لا يزال هناك بعض الوقت قبل أن يُعرض مسلسل طيّ الورق رسميًا في العاشر من يوليو، وكان تشينغ شيا مليئًا بالتوقعات.
ومع ذلك، وبما أن الحملة الترويجية الرسمية لم تبدأ بعد، لم يستطع كبح قلقه من احتمال حدوث تغييرات مفاجئة؛
حتى أنه لم يجرؤ على إخبار والديه مسبقًا.
خلال الأيام القليلة التالية، استمر تشينغ شيا في التصوير مع طاقم آثار الأختفاء بكل تركيز.
كان المخرج تشو معروفًا بصرامته،
حيث يُعيد تصوير كل مشهد مرارًا حتى يرضى عنه.
وخلال هذا الصقل المستمر، تعلم تشينغ شيا الكثير من المهارات الدقيقة المتعلقة بإدارة تعبيرات الوجه والتفاصيل التمثيلية.
وبفضل باي شياويان، الذي كان يشتري يوميًا الوجبات الخفيفة للطاقم، أصبح تشينغ شيا محبوبًا في موقع التصوير.
كان أصغر الممثلين في الفريق، وكان جميع من يمثل معهم من الكبار وذوي الخبرة، لذا لم يعامله أحد بجفاء كمبتدئ.
بل على العكس، كان تشينغ شيا يعمل بجد، يحفظ نصه بإتقان، ويستشير المخرج بأدب كلما استعصى عليه أمر، ونادرًا ما يُعيد تصوير المشهد بسبب أخطاء، مما جعله محل إعجاب المخرج تشو، الذي بدأ يعامله كمتدرّب لديه.
مع نهاية يونيو، أطلقت قناة لينغهو بالتعاون مع طاقم طي الورق أول حملة ترويجية، وأصدرت ملصقًا كتب عليه: “طي الورق سيُعرض حصريًا على قناة لينغهو في العاشر من يوليو.”
وما إن انتشر الملصق، حتى اندفع معجبو الرواية الأصلية بحماس شديد للإعلان عنه. كما تعاونت الكاتبة، السيدة ليمونغراس، في الحملة الترويجية.
لكن، بما أن جمهور الرواية محدود، لم تُحدث هذه الحملة ضجة كبيرة داخل الوسط الفني.
أما نوّاب الرؤساء المسؤولون عن شراء الأعمال في المنصات الثلاث الأخرى، فقد راحوا يتهامسون ساخرين فيما بينهم—
باي شاوزي هذا، صاحب الذوق الرفيع، اختار منصة ضعيفة مثل لينغهو لعرض عمله؟ هل يُعقل هذا؟! بالنسبة لدراما غير معروفة على الإنترنت، فإن هذه خطوة غير محسوبة على الإطلاق!
من أين له بكل هذه الثقة؟
في معركة المسلسلات التلفزيونية التي ستندلع في عطلة الصيف القادمة، من المؤكد أن ينتهي به المطاف بلقب الخاسر شاوزي—
بل وقد يخسر حتى ملابسه الداخلية!
⸻
في مكتب نائب المدير العام لشركة تيانشوان.
عندما قرأ تسوي جوي هذا الخبر، لم يستطع كتم ابتسامته، وقال بلا مبالاة: “كما توقعت، هو عجل حديث الولادة لا يخشى النمور. استثمر عشرة ملايين في دراما ويب، واختار منصة منخفضة التفاعل مثل لينغهو! لن يستعيد أيّ شيء من هذا المبلغ. ها هو يقسم تيانشوان إلى مجموعات، ويجعل كل مجموعة مسؤولة عن أرباحها وخسائرها. لو جاء تقرير المجموعة C المالي في اجتماع نهاية السنة قبيحًا، فإني حقًا متشوق لأعرف كيف سيشرح الأمر للمساهمين آنذاك.”
أما نائب مدير قسم المالية، فكان وجهه يُزهِر بالفرح: “السيد تسوي، درامانا الخيالية مرآة الزهر والماء القمري ستُعرض في العاشر من يوليو أيضًا، في نفس يوم عرض درامته المدرسية. وبما أن طاقم تمثيلنا يتكون من كبار النجوم، فإن نسب المشاهدة في ذلك اليوم ستكتسح طيّ الورق بسهولة.”
أخذ تسوي جوي رشفة من الشاي وقال:
“بعد كل شيء، باي شاوزي لا يزال شابًا. يظن أن الاستثمار سهل إلى هذه الدرجة؟
إنه ابن باي شينغ الأكبر، وشينغ دلّله حتى أصبح لا يعرف من أين يُمسك الأمور. لا يتعلم الدرس إلا بعد أن يتعثر ويقع على وجهه.”
كانت نبرة الرجل هادئة، ككلام أحد الشيوخ حين يتحدث عن صغار العائلة، لكن اللمعان القاسي في عينيه لم يكن خفيًا على مساعديه المقربين.
تسوي جوي يُعد أحد الثلاثة الكبار في تيانشوان.
كان قد شارك في تأسيس الشركة مع باي شينغ، ويؤمن دائمًا أن الفضل في النجاح السريع الذي حققته تيانشوان في صناعة الترفيه يعود إلى رؤيته الثاقبة حين كان شابًا.
فمعظم النجوم البارزين في الشركة اليوم، هو من اكتشفهم بنفسه. أما يانغ مينغوي، نائب الرئيس الآخر، فكان مجرد رجل ودود، يهتم بالموارد البشرية والإدارة الداخلية فحسب، بينما كان تطوير الأعمال وتدريب النجوم يقع بالكامل تحت مسؤوليته—هو، تسوي جوي!
ولولاه، لما كانت تيانشوان ما هي عليه اليوم.
ولِمَا ينبغي لـ باي شاوزي أن يتسلّم زمام القيادة في تيانشوان؟
فقط لأنه يحمل دم باي شينغ في عروقه؟
في الماضي، كان لباي شاوزي سمعة سيئة للغاية.
لم يكن له شاغل سوى اللهو مع مجموعة من أبناء الأغنياء المدللين كل يوم. ولم يكن تسوي جوي يعير أي اهتمام لخليفة باي شينغ.
في نظره، لم يكن سوى شاب طائش، لا يُعوّل عليه، كما يُقال: لا يمكن بناء جدارٍ من طينٍ رخو.
وعندما أعلن باي شينغ تقاعده وسلّم المجموعة لابنه، كان تسوي جوي على وشك أن ينقضّ ليستولي على السلطة.
تصرّف حينها بهدوء، وبدأ في نقل بعض الأصول سرًا. لم يكن باي شاوزي يأتي إلى الشركة في تلك الفترة، ولم يكن يعلم بما يدور خلف الكواليس.
ولكن، لسببٍ ما، بدا أن باي شاوزي قد تغيّر تمامًا فجأة.
فاجأ الجميع بعقد اجتماع للمساهمين، وطرح خطة التقسيم إلى مجموعات. ورغم أن الجميع صار يقول إن باي شاوزي أصبح جادًا وطموحًا، فإن تسوي جوي لم يرَ فيه أي تهديد حقيقي.
فما زال يعتبره مجرد شاب مدلل.
وكما قال بنفسه: “الشباب لا يتعلمون الدرس حتى يتعثروا أكثر من مرة.”
ولذا، لم يكن يفعل شيئًا سوى الجلوس والمراقبة، منتظرًا الفرصة.
مجموعة C استثمرت هذا العام عشرين مليونًا في عملين، والتقرير المالي في نهاية السنة سيكون بمثابة عرض الأداء السنوي لتيانشوان.
كان تسوي جوي سعيدًا وهو يراقب،
على أمل أن يفقد المساهمون ثقتهم بـ باي شاوزي، وحينها سيتمكّن من تنفيذ خطوته التالية.
⸻
في المكتب الرئاسي بأعلى طابق.
فتح باي شاوزي الحاسوب المحمول، ودخل على منصة ويبو، وسأل: “بعد الإعلان عن الملصق، ماذا قال الزملاء في مجموعة C؟”
لأن المكافآت السنوية للمجموعة مرتبطة بأرباحها، فإن بقية الوكلاء أيضًا كانوا يراقبون عن كثب كيف سيكون أداء دراما الرئيس باي.
كان تشانغ فان، مساعده الموثوق، بمثابة العين والأذن للرئيس باي، يراقب تحرّكات الشركة الداخلية عن كثب.
وما إن سمع السؤال، حتى سارع بالإجابة:
“الجميع يعتقد أن توقيتنا هذا العام سيئ جدًا.
طي الورق سيُعرض في نفس اليوم الذي ستُعرض فيه دراما الفانتازيا الكبرى مرآة الزهر والماء القمري، التي أنتجها نائب الرئيس تسوي العام الماضي.
العمل من إنتاج تيانشوان ألفا، ويشارك فيه تشاو شينغ، مع أوميغا شركة باينانس فيلم، لين روتشي—رجل وسيدة من فئة الـ AO، كلاهما جميل، وصُرف الملايين على المؤثرات البصرية.
أما منصة العرض فهي تلفزيون بير، التي تُروّج للعمل حصريًا.
درامانا طي الورق لا تستطيع أن تنافس هذا الزخم، ومن المحتمل أن تُسحق في أول يوم عرض…”
رد باي شاوزي بهدوء: “ليس سوء حظ… لقد رتبت الأمر عن قصد.”
اتسعت عينا تشانغ فان قليلاً: “هل اخترتَ يوم 10 يوليو عمداً؟”
هزّ باي شاوزي رأسه بهدوء:
“نعم. العرض في نفس اليوم. من الطبيعي أن يتجه كل التفاعل الأولي نحو دراما الفانتازيا الخاصة بهم، ولن يحظى عملنا باهتمام كبير. لكن، درامهم تعتمد نظام الدفع المسبق، كل حلقة بسعر 2 يوان، وعدد الحلقات 60، والمحتوى درامي قاسٍ ومؤلم.
وعندما يبدأ الجمهور بالبكاء والتألم من شدة القسوة، ستبدأ درامتنا في التحسن، وستُصبح ملاذًا للشفاء النفسي. وسعرها؟ خمسون سنتًا فقط للحلقة. فلو كنتَ أنت المشاهد، ماذا ستختار؟”
أجاب تشانغ فان بلا وعي:
“لو شاهدت دراما مؤلمة وأشعرتني بالضيق، فسأبحث بالتأكيد عن عمل لطيف يريحني نفسيًا.”
ثم انتبه فجأة لما يعنيه الرئيس:
“أفهم الآن… أنت استخدمت درامتهم كمحفّز غير مباشر لنجاح طي الورق!”
بابتسامة خفيفة في عينيه، قال باي شاوزي: “الدعاية لا تعتمد على المال وحده. بل تحتاج إلى التوقيت، والمكان، والانسجام… والمنافسين أيضاً.”
كما يقول المثل: المنافسون هم من يبرزون تميزك.
ولأجل تحديد عرض طي الورق، درس باي شاوزي كل الدرامات التي ستُعرض في نفس الفترة على المنصات الكبرى.
وبعد عدة أيام من التحليل، قرر أن 10 يوليو هو أفضل توقيت ممكن. أما منصة لينغهو، فرغم أنها تحتل المرتبة الرابعة فقط وطنيًا، إلا أن المنصات الصغيرة لها مزاياها الخاصة، منها مرونة التفاوض وسهولة التحكم بجدول العرض.
وقد أخذوا برأيه بالكامل.
ثم نظر إلى تشانغ فان وسأله:
“هل هناك تحركات من نائب الرئيس تسوي؟”
أجاب تشانغ فان:
“نائب الرئيس تسوي يولي اهتمامًا بالغًا بدراما مرآة الزهر والماء القمري، وأنفق ميزانية ضخمة على الترويج.
وها هو الهاشتاغ اليوم:
#مرآة_الزهر_والماء_القمري_10_يوليو_تلفزيون_بير#.
المسلسل يضم نجومًا كبارًا كتشاو شينغ ولين روتشي، ومع الحملة المبكرة، من المؤكد أن نسب المشاهدة ستكون عالية جدًا.”
شكرًا، نائب الرئيس تسوي، على تعبك وجهدك.
هكذا فكّر باي شاوزي. عندما يُرهَق الجمهور بالبكاء والتعب النفسي من درامتكم، سيهرع ليبحث عن دفء وحنان في طي الورق. وقتها، سنركب موجتكم الصغيرة، وننشر بعض المقاطع الطريفة على وسائل التواصل… دون أن نضطر لدفع تكاليف باهظة للترويج.
أما عن استيلاء نائب الرئيس تسوي لاحقًا على السلطة وقتله لـ باي شياويان في النسخة الأصلية من القصة، فإن باي شاوزي الآن هو من يجلس على عرش تيانشوان.
ولن يسمح مطلقًا بأن تسقط الشركة في يد غيره.
وسيحمي شقيقة باي شياويان بكل ما أوتي من قوة.
كان واثقًا بأن الثعلب العجوز سيكشف عن أنيابه قريبًا جدًا.
في الثاني من يوليو، نشر الحساب الرسمي لمسلسل طي الورق مقطعًا ترويجيًا مدته دقيقة واحدة.
كانت شركة المونتاج التي استعان بها باي شاوزي على درجة عالية من الاحتراف، وقد نجحت هذه الدقيقة الواحدة في إثارة شهية الجمهور بشدة، كاشفة عن أسلوب تصوير طبيعي، منعش، وجميل للغاية يعكس طابع العمل بأكمله.
فورًا، هرع عشاق الرواية إلى إعادة نشر المقطع، بينما ترك العديد من المتابعين من خارج الدائرة تعليقات إعجاب، قائلين:
“جميل جدًا! المناظر طبيعية وكأنها من أنمي!”
“من خلال العرض فقط، واضح أن الإنتاج فخم!”
“مشهد الثلج أذهلني، هل التُقط عبر طائرة؟
المنظر خلاب!”
لكن البعض الآخر عبّر عن شكوكه:
“ربما كل المشاهد الجميلة خُلصت في هذه الدقيقة؟”
“العروض الترويجية لا يمكن الاعتماد عليها.
لا أصدق بموهبة التمثيل عند الممثلين الجدد، سننتظر ونرى العمل الحقيقي.”
تعاون تشينغ شيا مع طاقم العمل في الترويج، وأعاد نشر المقطع على حسابه في ويبو قائلاً:
“العاشر من يوليو، الساعة الثامنة مساءً، سأكون في انتظاركم على تلفزيون لينغهو. نلتقي أو لا! [加油][加油]”
( 加油 هي شبيهة بعبارات التشجيع التي نقولها بالعربية في سياق الحماس أو التحفيز، سواء في الدراسة أو العمل أو الرياضة أو حتى دعم شخص عزيز. )
بعد هذا المنشور، عبّر كثير من المتابعين عن حماسهم لمشاهدة المسلسل في وقته المحدد، لكن كان هناك أيضًا من لم ينسَ الضجة التي أثارها عندما أدى دور شياو تشانغ في السابق.
فتركوا تعليقات ساخرة ولاذعة، مثل:
“حسنًا، سأشاهده لأرى كيف ستقع على وجهك هذه المرة.”
“كيف حصلت على هذا الدور؟ بدأ حياته المهنية ببطولة! من الواضح أن خلفيته ليست عادية!”
“أليس تشينغ شيا هو الأوميغا الذي استطاع تأدية دور ألفا؟ يا له من بطل خارق!”
“بالمناسبة، ألم ينتهِ التصوير بعد؟ يبدو أن المخرج تشو يُصاب بالصلع كل يوم من شدة الإرهاق بسبب وجود ممثل بلا موهبة أُقحم في العمل!”
“دراما من 12 حلقة استغرقت شهر تصوير؟
لا بد أن الأداء كان سيئًا جدًا،
حتى أن المخرج اضطر لتعليم التمثيل يدويًا.”
لكن تشينغ شيا لم يُعر هذه السخرية أي اهتمام.
أغلق تطبيق ويبو وأخبر والديه بالخبر السار أن المسلسل سيبدأ عرضه قريبًا.
غمرتهما سعادة تضاهي فرحة العيد.
اشتريا بضع كيلوات من بذور الفول السوداني،
حمّلا تطبيق تلفزيون لينغهو، واستعدا لإسقاط صورة العرض على شاشة التلفاز ومتابعة ابنهما بكل فخر.
في السابع من يوليو، قبل عرض طي الورق بثلاثة أيام.
أطلق الحساب الرسمي للمسلسل بالتعاون مع منصة العرض موجة ترويجية جديدة.
تميز هذا المقطع بعرض بعض مشاهد المواجهة بين تشينغ شيا وشين كاي.
لقطات بسيطة، إما يسيران جنبًا إلى جنب أو يتبادلان الابتسام… لكنها حملت جمالًا كافيًا لتُشبع توقعات عشاق الرواية الأصليين!
طلب باي شاوزي من قسم الدعاية أن يستثمر مبلغًا صغيرًا في الترويج الموجه عبر حسابات الـV الكبار في ويبو، المتخصصين في ترشيح درامات المدارس.
هذه الحسابات تضم أعدادًا كبيرة من المتابعين، معظمهم جمهور حقيقي يهتم بالمتابعة، وبالتالي كان الاستهداف التسويقي دقيقًا للغاية، وفعّالًا بشكل فوري.
وبالفعل، بعد بضع جولات من إعادة النشر، بدأ صيت طي الورق يرتفع تدريجيًا. ورغم أنه لا يُقارن بضجيج مسلسلات الـIP الصيفية الضخمة التي تُنفق ملايين على التريندات، إلا أنه في دائرة درامات المدارس، صار الجميع يعرف أن تلفزيون لينغهو سيعرض عملاً مهمًا هذا الصيف.
هذه كانت المرة الأولى التي يجذب فيها المسلسل اهتمام مستخدمي الإنترنت خارج دائرة قرّاء الرواية الأصليين.
بعض هؤلاء الفضوليين اشتروا الرواية ليقرأوها، فوجدوها ذات حبكة مشوقة، فبدأوا في ترقّب العمل الدرامي.
آخرون انجذبوا إلى جمال شين كاي و تشينغ شيا والأسلوب الجمالي في الفيديو الترويجي، ففتحوا تطبيق لينغهو وبدؤوا متابعة العمل باهتمام.
في التاسع من يوليو، لم يتبقَ سوى يومٍ واحد على العرض.
رصدت منصة لينغهو عدد المتابعين الرسميين لمسلسل طي الورق، ولم يتجاوز 100,000 مشترك.
أما في الجهة المقابلة، فبفضل الترويج المستمر عبر التريند ونجوم الصف الأول أصحاب الشعبية الجارفة، تجاوز عدد متابعي مرآة الزهر والماء القمري حاجز 5 ملايين.
وبالمقارنة، فإن الأرقام… مُحزنة للغاية.
سعر شراء المسلسل بالكامل لا يتعدى 5 يوان فقط، ومع 100,000 مشترك، حتى لو اشتروا جميعًا، فالعائد الكلي لن يتجاوز 500,000 يوان!
الرئيس ليو لم يحتمل المشهد، وأرسل رسالة إلى باي شاوزي يقول فيها: “سيد باي، هل نضخ المزيد من الأموال للترويج؟ العرض غدًا، وهذا الرقم لا يُحتمل حتى عندنا في لينغهو…”
لكن باي شاوزي ظلّ هادئًا:
“لا تستعجل. بعد بدء العرض، سيوضع العمل في الصفحة الرئيسية للمنصة، مما سيزيد من شعبيته. أضف إلى ذلك أن كثيرًا من المشاهدين يتابعون المسلسل دون أن ينقروا على زر المتابعة. لا يمكن تجاهل هذا السلوك.”
أرسل الرئيس ليو سلسلة من الرموز المعبّرة عن الحزن:“سأكون صريحًا… حتى الصفحة الرئيسية في تلفزيون لينغهو تأثيرها محدود. لقد استثمرت 10 ملايين، ويجب أن تكون مستعدًا لعدم استردادها. لكنك لا تزال شابًا، وبالنسبة لأول دراما، فإن مجرد عرضها هو إنجاز. كثير من المستثمرين الشباب انتهت أعمالهم إلى الإلغاء لأسباب مختلفة.”
باي شاوزي: “…”
الرئيس ليو بدأ يواسيه، فقد ظنّ أن العمل لن يحقق أي صدى يُذكر.
الجيران يملكون 5 ملايين متابع قبل العرض، وطي الورق بالكاد وصل إلى 100 ألف.
الأرقام لا مجال لمقارنتها.
لكنهم تناسوا شيئًا مهمًا—أن معظم درامات الصيف المدفوعة تعمل بنظام العرض المسبق، أي أن المشاهد يدفع المال ليشاهد النهاية قبل الآخرين.
أما جمهور ' تسمين الحلقات ' ومحبو المشاهدة المجانية، فسيشاهدون مجانًا بعد أسبوع.
أما طي الورق، فهو يعمل بنظام تشارك الأرباح.
وخلال فترة الحماية الممتدة لستة أشهر حسب العقد، من يريد المشاهدة عليه الدفع عبر منصة لينغهو.
والأهم؟ أن قوانين حماية حقوق النشر في هذا العالم صارمة جدًا، ولا وجود لمواقع بث مقرصنة.
مما يعني أن نجاح سمعة العمل سيُجبر محبي الدرامات المدرسية على دفع ثمن المشاهدة.
5 يوان فقط مقابل 20 حلقة؟
من يحب، لن يبخل بهذا المبلغ البسيط.
إنه استثمار طويل الأمد.
كم يومًا مضى منذ بدأ العرض؟
بالطبع لا مجال للمقارنة. تلك المسلسلات أنفقت مئات الملايين واستعانت بنجوم القمة.
لكن، هل سيصمدون أكثر من ذلك؟
باي شاوزي واثق تمامًا أن هذا العمل لن يُساهم فقط في بناء اسم تشينغ شيا، بل سيُدر عليه وعلى منصة لينغهو أرباحًا طائلة.