امتلأ صدر سونغ لين تشو بالغضب، وكتب صفًا كاملاً من رموز ' سأقتلك ' في مربع الدردشة.
لكنه، في اللحظة الأخيرة، محاها كلها واستبدلها بسلسلة طويلة من الوجوه الصغيرة البائسة والمنكسرة.
وحين رأى تان يوي ذلك الكمّ من رموز “QAQ” الحزينة والمنهارة في صندوق المحادثة، ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة، لا إرادية.
فتح متجر التطبيقات، وبدأ في تحميل تطبيق ليتل آبل تي في.
في تلك اللحظة، دخل تان مينغ تشينغ إلى غرفة المستشفى.
للحظة، ظنّ أنه يتوهم ما يراه.
فعلى الرغم من أن العلاقة بينه وبين تان يوي لم تكن وثيقة، وكان تواصلهما محدودًا، إلا أنه في كل مرة يرى فيها عمه، يكون وجهه باردًا خاليًا من أي دفء. لم يسبق له أن رآه يبتسم قط.
واتضح الآن… أنه يمكنه الابتسام بالفعل.
ارتخى التوتر الذي كان يملأ قلب تان مينغ تشينغ قليلاً.
بوصفه ربّ عائلة تان، كان تان يوي يقف على قمة السلطة والنفوذ، ويهابه الجميع، بمن فيهم تان مينغ تشينغ.
فكلما رآه، شعر بعدم الارتياح.
قال تان مينغ تشينغ، وهو يقف بظهر مستقيم متوتّر: “عمي.”
اختفت الابتسامة من وجه تان يوي كما تختفي الفقاعات، وعاد صوته إلى برودته المعهودة:
“ألم أقل إنه لا داعي للمجيء؟”
كان تان يوي يحب الهدوء، ولذلك أوصى أثناء فترة تعافيه بألّا يزوره أحد. وبما أن الجميع يعرف طباعه، لم يجرؤ أحد على مخالفة أوامره أو إثارة استيائه.
في الحقيقة، لم تكن نبرة كلام تان يوي تتضمن لومًا، لكنها جعلت فروة رأس تان مينغ تشينغ تقشعر مع ذلك.
سارع بالقول: “لا، لقد رافقت عمي الآخر لإجراء فحص طبي، وعلمت أنك تقيم هنا أيضًا، ففكرت أن أزورك بالمناسبة.”
في الواقع، لم يكن تان مينغ تشينغ يرغب بالقدوم، لكن عمه قال له بوضوح إن مستقبله المهني سيعتمد كثيرًا على هذا العم الصغير ذي النفوذ الكبيرة.
ومن ثم، عليه أن يستغل هذه الفرصة ليُظهر وجوده، وإلا فإن قريبه البعيد الذي لا تجمعه علاقة وثيقة به، سينساه ببساطة.
رغم تردده، اضطر تان مينغ تشينغ إلى الحضور.
وحين سمع ردّ تان يوي، شعر بالحرج، فلا هو قادر على البقاء، ولا يريد الانسحاب فورًا.
قال تان يوي أخيرًا وهو يضع هاتفه جانبًا: “اجلس.”
تنفّس تان مينغ تشينغ الصعداء، ووضع سلة الفاكهة والزهور التي يحملها على الطاولة، ثم جلس على الأريكة المجاورة.
دخل تشينغ بين، وقدم له كوبًا من الماء قائلاً: “اشرب بعض الماء، أيها الشاب تان.”
“شكرًا لك.”
رغم أن تان مينغ تشينغ يُعدّ من أبرز أبناء الطبقة الثرية من الجيل الثاني، وكان مرشّحًا بارزًا لخلافة العائلة، إلا أنه في حضرة تان يوي، لم يكن يجرؤ حتى على التصرّف أمام مساعده باستهانة.
سحب تان يوي الغطاء الذي يغطي ساقيه وسأل: “كيف حال عمّك الآخر؟”
أجاب تان مينغ تشينغ وهو يشعر براحة طفيفة مع تغيّر موضوع الحديث: “ليس على ما يرام.
قال الطبيب إن الإجهاد الزائد تسبب في تدهور حالته الصحية أكثر.”
رفع تان يوي حاجبًا: “الإجهاد؟”
“نعم، بسبب الأعمال الكثيرة.
رغم أنه عيّن مديرًا عامًا، إلا أنه لا يزال يصرّ على اتخاذ معظم القرارات بنفسه.”
رمقه تان يوي بنظرة باردة وسأله: “وماذا عنك؟”
“أنا؟” ارتبك تان مينغ تشينغ من السؤال.
ثم ابتسم وقال: “عمي الصغير، هل نسيت؟
لا زلت في الجامعة، في سنتي الثالثة.”
قال تان يوي ببرود: “نعم، لا زلت تدرس، لكن ما الذي يمنعك من المساعدة في الشركة؟”
تلعثم تان مينغ تشينغ: “لكن… لدي دروس يومية، وواجبات كثيرة… لا أستطيع الموازنة بين الأمرين…”
صوته أخذ يضعف تدريجيًا، فتان يوي، حين كان في عمره، لم يدرس تخصصين فحسب، بل أسّس شركة مع زملائه، وأصبحت اليوم شركة بقيمة تريليون.
قال تان يوي بحدة: “بدلاً من الاعتماد على الآخرين، يجب أن تعتمد على نفسك.
إن لم تبذل جهدك، فكيف تتوقع من غيرك أن يعينك؟”
ثم رمى باقتراح غير مرضٍ بالنسبة له في سلة المهملات بصوت “باخ”، ما جعل تان مينغ تشينغ، المتوتر أصلًا، يرتجف.
قال بسرعة متلعثمة: “نعم، نعم، فهمت.”
لكن تان يوي لم يعد ينظر إليه، بل عاد ببصره إلى المستندات أمامه، وقال ببرود: “انصرف.”
شعر تان مينغ تشينغ وكأنه نال عفوًا ملكيًّا، فخرج مسرعًا من الغرفة.
وحين خرج من غرفة المستشفى، شعر بقشعريرة على ظهره، وأدرك أنه قد تعرّق من التوتر.
كان عمه الصغير… مرعبًا بحق.
ولم يشعر أنه استعاد أنفاسه إلا حين ركب المصعد. أخرج هاتفه ليرى أن سو تشان قد أرسل له عدة رسائل يسأله عن موعد وصوله.
كان سو تشان يشارك في مسابقة الغناء الجامعية، فردّ عليه تان مينغ تشينغ بأنه سيصل على الأرجح عند السابعة مساءً.
لم يكن سو تشان راضيًا عن هذا الرد، وعبس بشفتيه.
كان يرغب في أن يأتي تان مينغ تشينغ عند الساعة الخامسة، وقت التدريب، ليظهر محبته له أمام سونغ لين تشو، فيفسد تركيزه ويجعله يخسر في المسابقة شرّ خسارة.
لكن حتى لو لم يفسد تركيزه، فقد كان مقتنعًا بأن سونغ لين تشو لن يتأهل، لذا لا بأس.
ولم يكن سونغ لين تشو يعلم أنه قد حُكم عليه بالفعل بالإقصاء في عقل سو تشان.
كان يقرأ في المكتبة حين حان موعد التدريب، فاستعد للذهاب إلى القاعة بعد أن نادته تشو كي شين.
عندما وصل، كان المسرح قد جُهز بالكامل.
لم يكن قد اهتم مسبقًا بترتيبات المسابقة، لكنه أدرك الآن أنها ضخمة فعلًا.
كان المسرح مزينًا بإتقان، والإضاءة الملونة لا تقل جودة عن تلك التي تُستخدم في مهرجانات الفن أو حفلات افتتاح العام الدراسي.
وقد دُعي عدد من أساتذة كلية الفنون ومحاضريها ليكونوا ضمن لجنة التحكيم، بل خُصصت مقاعد لكبار مسؤولي الجامعة.
من الواضح أنها ليست مجرد مسابقة بسيطة.
كان سونغ لين تشو قد تظاهر بالتوتر سابقًا فقط ليدغدغ مشاعر تان يوي، لكن بعد رؤيته للمكان، بدأ يشعر بالتوتر فعليًا.
سلمت تشو كي شين بطاقات الأرقام لكل مشارك، وعندما ناولت واحدة لسونغ لين تشو، لم تتمالك نفسها وقالت بانبهار:
“واو، تبدو وسيمًا جدًا اليوم، سونغ لين تشو!”
كان قد خلع معطفه السميك بسبب حرارة الكواليس، وارتدى ما أعدّه ليوم المسابقة:
قميص أبيض، وبنطال كاجوال، مع سترة رمادية رسمية ذات طابع شبابي.
ابتسم سونغ لين تشو وقال ممازحًا:
“هل الوسامة ترفع درجات الغناء؟”
لم تكمل تشو كي شين كلامها حتى سبقتها فتاة أخرى تغطّي فمها وتضحك:
“لو كانت الوسامة تزيد الدرجات، لفزتَ أنت بالمركز الأول، فماذا سيبقى لنا نحن العاديين؟”
وأضافت أخرى: “صحيح، أعطنا نحن البشر فرصة!”
وثالثة قالت: “ياسينيور، لا يمكنك الاعتماد على وسامتك في الغش!”
أثار هذا المزاح موجة ضحك جماعية، وبدّد التوتر الذي خيّم على المكان… لكن سو تشان كان يقف جانبًا، يطلق ضحكة ساخرة مكتومة.
وعند تمام الساعة السابعة، بدأت المسابقة رسميًا.
ورغم أن الحدث بدا ضخمًا في تنظيمه، إلا أنه، في النهاية، مجرد عرض مواهب جامعي.
بعض العروض كانت جميلة، لكن لم يكن هناك شيء يبهر أو يترك أثرًا عميقًا.
وبعد أن استمع إلى عدد من المشاركين، شعر سونغ لين تشو بالراحة أكثر، وبدأ يحصل على تصور أولي عن مستوى المتسابقين.
وحين جاء دور المتسابق رقم 25، أخرج هاتفه وكتب رسالة إلى تان يوي…
[شياو سونغ لين]: جيجي!
[شياو سونغ لين]: (ظهور مفاجئ لعزيزك الظريف.gif)
ربما كان تان يوي أكثر تفرغًا في الليل، إذ ردّ بسرعة هذه المرة.
[تان يوي]: .
كاد سونغ لين تشو أن يبصق دمًا من شدة الغضب.
لماذا كانت هذه اليدان الكبيرتان لذلك الرجل البارد لا تكتب إلا ردودًا قصيرة، جافة، بلا عاطفة؟
[شياو سونغ لين]: اقترب دوري في الأداء، هل حمّلت التطبيق؟
[تان يوي]: لا.
كنت أعلم أنك لم تفعل!
[شياو سونغ لين]: QAQ أرجوك قم بتحميله، لا يشغل مساحة كبيرة، لا يحتوي على فيروسات، ولن يسرق أسرار عملك من الهاتف.
[شياو سونغ لين]: (وجه خجول) الجميع قالوا إنني أبدو وسيمًا اليوم، ألا ترغب في رؤيتي، جيجي؟
تردد سونغ لين تشو قليلًا قبل إرسال الرسالة الأخيرة، إذ شعر ببعض الإحراج.
إن ردّ عليه تان يوي بأنه لا يريد رؤيته، فسوف يقطع صلته به إلى الأبد!
ولحسن الحظ، لم يكن ردّ تان يوي بتلك القسوة.
بعد أكثر من دقيقة بقليل، أرسل له صورة.
كانت عبارة عن أيقونة تطبيق ليتل آبل تي في على الشاشة الرئيسية لهاتفه.
تنفّس سونغ لين تشو الصعداء.
هذا الرجل المستقيم البارد كان من أصعب البشر جذبًا!
خرج من نافذة دردشة تان يوي، ليجد أن مجموعة “604: نظافة وصحة” على ويتشات قد وصلت إلى 99 رسالة غير مقروءة.
رغم قرب المسافات بينهم، ظل زملاؤه يتحدثون بنشاط شديد داخل المجموعة.
[هي وين يان]: اللعنة! ذهبت إلى الحمام للتو، خمنوا من قابلت؟
[لي تشانغ]: ساداكو؟ نيي شياو تشيان؟
[هي وين يان]: تفو عليكم! رأيت ذلك الوغد، تان مينغ تشينغ!
[غاو يوان]: ؟ نذير شؤم!
[لي تشانغ]: ما الذي جاء به إلى هنا؟ هل اتى لرؤية لين لين؟
[هي وين يان]: تبا! هل لا يزال مهووسًا بالماضي؟
[لي تشانغ]: إن تجرأ على مضايقة لين لين مجددًا، سأضربه حتى لا تتعرف عليه والدته!
سونغ لين تشو: …
[سونغ لين تشو]: لقد جاء لرؤية سو تشان.
[هي وين يان]: تبا! سو تشان هنا أيضًا؟
[سونغ لين تشو]: نعم، سيؤدي الآن.
[غاو يوان]: مباشرة قبلك! سحقًا، يجب أن يُذل علنًا.
[لي تشانغ]: أتذكّر كيف كان يغني خارج النغمات وكان مضحكًا جدًا.
أراهن أن تان مينغ تشينغ سيندم عندما يراه الآن.
[غاو يوان]: متحمس فجأة.jpg
[سونغ لين تشو]: ليس بالضرورة.
وما إن أرسل رسالته، حتى سُمع صوت المقدّمة من الأمام:
“المتسابق التالي، سو تشان، تفضل بالصعود إلى المسرح.”
انطفأت أضواء القاعة، وظهر سو تشان على الخشبة، مرتديًا سترة حمراء، يتمايل بخطواته الرشيقة، ومغطّيًا وجهه بمروحة.
صاح الثلاثة الآخرون في المجموعة في آن واحد: ما هذا بحق الجحيم!
في تلك اللحظة، لم يدرك الجمهور بعد أن هناك أمرًا غير مألوف.
فقد كان هناك أكثر من متسابق يرتدي زي هانفو في هذا اليوم.
لكن، ما إن توقفت الموسيقى التمهيدية وبدأ سو تشان في غناء السطر الأول، حتى دوّى التصفيق الحماسي من الجمهور.
لا بد من الاعتراف أن لسو تشان موهبة ما.
فحتى إن لم يكن صوته مميزًا، فإن مجرد ظهوره بزي نسائي كان كافيًا لإثارة الحماس، ورفع حرارة الأجواء إلى ذروتها.
وبعد انتهاء الأغنية، استمرت التصفيقات بلا انقطاع.
انحنى سو تشان للجمهور، ثم عاد إلى الكواليس، حيث كان سونغ لين تشو واقفًا بانتظار دوره، وألقى عليه نظرة متعجرفة مليئة بالزهو.
همس إليه وهو يمر من جانبه:
“اللؤلؤ والياقوت أمامك، والحصى خلفك.”
ثم ابتسم ابتسامة ساخرة، وأضاف: “حظًا سعيدًا، يا عزيزي الحصى.”
ثم غادر بخطوات واثقة.
كان واضحًا أنه يحاول التلاعب بحالة سونغ لين تشو النفسية.
لكن سونغ لين تشو، الذي شارك في عدد لا يُحصى من المسابقات، كانت نفسيته قد تمرّست وصارت ثابتة ككلب عجوز، ولم يتأثر على الإطلاق.
نظرًا لأن لجنة التحكيم لم تكن تُعلن النتائج فورًا، فإن المقدمة كانت تعلن نتيجة المتسابق السابق بعد انتهاء أداء المتسابق التالي.
لذلك، لن تُعلن نتيجة سو تشان إلا بعد أن يؤدي سونغ لين تشو.
ومع ذلك، لم يهتم سونغ لين تشو بنتيجة سو تشان. عدّل ملابسه، ثم صعد إلى المسرح بخطى واثقة بعد أن أعلنت المقدمة اسمه.
حين سمع الجمهور اسم سونغ لين تشو، ظن كثيرون أنهم قد سمعوا خطأً.
لكن ما إن ظهر على المسرح، حتى انطلقت صرخات حماسية مدوّية في أرجاء القاعة، أعلى حتى مما كان عليه الأمر أثناء أداء سو تشان، وكأن السقف ذاته على وشك أن ينهار من شدتها.
كان تان يوي قد دخل غرفة البث المباشر أثناء أداء سو تشان، لكن ملامح الوجه الغامض، الذي لا هو ذكر ولا أنثى، صدّته، فخرج مباشرة.
ولم يعد إلى البث إلا عندما ظهر سونغ لين تشو على المسرح مجددًا.
ومع ذلك، لم يكن قد لمح ملامح وجهه بوضوح بعد، إذ غطّت الشاشة سيل كثيف من التعليقات الفورية:
[آآآآه، إنه حقًا سونغ لين تشو!]
[سأختنق! يبدو وسيمًا جدًا اليوم!]
[أريد أن أنجب منك يا أخي سونغ! عشرة آلاف طفل!]
[انا أبكي من الفرح.
أن أسمع سونغ لين تشو يغني في حياتي، هذا وحده يستحق الحياة!]
ارتفع حاجبا تان يوي قليلًا.
لقد كانت شعبيته حقًا مرتفعة.
لكن تلك العبارات… لماذا بدت مألوفة له؟
هل يُعقل أن يكون سونغ لين تشو قد تعلّم أسلوبه في المغازلة من تلك التعليقات؟
ظل يحدق في الشاشة لبضع ثوانٍ، ثم أغلق سيل التعليقات، وتوقّف للحظة حين ظهرت ملامح سونغ لين تشو بوضوح.
لم يكن مستغربًا أن تتفجّر التعليقات بذلك الشكل… فسونغ لين تشو في هذه الليلة، بدا وسيمًا بحق.
واقفًا تحت الأضواء الساطعة على المسرح، بدا كالنجم الأشد بريقًا في السماء، يجذب إليه أنظار العالم بأسره.
ما لبثت المقدّمة الموسيقية أن انتهت، وبدأ سونغ لين تشو في الغناء.
اختار أغنية إنجليزية بلحن بطيء وحزين، كانت متناقضة تمامًا مع الأجواء المتحمسة للحفل.
لكن صوته امتلك سحرًا خاصًا… نوعًا من العدوى العاطفية التي سكنت قلوب الجميع.
وتحت وطأة غنائه الحزين العذب، خفَتت الضوضاء في القاعة تدريجيًا، وساد الصمت.
غرق الجمهور بالكامل في صوته، بينما انتقلت الكاميرا إلى مقاعد لجنة التحكيم، وكان بعض الأساتذة قد أغمضوا أعينهم واندمجوا في الأداء، يُتمتمون بكلمات الأغنية بإحساس واضح.
وحين أنهى مقطعًا من الأغنية، وبدأ العزف التالي، أخذت الكاميرا لقطة مقرّبة لوجه سونغ لين تشو.
ظهر وجهه الشاب النضر الجميل على الشاشة، وحين لمح الكاميرا، ابتسم لها.
كانت ابتسامة نقية وواضحة، كأنها ضوء صافٍ، دخلت عيني تان يوي مباشرة، وضربت وترًا خفيًا في قلبه أقوى من صقيع الشتاء.
لقد كانت كنسمة ربيعية ذائبة، أذابت جليدًا تراكم لثلاثة أقدام.
وفجأة، وبينما كان الجمهور يستمع في خشوع، دوّت صرخة جماعية مجددًا.
ثم ظهر فتى على خشبة المسرح، يحمل باقة ضخمة من الورود، وتقدّم بحماس ليقدّمها إلى سونغ لين تشو.
لم يكن سونغ لين تشو يتوقّع أن يتلقى زهورًا في هذه المسابقة، فتجمّد قليلًا في مكانه، لكنه ابتسم وتقبّل الباقة بلطف، وشكر الفتى على لطفه.
كان الفتى متحمّسًا جدًا، وكان يقف قريبًا من الميكروفون، لذا جاءت كلماته مسموعة بوضوح:
“سينيور سونغ، أنا حقًا… أحبك!”
فوجئ سونغ لين تشو بهذا الاعتراف غير المتوقّع، وقبل أن يتمكن من الرد، كان الفتى قد جذبه إلى عناق حار.
تان يوي: ؟؟