“…المكان فخم للغاية، والتنسيق فيه راقٍ أكثر حتى من حفلات الاستقبال في المسلسلات،
وكان فيه كثير من الشخصيات المهمة، بل رأيت بعيني عدة نجوم مشهورين.”
ما إن عاد سونغ لين تشو إلى السكن، حتى سمع صوت سو تشان المستلقي على سريره، يتحدث عبر الهاتف بنبرة لا تخلو من التفاخر والاستعراض.
اختار سونغ لين تشو أن يتجاهل كلامه كليًّا، التقط من خزانته ثياب النوم، ودخل إلى الحمّام ليستحم.
وقبل أن يغلق الباب، كان صوت سو تشان لا يزال يملأ الغرفة:
“في مناسبات من هذا النوع، كيف لي أن أطلب توقيعًا؟
هيهي، دعني أخبرك، حبيبي عرفني على أصدقائه من أبناء الأغنياء، كانوا لطفاء للغاية، بل إنهم نادوني سوجي—زوجة الأخ—شعرت بإحراج سينيور، صدقني!”
أغلق سونغ لين تشو باب الحمام بصوت طفيف “طَق”، حاجبًا بذلك ما يعرف تمامًا أنه موجّه نحوه.
لم يكن الأمر أنه لم يفكر من قبل في تغيير السكن، لكن تخصصهم لا يضم سوى ستة طلاب ذكور، موزعين على غرفتين فقط.
ومع أن سكن سو تشان السابق كان يحتوي على سرير شاغر، مع ذلك فإن انتقاله إليه يعني ترك لي تشانغ وحيدًا مع سو تشان، وذلك خيار لا يُطاق.
أما فكرة استئجار غرفة خارج الحرم، فكانت مستبعدة مؤقتًا.
فمدينة هاي دو، تلك المدينة الكبرى من الدرجة الأولى، لا يمكن العثور فيها على غرفة صغيرة بالكاد تكفي شخصًا إلا بتكلفة تتراوح بين ألف إلى ألفي يوان شهريًا.
وهو ببساطة، لا يملك رفاهية هدر المال.
فـ والدته كانت قد أصيبت بمرض خطير قبل أعوام، وتكلف علاجها فوق طاقاتهم، وخلّف وراءه ديونًا تجاوزت المئتي ألف يوان.
وعلى مدى السنوات، بذل سونغ لين تشو جهدًا خارقًا في تنفيذ الطلبات والمشاركة في المسابقات ليتمكن من سداد أغلبها، ولم يتبقَّ عليه سوى أربعين ألفًا مستحقة لخالته.
وقدّر أنه مع نهاية العام، سيكون قادرًا على سداد ما تبقى، لذا لا يريد تبديد مدخراته في الإيجار.
فليصبر قليلًا، حتى بداية الفصل الدراسي المقبل. حينها سيكون قادرًا على الخروج واستئجار غرفة تخصه.
حلّ يوم السبت.
وكان الثلج قد تساقط طوال الليل، حتى غطى الأرض ببطانة بيضاء كثيفة، بلغ ارتفاعها مستوى الساق.
والضباب الرمادي يملأ الأفق، مرسومًا على خلفية من السكون، كأنما يعلن عن وحدة الشتاء الباردة.
لفّ سونغ لين تشو نفسه كأنه تَمّرة أرز ملفوفة، وسار بخطًى ثابتة وسط الثلج المتراكم، متوجهًا نحو الشارع التجاري الصغير خارج أسوار الجامعة.
الشارع الذي يكون عادةً صاخبًا مليئًا بالحياة بدا اليوم مهجورًا، فثلوج الليلة خنقت حركته، ولم يظهر فيه إلا القليل من الناس.
وصل سونغ لين تشو إلى باب متجر صغير لبيع الحلي، ودفع الباب الزجاجي ليدخل، فاستقبلته موجة من الهواء الدافئ، كأن التدفئة داخله تتسابق لتحتضنه، فتسرب إليه شعور دافئ جعله يوشك أن يتنهّد براحة.
امتلأ المكان برائحة طعام دافئة، مزيج بين لحم الدجاج والأعشاب الطبية.
وكانت صاحبة المتجر تتناول غداءها حين سمعت صوت الباب، فرفعت رأسها، وما إن رأت سونغ لين تشو حتى وضعت عيدان الطعام وقالت بابتسامة:
“أوه، وصلت.”
قال سونغ لين تشو: “أختي يوران، هذه مسوّدات هذا الشهر.”
ثم أخرج من حقيبته كومة من الأوراق.
تفاجأت شو يوران بالكمية، ومسحت يديها بمنديل قبل أن تأخذ الأوراق، ثم مازحته قائلة:
“الناس يقولون عن الإلهام إنه يتدفّق كعين ماء… أما عندك، فهو يفيض كالمحيط!”
ابتسم سونغ لين تشو بهدوء:
“هذا الشهر كان هادئًا، لم أستلم الكثير من الطلبات، فسنحت لي فرصة الرسم أكثر.”
كانت شو يوران تدير متجرًا صغيرًا لبيع المجوهرات المصنوعة يدويًا، بأسعار مناسبة وفخامة خفيفة.
أغلب الحلي المعروضة كانت من صنعها، تشتري المواد الخام وتبتكر بها قطعًا جميلة تلقى رواجًا واسعًا.
وبرغم مهارتها اليدوية، إلا أن خيالها الإبداعي كان محدودًا.
وعندما عرفت أن سونغ لين تشو يدرس تصميم المجوهرات في جامعة A، بدأت تشتري منه أفكارًا تصميمية بسعر 500 يوان للمسودة الواحدة.
لم تكن المسوّدات تتطلب جهدًا تقنيًا كبيرًا، بل مجرد فكرة جذابة وشكل أنيق.
وبالنسبة لـ سونغ لين تشو، كان ذلك من أسهل ما يمكن، يرسمها في أوقات فراغه، ويستطيع إنتاج عدة مسودات شهريًا، لتشكّل له دخلًا جيدًا.
عدّت شو يوران الأوراق وقالت:
“ثماني مسودات، أليس كذلك؟”
أومأ سونغ لين تشو برأسه وأجاب بهدوء:
“همم.”
قالت شو يوران: “حسنًا.”
لم تكلف نفسها عناء النظر في محتوى مسودات التصميم، بل أخرجت هاتفها وحولت له المبلغ، ثم سألت:
“بالمناسبة، لماذا لم أرَ حبيبك مؤخرًا؟”
ضحك سونغ لين تشو ضحكة جافة، وقال:
“…افترقنا.”
لم يكن راغبًا في الحديث عن الأمر، فغيّر الموضوع قائلًا:
“أشعر برائحة أدوية عشبية، هل أنت مريضة؟”
أجابت شو يوران:
“ليس تمامًا، فقط السهر الكثير أضعف جسدي.
زوجي أعدّ لي دجاجًا بالأعشاب العلاجية ليقوي جسدي… طعمه سيء جدًا، على أية حال، خذ هذا المال.”
أخذ سونغ لين تشو النقود وهو شارد الفكر.
لقد اعتنى بوالدته المريضة لسنوات، وكان الأطباء يؤكدون دائمًا أن جسدها ضعيف ويحتاج إلى تغذية علاجية.
لكن أطباق الأدوية الجاهزة في الخارج كانت باهظة الثمن، تتجاوز المئة يوان بسهولة، فقرر أن يتعلم الطبخ بنفسه.
كان موهوبًا بطبعه في فنون الطهي، وخاصة في إعداد دجاج بالأعشاب.
كانت رائحته الزكية تستفز شهيّة المرضى في الأسرة المجاورة، بل وحتى في الغرف المجاورة، والكل كان يسأله عن الوصفة.
لكن حتى لو استخدم الآخرون نفس المكونات والنار، لم يكن أحد يضاهي نكهته.
فكر سونغ لين تشو:
تان يوي، كمريض يعاني من مرض مزمن، لا بد أن جسده يحتاج إلى هذه الأطعمة أيضاً، فهل يجدر بي أن…؟
يُقال إن أقرب طريق إلى قلب الرجل هو معدته. وهذا أنفع بكثير من محاولات الإغواء الجافة على الهاتف.
في الحقيقة، بعد الصدمة التي تلقاها بالأمس، كان سونغ لين تشو قد قرر التخلي عن كونه كلبًا يلهث وراء الاهتمام.
لكن سو تشان دائمًا ما يجد طريقة ليعيد إشعال شرارته.
سو تشان كأنه لصقة لا تنفك، كلما حاول نزعها، ازداد التصاقها، يجيد إثارة غضبه، وبالتالي، عزيمته.
خرج من متجر شو يوران، ممسكًا بهاتفه في جيبه. لم يستطع المقاومة، فأخرجه، وفتح دردشة تان يوي على ويتشات.
مرة أخيرة فقط، قال في نفسه.
[شياو سونغ لين]: جيجي ~ طابت ظهيرة يومك!
[شياو سونغ لين]: (ثعلب يرقص.gif)
⸻
مستشفى آيكانغ.
كان تان يوي قد أنهى لتوه غداءه، وكان كبير الخدم قد بدأ في جمع بقايا الطعام، وأحضر له بعض الأقراص الدوائية.
تناول تان يوي كوب الماء الساخن من يد مساعده الشخصي تشينغ بين، وقبل أن يشرع في الشرب، اهتز هاتفه الموضوع جانبًا مرتين.
نظر إليه فإذا هو نفس الفتى الذي قدّمه له جده.
مرت نظرة من الاستغراب في عينيه—كان يظن أن الحديث الذي دار بينهما بالأمس قد أوضح موقفه، وأن الآخر لا بد أنه تراجع.
لكنه لم يتوقع أنه لا يزال متمسكًا ويحاول مجددًا.
تجاهل الرسالة، وتناول دواءه.
وما إن أعاد الكوب إلى تشينغ بين، حتى اهتز الهاتف عدة مرات أخرى.
عندها فقط، أمسكه بيده وقرأ:
[شياو سونغ لين]: جيجي، سمعتُ أن صحتك ليست على ما يرام، هل يمكنك تناول الأطعمة العلاجية؟
[شياو سونغ لين]: ما أعدّه من وصفات علاجية مذهل! إن كان بإمكانك تناولها، سأعدّ لك طبقًا وأحضره إليك.
[شياو سونغ لين]: (خجل.gif)
ضحك تان يوي بسخرية خفيفة.
كان يعلم أن إحضار الدواء الغذائي ليس إلا ذريعة. هو فقط يريد رؤيته.
فتح تطبيق ويتشات وكان على وشك استخدام مهاراته الخارقة في طرد من لا يريدهم… لكن اهتز الهاتف مجددًا.
المرسل هذه المرة هو جده.
نظرًا لضعف بصر الشيخ، فقد اعتاد إرسال رسائل صوتية.
“شياو يوي، كيف جرت محادثتك مع الفتى الذي قدّمتُه لك؟ إن لم ترتح له، فلا بأس، لا تُجبر نفسك، وسأبحث لك عن آخر.”
تان يوي: “……”
فرك جبينه، ثم ضغط على زر التسجيل وقال:
“لا داعي، هذا الفتى جيد.”
هو في الواقع لا يظن أنه سيتعلق بأيٍ ممن يقدّمهم له جده، وكان يفتقر إلى الحافز لتجربة أي شخص جديد.
جاءه الرد سريعًا:
“حقًا؟ لا تكذب على جدك. سأتحدث مع الفتى وأتأكد. لا تجعلني أكتشف أنك تخدعني.”
…ها نحن، وقد انفضح الأمر.
ألقى تان يوي نظرة إلى الخارج، على الثلج الكثيف المتساقط.
لو قرر الجد القدوم في هذا البرد، وانزلق على الطريق، فقد تكون كارثة.
فكتب له رسالة صوتية سريعة:
“حسنًا، قال إنه سيحضر لي طعامًا علاجيًا بعد قليل.”
جاء صوت الجد في التسجيل التالي مفعمًا بالفرح:
“آه! بهذه السرعة؟ رائع، رائع! اهتموا ببعضكما، يمكنني الآن أن أطمئن!”
خرج سونغ لين تشو من متجر شو يوران، وتناول غداءه في مطعم صغير للنودلز بمرق التوابل الحارة.
كانت الرائحة الزكية تتصاعد من الطاجن الساخن الذي احتوى نودلز الأرز البيضاء، وشرائح اللحم، وكرات اللحم، وبعض الخضروات، تغلي على نار هادئة في قدرٍ فخاري.
وفي هذا اليوم البارد المثلج، كانت الرائحة وحدها كفيلة بإثارة الشهية.
وبينما كان يأكل، لم يكن هاتفه ساكنًا فقط، بل بدا كأن رسائله قد سقطت في بئر لا قاع له.
كان يفكر بجدية في حذف تان يوي من ويتشات، حين أضاءت شاشة هاتفه فجأة.
[تان يوي]: بعض الأطعمة يمكنني تناولها.
كاد سونغ لين تشو يختنق بمرق الفلفل.
هل هذا يعني… وافق؟!
وضع عيدانه جانبًا، وسارع إلى الرد:
[شياو سونغ لين]: هل يمكنني إعداد دجاج بالأعشاب؟
ثم أرسل له قائمة بالأعشاب المطلوبة.
وبعد دقائق، جاءه الرد:
[تان يوي]: يمكن.
لا يعلم إن كان فرحًا أم متوترًا، لكن قلب سونغ لين تشو بدأ يخفق بسرعة، واهتزت أصابعه على لوحة المفاتيح:
[شياو سونغ لين]: سأعدّه وأحضره لك مساءً كوجبة عشاء.
[تان يوي]: هم.
[تان يوي]: [الموقع]
[تان يوي]: قسم الإقامة، الطابق الثاني عشر، منطقة A1.
تحقق سونغ لين تشو من الموقع—المستشفى يبعد قليلًا عن الجامعة، لكن هناك خط مترو مباشر، ما جعله يشعر بالارتياح.
حين رأى سلسلة الرسائل أمامه، شعر فجأة…
هل هذا يعني أننا سنلتقي؟!
ألم يكن هذا سريعًا جدًا؟ ألا يوجد فخٌّ ما في هذا؟
لكن ما الذي قد يُؤخذ منه؟ لا مال ولا سلطة، وفوق ذلك في مستشفى، مكان لا مجال فيه للمفاجآت.
أزاح تردده، وتوجّه إلى السوق القريب من الجامعة، واشترى دجاجة بلدية، ثم توجه إلى صيدلية لشراء الأعشاب المطلوبة، واتصل بـ هي وين يان ليطلب استعارة مطبخه.
وافق هي وين يان فورًا، وأخبره أن منزله يُفتح برقم سري.
استغل سونغ لين تشو كامل فترة ما بعد الظهر لإعداد الدجاج بالأعشاب، وجهّز وجبتين جانبيتين من الخضروات، وترك حصة لصديقه، وعبّأ الباقي في علبة حفظ حرارة، وانطلق إلى المستشفى.
رغم أن اليوم كان سبتًا، فإن المترو كان خاليًا تقريبًا بسبب الثلوج. استغرقت الرحلة أربعين دقيقة حتى وصل إلى محطة مستشفى آيكانغ.
من الخارج، لم يكن المبنى يشبه مستشفى على الإطلاق، بل بدا كمجمع صحي فاخر.
دخل إلى قسم الإقامة، وركب المصعد إلى الطابق الثاني عشر.
ومع صوت دينغ عند فتح المصعد، قفز قلبه قليلًا.
هل يمكن اعتبار هذا… أول لقاء بيننا؟
لقاء بين معارف الإنترنت الذين لم يعرفوا بعضهم سوى منذ يوم واحد.
دخل منطقة 12-A1، وفجأة تذكر أن تان يوي لم يرسل له رقم الغرفة.
مدّ يده ليفتح هاتفه ويسأله، لكنه ما لبث أن لاحظ أن هذه المنطقة لا تحوي سوى غرفة واحدة.
— إذًا، لم يكن الأمر أنه نسي إرسال الرقم… بل لأن هؤلاء الأغنياء الملعونين، حين يُقيمون في المستشفى، يحتلون جناحًا كاملاً لأنفسهم.
“مرحبًا، من تبحث عنه؟”
ما إن خطا سونغ لين تشو داخل حدود الجناح، حتى اعترضه رجل طويل البنية، ملامحه جامدة كالصخر.
يده التي مدّها لإيقافه كانت قوية وقاسية، تدل على أنه ليس شخصًا من السهل التفاوض معه.
قال سونغ لين تشو بنبرة مهذبة:
“أبحث عن السيد تان يوي، جئت لأوصله طعامًا.”
تفحص الرجل العلبة التي في يده بنظرات باردة، ثم قال بجفاء:
“آسف، لا يمكنك الدخول.”
في تلك اللحظة، بدأ سونغ لين تشو يشعر بالندم يتسلّل إلى أعماقه.
ليس فقط بسبب هذا الرجل العابس أمامه، بل لأن الجناح بدا مهجورًا على نحو غريب.
لا صخب، لا حركة، فقط مرور نادر لبعض الممرضين أو الأطباء.
ربما من الأفضل أن أعود.
وما إن فكّر في الانسحاب وهمّ بأن يستدير، حتى انفتح باب الغرفة فجأة “كلاك”، وخرج منه شاب شابك يديه خلف ظهره.
“يونغ جي، من هذا؟”
أجابه الحارس الجاد:
“لا أعرفه، قال إنه جاء ليُوصل طعامًا للسيد.”
قال الشاب بابتسامة لطيفة وهو ينظر إلى سونغ لين تشو:
“إيصال طعام؟
أنت السيد سونغ، أليس كذلك؟”
لم يكن سونغ لين تشو معتادًا على مناداته بلقب السيد، فأومأ برأسه بخجل.
ابتسم الشاب وقال بلطف واضح:
“مرحبًا، السيد سونغ، أعتذر أنني لم أخبر يونغ مسبقًا بقدومك، المعذرة إن سبّب لك ذلك أي إزعاج.”
ردّ سونغ لين تشو بصوت خافت:
“لا بأس…”
ثم مدّ له علبة الطعام قائلًا:
“هل يمكنك إيصال هذا للسيد تان من فضلك؟”
ضحك الشاب بهدوء وقال:
“أخشى أنني لا أستطيع، لا بد أن توصله بنفسك.”
ثم أشار بيده بإيماءة دعوة صريحة.
ورغم مظهره الهادئ ولطفه البادي، إلا أن في حضوره نوعًا من الحزم، لا يسمح بالرفض.
سونغ لين تشو: “……”
الندم اجتاحه الآن بكل ثقله.
يا إلهي، ما الذي جعلني أفعل هذا؟ لا بد أنني فقدت عقلي… أو أن حمارًا ركلني في رأسي.
لكنه لم يكن أمامه خيار آخر، خاصة مع نظرات الحارس الحادة المُثبّتة عليه.
فصر على أسنانه، وحمل علبة الطعام بيديه… ثم خطا إلى داخل غرفة المريض.