🦋

 عندما فتح تان مينغ تشينغ المنشور، لم يفكر كثيرًا، كان دافعه فقط فضول رؤية رجل وسيم.

لكن حين ظهرت الصورة المرفقة بالمنشور، ورأى خط الفك المثالي والملامح الجانبية المألوفة، ارتجفت يده وكاد يسقط هاتفه من الصدمة.

حدّق بالصورة مرارًا وتكرارًا، ليتأكد أن عينيه لا تخدعانه، أو أن الأمر لا يتعلق بشخص يشبهه فقط…

لكن لا، لم يكن هناك شك.

إنه حقًا عمه الصغير، تان يوي!

لكن ألم يقل تان يوي إنه سيذهب لمشاهدة عرض حبيبه؟ فكيف له أن يظهر هنا؟

لحظة… عرض؟

تصفّح المنتدى قليلاً، فاكتشف أن تان يوي كان بالفعل في موقع مسابقة الغناء الجامعية، والتي أُقيمت بالشراكة بين جامعته وجامعة الطيران المجاورة.

إذاً… هل حبيب عمه طالب في إحدى هاتين الجامعتين؟ أحد المتأهلين للنهائيات؟

فجأة تذكّر سونغ لين تشو.

لقد سمع من قبل أن سونغ لين تشو تأهّل للنهائيات بصفته الأول على دفعته…

لا، لا، هذا مستحيل!

عمه وشخص مثل سونغ لين تشو لا ينتميان إلى العالم ذاته.

عمه ليس من أولئك الذين ينجذبون للمظاهر… بل سيُفضل شخصًا طموحًا، جادًا، ناجحًا في حياته المهنية.

وشخصية سونغ لين تشو اللطيفة والناعمة ليست من النوع الذي يثير اهتمامه أبدًا.

مستحيل!

أقنع نفسه بذلك، وتنفس بارتياح، لكنه أدرك فجأة أن هذا التفكير جعله يتصبّب عرقًا باردًا.

أراد أن يُعيد تحديث المنشور ليعرف من هو حبيب عمه، لكن حين فعل، فوجئ بأن المنشور قد حُذف.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عندما بدأ الطلاب في نشر مواضيع جديدة لمناقشة المنشور المحذوف، كانت جميعها تُحذف خلال دقيقة واحدة فقط…

في منطقة انتظار المتسابقين.

كان سونغ لين تشو يُحدّث المنتدى مرات عدّة، لكن بعدما لم يجد أي منشور يتعلق بـتان يوي، أعاد هاتفه إلى جيبه.

كان يعرف تمامًا أن شخصًا بجمال تان يوي لا بد أن يلفت الأنظار داخل الحرم الجامعي، لذلك كان يراقب المنتديات الخاصة بكلتا الجامعتين باستمرار.

وكما توقّع، وجد منشورًا يتعلق به.

فأرسله فورًا إلى تشينغ بين.

وكان واثقًا أن مساعد تان يوي الشخصي سيجد طريقة لحل المشكلة.

لكن لم يتوقع أن يتم حذف المنشور بهذه السرعة… يا له من مساعد بارع بحق!

في تلك اللحظة، جاء أحد منظّمي الحدث لإبلاغ المتسابقين بالانتقال إلى منطقة الاستعداد، فبعد انتهاء الفقرة الحالية، ستكون بداية عروض النهائيات.

غرف تبديل الملابس للجامعتين كانت منفصلة، ولم يكن المتسابقون من الطرفين يلتقون إلا في منطقة الانتظار.

قالت تشو كي شين وهم يسيرون:

“انظر، ذاك هو آن يانغ، بطل العام الماضي من جامعة الطيران.”

نظر سونغ لين تشو باتجاه إصبعها، فرأى شابًا عصريًا يرتدي هودي واسع وسروالًا ضيقًا، مع قبعة صوف، وحلق في أذنه، ونظارة شمسية… أشبه بمغنّي راب.

علّق سونغ لين تشو:

“يبدو رائعًا.”

“نعم، لكنه لا يلفت الأنظار مثلك. 

شعبيتك تتفوق عليه بمراحل!”

قالت تشو كي شين بحماس، وهي تلوّح بقبضتها مشجعة:

“هيا! دعنا نفوز!”

ابتسم سونغ لين تشو ابتسامة باهتة.

ما فائدة الشعبية إن لم تكن لديك القدرة؟ 

ما يهم هو الأداء.

تبادل المتسابقون التحية فيما بينهم بلطف، باستثناء آن يانغ.

فعندما سلّم عليه البعض، اكتفى بإخراج صوت من أنفه باستهزاء، وكأنه يتمنى لو يُحدّث الناس بأنفه فقط.

تبادل المتسابقون النظرات، لكن حين مرّ سونغ لين تشو أمامه، لم يُلقِ التحية وتابع طريقه، إلا أن صوتًا ناداه فجأة:

“سونغ لين تشو.”

توقف، لم يكن يتوقع أن يناديه، فالتفت وردّ بصوت خافت.

رفع آن يانغ يده بإيماءة مسدس، وقال:

“بانغ.”

ثم دخل منطقة الانتظار منتفخًا بغروره.

تمتمت تشو كي شين بانزعاج:

“تبًا… ما خطبه؟!”

أما سونغ لين تشو فلم يعر ذلك الاستفزاز الطفولي أي أهمية، بل وجده مضحكًا.

ما هذه الحالة؟ متلازمة المراهقة المتأخره؟

بدأت المسابقة.

كان سونغ لين تشو يظن أن ترتيبه السابع يعني أنه في المقدمة، لكنه لم يتوقع أن آن يانغ سيؤدي ثالثًا.

آن يانغ كان يملك قاعدة جماهيرية بالفعل، واليوم ارتدى ملابس لافتة جذبت صيحات المعجبين بمجرد صعوده إلى المسرح.

حتى أن هناك من حمل عصيّ إضاءة دعماً له، مما جعل الأجواء أشبه بحفل نجم مشهور.

وعندما صعد على المسرح، كان يحمل غيتارًا.

قال بابتسامة واثقة:

“مرحبًا بالجميع، أنا المتسابق الثالث، آن يانغ من جامعة هايفو للطيران. 

وسأؤدي الآن أغنية من تأليفي بعنوان: ' الزمن '.”

ما إن قال ذلك، حتى ساد الهرج والمرج.

لم يندهش الجمهور فحسب، بل حتى منطقة انتظار المتسابقين امتلأت بالذهول.

أغنية أصلية؟!

جميع المتسابقين شعروا بالرغبة في البكاء.

ألا يمكن منع المحترفين من المشاركة؟ 

هذا ظلم لنا! لا نملك فرصة هكذا!

كان سونغ لين تشو واثقًا في البداية، لكن حاجبيه ارتفعا بدهشة.

أغنية أصلية؟

طالما أنها ليست سيئة، فلا بد أنها ستنال نقاطًا عالية…

يبدو أن المركز الأول سيذهب لـ آن يانغ.

ومع ذلك، لم يشعر سونغ لين تشو بالإحباط.

الفوز ببطولة أمر قد يمنحك إياه الحظ ويسلبه منك الأقدار… ليست نهاية العالم.

ليس كما لو أنه رسب في اختبار نهاية الفصل!

فالشيء الوحيد الذي يمكن أن يسبب له الألم، 

هو ألا يحصل على المركز الأول في الامتحانات.

بعد أن عرّف بنفسه، ترك آن يانغ بضع لحظات ليهدأ الجمهور المتحمّس، ثم جلس على كرسي مرتفع وبدأ يعزف ويغني.

ولدهشة الجميع، كانت لحن الأغنية جذابًا، وكلماتها جيدة، وأداءه قوي وثابت.

كان واضحًا أن النتيجة محسومة… البطولة شبه مؤكدة له.

لقد كان قويًا جدًا.

كثير من المتسابقين في غرفة الانتظار أخذوا يتطلّعون سرًا إلى سونغ لين تشو،

فرأوه شاحب الوجه، شفتيه مشدودتين كخط مستقيم، ويده بجانبه مضمومة في قبضة متوترة.

ولو دقّقت النظر، للاحظت أن يده ترتجف قليلاً.

هل أغاظه أداء خصمه الممتاز؟

همس له زميل بجانبه:

“الأخ سونغ، لا تحزن كثيرًا… في النهاية، لسنا محترفين.”

لكن سونغ لين تشو أجاب بصوت بدا كأنه يُنتزع من بين أسنانه:

“ليس لهذا السبب.”

“هاه؟ إذًا لماذا؟”

وقف سونغ لين تشو فجأة وقال:

“سأذهب لأبحث عن الأخت تشو.”

ولم ينتظر أي رد، بل سار بخطوات حازمة إلى الخارج.

كانت تشو كي شين في قاعة مجاورة تحصي النقاط.

ولا يُسمح للمتسابقين بالدخول هناك، لكن سونغ لين تشو أرسل من يناديها.

خرجت لتقابله، وحين رأت وجهه المتوتر، شعرت بالخوف:

“ما الذي حدث؟”

قال بعد أن أخذ نفسًا عميقًا:

“أريد أن أقدّم بلاغًا. الأغنية التي غنّاها آن يانغ، منسوخة من أغنية قديمة اسمها ' عبور السنين '.”

تغيّرت ملامح تشو كي شين على الفور:

“أمتأكد؟”

“متأكد تمامًا. المقدّمة متطابقة تقريبًا، وهناك جزء من الكورَس يُشبهه بشكل لافت.”

أخرجت تشو كيسين هاتفها فورًا، وبدأت البحث.

لتجد أن الأغنية فعلاً قديمة، عمرها 14 عامًا، وغناها مغنٍ غير مشهور اسمه آ تشينغ.

تشو كي شين لم تكن قد سمعت أداء آن يانغ لأنها كانت منشغلة بالحساب، لكنها كانت تثق بـسونغ لين تشو.

قالت: “هيا نذهب إلى المعلم المسؤول.”

كانت جامعة الطيران هي الجهة المنظِّمة، والمسؤول عنها معلم من هناك يُدعى المعلم هوانغ.

حين سمع المعلم هوانغ بما قالته تشو كي شين، بدت عليه الجدية، وقال:

“حسنًا، لا داعي لإثارة الأمر الآن، سأتعامل معه.”

قال سونغ لين تشو مباشرة:

“كيف ستتعامل معه؟”

“لا يمكنني اتخاذ قرار الآن، يجب مناقشة الأمر مع بقية المعلمين. 

يمكنكما العودة في الوقت الحالي. 

لا يمكن التسرع في مثل هذه الأمور. ادعاءات الانتحال تتطلب رأيًا من مختصين، فالأمر ليس بسيطًا.”

لكن النبرة الرسمية لم تُرضِ سونغ لين تشو، فسأله:

“هل سيتم إلغاء نتيجته الليلة؟”

ابتسم الأستاذ هوانغ وقال:

“هذه مسابقة غناء… الأمر يتعلق بمهارات الأداء،

لا علاقة له بكون الأغنية منسوخة أو لا. 

هما أمران مختلفان، ألا توافقني؟”

ثم التفت إليه وقال وقد بدأ يدرك شيئًا:

“آه… أنت المتسابق الأول من جامعة A. 

لا بأس في الإبلاغ عن مخالفة خصمك، لكن لا يمكننا إلغاء نتيجته، فهذا غير عادل.”

قال سونغ لين تشو بوجه خالٍ من التعبير:

“أنت تظن أنني غاضب لأني لا أستطيع الفوز؟ 

على العكس، إن أردت، يمكنني الانسحاب الآن.

أنا فقط لا أريد أن يفوز شخص بجائزة عن عمل مسروق.”

كانت تشو كي شين تراقب الموقف، ولم ترَ سونغ لين تشو في هذه الحالة من قبل، فعرفت أن الأمر أعمق مما يبدو.

فقالت بدورها:

“معلم، السرقة الأدبية بحد ذاتها أمر مرفوض. 

الفوز بعمل مسروق إهانة للجامعة.

هناك العديد من طلاب الموسيقى هنا… لماذا لا نطلب منهم التقييم؟ فالتصويت النهائي لم يُعلن بعد.”

بدأ وجه الأستاذ هوانغ يتجهم.

“قلت إنني سأتعامل مع الأمر. فقط أعطوني بعض الوقت. لا أغطي على أحد. 

والآن، لدي الكثير من العمل. عودوا إلى أماكنكم.”

ومع مغادرة المعلم، تبادل سونغ لين تشو وتشو كي شين النظرات.

قالت وهي تعبس:

“ارجع لتحضيراتك. سأذهب لأتحدث مع معلمينا.”

لم يكن سونغ لين تشو مهتمًا بالمنافسة من الأساس،

لكن كان يعلم مدى أهمية هذه المسابقة لـتشو كي شين ولجامعة A، لذا أومأ وقال:

“حسنًا، شكرًا لكِ سينيور.”

حين عاد إلى غرفة الانتظار، كان آن يانغ قد أنهى غنائه، فالتقيا عند المدخل.

قال آن يانغ بصوت ساخر:

“تشه!”

كان وجهه يغمره الرضا، وكأن الفوز قد كُتب باسمه بالفعل.

ثم مرّ بجانب سونغ لين تشو واصطدم به عمدًا.

شدّ سونغ لين تشو قبضته بقوة، مجاهدًا نفسه حتى لا يلكمه.

أما الباقون في غرفة الانتظار، فلم يفوّتوا الفرصة للسخرية منه.

في نظرهم، لم يكن سوى خاسر لا يتقبل الهزيمة، وقد شاهدوا خروجه قبل قليل بوجه متجهّم.

لكنه تجاهلهم تمامًا، وأخرج هاتفه ليراسل أحدهم.

لم تعد تشو كي شين إلا حين كان المتسابق السادس في منتصف أدائه.

فما إن رآها، حتى سارع إليها وسأل:

“كيف كانت النتائج، أختي الكبرى؟”

أجابته:

“المعلمون سيتحدثون مع معلمين جامعة الطيران. لا تقلق، ستحصل على إجابة.”

شدّ سونغ لين تشو قبضته وهمس:

“حسنًا.”

هذه المرة، لم يختر سونغ لين تشو أغنية إنجليزية، بل أغنية صينية صعبة للغاية.

حبس أنفاسه، وأدى الأغنية بأداء استثنائي، فاجأ به الجميع.

كانت أغنيته متكاملة بكل تفاصيلها.

اندلعت التصفيقات في القاعة، وصعد على خشبة المسرح وانحنى للجمهور.

لكن بدلاً من مغادرة المسرح…

أمسك بالميكروفون مرة أخرى.

ظنّ الجمهور أن سونغ لين تشو سيقدّم فقرة أخرى، فسكتوا بسرعة في ترقّب.

لكنّه قال بهدوء:

“ما سأقوله الآن لا علاقة له بالمنافسة، بل أودّ أن أُبلغ بأن أحد المتسابقين قدّم أغنية يُشتبه في كونها منسوخة!”

انفجرت القاعة همسًا وضجيجًا في لحظة.

لم يغنِّ أغنية أصلية سوى متسابق واحد، وكان من المرجّح أنه آن يانغ، بطل الدورة السابقة.

يا إلهي! هذه قنبلة حقيقية!

تابع سونغ لين تشو:

“ربما خمنتم بالفعل… المتسابق الذي أبلّغ عنه هو آن يانغ، وأغنيته الزمن يُشتبه بأنها منسوخة عن…”

لكن في تلك اللحظة، انقطع صوته فجأة.

المايكروفون صمت.

تجمّد في مكانه، مصدومًا.

وسرعان ما صعدت المقدّمة إلى المسرح، مبتسمة وهي تخاطب الجمهور:

“كان سونغ لين تشو يمازحكم فقط. 

لقد قال لنا في الكواليس إن أغنية آن يانغ كانت مذهلة لدرجة أنه شعر بالتوتر، وربما أخطأ في التعبير.”

سونغ لين تشو: “…”

ضحك فجأة، ضحكة قصيرة ممتلئة بالغضب.

وقبل أن يتمكن من الرد، اقترب منه اثنان من طاقم العمل، واقتاداه عنوة إلى خارج المسرح.

كان المعلم هوانغ، مدير البرنامج، واقفًا عند مخرج الخشبة، وجهه ممتقع من الغضب وهو يصرخ فيه:

“هل جننت؟! هل تعلم كم من المسؤولين والصحفيين موجودون هنا؟ قلت لك إنني سأتولى الأمر، فلماذا خرجت بهذه الترهات أمام الجميع؟!”

اعترف سونغ لين تشو في نفسه أنه تصرف باندفاع، لكنه لم يكن يعلم كيف ومتى ستتعامل الجامعة مع الأمر، وكل ما أراده هو قطع الطريق على آن يانغ ومنعه من الفوز بجائزة عن عمل مسروق.

هذه الأغنية بالذات… كانت جرحه الذي لم يندمل.

ورغم أنه عادة ما يكون لطيف الطباع، إلا أنه في هذه اللحظة وقف بثبات وقال:

“معلم، هل يمكن أن تخبرني ما الجزء من كلامي كان ترهات؟ وأين الخطأ فيما قلته؟”

قال المعلم هوانغ بغضب:

“اتهام السرقة الأدبية لم يُثبت بعد. 

وماذا لو كان التشابه بسيطًا؟ هل تفهم ما هي معايير الحكم على السرقة الموسيقية؟ هل تدرك أنك تدمر حياة إنسان؟”

رد سونغ لين تشو:

“بل هو من نسخ، ونسخ جيدًا لدرجة أن العمل يُعد فعليًا منتحلًا.”

“أنت…!”

تبادل الاثنان النظرات، والنار تشتعل بينهما.

وفي تلك اللحظة، اندفعت معلمة من جامعة A إلى الكواليس.

لكنها لم تُوجّه اللوم إلى سونغ لين تشو، بل خاطبت المعلم هوانغ قائلة:

“طالما أن الأمر خرج للعلن، فلا يمكننا خداع الجمهور. دعونا نتحقق بسرعة إن كانت هناك سرقة أدبية ونُعطي الجميع إجابة.”

عبس هوانغ وقال:

“بما أن الطالب من جامعتكم هو من قدّم البلاغ، فعليكم تقديم الدليل. 

أليس من الواضح أن من يدّعي عليه إثبات ادعائه؟”

ترددت المعلمة قليلاً، إذ كان كلامه منطقيًا. 

كانت على وشك طلب النوتة الموسيقية، حين قاطعهم صوت هادئ عميق:

“الدليل هنا.”

كان الصوت جذابًا، فالتفت الجميع إلى مصدره.

رجل يقف عند مدخل الكواليس، بملامح باردة ومهابة لا توصف.

بعض الطلبة الذين رأوا صورته في المنشور الذي أُثير على المنتدى شهقوا بصوت منخفض.

ألم يكن هذا هو الشاب الوسيم ذو الصورة الجانبية الضبابية؟

يا إلهي! إنه أجمل بكثير في الحقيقة!

أما سونغ لين تشو، فما إن رأى تان يوي حتى ارتخت عضلات وجهه المشدودة، وعاد إليه بعض من هدوئه.

فمنذ أن رأى المعلم هوانغ يستخف بتقريره، أدرك أن الجهة المنظّمة لا تأخذ بلاغه على محمل الجد، وأنه لا يمكنه الاعتماد إلا على نفسه.

ولهذا، بعد عودته إلى غرفة الاستراحة، تواصل مع تان يوي عبر الهاتف، وطلب منه مساعدته في مقارنة الأغنيتين.

لكنه لم يكن يتوقع أن تان يوي سينجز تقرير التقييم بهذه السرعة.

لم يكن أحد غير سونغ لين تشو يعرف هوية تان يوي.

وبما أنه كان يرتدي بدلة رسمية، وهيبته الطاغية تُغلفه، لم يجرؤ أحد على منعه من دخول الكواليس.

اقترب تان يوي من سونغ لين تشو وسأله بهدوء:

“هل أنت بخير؟”

هزّ سونغ لين تشو رأسه وقال:

“بخير.”

فقط… غاضب قليلاً.

أومأ تان يوي، ثم رفع الملف الذي بيده وقال بصوت بارد:

“من يطلب الدليل؟”

كان المعلم هوانغ، كرجل مسؤول في جامعة مرموقة، لا يعبأ عادةً بمن يتحدث معه بهذه اللهجة…

لكن هالة تان يوي كانت ثقيلة.

تقدّم خطوة صغيرة وقال بتردد:

“أعطني إياه.”

نظر إليه تان يوي، ثم مدّ الملف نحوه.

لكن قبل أن تصل يد هوانغ إليه، سحب تان يوي يده.

المعلم هوانغ: ؟

قال تان يوي بثقة وجمود:

“قبل أن أُعطيك الدليل، لدي ثلاثة مطالب.”

سأله هوانغ بغريزة المسؤول:

“ما هي؟”

“أولاً، تُعلَن نتيجة التقييم على الملأ بواسطة المقدمة.

ثانيًا، يعتذر السارق على المسرح للمتضرر، وتُطبّق عليه عقوبة مناسبة من قبل الجامعة.

وثالثًا…”

توقف تان يوي لحظة، ثم أردف بصوت بارد:

“تعتذر أنت للين تشو، على أسلوبك وتصرفك معه.”

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]