صب تان يوي لنفسه كأساً من النبيذ الأحمر، وجلس على كرسي القهوة بجانب النوافذ الفرنسية الواسعة، يتأمل أضواء المدينة المتلألئة تحت ظلمة الليل. 

وبينما كان يستمتع بهذا المشهد الساحر، بدأ يعدّ الوقت الذي سيقضيه ' شخص ما ' في الحمام.

كاد يظن أن سونغ لين تشو قرر قضاء الليل بأكمله في الحمام، حتى فُتح الباب فجأة بصوت “طَق”.

رفع تان يوي حاجبيه، وكاد يختنق بالنبيذ الذي كان يرتشفه حين وقعت عيناه عليه. 

خرج سونغ لين تشو من الحمام، شعره الأسود لا يزال مبتلًا نصفه، ووجهه متورد ونديّ من بخار الماء، وشفتيه ورديتان، وعيناه صافيتان براقتان كأنهما قد تطهرتا للتو.

لكن ما كان يخطف الأنفاس لم يكن ملامحه وحدها، بل الروب نصف المفتوح الذي كان يرتديه، كاشفًا عن مشهد ربيعي خلاب تحته، مصحوبًا بتعبير خجول وبريء.

هذا الفتى… كأنه يدعو الآخرين لارتكاب الآثام.

هل هذا هو ما يسمونه ' طالب الجامعة النقي '؟

“جيجي، أين مجفف الشعر؟ لم أستطع العثور عليه.” سأل سونغ لين تشو، محاولاً جاهدًا إخفاء ارتجافة صوته.

حتى صوته بدا طريًا وسلسًا كنسيم رقيق.

كاد تان يوي أن يفضح أفكاره غير اللائقة في تلك اللحظة. كان يعتقد أن الليلة ستكون ليلة أرق بالنسبة لسونغ لين تشو، لكنه بدأ يدرك أن من قد لا ينام الليلة هو هو.

تجنب النظر إلى عيني سونغ لين تشو اللتين تمزجان بين البراءة والدعوة، وسأله بصوت خافت: 

“أليس في الحمام؟”

“لم أجده”، أجابه سونغ لين تشو.

وضع تان يوي كأس النبيذ جانبًا، ونهض قائلاً: “سأبحث عنه بنفسي.”

أخفى سونغ لين تشو ابتسامة انتصار، وهو يراقب خطوات تان يوي التي أصبحت غير منتظمة قليلًا. 

لطالما ظن أن هذا الرجل الحديدي المستقيم متماسك كراهب زاهد، لكنه اكتشف الآن أن حتى من يبدو أنه لا يتأثر قد يُغرى بالجمال.

بعد قليل، خرج تان يوي من الحمام وهو يحمل مجفف الشعر.

كان سونغ لين تشو جالسًا على السرير يلعب بهاتفه، ولم يكن قد جفف شعره بعد، بل اكتفى بتجفيفه سريعًا بالمنشفة. 

كانت قطرات الماء لا تزال تتجمع على أطراف خصلاته السوداء، وعندما رفع رأسه، تساقطت تلك القطرات على عنقه الأبيض الناصع، وتدحرجت على امتداد بشرته الشفافة مرورًا بصدره الأبيض، لتختفي في الأعماق…

شعر تان يوي فجأة بانقباض في حلقه.

“هاي، جيجي، أين وجدته؟” 

سأل سونغ لين تشو وهو يعلم الجواب مسبقًا.

فهو من تعمد إخفاء مجفف الشعر.

“تحت الخزانة بجانب الحوض”، أجاب تان يوي وهو يناوله المجفف. “جفف شعرك أولًا قبل أن تتابع اللعب.”

لكن سونغ لين تشو لم يمد يده لأخذه. 

رمش بعينيه قائلاً: “جيجي، هل يمكنك أن تجففه لي؟”

تان يوي: “…”

حاول تان يوي بكل قوته أن يحافظ على برودة صوته وقال: “افعل ذلك بنفسك.”

سونغ لين تشو: “؟؟؟”

يا له من رجل حديدي عنيد…

“يدي تؤلمني. أثناء تحضير النودلز ظهر اليوم، تناثر عليّ بعض الزيت. وعندما لامست المياه قبل قليل، بدأت تؤلمني بشدة. انظر!”

مدّ سونغ لين تشو يده أمامه، وكان هناك بالفعل بقعة حمراء صغيرة على ظهر يده مع ظهور فقاعتين صغيرتين بسبب الحرق.

كان تان يوي قد خرج من المطبخ ليرد على بريد إلكتروني هام بعد أن انتهى من تقشير الثوم، لذا لم يكن يعلم بما حدث. وعندما رأى أثر الحرق الواضح على يد الشاب البيضاء، لم يعرف ماذا يقول.

فالجميع يعلم أن الحرق يؤلم بشدة بمجرد ملامسته للماء أو الحرارة.

مهما كان تان يوي متعجرفًا، لم يستطع في مثل هذا الوضع أن يرفضه. قام بتوصيل مجفف الشعر بالكهرباء وقال بصوت منخفض: “تعال واجلس هنا.”

اقترب منه سونغ لين تشو بخفة وقال بسعادة: “شكرًا، جيجي.”

كان تان يوي يتمنى لو تمكن من دخول الحمام ليهدئ نفسه.

فهو، الذي نشأ مدللًا ولم يخدم أحدًا في حياته قط، وجد نفسه الآن يجفف شعر شخص آخر. 

ولحسن الحظ، لم تكن هذه مهمة معقدة، فقد اعتاد على تجفيف شعره بنفسه كل يوم، فالأمر ليس بتلك الصعوبة.

حاول أن يتجاهل المنظر المكشوف أمامه، منظر الربيع البهي الذي بدا أكثر إثارة من الأعلى، وبدأ يجفف شعر سونغ لين تشو بوجه خالٍ من التعبير.

لكن هذا الشاب لم يكن يعرف الهدوء، ظل يتمايل ويتحرك بخفة، كأن ذاك المشهد المثير ظلّ يلاحقه كظله، لا يفارقه أبدًا، يلوح أمام عينيه كأنما يتحدى صبره.

كان تان يوي يعيش في تلك اللحظة صراعًا نفسيًا أكثر توترًا من أصعب طاولة مفاوضات خاضها في حياته، ولم يعرف كيف انتهى به الأمر وقد جفف له شعره بالكامل.

كان شعر سونغ لين تشو كثيفًا وناعمًا، وبعد أن جفّ تمامًا أصبح أكثر انتفاخًا، مما يدفع أي شخص إلى رغبة لا تقاوم بملامسته.

قبض تان يوي على أصابعه، كابحًا تلك الرغبة.

“انتهيت.” أطفأ مجفف الشعر.

مرر سونغ لين تشو أصابعه خلال شعره الجاف، راضيًا تمامًا عن الخدمة التي قدمها له هذا الرجل الناضج. قال بلطف: “شكرًا، جيجي.”

“سأذهب للاستحمام.”

قال تان يوي، ولم يمنح الطرف الآخر فرصة للمزيد من المشاكسة. التقط ردائه ومجفف الشعر وتوجه مسرعًا نحو الحمام.

لو نظر أحد إلى وجه تان يوي، لما استطاع أن يكتشف ما يعصف به داخليًا.

لكن الواقع أن وجه الرجل قد احمر بالكامل.

راقب سونغ لين تشو الرجل وهو يندفع نحو الحمام كأنه يفرّ هاربًا، ثم انقلب على السرير وضرب الغطاء ضاحكًا بسعادة.

كان مخطط سونغ لين تشو أن يستغل اللحظة ويواصل الضغط ليخترق دفاعات الرجل دفعة واحدة، لكن تان يوي بقي في الحمام أكثر من نصف ساعة، وهو أمر نادر بالنسبة له.

لولا أنه يعرفه جيدًا، لظن أن الرجل كان يفعل شيئًا آخر هناك…

بدّل سونغ لين تشو ملابسه وارتدى بيجامته، ثم استلقى على السرير.

بسبب انشغاله الليلة الماضية بلعب الألعاب مع زملائه في السكن حتى تجاوزت الساعة الثانية صباحًا، شعر الآن براحة شديدة بعد الاستحمام والتمدد على السرير الناعم، كأن النعاس يجذبه بلطف نحو أحضانه.

وهكذا، غلبه النوم وهو ينتظر، حتى أنه لم يسمع صوت تان يوي وهو ينهي استحمامه ويخرج.

عندما خرج تان يوي من الحمام، شعر ببعض الارتياح عندما وجد الشاب قد غط في النوم، نصف جسده مغمور في اللحاف.

أخذ الهاتف من يده ووضعه على الطاولة الجانبية، ثم ضبط درجة حرارة الغرفة وأطفأ الأنوار، تاركًا فقط المصباح الليلي مضاءً، ثم انضم إليه على السرير.

في تلك اللحظة، دوّى من الخارج صوت هتاف واحتفال، وكان أحدهم يعدّ بصوت مرتفع: 

“عشرة… تسعة… ثمانية…”

نظر تان يوي إلى شاشة هاتفه، ليكتشف أن الساعة أوشكت على بلوغ منتصف الليل.

“ثلاثة… اثنان… واحد… سنة جديدة سعيدة!”

مع العد التنازلي، بدأت أصوات الألعاب النارية تتردد في الأفق، خافتة لكنها واضحة بما يكفي ليُدرك أنها قادمة من احتفالات مهرجان الربيع في موقع فرعي بعيد، ومع ذلك وصلت أصداؤها حتى هنا.

أدار تان يوي رأسه ينظر إلى الشاب النائم بجواره. كان قد التف على نفسه قليلاً، يحتل مساحة صغيرة من السرير، يبدو في سكونه كقط صغير، لطيف ومطيع.

همس له بصوت خافت: “سنة جديدة سعيدة.”

وكان الرد الوحيد الذي تلقاه هو أن سونغ لين تشو استدار في نومه، كاشفًا عن عنقه البارد.

تان يوي: “…”

ابتسم تان يوي ابتسامة يائسة لا تخلو من الحنان، ثم أطفأ المصباح الجانبي وأغمض عينيه.

لم يكن تان يوي معتادًا على مشاركة السرير مع شخص آخر. ظل مستلقيًا لمدة عشرين دقيقة بعينين مغمضتين، لكن النوم لم يقترب منه على الإطلاق.

مرت نصف ساعة أخرى قبل أن يبدأ أخيرًا يشعر بالنعاس، لكن وقبل أن يغفو تمامًا، تحرك الشاب النائم بجانبه فجأة، مما أيقظه مرة أخرى.

لابد أن الصغير شعر بالبرد فاقترب منه لا شعوريًا أثناء نومه، ثم سرعان ما التصق بجانب تان يوي.

حاول تان يوي أن يتحرك مبتعدًا قليلاً.

لكن بعد عشر دقائق فقط، تدحرج سونغ لين تشو نحوه من جديد.

“…”

لحسن الحظ، كان السرير بعرض مترين، فلا زال بإمكان تان يوي التراجع. تحرك إلى الجانب الآخر وضبط درجة الحرارة في الغرفة على مستوى أعلى قليلًا، آملاً أن لا يتبع الصغير مصدر الحرارة.

لكن الحقيقة كانت أن سونغ لين تشو لم يكن يتبع مصدر الحرارة على الإطلاق. 

رغم أن حرارة الغرفة ارتفعت حتى أصبحت تغني عن الغطاء تقريبًا، إلا أن الشاب استمر في الاقتراب، بل وتدحرج هذه المرة مباشرة بين ذراعي تان يوي.

تان يوي: “…”

جسد الشاب كان ناعمًا ودافئًا كاليشم، تفوح منه رائحة صابون الاستحمام المنعشة، توقظ كل خلية من خلايا جسد الرجل الناضج.

وللأسف، هذا الشخص لم يكن يعرف الاستقرار حتى أثناء نومه. بحث سونغ لين تشو عن وضع مريح بين ذراعيه، تمتم بصوت خافت مرتين، ثم عاد للنوم بسلام.

لكن الجسد الذي عُذِّب سابقًا على وشك الانهيار، كان يستجيب بكل صراحة ووضوح الآن…

“لين تشو…” نادى تان يوي بصوت أجش، ودفعه برفق، “نم بهدوء قليلاً.”

لكن سونغ لين تشو كان ينام بعمق، ولم تظهر عليه أي علامات استيقاظ رغم الدفع الخفيف.

ربما شعر بالحر الشديد، فمدّ يده إلى ياقة ثوبه ليبعدها قليلاً. تسللت خيوط الضوء القادمة من شقوق الستائر، لتضيء تلك الرقعة البيضاء على بشرته، مما جعل المشهد أكثر جاذبية وإغراء.

تان يوي: “…”

حقًا… هذا يعذبه حتى الجنون.

لم يعد يحتمل، قرر النهوض والتوجه إلى الحمام للتعامل مع مشكلته الجسدية، لكن عندما همّ بالجلوس، اكتشف أن كمه قد عُلِّق.

شخص ما، الذي لطالما أحب أن يمسك بأكمام الآخرين أثناء نومه، أمسك الآن بكُم بيجامة تان يوي وهو نائم، كما لو كان عادة متأصلة فيه.

لو لم يكن متأكدًا أن سونغ لين تشو يخشى القرب الجسدي في الواقع، لكان شك أنه يتظاهر بالنوم عمدًا لمضايقته.

لكن… ما كان يصدر عن سونغ لين تشو أثناء النوم، كان أخطر وأشد فتكًا من أي تظاهر.

في هذه الغرفة الهادئة المظلمة، كان بإمكان تان يوي أن يسمع بوضوح أنفاسه الثقيلة والمتسارعة.

مدّ يده الأخرى وأضاء المصباح الجانبي.

رأى أمامه شابًا قد احمرّ وجهه من حرارة الغرفة، ياقة ثوبه فوضوية ومنسدلة بطريقة يصعب تجاهلها.

استُثير تان يوي مرة أخرى، وشعر أن لا مفرّ له سوى الاحتماء بالحمام. حاول سحب كمّه لكن سونغ لين تشو سحب ذراعه كلها هذه المرة، حتى التصق خده بيده، وتمتم وهو نصف نائم: “جيجي… الجو حار…”

تان يوي: “…”

جيجي خاصتك أيضًا يحترق، جسدًا وروحًا، كأنه أكل للتو مائة كيلو من لحم الضأن المغشوش وارتفعت حرارته.

لو كان سونغ لين تشو مستيقظًا الآن، لكان اكتشف وجود ' زائر ثقيل الظل ' وغير مرحب به عند خصره.

لكن للأسف… كان نائمًا.

خفض تان يوي درجة حرارة الغرفة، محاولًا التبريد الجسدي القسري، ثم مسح قطرة العرق التي تجمعت على أنف سونغ لين تشو بإصبعه.

وعندما لامس بأطراف أصابعه شفتي الشاب الناعمتين الدافئتين، لم يستطع مقاومة الرغبة، فظل يضغط برفق على شفتيه.

شعر سونغ لين تشو بانزعاج بسيط، فحرّك شفتيه بتلقائية ليغلقهما حول مفصل إصبع تان يوي، بينما أنفاسه الحارة تلامس يده، ترسل تيارًا كهربائيًا يمر عبر ذراعه، ويزيد من اشتعال جسده المحموم.

لم يستطع تان يوي أن يقاوم أكثر، سحب إصبعه ببطء، وأدار رأسه ليطبع قبلة خفيفة على شفتي الشاب.

كانت شفتاه ناعمتين للغاية، بطعم يفوق كل ما تخيله. للمرة الأولى، اكتشف تان يوي كيف يمكن للغزو أن يتم بدون استراتيجيات.

عندما ابتعد عنه، ظل بينهما خيط فضي شفاف.

تمتم تان يوي بصوته الأجش: 

“أنت تنام بعمق أكثر من الخنازير.”

لكن سونغ لين تشو، الذي بدا أنه شعر ببعض الانزعاج، لم يكن لديه أي نية للاستيقاظ.

مدّ تان يوي يده يلمس وجهه المتورد، ثم انحنى مرة أخرى وقبّله على شفتيه المحمرّتين، قبل أن ينهض أخيرًا ويتجه نحو الحمام.

عندما استيقظ سونغ لين تشو من نومه العميق، كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة صباحًا في اليوم التالي.

استيقظ سونغ لين تشو وقد حظي بنوم هانئ جعله يشعر بالانتعاش. 

السرير كان خالياً بجانبه، ويبدو أن تان يوي قد استيقظ منذ فترة. 

أطلق سونغ لين تشو تنهيدة ارتياح. باعتباره شاباً في مقتبل العمر، من الطبيعي أن يتعرض لبعض التفاعلات الجسدية عند الاستيقاظ في الصباح الباكر، أما تان يوي، فليس بإمكانه تحمل مثل هذه الأمور، خشية أن يصاب بخدش في كرامته.

لكنه بالفعل نام بتلك البساطة في الليلة الأولى التي تشاركا فيها السرير. 

كان يشعر بالاستياء من نفسه.

لكن، حسنًا، النوم ربما كان الخيار الأفضل لتجاهل ما حدث الليلة الماضية.

بينما كان غارقًا في أفكاره، شعر بوخزة خفيفة في شفتيه. توجه إلى الحمام، وعندما نظر في المرآة، اكتشف أن جزءًا صغيرًا من شفته كان متورمًا ومحمرًا كما لو أنه تعرض للعض.

اللعنة! يبدو أن التعليقات على الإنترنت حول البعوض في هايدو لم تكن مجرد مبالغات. 

حتى في عز الشتاء، لا تزال هذه الحشرات قادرة على اللدغ! نظر إلى الثلوج الكثيفة خارج النافذة، متعجبًا من كيفية بقاء هذه الكائنات على قيد الحياة في مثل هذه الظروف.

بعد قضاء حاجته وغسل وجهه، خرج من الحمام ليصادف تان يوي يدخل إليه.

“جيجي، هل تعرضت للدغة بعوضة؟” 

سأل سونغ لين تشو.

“بعوضة؟” أجابه تان يوي وهو في حيرة.

“نعم، انظر إلى فمي. البعوضة لدغتني بشراسة. البعوض في هايدو شرس للغاية.” قال سونغ لين تشو وهو يتذمر.

تان يوي: “…”

كيف يمكن لعقل أحدهم أن يكون بهذه الغرابة؟

“لا، لم أتعرّض للدغ.” 

قال تان يوي بوجه خالٍ من التعبير.

“آه، ربما بسبب فئة دمي، فدمي يجذب البعوض بسهولة. بالمناسبة، جيجي، يبدو أنك لم تنم جيدًا الليلة الماضية؟ الهالات السوداء تحت عينيك واضحة جداً.” 

قال سونغ لين تشو وهو يلاحظ التعب على وجهه.

تان يوي لم يكن يريد التحدث عن الأمر، لكنه عندما رأى الشاب يحدق به منتظرًا إجابته، قال بلهجة باردة: “لقد تم دفعي طوال الليل من قِبل خنزير.”

سونغ لين تشو: “؟؟؟”

هل تسخر مني؟

حدّق في تان يوي غاضبًا، لكن عيني الأخر كانتا تومضان بشيء من المرح الخفي. 

“ذاك الخنزير ظل يدفعني طوال الليل حتى كدت أن أسقط من السرير.” قال تان يوي بوجه جاد.

سونغ لين تشو: “…”

أنت… أيها الرجل الحديدي الغبي! الخنزير هو أنت!

“على أي حال، ذاك الخنزير ليس أنا.” قال سونغ لين تشو بثقة، “أنا أتمتع بوضعية نوم مثالية!”

سأله تان يوي: “وكيف تعرف وأنت نائم؟”

عجز سونغ لين تشو عن الرد للحظة.

أكمل تان يوي: 

“هل أخبرك أحد أبناء أخي المزعجين؟”

لو كان شريكان حقيقيان يتقاسمان السرير، ففعلاً وضعية نوم سونغ لين تشو لم تكن سيئة، بل ربما كانت ممتعة للشخص الآخر.

بالرغم من أن تان يوي يدرك أنه لا يملك الحق في التحدث عن ماضي سونغ لين تشو أو أن يطالب بأي نقاء، إلا أن الغيرة لا تفرّق بين المحترفين والهواة.

حين تخيّل تان يوي أن سونغ لين تشو ربما كان قد احتضن تان مينغ تشين بنفس الطريقة سابقًا، تملكه شعور بالضيق لدرجة أنه أراد ضرب ابن أخيه عديم الفائدة.

في تلك اللحظة، كان ذاك ' الابن عديم الفائدة ' يعطس بصوت عالٍ في مكان آخر مع بداية اليوم الأول من السنة الجديدة.

كاد سونغ لين تشو أن يقفز من مكانه: 

“مستحيل! أنا… أنا…”

احمرّ وجهه وقال بتوتر: 

“أنا لم أنم معه في نفس السرير من قبل.”

اختفت الغيرة في قلب تان يوي مع سماعه لهذا الجواب.

أخمد ابتسامته التي كادت أن تظهر، مدّ يده ليمسّد شعر سونغ لين تشو المتشابك، وقال برقة: 

“همم، لقد كنت أمازحك فقط. وضعية نومك ممتازة بالفعل. هيا، اذهب لتبديل ملابسك.”

أطلق سونغ لين تشو شخيره بغضب، لكنه سامح هذا الرجل الصلب المتعجرف الذي لم يستطع النوم ومع ذلك اختلق الشائعات عنه.

نزلا معًا إلى الطابق السفلي. 

كان الجميع لا يزال نائمًا بعد سهرة الأمس الطويلة، باستثناء الجد تان الذي كان قليل النوم ويستيقظ مبكرًا. كان قد أنهى جولة من التاي تشي ويستعد الآن لغسل يديه وتناول الإفطار.

عندما رآهما ينزلان قال مازحًا: 

“أوه، ظننت أنكما ستظلان نائمين حتى الظهر.”

ابتسم سونغ لين تشو وقال: 

“ساعة جسمي البيولوجية لم تتأقلم بعد.”

نظر الجد تان إلى شفتي سونغ لين تشو بنظرة ذات مغزى وقال: “يا فتى، الحيوية أمر جيد بلا شك.”

بالأمس لا بد أن الليلة كانت حماسية، ومع ذلك استيقظ هذا الشاب مبكرًا بكل نشاط! هل يعاني حفيدي من خطب ما؟!

وجه الجد تان نظره إلى حفيده، ليجد تحت عينيه هالتين سوداويتين واضحتين، وعليه علامات الإرهاق. بينما بدا سونغ لين تشو في قمة نشاطه، مع بشرة وردية ونظرة مليئة بالحيوية.

أصبح الجد تان أكثر قلقًا في تلك اللحظة.

قال لهما: 

“يجب أن تبقيا لتتناولا الغداء معنا اليوم.”

رد تان يوي بسرعة: “لا داعي، جدي، لدينا بعض الأمور التي نحتاج إلى إنهائها.”

لكن الجد قال بحزم: 

“بل يجب! لابد أن تتناولا الغداء هنا!”

تان يوي: “…”

تبادل هو وسونغ لين تشو نظرات حيرة، لا يفهمان سبب إصرار الجد، لكن طالما قال ذلك فلا مجال للرفض.

استدعى الجد الطباخ وهمس له ببضع كلمات، فهز الطباخ رأسه بحماس وكأنه فهم تمامًا ما هو مطلوب.

وفي وقت الغداء، جلس تان يوي أمام مائدة طعام مليئة بأصناف جعلت رأسه يدور: محار بالثوم، لحم غنم مقوٍ، بيض مقلي مع الثوم الأخضر…

في تلك اللحظة فقط، أدرك تان يوي حجم الورطة التي وقع فيها.

لماذا وافق على البقاء لتناول الغداء؟!

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]