🦋

 عند قراءته حتى تلك النقطة، كان شي تشينغ قد امتلأ قلبه بالفعل بالشفقة تجاه البطريرك القديم يي.

لقد كان مارشالًا عظيمًا طوال مسيرته العسكرية، 

ومن المؤلم حقًا أن يقضي شيخوخته يعاني من تصرفات أبنائه الطائشة.

أعاد شي تشينغ النظر في مقدمة الحبكة. 

في الحقيقة، لم يكن لديهم الكثير للقيام به هذه المرة، ولا يزال غير متأكد من الشخصية التي سيتقمصها مضيفه عند الانتقال. 

وبالحديث عن ذلك، فإن جميع الشخصيات التي ظهرت حتى الآن بدت غريبة الأطوار بعض الشيء. 

وكأن المتاعب بانتظارهم.

لكن لا بأس، لا داعي للإفراط في التفكير. 

من المحتمل أن يتعرف على هوية المضيف بمجرد أن يرى المهمة الرئيسية.

وهكذا، تابع شي تشينغ التمرير إلى الأسفل بفضول. 

في الواقع… ذاك الأوميغا الهارب من الزواج يبدو مناسبًا تمامًا للمضيف. 

أوميغا متمرد، طليق، يُقابل بشخصية المضيف المتجمدة، المتعجرفة، الماكرة، والجذابة إلى أبعد حد…

يالها من مطابقة أسطورية!

( ﹃)يسيل لعابه… لا يستطيع التوقف عن التفكير فيها!

لكن، عندما رأى هدف المهمة، أصيب بالذهول.

مهمتهم… كانت حقًا شيئًا آخر! 

كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها قائمة طويلة كهذه من الأهداف، وكلها بدت وكأنها مهام فرعية فقط؟

تفحّصها بعناية.

السطر الأول قال: المهمة الفرعية 1: العثور على شريك بنسبة تطابق 100%.

السطر الثاني: المهمة الفرعية 2: مواصلة نسل عائلة يي.

السطر الثالث: المهمة الفرعية 3: تزويج الأخ الأصغر.

وبينما يقرأ حتى تلك النقطة، لم يتبقَ على وجه شي تشينغ سوى تعبير 囧. 

ما هذا النوع من المهام بحق الجحيم؟ 

أين ذهبت الكرامة؟ أيتها الكرامة، هل أنت بخير؟

الكرامة عبرت عن أنها قد هربت من المنزل منذ زمن طويل.

وعندما وصل إلى السطر الرابع، بدت عيناه كعيني سمكة ميتة: المهمة الرئيسية: اكتشفها بنفسك.

(‵□′)╯︵╯  ما معنى ' اكتشفها بنفسك '؟ 

هل تجرؤون على التنصل من المسؤولية مجددًا؟!

وبينما كان يشتكي في داخله، ظهر سطر صغير من النص أسفل الشاشة: 

“يمكنك التخلي عن المهمة نظرًا لصعوبتها التي تتجاوز مستوى المضيف.”

تنفّس شي تشينغ الصعداء. 

الشكر للالهة. 

لم يكونوا قساة تمامًا. 

لا يزال بإمكانهم التخلي عن المهمة.

وفجأة، ظهر سطر آخر: “وفقًا لإحصائيات غير مكتملة، فإن المكافأة على إتمام المهمة لا تقل عن 250,000 نقطة.”

شي تشينغ: ⊙—⊙…⊙▽⊙…\(≧▽≦)/

مئتان وخمسون ألف نقطة، ولا تقل عن ذلك! 

إلى الجحيم مع الكرامة والمسؤولية والصعوبة! جميعها مجرد غيوم عابرة!

رمق مضيفه بنظرة حالمة تلمع فيها نجوم الترقب.

كان تشين مو أكثر تعقلاً منه. 

فبعد إلقاء نظرة على المهام الفرعية، بدأ يتكون لديه تصوّر عن الموقف. 

هناك احتمال كبير أن يتقمص شخصية أحد الأخوين ألفا الثاني أو الثالث هذه المرة، ونهاية المهمة ينبغي أن تكون المهمة الفرعية الثالثة: تزويج الأخ الأصغر.

كان الابن الرابع للبطريرك القديم يي أوميغا، وابنه الخامس بيتا. 

ومع ورود كلمة تزويج، يمكن تقريبًا الجزم بأن الحديث يدور حول الأوميغا.

وكونه الأخ الأكبر، فإما أن يكون الأخ الثاني أو الثالث.

سواء تقمّص دور الأخ الثاني أو الثالث، فعليه أن يتعامل مع المهام الفرعية أولًا.

أولها كان العثور على شريك تطابقه مثالي بنسبة 100%. 

في هذا العالم، الأوميغا هو الشريك الأنسب للألفا، لذا عليه أن يجد واحدًا. 

ويبدو أن ذاك الأوميغا لم يُحدد بعد. 

لم يكن متأكدًا إن كان بإمكان شي تشينغ أن يتقمص دوره. 

وإن كان عليه اختيار شخص آخر، فسيترك المهمة بلا تردد.

المهمة الثانية كانت مواصلة نسل عائلة يي، والتي بدت وكأنها امتداد للمهمة الأولى. 

يحتاج إلى أن يُنجب طفلًا من الأوميغا. 

وبالطبع، كانت هناك ثغرات في هذه المهمة أيضًا. 

ففي نهاية المطاف، لم يكن الألفا الوحيد في 

العائلة. يمكنه جعل ألفا آخر يواصل النسل، سواء كان هو الأخ الثاني أو الثالث. 

وهذا أيضًا يُعتبر تحقيقًا للمهمة.

فكر تشين مو مطولًا. 

يبدو أن بإمكانه إتمام المهمتين الثانية والثالثة. 

وإن لم تسر المهمة الأولى على ما يُرام، فحتى بالتخلي عنها، فإن ما يتبقى من المكافأة سيكون وفيرًا. 

إذًا، العالم مقبول.

ناهيك عن أن الأمر لم يُحسم بعد.

استدار ونظر إلى شي تشينغ، وسأله:

“هل بإمكانك اختيار الشخصية التي ستتقمصها عند الانتقال؟”

كان شي تشينغ لا يزال غارقًا في حلم الـ 250,000 نقطة، فهزّ رأسه بإيماءة غريزية: “همم، نعم.”

“حاول اختيار أوميغا إن أمكن.”

جعلت هذه الجملة شي تشينغ يستفيق فجأة. 

نظر إلى تشين مو بعينين متسعتين.

وقبل أن يتمكن من الرد، نظر إليه تشين مو ولمس عنقه الأبيض النحيل، وقال بصوت منخفض:

“سوف أتقمص ألفا.”

تحمّل شي تشينغ الشعور الدغدغي عند عنقه وبدأت عجلات عقله بالدوران. 

وفي اللحظة التالية، أدرك المغزى.

حتى أن تشين مو جذبه نحوه، وطبع قبلة على جلده الحساس.

“أنا فقط… أريد أن أكون معك.”

جاءت كلماته الموحية محمّلة بحرارة جذابة. 

شعر شي تشينغ وكأنه احترق، فابتعد قليلاً وقال:

“آه… حسنًا.”

لكن، ما إن وافق حتى أدرك… هل كان ينافس على لقب ' الشريك المثالي ' الذي تحدث عنه تشين مو؟!

شرد ذهنه للحظة. 

ثم سرعان ما عاد المحترف في داخله إلى الواجهة.

“لا مفر، أليس كذلك؟” فكر. 

إذا تمعّن بالأمر، من المستحيل أن يختار تشين مو بنفسه من سيتقمصه. 

عليه فقط أن يقبل بما يُمنح. 

لذا، إن كان سيتقمص ألفا، بينما هو يستطيع اختيار شخصيته كنظام، فمن الطبيعي أن يطلب منه تشين مو ذلك.

إن كان أوميغا، فبإمكانهما إنجاز المهمة الفرعية بسرعة، أليس كذلك؟

مجرد تمثيل سريع… وليس أول مرة يتصرفان كعاشقين!

وإن تم تعيين تشين مو كأوميغا، فهو كان سيختار تقمص ألفا لنفس السبب.

كل شيء في سبيل المهمة، أليس كذلك؟

بعد أن فكّر على هذا النحو، حسم شي تشينغ قراره وتوقف عن القلق.

ثم أجاب بسخاء:

“لا تقلق، بالتأكيد سأختار على هذا النحو إن حصلنا على شخصيات كهذه!”

ابتسم تشين مو برضى.

بما أن التحضيرات قد انتهت، حان وقت الانتقال.

كلاهما لم يكن جديدًا على هذا الأمر، بل أصبحا أكثر احترافًا في المهام. 

وبعد قبولهما للمهمة، بدأ التحول عبر دوامة الزمان والمكان.

كان شي تشينغ يراقب كل شيء بعناية. 

كانت هذه المرة الأولى التي يختار فيها شخصيته بنفسه، ولم يكن واثقًا من طريقة الاختيار.

ومع ذلك، ظل مركزًا للغاية بسبب العبء الثقيل للمهمة. 

كان قلقًا من أن يخطئ في شيء ما.

وفي اللحظة التي دخلا فيها دوامة الزمان والمكان، ظهرت شاشة اختيار الشخصية.

نظر حوله بحماس، وسارع لاختيار الأوميغا.

لكن، ما إن أدرك ما يراه، حتى أصابه الذهول. 

لماذا يوجد خيار واحد فقط؟ 

لماذا لا يُسمح له سوى باختيار شخصية واحدة؟

ألم يعدوه بأنه سيتمكن من اختيار شخصيته بنفسه؟ إذًا، هل خيارٌ واحد يُعتبر اختيارًا حرًا؟!

تنهّد شي تشينغ، لكنه لم يجد ما يشتكي عليه. 

لم يكن أمامه سوى قبول مصيره وتفحص الخيار الوحيد المتاح.

حسنًا… حظه سيء حقًا!

اتضح في النهاية أن الشخصية التي تقمصها شي تشينغ لم تكن سوى الابن الأصغر للبطريرك يي… البيتا، يي تشينغ.

كأن الأمر لم يكن سيئًا بما فيه الكفاية لكونه ليس أوميغا، بل إنه كذلك أحد الأخوة!

كيف من المفترض بهما إنجاز المهمة الأولى إذًا؟ لم يكن هناك أدنى فرصة لتحقيق تطابق مثالي بنسبة 100%!

في لحظة، تخيّل شي تشينغ مضيفه وهو يرتبط بأوميغا آخر مكتوب له، وينجب منه أطفالًا… تسللت قشعريرة باردة إلى فروة رأسه.

لكن للأسف، كانا قد قبلا المهمة بالفعل، ولم يعد من خيار للتراجع. 

قرار القبول أو الرفض لم يكن بيديهما من الأصل.

لقد نُصب له فخ! 

شعر شي تشينغ بأنه قد خُدع تمامًا!

بعجز، لم يكن أمامه إلا أن يختار الشخصية المتاحة. 

وعلى أعتاب الانتقال، ظهرت نافذة تنبيه جديدة…

“تم تفعيل شروط إضافية عشوائية بسبب اختيار الشخصية الذاتية.”

تجمد شي تشينغ في مكانه. 

لم يكن ذلك مبشرًا على الإطلاق…

“اكتملت عشوائية الشروط الإضافية. 

سيتم إغلاق جزئي للذكريات مؤقتًا ضمن فترة زمنية محددة…”

طنّ رأس شي تشينغ من شدة الصدمة.

يا إلهي! هل تعبثون معي الآن؟

ما نوع هذا النظام الذي من المفترض أن أكونه؟ 

أي نظام بهذا الحظ السيء؟ 

أقسم أنني في حياتي القادمة أفضل أن أكون ملاكًا ساقطًا على أن أكون نظامًا غبيًا كهذا!

وبينما كان في نوبة من العويل الداخلي، فقد عقله وعيه. 

لقد تم الانتقال بنجاح.

مضيفه كان يعاني من فقدان الذاكرة في آخر مرة، والآن… النظام نفسه فاقد للذاكرة.

هاهاها… هاها وجهك!

عندما استعاد شي تشينغ وعيه، كان رأسه يدور بشدة، وكأن طنينًا لا ينتهي يضرب جمجمته. 

رمق محيطه بنظرة فارغة، وبقي للحظات في حالة من الذهول:

أين أنا؟

ألم أمت؟

كانت الجراحة قد فشلت، وسرطان معدته في مراحله المتقدمة. كان قد توقف عن التنفس، بشكل واضح، فكيف عاد إلى الحياة؟

وبعد ذلك مباشرة، انهالت عليه دفعات من الذكريات، ومع كل واحدة منها ازداد صداعه سوءًا.

ألفا، بيتا، أوميغا… الاتحاد المجري، عائلة يي، خمسة أبناء…

يا إلهي، ما كل هذا؟

عالم غريب بالكامل. 

رجال يحملون وينجبون؟ هل هذا المكان من تأليف أولئك الفتيات المجنونات في مدرسته أم ماذا؟

كانت رأسه توشك على الانفجار، بالكاد استطاع ترتيب أفكاره. 

والمأساة الكبرى… أنه حقًا قد مات، بل وانتقل إلى عالم آخر غريب تمامًا.

والأدهى من ذلك… أنه قد تقمص شخصية معقدة!

لقد أصبح يي تشينغ، بيتا كان يخفي حقيقته كأوميغا لأكثر من ثمانية عشر عامًا، وها هو على وشك أن يُفضح.

حاول شي تشينغ أن يأخذ نفسًا عميقًا، لكنه فشل. كان رأسه يدور بشدة، ولم تمضِ سوى لحظات حتى غطّ في نوم جديد.

عندما استيقظ مجددًا، 

ظنّ أن كل ما مرّ به لم يكن سوى حلم، 

لكنه سرعان ما أصيب بخيبة أمل حين اكتشف أنه لا يزال في نفس الغرفة الفخمة، الباردة، التي لا تحمل أي دفء.

من بين أبناء عائلة يي الخمسة، كان هو ذاك الشفاف، المنسي، البيتا الذي لا يحبه أحد. 

والأسوأ من ذلك… أنه كان يخفي سرًا بهذا الحجم.

راودته رغبة ملحّة بأن يضرب رأسه بالحائط ليموت مجددًا.

وبينما لا يزال غارقًا في ذهوله، دُفِعَ باب غرفته بقوة، ودخل رجل طويل القامة.

كان يرتدي زيًا أبيض فضي، يملك شعرًا أسودًا قصيرًا مرتبًا، وبشرةً ناعمةً ناصعة البياض، ووجهًا أشبه بتحفة منحوتة من السماء ذاتها.

تاج هذا الجمال كان زوجًا من العيون السوداء، عميقة كليلٍ بلا قمر، سوداوية كأنها تمتص كل شيء تقع عليه.

وفي لحظة، اجتاحه شعور مألوف بشكل مرعب، وبدأ قلبه يخفق بجنون. 

تجمد شي تشينغ في مكانه من الدهشة.

لقد كان يعرف هذا الرجل.

كان ذلك الشخص هو الأخ الثالث ليي تشينغ، يي مو.

لا… لم يكن يي تشينغ من يعرفه. 

بل هو، شي تشينغ، هو من يعرفه. 

يعرفه… ويعرفه بعمقٍ لا يمكن وصفه.

رؤيته وحدها كانت كافية لتجعل قلبه يخفق.

وكأنه رأى الرجل الذي أحبّه بعمق ذات يوم.

ولكن… لم يسبق له أن رآه من قبل.

لا يمكن لرجل بهذا الجمال أن يكون قد مرّ في حياته القصيرة، وإلا لَما نسيه أبدًا. 

أبدًا.

في اللحظة التي وقعت عيناه عليه، بدا أن عيني ذلك الرجل المظلمتين قد تلطفتا فجأة. 

اقترب منه بخطوات هادئة، وبحركة مألوفة لامس مؤخرة عنقه، وقال بصوتٍ حنون:

“إذًا، لم يكن هناك خيار آخر…؟”

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]