مرر باي شاوزي بطاقته عبر القارئ ودخل الغرفة، ثم توجه إلى النافذة.
كانت النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف تغطي جدارًا كاملًا، مما أتاح له رؤية بانورامية واسعة تطل على صخب المدينة المتلألئة في الليل.
في المسافة، ارتفع مبنى سكني شاهق، يضاهي الفندق في العلو، وكانت نوافذه الجانبية تقابل نوافذ هذا الصف من الغرف.
لو كان هناك مصور محترف يحمل كاميرا بعدسة فائقة الطول، لكان بمقدوره التقاط صور لما يحدث في غرف الفندق.
فندق يا آن الدولي يقع على مقربة شديدة من مدينة يا آن للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ما يجعله وجهة معتادة للعديد من فرق العمل كل عام.
لذا، فإن مصوري الفضائح كثيرًا ما يتسللون إلى المجمعات السكنية المحيطة.
ألقى باي شاوزي نظرة على الأخبار من الأعوام السابقة — قبل عامين،
وقعت حادثة لفريق تصوير في هذا الفندق.
كان أحد الممثلين من فئة ألفا على علاقة بفتاة، وكانت الخطوبة قريبة، لكنه تورط مع شريكته من فئة أوميغا أثناء التصوير، ومارسا العلاقة في إحدى الغرف.
ولسوء الحظ،
التُقطت لهما صور على يد أحد المصورين.
عندما انتشر الفيديو، تعرض الاثنان لهجوم شديد على مواقع التواصل.
وكانت حبيبتة الحقيقية تنتمي إلى عائلة نافذة، فحظرت ظهورهما في الوسط الفني.
ومنذ ذلك الحين، اختفيا تمامًا عن الأنظار.
منذ تلك الحادثة، بدأ الفندق يدرك مدى خطورة تسريب خصوصيات الضيوف، فعزز إجراءات الأمان.
أُحكمت الحراسة عند المدخل، ومنع دخول أي مصور، كما تم استبدال جميع الستائر بستائر تعتيم جديدة.
بمجرد سحب الستائر، لا يمكن رؤية أي شيء من الخارج.
ومنذ ذلك الحين، بات المخرجون يحذرون الممثلين عند الإقامة:
"إذا كنتم في الغرفة، لا تنسوا سحب الستائر!"
كثرة المصورين قرب مدينة الإنتاج فرضت الحذر على الجميع.
عندما كان تشينغ شيا يزور باي شاوزي في المرات الماضية، كان الأخير يسحب الستائر مسبقًا.
لكن اليوم، لم يفعل.
وقف أمام النافذة المرتفعة، صب لنفسه كوبًا من القهوة، وارتشفها بهدوء.
متى سيبدأ تساقط أوراق تسوي جوي؟
مسلسل طي الورق أصبح قوة لا يمكن إيقافها، والحديث عن إنهائه الآن لا معنى له.
في تقرير الشركة المالي لنهاية العام، استثمر باي شاوزي عشرة ملايين يوان، وجنى مئات الملايين.
سيكون ذلك صدمة للمساهمين.
منصب نائب الرئيس تسوي على وشك أن يتزعزع.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه، وأخرج هاتفه، وأرسل رسالة لتشينغ شيا على وي تشات:
"لا تلتقِ بي الليلة. سأنتظرك غدًا عند الساعة الثامنة صباحًا في الأسفل. نم مبكرًا."
وكما اعتاد، استجاب تشينغ شيا على الفور لكلامه، ورد عليه: "حسنًا، تصبح على خير، الأخ باي."
في صباح اليوم التالي، حين نزل تشينغ شيا، وجد وكيلة أعماله تشو يان، وباي شياويان بانتظارهما في ردهة الفندق.
لم يبدُ له ذلك غريبًا، فمن الطبيعي أن يصحب معه وكيل أعمال ومساعد عند العمل في الخارج.
اقترب باي شياويان وهمس له وكأنه يروي سرًا:
"لا أفهم منطق أخي أبدًا. قال إنه يريد أخذك لمقابلة صحفية، وطلب مني المجيء أيضًا! هل علي أن أتعلم كيف أقابل الصحفيين؟!"
ضحك تشينغ شيا وقال:
"إن كان أخوك طلب منك المجيء، فلا بد أن له سببًا. فلتعتبرها فرصة للاسترخاء."
كانت السيارة التجارية واسعة، جلس باي شاوزي وباي شياويان في الصف الأوسط، بينما جلس تشينغ شيا ووكيلته في الخلف، وكان العم تشونغ هو السائق.
وعندما رأى تشينغ شيا العم تشونغ، لم يستطع إخفاء دهشته. لم يكن يتوقع أن يحضر الأخ باي سائقه الخاص معه هذه المرة.
أحسّ بشيء غامض، لكنه لم يستطع تحديده.
وفجأة، انبثقت رسالة على هاتفه من باي شاوزي:
"اليوم معنا وكيلة الأعمال والمساعد، فلننتبه ولا نتصرف بقرب زائد. انتظر رسالتي ليلًا، وسنتحدث في غرفتي، موافق؟"
رد تشينغ شيا فورًا: "حسنًا، أخي باي."
في تلك اللحظة، ضغط العم تشونغ على الفرامل فجأة، وقال بصوت منخفض:
"سيد باي، هناك من يتتبعنا."
فما إن سمعوا ذلك، حتى ارتبك تشينغ شيا وتشو يان فورًا.
لكن باي شاوزي بقي هادئًا وقال:
"لا تهتموا بهم، تابع القيادة."
رفع باي شياويان أذنه بيقظة وقال:
"تبًا، أيمكن أن يكونوا مصورين؟!"
وسحب الستارة ونظر إلى الشارع،
حيث كانت الشوارع مكتظة ولم يتضح له أي سيارة قد تكون تابعة لمصورين.
فقال مندهشًا:
"العم تشونغ، كيف عرفت أنهم يلاحقوننا؟"
ابتسم العم تشونغ وقال:
"كنت أقود سيارات النجوم لسنوات. أعرف تلك النظرات، وتلك الحركة. إن كان السيد باي لا يريد الاختباء، فسأواصل القيادة."
قال باي شاوزي: "حسنًا، خذهم في جولة أطول إلى مرآب مبنى هواشيانغ."
كان قلب تشينغ شيا يدق بشدة، لكنه حين نظر إلى وجه باي شاوزي المطمئن، شعر بالسكينة تعود إليه. بدا له أن الأخ باي كان يتوقع كل هذا، وإلا، لما أحضر سائقه الخاص معه.
دارت السيارة دورة واسعة، ثم توقفت في مرآب مبنى هواشيانغ.
نزل باي شاوزي وباي شياويان أولًا، وتبعهما تشينغ شيا ووكيلته.
دخل الأربعة إلى المبنى واحدًا تلو الآخر.
كما كان متوقعًا، كان الصحفي بانتظارهم في المكتب.
توداي إنترتينمنت هو موقع معروف في مدينة يا آن، مختص في أخبار النجوم والمقابلات ومراجعات الأفلام والمسلسلات والموسيقى.
يحتوي على عدد من المعلقين المعروفين، ومعدلات الزيارة عالية جدًا.
ومع النجاح الساحق لمسلسل طي الورق، سعى الموقع لإجراء مقابلة مع تشينغ شيا، وقد وافق باي شاوزي.
كانت غرفة المقابلة دافئة بألوانها، والأريكة مريحة، والمقابِلة فتاة قدّمت الشاي للسيد باي، ثم راجعت بنود المقابلة مع تشينغ شيا لمعرفة إن كان لديه أي مواضيع محرجة.
قرأها تشينغ شيا بتمعن، ثم تظاهر بالسؤال لوكيلته:
"هل يمكنني الرد على الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الشخصية؟"
في الحقيقة، كان يطلب رأي السيد باي، والذي قال دون تردد: "أجب بصدق."
فهم تشينغ شيا المعنى من كلمة ' بصدق '، وابتسم موافقًا.
بدأت المقابلة رسميًا.
هنأت الصحفية في البداية على النجاح الباهر لمسلسل طي الورق، ثم طرحت عدة أسئلة تتعلق بالتصوير: ما رأيه في شخصية تشين نيان، وما التحديات التي واجهها كممثل جديد، وكيف كانت علاقتك بفريق العمل، وغيرها.
ثم انتقلت إلى الجانب الشخصي قائلة:
"تشينغ شيا، لديك عدد هائل من المعجبين على الإنترنت، وهم فضوليون بشأن حالتك العاطفية.
هل سبق أن دخلت في علاقة؟
هل يمكنك الحديث عن ذلك؟"
أجاب تشينغ شيا بجدية:
"أنا لا أزال صغيرًا، ويجب أن أركّز على مسيرتي المهنية.
لست على عجلة من أمري بشأن الحب."
إجابته كانت ذكية.
لم يكذب، لكنها تُفهم وكأنه لا يواعد أحدًا.
تابعت الصحفية بسؤال آخر:
"هل لديك نموذج مثالي من ألفا يعجبك؟"
أمال تشينغ شيا رأسه مفكرًا للحظة، ثم ابتسم بخجل: "أحب الألفا الناضج والمستقر، الأكبر مني سنًا. أشعر أنه يمنحني إحساسًا خاصًا بالأمان."
أومأت الصحفية موافقة:
"صحيح، الألفا الأكبر سنًا أكثر اهتمامًا بالآخرين! دعيني أسأل سؤالًا آخر:
من هم ممثلوك المفضلون من ألفا وأوميغا؟"
أجاب تشينغ شيا بصراحة:
"أحب كثيرًا الممثل ليو هينغيو. كنت أتابع أعماله منذ صغري. أما من فئة أوميغا، فأعشق المعلمة تساي يون، مشاهد بكائها مؤثرة للغاية."
باي شاوزي: "..."
حين سألت الصحفية عن الممثل الألفا المفضل، ارتعد قلب باي شاوزي، متخوفًا من أن يذكر تشينغ شيا اسم شين كاي بشكل عفوي.
لكن تشينغ شيا، على ما يبدو، نسي أمره تمامًا؟
بعد تفكير، منذ انتهاء تصوير طي الورق، لم يتفاعل الاثنان إطلاقًا على مواقع التواصل، ولم يذكر تشينغ شيا اسم شين كاي حتى في أحاديثه الخاصة.
لكنه كان يناديه دائمًا بـ الأخ باي، ويراسله على وي تشات باستمرار...
هل يعقل أنه كان مخطئًا؟
هل لم يكن شين كاي هو من يحبه تشينغ شيا؟ بل... هو؟
خفق قلب باي شاوزي فجأة،
ولم يستطع تصديق الأمر للحظة.
بعد انتهاء المقابلة، دعا باي شاوزي الجميع لتناول العشاء.
صحفي توداي إنترتينمنت وبعض المدراء رافقوهم في سيارتين إلى مطعم خاص مشهور في المدينة، حيث تبادلوا الأحاديث وتناولوا الطعام.
انقضى بعد الظهر بسرعة، دون أن يحظى تشينغ شيا بفرصة للانفراد مع باي شاوزي.
كانت المجموعة كبيرة، ولم يتح لهما حتى تبادل النظرات.
وفي المساء، عادوا إلى الفندق، لكن باي شاوزي لم يصعد معهم، بل ذهب ليناقش بعض الأمور مع المخرج تشو.
أما تشينغ شيا، فصعد برفقة وكيلة أعماله.
كان لا بد من الحذر أمام الغرباء.
طوال النهار، لم يتبادل تشينغ شيا وباي شاوزي ولو همسة.
لكن تشينغ شيا لم يمانع، فقد تلقى رسالة من باي شاوزي قبل ذلك يخبره فيها بأنهما سيتحدثان في المساء، ولا داعي للتصرف بتعلّق مبالغ فيه.
عاد إلى غرفته وبدأ يقرأ تعليقات المتابعين على الإنترنت بينما ينتظر رسالة جديدة من باي شاوزي.
لم تأتِ الرسالة إلا بعد التاسعة مساءً:
«تعال. راقبت الممر، لا أحد هناك. لا تغير ملابسك، تعال كما أنت اليوم.»
هبّ تشينغ شيا واقفًا على الفور،
اخذ بطاقة الغرفة، وخرج متسللًا عبر الباب.
بعد أن دار حول الزاوية، لمح باب غرفة باي شاوزي مفتوحًا، فأسرع نحوها وأغلقه خلفه بيده.
وقبل أن يتمكن من التفوّه بأي كلمة، كان قد دُفع إلى الجدار، مثبّتًا بقوة في حضن رجل طويل القامة.
تشينغ شيا: "...."
هل كان هذا ما يُطلق عليه البي دونغ؟
ذلك المشهد الكلاسيكي من الدرامات حين يُحاصر أحدهم إلى الجدار؟
شعر تشينغ شيا باضطراب حين حُشر فجأة إلى الحائط، ودفء جسد ألفا المألوف أمامه، مع عبير الخشب الذي يغمره بالطمأنينة، جعله يهدأ دون مقاومة.
رفع عينيه نحو الرجل وهمس بخفوت:"الأخ باي..."
ارتجف باي شاوزي لسماع هذه الهمسة اللطيفة، رفع ذقن تشينغ شيا وطبَع على شفتيه قُبلة حارّة، مشبعة بالشوق.
ارتعش جسد تشينغ شيا، وأغمض عينيه مستسلمًا، يبادل القُبلة بخجلٍ أخضر.
يقال إن الفُراق القصير يشبه الزواج الجديد،
وقد اشتاق باي شاوزي إلى تشينغ شيا كثيرًا.
كم مرة حلم به، يدخل حضنه كحبة برتقال صغيرة... والآن، ها هو البرتقال الصغير حيّ أمامه، كيف له أن يصمد؟
احتضنه بقوة، وأغرقه بقُبلة طويلة.
احمرّ وجه تشينغ شيا واحترق قلبه من الخفقان.
وعندما بدأ يتنفس بصعوبة ودفعه برقة، أخيرًا تركه باي شاوزي، وهمس بصوت أجش:
"أهملتك طوال اليوم، هل أنت غاضب؟"
هز تشينغ شيا رأسه بشدة، يلهث وخديه يشتعلان:
"طبعًا لا، هناك مصوّرون متربصون، ما فعلته كان لحمايتي."
ربّت باي شاوزي على رأسه بلطف وقال:
"تعال، اجلس، أريد أن أحدثك بشيء مهم."
جلس تشينغ شيا إلى جانبه على حافة السرير، ولاحظ أن الستائر الثقيلة مسدلة بإحكام على النوافذ الفرنسية، فشعر بالطمأنينة.
قدّم له باي شاوزي كوب ماء وقال:
"في البداية لم أرغب أن أحمّلك هموم صراعات الإدارة في الشركة، لكن علاقتنا الآن تفرض عليّ ألا أخفي عنك شيئًا."
انفرجت أسارير تشينغ شيا، لأن الحبيب حين يفتح قلبه ويشاركه همومه، فذلك دليل على ثقته العميقة.
كم يكره تلك الدرامات التي تُخفي فيها الشخصيات الأسرار وتعيش في ظنون متبادلة... إن كان هناك ما يُقال، فلم لا يُقال؟
تابع باي شاوزي بصوت منخفض وهو جالس بجانبه:
"أنا الوريث الأول لمجموعة تيانشوان.
بعد أن تنحى والدي العام الماضي، سلّمني منصب المدير التنفيذي.
لكنني شاب، وسيرتي السابقة كهاوٍ لا يتقن سوى اللهو، جعلت أغلب القدامى في الشركة لا يثقون بي، خصوصًا من كانوا مع والدي منذ التأسيس."
سأل تشينغ شيا وقد بدا عليه القلق:
"تقصد النائب تسوي؟"
أومأ باي شاوزي:
"تمامًا. لذلك اقترحت أن تُقسَّم الشركة إلى مجموعات إدارية.
كنت أريد إدارة مجموعة بنفسي لأتمكن من اتخاذ قرارات استثمارية، وفي الوقت نفسه أسمح لتسوي جوي بالسيطرة على مجموعة أ، ليظن أنه في مأمن فيسقط في الفخ.
الآن أجمع الأدلة لإسقاطه.
نجاح مسلسل «طي الورق» فاق التوقعات، وسيدفعه ذلك للتصرف قريبًا."
شعر تشينغ شيا بتوتر شديد: "كيف يمكن أن يؤذيك؟"
ومض بريق حاد في عيني باي شاوزي، قال ببرود:
"أول دراما أستثمر فيها تحقق أرباحًا هائلة،
وهذا لن يرضيه. بما أن العمل نفسه لا يُمكن الطعن فيه، سيلجأ للطعن في الممثلين. إن تم تشويه سمعة الممثل الرئيسي، هل سيبقى الجمهور راغبًا في متابعة العمل؟"
ارتجف جسد تشينغ شيا، وشعر بأن الدم تجمّد في عروقه.
قال بصوت خافت: "هل من الممكن أن تُكشَف حادثة حفلة نهاية السنة...؟"
أدرك باي شاوزي خوفه، فأخذ يده بحنان وقال:
"هذا ما أخشاه، لذا أردت أن أُحضّرك نفسيًا مسبقًا."
ضغط تشينغ شيا على شفتيه بقوة.
ما حدث لم يكن مشرفًا بأي حال.
ممثل أوميغا عاري، فاقد للسيطرة على فروموناته، على سرير رئيسه التنفيذي...
ما الصورة التي سيأخذها الناس عنه؟
متسلّق من درجة منخفضة، يبيع جسده ليترقى؟ عديم الكرامة؟
الجمهور لن يرحم.
سيشعرون بالقرف، سيطالبونه بالاعتزال.
حتى وإن كان ما حدث بلا رغبة، حتى وإن لم تقع علاقة، هل سيصدق أحد؟
شعر تشينغ شيا بيدين تحتضنانه، وصوت باي شاوزي يهمس:
"لا تخف، لقد كنت مستعدًا. هل تثق بي؟"
هز تشينغ شيا رأسه فورًا: "بالطبع."
ابتسم باي شاوزي:
"قضية تشاو ونشيو لم تُعرض على المحكمة بعد."
تفاجأ تشينغ شيا: "هل كنتَ أنت السبب؟"
أومأ باي شاوزي:
"طلبت من المحامي جمع المزيد من الأدلة، فتم تأجيل المحاكمة إلى منتصف أغسطس."
تابع: "لا تتفاجأ إذا بدأ تسوي جوي بتسريب صور ومقاطع لتشويه سمعتك. سيجعل الناس يظنون أنك أغويتني لتصعد على كتفي.
لكن حين تبدأ المحاكمة، وتثبت المحكمة براءتك، سيكون وقع البراءة أقوى من أي تكذيب. لأن ما لا يُثبَت عليه جرم، سيكون هو الحقيقة."
أشرق وجه تشينغ شيا فجأة:
"صحيح!
لم يتم وسمِي حتى الآن، وسأقف أمام المحكمة، وسأعرض الأدلة!
سأثبت للناس أنني لم أكن إلا ضحية!"
ضغط على يد باي شاوزي:
"هل كنت تتوقع أن يستخدم أحد تلك الحادثة ضدي؟"
تنهد باي شاوزي:
"حين أُرسلت إلى سريري ذلك اليوم، أدركت أن الحكاية لن تبقى سرًا. كانت قنبلة موقوتة.
لذلك احتجت لخطة بديلة... تتذكر كاميرتي تسجيل تجربة الأداء؟ كنت أريد دليلاً موثقًا يثبت أنك حصلت على الدور بجدارتك."
نظر إليه بعمق: "تشينغ شيا، منذ البداية وحتى الآن، كل شيء بيننا نقي وواضح. ما من صفقة خفية. فلا تحزن، ولا تخف. كل ما وصلت إليه، حصلت عليه بجهدك."
ذرف تشينغ شيا دمعة صامتة، وعانق ألفاه بكل قوته.
لم يكن يعلم أن باي شاوزي فعل كل ذلك لأجله.
حتى في الوقت الذي لم يكن قد وقع في حبه بعد، كان قد جهّز له مظلّة تحميه. الآن فهم أخيرًا لماذا كانت هناك كاميرتان أثناء تجربة الأداء.
تلك الشوكة التي كانت مغروسة في قلبه، حان وقت انتزاعها.
ربّت باي شاوزي على رأسه برقة وقال:
"سأطرح عليك سؤالًا... جاوبني بصراحة، حسناً؟"
هز تشينغ شيا رأسه: "اسألتي."
تردد باي شاوزي للحظة، ثم قال:
"قلت لي سابقًا إنك تُحب أحدهم... وتريد أن تبقيه في قلبك فقط. من هو؟"
ابتسم تشينغ شيا بخجل، ثم قال: "أنت."
عيناه كانتا صافيتين، لامعتين. ونظر مباشرة إلى ألفاه، وقال بثبات:
"لم يكن في قلبي أحد سواك، أبدًا."مرر باي شاوزي بطاقته عبر القارئ ودخل الغرفة، ثم توجه إلى النافذة.
كانت النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف تغطي جدارًا كاملًا، مما أتاح له رؤية بانورامية واسعة تطل على صخب المدينة المتلألئة في الليل.
في المسافة، ارتفع مبنى سكني شاهق، يضاهي الفندق في العلو، وكانت نوافذه الجانبية تقابل نوافذ هذا الصف من الغرف.
لو كان هناك مصور محترف يحمل كاميرا بعدسة فائقة الطول، لكان بمقدوره التقاط صور لما يحدث في غرف الفندق.
فندق يا آن الدولي يقع على مقربة شديدة من مدينة يا آن للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، ما يجعله وجهة معتادة للعديد من فرق العمل كل عام.
لذا، فإن مصوري الفضائح كثيرًا ما يتسللون إلى المجمعات السكنية المحيطة.
ألقى باي شاوزي نظرة على الأخبار من الأعوام السابقة — قبل عامين،
وقعت حادثة لفريق تصوير في هذا الفندق.
كان أحد الممثلين من فئة ألفا على علاقة بفتاة، وكانت الخطوبة قريبة، لكنه تورط مع شريكته من فئة أوميغا أثناء التصوير، ومارسا العلاقة في إحدى الغرف.
ولسوء الحظ،
التُقطت لهما صور على يد أحد المصورين.
عندما انتشر الفيديو، تعرض الاثنان لهجوم شديد على مواقع التواصل.
وكانت حبيبتة الحقيقية تنتمي إلى عائلة نافذة، فحظرت ظهورهما في الوسط الفني.
ومنذ ذلك الحين، اختفيا تمامًا عن الأنظار.
منذ تلك الحادثة، بدأ الفندق يدرك مدى خطورة تسريب خصوصيات الضيوف، فعزز إجراءات الأمان.
أُحكمت الحراسة عند المدخل، ومنع دخول أي مصور، كما تم استبدال جميع الستائر بستائر تعتيم جديدة.
بمجرد سحب الستائر، لا يمكن رؤية أي شيء من الخارج.
ومنذ ذلك الحين، بات المخرجون يحذرون الممثلين عند الإقامة:
"إذا كنتم في الغرفة، لا تنسوا سحب الستائر!"
كثرة المصورين قرب مدينة الإنتاج فرضت الحذر على الجميع.
عندما كان تشينغ شيا يزور باي شاوزي في المرات الماضية، كان الأخير يسحب الستائر مسبقًا.
لكن اليوم، لم يفعل.
وقف أمام النافذة المرتفعة، صب لنفسه كوبًا من القهوة، وارتشفها بهدوء.
متى سيبدأ تساقط أوراق تسوي جوي؟
مسلسل طي الورق أصبح قوة لا يمكن إيقافها، والحديث عن إنهائه الآن لا معنى له.
في تقرير الشركة المالي لنهاية العام، استثمر باي شاوزي عشرة ملايين يوان، وجنى مئات الملايين.
سيكون ذلك صدمة للمساهمين.
منصب نائب الرئيس تسوي على وشك أن يتزعزع.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه، وأخرج هاتفه، وأرسل رسالة لتشينغ شيا على وي تشات:
"لا تلتقِ بي الليلة. سأنتظرك غدًا عند الساعة الثامنة صباحًا في الأسفل. نم مبكرًا."
وكما اعتاد، استجاب تشينغ شيا على الفور لكلامه، ورد عليه: "حسنًا، تصبح على خير، الأخ باي."
في صباح اليوم التالي، حين نزل تشينغ شيا، وجد وكيلة أعماله تشو يان، وباي شياويان بانتظارهما في ردهة الفندق.
لم يبدُ له ذلك غريبًا، فمن الطبيعي أن يصحب معه وكيل أعمال ومساعد عند العمل في الخارج.
اقترب باي شياويان وهمس له وكأنه يروي سرًا:
"لا أفهم منطق أخي أبدًا. قال إنه يريد أخذك لمقابلة صحفية، وطلب مني المجيء أيضًا! هل علي أن أتعلم كيف أقابل الصحفيين؟!"
ضحك تشينغ شيا وقال:
"إن كان أخوك طلب منك المجيء، فلا بد أن له سببًا. فلتعتبرها فرصة للاسترخاء."
كانت السيارة التجارية واسعة، جلس باي شاوزي وباي شياويان في الصف الأوسط، بينما جلس تشينغ شيا ووكيلته في الخلف، وكان العم تشونغ هو السائق.
وعندما رأى تشينغ شيا العم تشونغ، لم يستطع إخفاء دهشته. لم يكن يتوقع أن يحضر الأخ باي سائقه الخاص معه هذه المرة.
أحسّ بشيء غامض، لكنه لم يستطع تحديده.
وفجأة، انبثقت رسالة على هاتفه من باي شاوزي:
"اليوم معنا وكيلة الأعمال والمساعد، فلننتبه ولا نتصرف بقرب زائد. انتظر رسالتي ليلًا، وسنتحدث في غرفتي، موافق؟"
رد تشينغ شيا فورًا: "حسنًا، أخي باي."
في تلك اللحظة، ضغط العم تشونغ على الفرامل فجأة، وقال بصوت منخفض:
"سيد باي، هناك من يتتبعنا."
فما إن سمعوا ذلك، حتى ارتبك تشينغ شيا وتشو يان فورًا.
لكن باي شاوزي بقي هادئًا وقال:
"لا تهتموا بهم، تابع القيادة."
رفع باي شياويان أذنه بيقظة وقال:
"تبًا، أيمكن أن يكونوا مصورين؟!"
وسحب الستارة ونظر إلى الشارع،
حيث كانت الشوارع مكتظة ولم يتضح له أي سيارة قد تكون تابعة لمصورين.
فقال مندهشًا:
"العم تشونغ، كيف عرفت أنهم يلاحقوننا؟"
ابتسم العم تشونغ وقال:
"كنت أقود سيارات النجوم لسنوات. أعرف تلك النظرات، وتلك الحركة. إن كان السيد باي لا يريد الاختباء، فسأواصل القيادة."
قال باي شاوزي: "حسنًا، خذهم في جولة أطول إلى مرآب مبنى هواشيانغ."
كان قلب تشينغ شيا يدق بشدة، لكنه حين نظر إلى وجه باي شاوزي المطمئن، شعر بالسكينة تعود إليه. بدا له أن الأخ باي كان يتوقع كل هذا، وإلا، لما أحضر سائقه الخاص معه.
دارت السيارة دورة واسعة، ثم توقفت في مرآب مبنى هواشيانغ.
نزل باي شاوزي وباي شياويان أولًا، وتبعهما تشينغ شيا ووكيلته.
دخل الأربعة إلى المبنى واحدًا تلو الآخر.
كما كان متوقعًا، كان الصحفي بانتظارهم في المكتب.
توداي إنترتينمنت هو موقع معروف في مدينة يا آن، مختص في أخبار النجوم والمقابلات ومراجعات الأفلام والمسلسلات والموسيقى.
يحتوي على عدد من المعلقين المعروفين، ومعدلات الزيارة عالية جدًا.
ومع النجاح الساحق لمسلسل طي الورق، سعى الموقع لإجراء مقابلة مع تشينغ شيا، وقد وافق باي شاوزي.
كانت غرفة المقابلة دافئة بألوانها، والأريكة مريحة، والمقابِلة فتاة قدّمت الشاي للسيد باي، ثم راجعت بنود المقابلة مع تشينغ شيا لمعرفة إن كان لديه أي مواضيع محرجة.
قرأها تشينغ شيا بتمعن، ثم تظاهر بالسؤال لوكيلته:
"هل يمكنني الرد على الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الشخصية؟"
في الحقيقة، كان يطلب رأي السيد باي، والذي قال دون تردد: "أجب بصدق."
فهم تشينغ شيا المعنى من كلمة ' بصدق '، وابتسم موافقًا.
بدأت المقابلة رسميًا.
هنأت الصحفية في البداية على النجاح الباهر لمسلسل طي الورق، ثم طرحت عدة أسئلة تتعلق بالتصوير: ما رأيه في شخصية تشين نيان، وما التحديات التي واجهها كممثل جديد، وكيف كانت علاقتك بفريق العمل، وغيرها.
ثم انتقلت إلى الجانب الشخصي قائلة:
"تشينغ شيا، لديك عدد هائل من المعجبين على الإنترنت، وهم فضوليون بشأن حالتك العاطفية.
هل سبق أن دخلت في علاقة؟
هل يمكنك الحديث عن ذلك؟"
أجاب تشينغ شيا بجدية:
"أنا لا أزال صغيرًا، ويجب أن أركّز على مسيرتي المهنية.
لست على عجلة من أمري بشأن الحب."
إجابته كانت ذكية.
لم يكذب، لكنها تُفهم وكأنه لا يواعد أحدًا.
تابعت الصحفية بسؤال آخر:
"هل لديك نموذج مثالي من ألفا يعجبك؟"
أمال تشينغ شيا رأسه مفكرًا للحظة، ثم ابتسم بخجل: "أحب الألفا الناضج والمستقر، الأكبر مني سنًا. أشعر أنه يمنحني إحساسًا خاصًا بالأمان."
أومأت الصحفية موافقة:
"صحيح، الألفا الأكبر سنًا أكثر اهتمامًا بالآخرين! دعيني أسأل سؤالًا آخر:
من هم ممثلوك المفضلون من ألفا وأوميغا؟"
أجاب تشينغ شيا بصراحة:
"أحب كثيرًا الممثل ليو هينغيو. كنت أتابع أعماله منذ صغري. أما من فئة أوميغا، فأعشق المعلمة تساي يون، مشاهد بكائها مؤثرة للغاية."
باي شاوزي: "..."
حين سألت الصحفية عن الممثل الألفا المفضل، ارتعد قلب باي شاوزي، متخوفًا من أن يذكر تشينغ شيا اسم شين كاي بشكل عفوي.
لكن تشينغ شيا، على ما يبدو، نسي أمره تمامًا؟
بعد تفكير، منذ انتهاء تصوير طي الورق، لم يتفاعل الاثنان إطلاقًا على مواقع التواصل، ولم يذكر تشينغ شيا اسم شين كاي حتى في أحاديثه الخاصة.
لكنه كان يناديه دائمًا بـ الأخ باي، ويراسله على وي تشات باستمرار...
هل يعقل أنه كان مخطئًا؟
هل لم يكن شين كاي هو من يحبه تشينغ شيا؟ بل... هو؟
خفق قلب باي شاوزي فجأة،
ولم يستطع تصديق الأمر للحظة.
بعد انتهاء المقابلة، دعا باي شاوزي الجميع لتناول العشاء.
صحفي توداي إنترتينمنت وبعض المدراء رافقوهم في سيارتين إلى مطعم خاص مشهور في المدينة، حيث تبادلوا الأحاديث وتناولوا الطعام.
انقضى بعد الظهر بسرعة، دون أن يحظى تشينغ شيا بفرصة للانفراد مع باي شاوزي.
كانت المجموعة كبيرة، ولم يتح لهما حتى تبادل النظرات.
وفي المساء، عادوا إلى الفندق، لكن باي شاوزي لم يصعد معهم، بل ذهب ليناقش بعض الأمور مع المخرج تشو.
أما تشينغ شيا، فصعد برفقة وكيلة أعماله.
كان لا بد من الحذر أمام الغرباء.
طوال النهار، لم يتبادل تشينغ شيا وباي شاوزي ولو همسة.
لكن تشينغ شيا لم يمانع، فقد تلقى رسالة من باي شاوزي قبل ذلك يخبره فيها بأنهما سيتحدثان في المساء، ولا داعي للتصرف بتعلّق مبالغ فيه.
عاد إلى غرفته وبدأ يقرأ تعليقات المتابعين على الإنترنت بينما ينتظر رسالة جديدة من باي شاوزي.
لم تأتِ الرسالة إلا بعد التاسعة مساءً:
«تعال. راقبت الممر، لا أحد هناك. لا تغير ملابسك، تعال كما أنت اليوم.»
هبّ تشينغ شيا واقفًا على الفور،
اخذ بطاقة الغرفة، وخرج متسللًا عبر الباب.
بعد أن دار حول الزاوية، لمح باب غرفة باي شاوزي مفتوحًا، فأسرع نحوها وأغلقه خلفه بيده.
وقبل أن يتمكن من التفوّه بأي كلمة، كان قد دُفع إلى الجدار، مثبّتًا بقوة في حضن رجل طويل القامة.
تشينغ شيا: "...."
هل كان هذا ما يُطلق عليه البي دونغ؟
ذلك المشهد الكلاسيكي من الدرامات حين يُحاصر أحدهم إلى الجدار؟
شعر تشينغ شيا باضطراب حين حُشر فجأة إلى الحائط، ودفء جسد ألفا المألوف أمامه، مع عبير الخشب الذي يغمره بالطمأنينة، جعله يهدأ دون مقاومة.
رفع عينيه نحو الرجل وهمس بخفوت:"الأخ باي..."
ارتجف باي شاوزي لسماع هذه الهمسة اللطيفة، رفع ذقن تشينغ شيا وطبَع على شفتيه قُبلة حارّة، مشبعة بالشوق.
ارتعش جسد تشينغ شيا، وأغمض عينيه مستسلمًا، يبادل القُبلة بخجلٍ أخضر.
يقال إن الفُراق القصير يشبه الزواج الجديد،
وقد اشتاق باي شاوزي إلى تشينغ شيا كثيرًا.
كم مرة حلم به، يدخل حضنه كحبة برتقال صغيرة... والآن، ها هو البرتقال الصغير حيّ أمامه، كيف له أن يصمد؟
احتضنه بقوة، وأغرقه بقُبلة طويلة.
احمرّ وجه تشينغ شيا واحترق قلبه من الخفقان.
وعندما بدأ يتنفس بصعوبة ودفعه برقة، أخيرًا تركه باي شاوزي، وهمس بصوت أجش:
"أهملتك طوال اليوم، هل أنت غاضب؟"
هز تشينغ شيا رأسه بشدة، يلهث وخديه يشتعلان:
"طبعًا لا، هناك مصوّرون متربصون، ما فعلته كان لحمايتي."
ربّت باي شاوزي على رأسه بلطف وقال:
"تعال، اجلس، أريد أن أحدثك بشيء مهم."
جلس تشينغ شيا إلى جانبه على حافة السرير، ولاحظ أن الستائر الثقيلة مسدلة بإحكام على النوافذ الفرنسية، فشعر بالطمأنينة.
قدّم له باي شاوزي كوب ماء وقال:
"في البداية لم أرغب أن أحمّلك هموم صراعات الإدارة في الشركة، لكن علاقتنا الآن تفرض عليّ ألا أخفي عنك شيئًا."
انفرجت أسارير تشينغ شيا، لأن الحبيب حين يفتح قلبه ويشاركه همومه، فذلك دليل على ثقته العميقة.
كم يكره تلك الدرامات التي تُخفي فيها الشخصيات الأسرار وتعيش في ظنون متبادلة... إن كان هناك ما يُقال، فلم لا يُقال؟
تابع باي شاوزي بصوت منخفض وهو جالس بجانبه:
"أنا الوريث الأول لمجموعة تيانشوان.
بعد أن تنحى والدي العام الماضي، سلّمني منصب المدير التنفيذي.
لكنني شاب، وسيرتي السابقة كهاوٍ لا يتقن سوى اللهو، جعلت أغلب القدامى في الشركة لا يثقون بي، خصوصًا من كانوا مع والدي منذ التأسيس."
سأل تشينغ شيا وقد بدا عليه القلق:
"تقصد النائب تسوي؟"
أومأ باي شاوزي:
"تمامًا. لذلك اقترحت أن تُقسَّم الشركة إلى مجموعات إدارية.
كنت أريد إدارة مجموعة بنفسي لأتمكن من اتخاذ قرارات استثمارية، وفي الوقت نفسه أسمح لتسوي جوي بالسيطرة على مجموعة أ، ليظن أنه في مأمن فيسقط في الفخ.
الآن أجمع الأدلة لإسقاطه.
نجاح مسلسل «طي الورق» فاق التوقعات، وسيدفعه ذلك للتصرف قريبًا."
شعر تشينغ شيا بتوتر شديد: "كيف يمكن أن يؤذيك؟"
ومض بريق حاد في عيني باي شاوزي، قال ببرود:
"أول دراما أستثمر فيها تحقق أرباحًا هائلة،
وهذا لن يرضيه. بما أن العمل نفسه لا يُمكن الطعن فيه، سيلجأ للطعن في الممثلين. إن تم تشويه سمعة الممثل الرئيسي، هل سيبقى الجمهور راغبًا في متابعة العمل؟"
ارتجف جسد تشينغ شيا، وشعر بأن الدم تجمّد في عروقه.
قال بصوت خافت: "هل من الممكن أن تُكشَف حادثة حفلة نهاية السنة...؟"
أدرك باي شاوزي خوفه، فأخذ يده بحنان وقال:
"هذا ما أخشاه، لذا أردت أن أُحضّرك نفسيًا مسبقًا."
ضغط تشينغ شيا على شفتيه بقوة.
ما حدث لم يكن مشرفًا بأي حال.
ممثل أوميغا عاري، فاقد للسيطرة على فروموناته، على سرير رئيسه التنفيذي...
ما الصورة التي سيأخذها الناس عنه؟
متسلّق من درجة منخفضة، يبيع جسده ليترقى؟ عديم الكرامة؟
الجمهور لن يرحم.
سيشعرون بالقرف، سيطالبونه بالاعتزال.
حتى وإن كان ما حدث بلا رغبة، حتى وإن لم تقع علاقة، هل سيصدق أحد؟
شعر تشينغ شيا بيدين تحتضنانه، وصوت باي شاوزي يهمس:
"لا تخف، لقد كنت مستعدًا. هل تثق بي؟"
هز تشينغ شيا رأسه فورًا: "بالطبع."
ابتسم باي شاوزي:
"قضية تشاو ونشيو لم تُعرض على المحكمة بعد."
تفاجأ تشينغ شيا: "هل كنتَ أنت السبب؟"
أومأ باي شاوزي:
"طلبت من المحامي جمع المزيد من الأدلة، فتم تأجيل المحاكمة إلى منتصف أغسطس."
تابع: "لا تتفاجأ إذا بدأ تسوي جوي بتسريب صور ومقاطع لتشويه سمعتك. سيجعل الناس يظنون أنك أغويتني لتصعد على كتفي.
لكن حين تبدأ المحاكمة، وتثبت المحكمة براءتك، سيكون وقع البراءة أقوى من أي تكذيب. لأن ما لا يُثبَت عليه جرم، سيكون هو الحقيقة."
أشرق وجه تشينغ شيا فجأة:
"صحيح!
لم يتم وسمِي حتى الآن، وسأقف أمام المحكمة، وسأعرض الأدلة!
سأثبت للناس أنني لم أكن إلا ضحية!"
ضغط على يد باي شاوزي:
"هل كنت تتوقع أن يستخدم أحد تلك الحادثة ضدي؟"
تنهد باي شاوزي:
"حين أُرسلت إلى سريري ذلك اليوم، أدركت أن الحكاية لن تبقى سرًا. كانت قنبلة موقوتة.
لذلك احتجت لخطة بديلة... تتذكر كاميرتي تسجيل تجربة الأداء؟ كنت أريد دليلاً موثقًا يثبت أنك حصلت على الدور بجدارتك."
نظر إليه بعمق: "تشينغ شيا، منذ البداية وحتى الآن، كل شيء بيننا نقي وواضح. ما من صفقة خفية. فلا تحزن، ولا تخف. كل ما وصلت إليه، حصلت عليه بجهدك."
ذرف تشينغ شيا دمعة صامتة، وعانق ألفاه بكل قوته.
لم يكن يعلم أن باي شاوزي فعل كل ذلك لأجله.
حتى في الوقت الذي لم يكن قد وقع في حبه بعد، كان قد جهّز له مظلّة تحميه. الآن فهم أخيرًا لماذا كانت هناك كاميرتان أثناء تجربة الأداء.
تلك الشوكة التي كانت مغروسة في قلبه، حان وقت انتزاعها.
ربّت باي شاوزي على رأسه برقة وقال:
"سأطرح عليك سؤالًا... جاوبني بصراحة، حسناً؟"
هز تشينغ شيا رأسه: "اسألتي."
تردد باي شاوزي للحظة، ثم قال:
"قلت لي سابقًا إنك تُحب أحدهم... وتريد أن تبقيه في قلبك فقط. من هو؟"
ابتسم تشينغ شيا بخجل، ثم قال: "أنت."
عيناه كانتا صافيتين، لامعتين. ونظر مباشرة إلى ألفاه، وقال بثبات:
"لم يكن في قلبي أحد سواك، أبدًا."