمته ذات وزن، وبدعمه، حصلت خطة شي يون على أساسٍ متين.

أضِف إلى ذلك، انضمام لين سو إلى المعركة. وبمجرد أن علم عن الدواء، أعلن تأييده التام لتوزيعه على نطاق واسع.

من منظور أشمل، طالما تمّت السيطرة على الأمور بشكل سليم، فإن هذا الدواء قد يكون البداية لدورة إيجابية حقيقية—خطوة أولى نحو الاستقرار المجتمعي والانسجام البشري.

أما على الصعيد الشخصي، فقد كان لين سو يتمنى وجود مثل هذا العقار من أعماق قلبه.

لطالما خشي أن يرحل عن هذا العالم قبل يي شين، تاركًا إياه—وهو أوميغا—ليصارع وحده. 

لكنه الآن يرى النور: إن تمكّن هذا الدواء من منح يي شين قوة لحماية نفسه، فحتى لو لم يكن لين سو بجانبه، سيظل قادرًا على العيش بكرامة.

ما لم يكن يعرفه لين سو هو أن الأوميغا الذي يستيقظ بداخله القوى الذهنية، يملك قدرات تفوق التصور.

وإن كان يحب الألفا بصدق، فإنه قادر حتى على تعزيز قدراته الجسدية، وإطالة عمره، وتأخير شيخوخته.

لكن تلك الحقائق لم تُكشف إلا لاحقًا، حين كان العالم قد بدأ بالفعل في التحوّل نحو الطريق الصحيح.

بعد نجاحهم في تطوير مصل تنشيط القوى الذهنية، تناوله شي تشينغ والبقية، وحان وقت مغادرتهم لهذا العالم.

المهمة أُنجزت، والنهاية كانت نصرًا ساحقًا.

وهم يعبرون دوامة الزمان والمكان، شعر شي تشينغ بلحظة دوارٍ خفيفة—وهكذا ببساطة، غادروا هذا العالم.

ورغم الألم والذكريات الثقيلة، فإن ما تبقّى في أعماقه… لم يكن سوى الجمال.

لقد اعترف بحبه لـ تشين مو، 

وتزوّج به، 

وانتهى به المطاف مع شريكه الحقيقي.

كان كل شيء يبدو عشوائيًا ومفاجئًا… لكنه، 

حين يتأمل الآن، يشعر أن كل شيء سار بطبيعته.

بلا وعي، ارتسمت ابتسامة على شفتيه.

وهو لا يزال يبتسم بسعادة، إذ به يُفاجأ بسيل من إشعارات النظام تغرقه في لحظة.

ثوانٍ قليلة… وكانت ابتسامته قد اتسعت حتى لا توصف.

كمية النقاط كانت مذهلة! 

كانت عيناه قد تحوّلتا تقريبًا إلى عملتين ذهبيتين!

لكن للأسف، لم يدم وجوده في فضاء النظام طويلًا—وقبل أن يتمكّن من عدّ الأصفار خلف الرقم، كان قد أُعيد إلى العالم الحقيقي.

عادا إلى كهف مظلم.

هذا الكهف، الذي كان يومًا مضيئًا مثل النهار، فقد نورَه بسبب جشع شي تشينغ للثروة—فقد نقل كل لؤلؤة مضيئة، من التي بحجم الدوريان إلى التي بحجم قبضة اليد، إلى مساحة تخزينه الخاصة.

وهكذا، تحوّل الكهف الذي نخرت رؤوس الهيدرا جدرانه، إلى فراغ حالك.

وبينما كان الظلام شديدًا، أخرج شي تشينغ بتنهيدة لؤلؤة صغيرة مضيئة، يحملها في كفيه كأنها مصباحٌ ثمين.

استدار نحو تشين مو، ولم يستطع إخفاء حماسته وهو يقول:

“لم أخبرك من قبل، لكن دعني أقولها الآن! 

لقد أنجزنا جميع المهام! 

وكانت المكافآت تتضاعف واحدة تلو الأخرى، حتى وصلنا في النهاية إلى 390,000 نقطة!

لقد فزنا بالجائزة الكبرى!

ولكن… سرعان ما ارتسمت الحيرة على وجه شي تشينغ.

“لحظة، كيف اكتملت المهمة الجانبية الثانية؟ الخاصة باستمرار سلالة عائلة يي؟ 

حين غادرنا، لم يكن هناك أطفال أصلاً.”

طرح سؤاله، فأجابه تشين مو بنظرة هادئة وكلمة عابرة:

“من المؤكد أن أحدهم قد حمل.”

شي تشينغ: (⊙v⊙)

ثم… أدرك الأمر.

“هيهي… هيهيهي… شي يون، يا صاحب البنية القوية، بهذه السرعة؟… يا ألهي!”

فجأة، اقترب تشين مو منه، داعب شحمة أذنه برقة، ثم لعقها وهمس بجدية:

“ربما كنتَ أنت. 

كنت ترفع وركك وتطلبه في كل مرة.”

شي تشينغ:

“…”

احفروا لي حفرة… أريد أن أختفي!

أو على الأقل، أحضروا لنا ثلّاجة—علّها تخفف من حدة خجلي!

يا مضيفي العزيز، أهذا أمر طبيعي أن تقوله بكل هذا البرود!

وجه شي تشينغ احمرّ، ارتفعت حرارته، وكل ذكرياته اندفعت إلى رأسه، جعلته يكاد يذوب من شدة الإحراج.

المكان مظلم، لا أحد بالجوار، أنفاسهم متقاربة، أجسادهما متلاصقة… الجو كان مثاليًا.

تشين مو حدّق في عنق شي تشينغ المتورد، عينيه أصبحتا أكثر عمقًا وظلمة. 

اقترب منه، وهمس: “تشينغ تشينغ…”

كلمتان فقط، وكان شي تشينغ سيقع من الرعشة.

يا رجل! هذا سلاح فتاك!

لكنه… لم يستطع التفكير بعدها.

لم يكن في جسده الحالي أوميغا، ولم يُمسّ من قبل.

رغم المداعبة الطويلة، فإن المرة الأولى كانت تحمل ألمًا طفيفًا.

لكن، ما إن توحدا تمامًا، حتى انقلب كل شيء.

جسده هذا—الموروث من فصيلة الوحوش اللطيفة—كان أكثر حساسية، أكثر تفاعلًا.

وبعد بضع دفعات فقط، بدأ صوته يتكسر من المتعة، وبلغ ذروته وهو يرفع رأسه، تائهًا في نشوة لا توصف، ساخنة، آسرة.

وفجأة—بَف!

خرج من بين شعره الحريري زوج من آذان الباندا السوداء، مستقيمتين، منتصبتين بخجل.

ومن خلفه، على بشرته الناعمة، برز ذيل صغير، كروي، أبيض، ومحبب للغاية.

تشين مو لم يحتج أكثر من نظرة…

وانفجر بكل قوته.

كل دفعة كانت أعمق، أسرع، أقوى. 

وكانت أذناه تتمايلان مع كل حركة، وذيله الأبيض الصغير يرتعش بلطافة. 

وكان المدخل الذي يحتضنه… ضيقًا بشكل لا يُحتمل.

كان يستقبله بكامل التوهج، يعانقه من الداخل، يطلب المزيد، والمزيد.

وفي اللحظة الأخيرة، حين اجتاحته الرغبة بالكامل، احتضنه تشين مو بشدة.

لأول مرة، شعر أن الفراغ بداخله قد امتلأ تمامًا.

شي تشينغ… ملكه، بالكامل.

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]