🦋

 كانت الغرفة التي يقيم فيها تان يوي فسيحة للغاية، أشبه بجناح فاخر يتكوّن من غرفة نوم، غرفة جلوس، وشرفة خاصة. 

الديكور أنيق وفاخر، ولا أثر فيه لرائحة المعقّمات المعتادة في المستشفيات. 

بل لم تكن تُشبه المستشفيات على الإطلاق، خالٍ من البرودة واللون الأبيض الكئيب الذي يجعل القلب يضيق.

سونغ لين تشو، الذي قضى سنوات في المستشفيات أثناء مرض والدته، اعتاد على ذلك الجو العقيم القاسي. 

الدخول إلى هذا المكان المختلف كليًا منحه شعورًا غريبًا، أشبه بعدم الانتماء.

لو لم يعرف، لظنّ أنه دخل فندقًا من فئة السبع نجوم.

كل شيء يمكن اختصاره في عبارة واحدة:

المالُ… داءٌ فاسد.

قال المساعد الشخصي، تشينغ بين، بنبرة محترفة:

“سيدي، لقد حضر.”

كان تان يوي يردّ على رسالة إلكترونية، فرفع رأسه بهدوء، والتقت عيناه بعيني الشاب الداخل إلى الغرفة.

رغم أن صورة الحساب كانت تخصه، 

إلا أن رؤيته وجهًا لوجه أحدثت وقعًا مختلفًا.

كان الشاب يلفّ عنقه بوشاح كشميري رمادي، يطلّ من فوقه وجه ناعم الملامح، بهيّ وجذّاب، احمرّت وجنتاه من دفء التدفئة الداخلية، وعيناه صافيتان، لامعتان، تنضحان بالحياة.

لا بد من الاعتراف… جده كان يفهمه جيدًا.

هو يحب هذا النوع من الفتيان—الذين يبدون نقيين، بلا تكلّف، ولا دهاء.

سونغ لين تشو هو الآخر كان يحدّق في تان يوي.

أول ما خطر بباله كان:

مستحيل.

لقد رأى من قبل صورًا لوالد تان مينغ تشينغ في دائرة الأصدقاء—رجل في الأربعين يبدو كأنه في الثلاثين، طويل، وسيم، ذو حضور.

وكان يفترض أن عم تان مينغ تشينغ سيكون في الثلاثينيات من عمره، ومع هذا النسب العائلي، فلا بد أن يكون حسن المظهر أيضًا.

لكن…

الرجل الذي يقف أمامه الآن—أما كان وسيمًا أكثر مما ينبغي؟!

تان مينغ تشينغ نفسه كان يُعدّ من أجمل فتيان الجامعة، ومع ذلك، بدا عمه هذا أجمل منه بعدة درجات. 

وجهه، خصره، هيئته… كلها تتحدى مقاييس الجمال المتعارف عليها.

ورغم أنه عمه، بدا وكأنه لا يكبرهم بأكثر من بضع سنوات، ربما في السابعة والعشرين أو الثامنة والعشرين. 

بشرته شاحبة بلون المرض، وملامحه تشي بعلّة مزمنة.

أين العدالة؟

السماء أعطته الحسب والنسب، ووهبته وسامة لا تُطاق… لكنها كتبت عليه أن يموت شابًا.

مأساة، بل مأساة فادحة.

سونغ لين تشو نظر إلى ملامحه المرهقة وشعر بتعاطفٍ صادق.

حتى في مرضه، لا يستطيع أن يرتاح، عليه أن يعمل ويكسب، ثم يعطي أمواله لـ تان مينغ تشينغ، ليشتري بها هدايا فاخرة لـ سو تشان… ويأتي هذا الأخر ليستفزه!

لا، في الواقع، المأساوي الحقيقي… هو أنا.

أيها الشاي الأخضر الصغير، انتظر فقط… سأحوّلك إلى شوكة طعام صغيرة!

وبينما يفكر بذلك، رفع سونغ لين تشو العلبة الحرارية في يده وقال:

“السيد تان، أعددت لك شوربة الدجاج بالأعشاب، وأحضرتها بنفسي.”

ورغم أن تان يوي لم يبدُ أكبر منه بكثير، فإن هيبته القوية جعلت سونغ لين تشو يتحدث بصيغة الاحترام تلقائيًا.

كان تان يوي بارد الملامح، كالجليد. 

لا يمكن قراءة مشاعره من وجهه.

قال دون تفاعل:

“ضعها هناك.”

بدا واضحًا أنه لا ينوي الأكل.

فهو يملك طاقمًا من الطهاة وخبراء التغذية، ووجباته دائمًا مدروسة، وقد اعتاد على معايير عالية تجعله متطلبًا للغاية. 

الأطعمة العادية لا تلفت اهتمامه.

لكن سونغ لين تشو لم يتحرّك كما كان يُتوقّع. 

بل قال بلطفٍ مقنع:

“لقد قليت بعض الخضروات أيضًا. 

إذا تركناها وقتًا أطول، ستفسد وتصبح ذابلة. والوقت مناسب لتناول الغداء، أليس كذلك؟”

كان يدرك جيدًا أن تان يوي يتعامل معه بلباقة فقط، وربما سيرمي الطعام في القمامة بعد أن يغادر.

لكن لا… لن أسمح بذلك.

لقد بذل مجهودًا كبيرًا، وجاء حتى هنا… يجب أن يتذوّق طبخه على الأقل.

حين لم يبدِ تان يوي أي استجابة، خفض سونغ لين تشو عينيه، وتغيّر صوته إلى نغمة حزينة:

“قضيت بعد الظهر كله في الطهي، وتحمّلت البرد، وزاحمت الناس في المترو لساعة كاملة… فقط لأجل أن تُجرّب طعامي.”

ورغم أنه لا يجيد التمثيل البريء مثل سو تشان، إلا أن وجهه الجميل حين بدا متألمًا، كان له أثر لا يمكن مقاومته.

تقلّصت أصابع تان يوي قليلًا.

ثم، وبعد لحظة صمت، قال بصوت بارد:

“هاتها إذًا.”

في داخله، سونغ لين تشو صفّق لنفسه.

أسرع تشينغ بين ليُبعد الحاسوب المحمول، وأحضر طاولة جانبية صغيرة. 

وضع سونغ لين تشو العلبة عليها وفتح الغطاء.

لم يكن تان يوي يتوقع شيئًا. 

ظن أنه سيأكل قضمتين من باب المجاملة.

لكن، ما إن فُتح الغطاء… حتى تحرك أنفه تلقائيًا.

رائحة… مذهلة.

عبق الدجاج المطهو غلّف المكان. 

رغم أنه بالأعشاب، إلا أن رائحة الأدوية لم تكن حاضرة. 

كانت الرائحة ناضجة، عميقة، مزيجًا من طهو دجاج بلدي طويل على نار هادئة، وتسلّل خفيف لأعشاب طبية منحته بعدًا آخر من النكهة.

تشينغ بين، الذي كان يغسل يديه ليجهّز الأطباق، توقف فجأة.

ما هذه الرائحة…؟!

أحضر طقم الصحون. 

فـ تان يوي لا يأكل مباشرة من علب الوجبات. 

نقل تشنغ بين الشوربة إلى وعاء كبير، ولما سكبها، ظهر الدجاج بلونه الذهبي المشهي، يعلوه بريق الزيت، متناثر فيه بعض البصل الأخضر المفروم.

مجرد النظر إليها كان يفتح الشهية… فما بالك بالرائحة؟

لقد عمل مع تان يوي سنوات، ومرّ على أفخم الأطباق… لكن لم يحدث أن سال لعابه هكذا.

تناول تان يوي ملعقة، وتظاهر بالهدوء، ثم ذاق أول رشفة.

لكن المذاق تسلل إلى لسانه… وجعله يأخذ ثانية، وثالثة.

المرقة كانت دافئة، خفيفة، مع لمسة مُرّة خفيفة ناتجة عن الأعشاب، لكنها لم تفسد الطعم بل أكسبته نكهة معقدة ولذيذة.

تشينغ بين حمل العلبة بصمت وخرج. 

لو بقي، لانفجر من الجوع.

وحين بقيا وحدهما، قال سونغ لين تشو بنبرة مترددة:

“هل المذاق يناسب ذوقك؟”

توقف تان يوي قليلًا، ثم أومأ بإيجاز، وصوته هادئ:

“لذيذة للغاية.”

ارتسمت الابتسامة على وجه سونغ لين تشو، شعر أن كل تعبه لم يذهب سدى.

ثم تابع:

“إن أعجبك الطبق، يمكنني أن أعدّ لك شيئًا آخر في المرة القادمة؟”

في الحقيقة، كان سونغ لين تشو لا يزال في سنته الثالثة في الجامعة، ولم يكن عبء الدراسة عليه كبيرًا. كان بإمكانه أن يخصّص وقتًا فراغيًا يوميًا، لكنه كان يعرف جيدًا أن الأشياء تصبح أكثر قيمة حين تكون نادرة.

لو جاء كل يوم، فما الفرق بينه وبين كبير الخدم؟

عدا عن ذلك… هو لا يستطيع تحمّل التكاليف يوميًا.

الدجاجة البلدية، والأعشاب، والخضار وحدها كلّفته اليوم أكثر من مئتي يوان، ناهيك عن صندوق الطعام الحراري الذي اشتراه… كل ذلك كان كافيًا ليؤلم قلبه.

توقفت يد تان يوي الحاملة للملعقة لوهلة، ثم تمتم أخيرًا:

“همم.”

ابتسم سونغ لين تشو أكثر.

رائع. 

يبدو أنه أخيرًا وجد طريقة تجعل هذا الرجل الصلب ينفتح قليلًا.

بعد أن غسل تشينغ بين صندوق الطعام، انتظر لبعض الوقت خارج الغرفة، وحين قدّر أن تان يوي قد أنهى طعامه، عاد لإحضار الصندوق.

كما توقّع، كان تان يوي قد أنهى وجبته… وما أدهشه هو أن الطعام كان شبه خالٍ تمامًا.

ربما بسبب العملية الأخيرة، كانت شهية تان يوي ضعيفة هذه الأيام، وفي أحيان كثيرة كان يتوقف عن الأكل بعد بضعة لقمات. 

حتى العم تشونغ، المكلّف بجلب الطعام، كان يشعر بالقلق.

لكنه اليوم… أكل أكثر مما كان يأكله في يومٍ كامل!

اتضح أن المشكلة لم تكن في الشهية… بل في طهاة الأسرة الذين يتقاضون رواتبهم بالآلاف، ومع ذلك لا يعرفونكيف يُرضون ذوقه.

تشينغ بين شعر وكأنه في حلم.

كان سونغ لين تشو يجلس على الأريكة، يلعب بهاتفه بصمت، وعندما عاد تشينغ بين وأعاده له، وقف وقال:

“لن أُطيل عليكم، سأغادر الآن.”

في الحقيقة، حسب ما خطط له مسبقًا، كان يجب أن ينتهز الفرصة ليجري حديثًا مع تان يوي، وربما يستخدم نفس الأساليب التي كان يستخدمها على ويتشات ليغازله.

لكن الحقيقة… شيء آخر تمامًا.

فـ تان يوي في الواقع مختلف تمامًا عن ذاك الذي يُقرأ من الشاشة. 

هالته كانت طاغية، ومكانته العالية التي اعتاد عليها طيلة حياته جعلته يُشعر من حوله كما لو أنهم تحت أنظار مئة أستاذ جامعي في آنٍ واحد.

تحت هذه الهيبة، سونغ لين تشو شعر برغبة تلقائية في الجلوس باستقامة، وحل مئة ورقة امتحانية، فما بالك بالمغازلة أو الحديث العابر.

هو يعترف… لقد خاف.

كان تان يوي يمسح يديه بمنشفة رطبة، وعندما سمع سونغ لين تشو يقول إنه سيأخذ المترو، توقّف لبرهة، ثم قال لـ تشينغ بين، الذي كان ينظّف بقايا الطعام:

“أوصِله بالسيارة.”

“حسنًا، سيدي. 

سأنادي على المُساعدة لتُنظف الطاولة.”

لكن سونغ لين تشو سارع بالردّ:

“لا حاجة، الآن وقت الذروة، والقيادة ستكون مرهقة بسبب الزحام. المترو أوفر وأسهل.”

فعلاً، بالقرب من نقطة الانطلاق، لم يكن المترو مزدحمًا كثيرًا، لذا وجد أنه وسيلة مناسبة.

أخذ صندوق الطعام، ولوّح بيده باتجاه تان يوي، مبتسمًا ابتسامة خفيفة:

“أراك في المرة القادمة، السيد تان.”

في تلك اللحظة، فكّر تشينغ بين في نفسه:

هذه مجرد استثناء لمرة واحدة، فقط من أجل خاطر الجد. من أين له أن يعود مرة أخرى؟

لكن لم تمضِ ثوانٍ، حتى سمع رئيسه يردّ، بهدوء تام:

“أراك في المرة القادمة.”

اهتزت يد تشينغ بين وهو ينظف الطاولة، وكاد أن يسكب البقايا عليها.

حقًا… ستكون هناك مرة أخرى؟!

هو يعرف سيده جيدًا. 

تان يوي ليس من النوع الذي يلهو بمشاعر الآخرين. حتى ولو كان طعام سونغ لين تشو شهيًا، فإن لم يكن لديه اهتمام به، لكان كبح شهيته تمامًا، كي لا يزرع أي أمل في قلب الطرف الآخر.

لأجل هذا… نظر إلى سونغ لين تشو نظرة مختلفة، وقرّر في نفسه:

يجب أن أبدأ بالتعامل معه بطريقة مختلفة من الآن فصاعدًا.

غادر سونغ لين تشو المستشفى وهو في مزاجٍ جيد.

كما توقع تمامًا، استطاع أن يغزو حصون تان يوي عبر معدته، فانخفضت صعوبة المهمة من وضع الجحيم إلى الوضع الصعب.

كان واثقًا أنه لو جاء بضع مرات أخرى، فسيستطيع كسب تان يوي بالكامل.

في يوم الأحد، كان على سونغ لين تشو حضور حفلة عيد ميلاد.

الحفلة كانت لأحد زملائه في الجامعة، يكبره بسنوات، وكان مسؤولًا عن تنسيقه للعديد من الوظائف الجزئية. يتمتع بعلاقات واسعة، وهو من عرفه على عمل شو يوران أيضًا.

أُقيمت الحفلة في مركز KTV بمدينة جياقانغ. وكما هو متوقّع، فقد كان للحاضر دائرة اجتماعية واسعة، حضرها عدد كبير من الناس. 

أما سونغ لين تشو، فدائرته الاجتماعية كانت ضيقة للغاية، بالكاد يعرف أحدًا، بل حتى الأسماء القليلة التي يتعرف عليها، لا يتذكّرها بدقة.

لكنه لا يستطيع إنكار أن سمعته في الجامعة كانت لا بأس بها، وكان كثيرون يعرفونه.

لم يمضِ على بدء الحفل سوى نصف ساعة، حتى جاءه عدد من الناس يطلبون إضافته على ويتشات.

شعر سونغ لين تشو وكأنه خروف حاصرته الذئاب، فاستعان بحجة للذهاب إلى دورة المياه، ليلتقط أنفاسه.

كان بإمكانه استخدام الحمام الخاص بالغرفة، 

لكنّه تعمّد الخروج للحمام العام تفاديًا للناس.

“انظر إلى الأشخاص الذين ترسلهم لي، هل أبدو كأنني مكب نفايات؟ لا أريد أيٍّ كان.”

بينما كان سونغ لين تشو على وشك مغادرة الحمام، دخل رجل وهو يتحدث بصوتٍ مرتفع في هاتفه، ولم يكن منتبهًا للطريق. 

كاد أن يصطدم بـ سونغ لين تشو، إلا أن الأخر تراجع بسرعة، متفاديًا الاصطدام.

رغم أنه لم يحدث احتكاك فعلي، إلا أن الرجل التفت نحوه بحدة، ثم… ما إن رأى وجهه حتى تغيّرت نظراته، وتحوّلت إلى ابتسامة.

أغلق الهاتف وقال:

“آه، إنه أنت. يا لها من صدفة! نلتقي في الحمام!”

ثم أضاف:

“أنت جئت مع تان مينغ تشينغ، أليس كذلك؟ 

تعال واشرب معنا كأسًا.”

سونغ لين تشو عبس قليلًا بسبب رائحة فمه وقال:

“لا، لقد انفصلت عنه.”

كان يعرف هذا الرجل من قبل، صديق تان مينغ تشينغ، التقاه عدة مرات حين كان لا يزالا في علاقة.

“انفصلتما؟”

توقف الرجل لثانية، ثم اتّسعت ابتسامته أكثر، راح يتأمل سونغ لين تشو من أعلى إلى أسفل وقال:

“يا لحظ ذلك الوغد، خسر كنزًا. 

تعال، سأعرفك على شخصٍ أفضل.”

كان سونغ لين تشو غير مرتاح لنظراته، فاعتذر قائلًا:

“آسف، صديقي ينتظرني، لا أريد أن أزعجكم.”

لكن الرجل لم يتزحزح، بل تظاهر بالانزعاج:

“إزعاج؟ أنت ترفضني؟ أنا من ساعدك من قبل! وحين أطلب منك كأسًا، تتهرّب؟”

لم يجد سونغ لين تشو ما يقوله.

فالرجل بالفعل قد ساعده سابقًا—حين أخذه تان مينغ تشينغ إلى بار، أضاع هاتفه، وكان فيه صورٌ لوالدته الراحلة، لم يُحتفظ بها في أي مكان آخر، فانهار قلقًا.

ولحسن الحظ، كان ذلك البار مملوكًا لأحد أقارب هذا الرجل المعروف بـ الأخ دونغ. 

تواصل فورًا مع الحراسة، حصل على تسجيلات المراقبة، وتعقّب هاتفه حتى اكتشفوا أن سكيرًا التقطه بالصدفة. 

وأخيرًا، أعادوا الهاتف إليه.

ورغم أن تان مينغ تشينغ دعاه لتناول العشاء شكرًا، إلا أن الفضل الحقيقي يعود لـ الأخ دونغ. 

لذا، حين يطلب منه كأسًا، فمن اللائق ألا يرفض.

كان سونغ لين تشو يملك قدرة تحمّل للكحول لا بأس بها، لكنه خشي أن يتحول الأمر إلى سلسلة لا تنتهي من الأعذار لإجباره على الشرب—كما يفعل عادة أصدقاء تان مينغ تشينغ من الأثرياء.

لم يكن يرغب في أن يسكر في مكان لا يعرفه.

فكّر قليلًا، ثم أخرج هاتفه وقال:

“دعني أخبر صديقي.”

“حسنًا، أخبره.”

كان من المفترض أن يدخل الأخ دونغ إلى الحمام، لكنه بقي واقفًا، يخشى أن يغادر سونغ لين تشو فجأة.

لكن الأخر لم يرسل شيئًا لصاحب الحفلة، 

فقد كان مُنهكًا من الشرب، بالكاد يرى ما أمامه.

فتح ويتشات، ووجّه رسالة إلى تان يوي.

[شياو سونغ لين]:

جيجي، إن لم أتواصل معك خلال عشر دقائق، هل يمكنك الاتصال بي صوتيًا وتظاهر أن هناك أمرًا طارئًا عليكمناقشته معي؟

كان بإمكانه مراسلة لي تشانغ أو غيره، لكنه لم يتواصل مع تان يوي طيلة اليوم، ووجدها فرصة مناسبة للاتصال به.

وما أدهشه… أن تان يوي رد بسرعة هذه المرة.

[تان يوي]: [؟]

[شياو سونغ لين]:

“QAQ صديقي هنا يريد أن يشرب معي، لكنني لا أتحمّل الكحول، وأبحث عن ذريعة للانسحاب.”

لو تجرّأ تان يوي وقال شيئًا مثل ' إن لم تكن تحب الشرب، فلا تصادق من يشرب ' ، فلن أراسله مرة أخرى أبدًا!

حتى الكلب المُغرم له كرامة!

لكن لحسن الحظ، لم يكن تان يوي بهذا السوء. 

ردّ بكلمة واحدة فقط:

[تان يوي]: حسنًا.

ولم تكن همم أو أوه هذه المرة.

كلمة حسنًا وحدها… لكنها دافئة أكثر من أي جملة أخرى قالها من قبل.

ابتسم سونغ لين تشو بلا وعي.

اتضح أن الكلاب المُغرمة حين تتلقى استجابة باردة من الآلهة، يواسي أنفسهم بمثل هذا…

[شياو سونغ لين]:

شكرًا، جيجي.

[شياو سونغ لين]: (ثعلب يقبّل.gif)

بعد أن أرسل الرسالة، أعاد هاتفه إلى جيبه، وقال:

“حسنًا، فلنذهب.”

كان الأخ دونغ قد تلقى ردًا للتو على ويتشات: 

تم الاستلام.

ابتسم ابتسامة خبيثة، وقال بنبرة مبطّنة:

“من هنا، تفضل.”

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]