🦋

 كان يان تشي قلقًا… قلقًا بشدة، قلقًا فوق العادة، قلقًا حتى النخاع.

فهو الخادم المقرّب من تشي زيمو، الذي رافق سيّده الصغير منذ كان في الثانية عشرة من عمره.

في ذلك الوقت، لم يكن تشي زيمو سوى طفلٍ في السادسة، لكنه كان من الهدوء والسكينة بحيث لم يكن يبدو كمن في سنه.

كان هو من اختاره، هو من أنقذه، هو من انتشله من الوحل وجعله خادمه الشخصي.

ولم ينسَ يان تشي ذلك اليوم ما دام حيًا؛ لم ولن ينسَ تلك اللحظة أبدًا—

طفل جميل، ملاكٌ صغير، مدّ له يده البيضاء الناعمة، التي كانت كأنها مضيئة بهالة من النقاء والطهارة.

بينما كانت يداه هو… 

رقيقة، سوداء، متسخة، ملطخة بالدم والطين…

صورة تثير الشفقة والخجل.

وقد أحجم للحظة عن مد يده، من شدة التباين بينهما، لكن ذلك الطفل،

رغم صغر سنه، جذبه بقوة من يده، حتى نهض.

وعندما وقف، رأى للمرة الأولى تلك العيون العميقة التي لم يكن يُفترض أن يحملها طفل.

نظرة مثقلة بالعزم، وبنظرة تقويمٍ لا تليق بعمره الصغير.

وصوتُه، رغم رقّته، كان حادًا كالسيف، ونفذ مباشرة إلى أعماق قلبه:

“تعال معي… سأمنحك حياةً جديدة.”

وبلا تردد، ركع يان تشي أمامه وأقسم بالولاء لمولاه الجديد.

لقد سئم العيش في الوحل، سئم الاحتقار والتمييز الذي عاناه بسبب أصله.

وُلِد ببُعد عديم الفائدة، لا يساوي شيئًا،

ومع ذلك، لم يكن مستعدًا للاستسلام.

وقد مد له سيده يده، فعليه أن يقف… أن يقف بكل قوته!

ومرّت أربع سنوات كلمح البصر، ظلّ خلالها يان تشي بجانب تشي زيمو.

لم يكن تشي زيمو شخصًا صعب المعشر، ولم يكن يستقوي على من هم دونه.

وعلى الرغم من أنّ يان تشي لا يملك بُعدًا نافعًا،

إلا أن سيّده أمّن له كل الكتب والدورات ليتعلّم ذاتيًا،

بل وضمّ إليها تدريبات للدفاع عن النفس.

كان ذلك من فضلٍ لم يكن يحلم به،

وزاد من ولائه العميق لهذا الصبي الذي لم يتعدّ العاشرة بعد.

لكن في الآونة الأخيرة…

لم يكن يان تشي يعرف ما الذي تغيّر،

لكنه كان يشعر بعمق أن هناك خطبًا ما بسيّده الصغير.

فمنذ تلك الليلة التي استيقظ فيها فزعًا، لم ينم بعدها قط.

جلس أمام النافذة طول الليل، يُحدّق في الفراغ حتى بزوغ الفجر.

وفي اليوم التالي، تصرّف بشكل طبيعي،

لكن في الليل… عادت السهرة الصامتة مجددًا.

طفل في العاشرة، كيف يمكنه الصمود يومين وليلتين دون نوم؟

كيف يمكن لجسده الصغير أن يتحمّل ذلك؟

كان يان تشي يدور في الغرفة كمن فقد صوابه.

حاول مرارًا أن يقنعه بلطف أن يرتاح،

لكن تشي زيمو كان يكتفي بالنظر إليه بنظرة… أعمق من أي وقت مضى.

رغم أن وجهه لا يزال ملاكًا،

إلا أنّ تلك العيون كانت تحمل شيئًا يُجمّد القلب.

لم يجرؤ يان تشي حتى على مقابلتها مباشرة.

ومع اقتراب موعد تقييم البُعد الذي لم يتبقَّ عليه سوى شهر،

بدأ القلق يتفاقم أكثر فأكثر.

فبهذه الحالة الذهنية غير المستقرة،

لو حدث أي طارئ، فقد يُدمَّر مستقبله بأكمله!

فكر يان تشي مليًا، لكنه لم يجد حلًا سوى اللجوء إلى ربّ العائلة، والد تشي زيمو.

مهما كان، لا يمكن تأجيل التقييم.

ففي هذا العالم، يوم بلوغ الحادية عشرة هو بداية المصير.

إما شمسٌ مشرقة… أو ظلمة لا فكاك منها.

وكان يان تشي يعرف هذا الألم جيدًا،

أكثر من أي شخص آخر.

ولذلك، لم يكن ليقبل أبدًا بأن يعاني سيّده من ذلك المصير.

لكن…

ربّ العائلة كان غائبًا منذ أسبوعين،

فقد بدأ موسم حصاد الحبوب في بُعده الشخصي، وهو أكثر المواسم انشغالًا على الإطلاق،

حيث تُوزَّع محاصيله على نصف مناطق أسرة تشي،

ولا مجال لأي تأخير أو خطأ.

فكيف لرجل ينوء تحت هذا العبء أن يستمع إلى خادم متواضع مثله؟

أما السيدة، زوجة ربّ العائلة،

فـ يان تشي لم يكن ليفكّر حتى بإخبارها.

بل إنه حاول جاهدًا إخفاء الأمر عنها،

فإن علمت… فربما كانت العواقب أسوأ بكثير.

وبينما ظلّ على هذا الحال يومين،

إذ بسيّده، الذي لم ينطق بكلمة طيلة يومين،

ينهض فجأة في الليلة الثالثة…

ويصرخ ثلاث كلمات.

كان يان تشي واقفًا خارج الباب حينها،

فاندفع إلى الداخل في الحال.

وفي تلك اللحظة،

خال له أنه سمع تشي زيمو يقول:

“أين أنت؟”

لكن، ما إن دخل الغرفة،

حتى استدار الصغير فجأة وقال له بنبرة باردة:

“اخرج.”

تجمّد يان تشي في مكانه،

ثم حاول فتح فمه للكلام…

لكن تشي زيمو رمقه بنظرة باردة، وخفّض نبرة صوته إلى حد مخيف:

“يان تشي، راقب الباب… لا تدع أحدًا يقترب.”

رغم امتلاء قلبه بالشكوك، إلا أن يان تشي أطاع الأمر فورًا دون نقاش.

أما تشي زيمو، فقد كبح عواطفه المتأججة وانتظر بصمت… ينتظر الرد من الطرف الآخر.

لم يكن يعرف السبب، ولم يستطع تفسيره،

لكنه، منذ أن استيقظ تلك الليلة، لم يعد قادرًا على النوم مجددًا.

أصبح النوم غريبًا عليه، كأنه شيء لم يعرفه منذ مئات أو آلاف السنين.

كان عقله يرفض الفكرة، يقول له إنه لا يحتاج إلى النوم،

لكن جسده الصغير يئنّ كل يوم من التعب المتزايد.

كان العذاب في عدم القدرة على النوم لا يُحتمل،

ولا يعلم لماذا لم يعد يستطيع ذلك.

فكل ذكرياته تثبت أنه اعتاد النوم من قبل!

ومع ذلك، صوته الداخلي كان يُكرر له بلا توقف:

“لا تنم، لا حاجة لك بالنوم، 

وإن نمت… فكل شيء سينفلت من بين يديك.”

وهكذا، بات أسير تلك المشاعر.

عقله مشدود كوتر، وجسده منهك حتى أقصى حد.

كان يعلم أنه بحاجة إلى النوم،

فجسد طفل بعمر العاشرة لا يحتمل هذا الإنهاك.

لكنه، رغم علمه، لم يستطع إقناع نفسه.

كفّه الفارغ، ما فقده، والغضب الذي يتأجج في صدره،

جعلته يريد تحطيم كل شيء.

إن تهدّمت الأمور كلها، فلن يبقى شيء يمكن أن ينفلت من بين أصابعه،

وسيتمكن من الاحتفاظ بكل من تركوه، وهربوا، وضاعوا منه.

حتى لو لم يتبقَّ منهم إلا بقاياهم، حتى لو خلت من الحياة،

فذلك مقبول… طالما كان يستطيع الإمساك بهم مجددًا.

الوحش القابع في قلبه كان يزأر، يوشك أن يفقده صوابه…

حتى تلقى فجأة رسالة انبثقت في عقله كأنها ظهرت من العدم.

كان الأمر غريبًا وغامضًا،

ومع ذلك، لم يُشعره بالخطر…

بل التصق بصره بتلك الكلمات بإصرار.

كان ذلك الاسم مألوفًا حد الألم، محفورًا في عظامه.

وفي لحظة، وجد عواطفه المتكدّسة أخيرًا مخرجًا.

كره أنه لا يستطيع الإمساك بتلك اليد التي خطّت الكلمات،

كره أنه لا يستطيع احتضان صاحبها على الفور.

وبدون تردد، صرخ:

“أين أنت!”

“أخبرني، وسآتي إليك… ثم لن أدعك ترحل مجددًا.”

ظلّ شي تشينغ يحدق مصعوقًا في تلك الرسالة القصيرة—

ثلاث كلمات فقط… لكنها حملت زخمًا هائلًا،

وحتى علامة التعجب في نهايتها كانت كفيلة بأن تُشعره بالغضب المشتعل في الطرف الآخر!

“ما هذا بحق السماء!”

ألم يكن مضيفه قد فقد ذاكرته؟

أين ذهب ذلك الطفل الصغير اللطيف؟

لماذا لا يشعر بشيء جميل في هذه الرسالة؟

هل من الممكن أن فشل ختم الذكريات؟

لكن… هذا غير منطقي!

بدأ شي تشينغ يشعر بالقلق.

فالتعامل مع مجنون أمر خطير بطبعه،

وها هو الآن قد أيقظه بنفسه… ولم يعد من السهل التراجع!

بعد تروٍ، قرر عدم التهور، ورد برسالة:

“أنا أدرس في مدرسة الأبعاد بالمنطقة المركزية.”

ولم تمر سوى ثوانٍ، حتى جاء الرد:

“لا أستطيع دخولها.”

”…”

بالطبع لا تستطيع! 

فأنت لم تبلغ الحادية عشرة بعد!

لكن هذه النبرة، هذه اللهجة…

يا مضيف، هل تم ختم ذاكرتك حقًا؟ QAQ

فكّر شي تشينغ قليلًا، ثم كتب له بنبرة هادئة:

“تبقّى شهران فقط، بعدها يمكنك الدخول.”

فجاءه الرد بسرعة:

“هذا وقت طويل.”

ولم يعد يعرف ماذا يقول.

لكن، جاءته رسالة أخرى بعدها مباشرة:

“شي تشينغ، أريد أن أراك.”

وفي لحظة، تجمد عقله.

ثم غمره شعور غريب، معقد، لا يمكن وصفه…

شيء بين الحنان والارتباك والخجل،

لكن في نهاية ذلك السيل، ذاب قلبه.

فجأة، تخيّل صورة تشين مو الصغير في عالمٍ غريب،

ذئب أمامه، نمر خلفه، وثعالب وكلاب صيد من حوله…

جميعهم يضايقونه،

وهو—ذلك الطفل الصغير الظريف اللطيف—وحيد، حزين، محطم النفس.

ولم يكن له من منقذ سوى نظامه القوي!

انظر! لقد قال كلمات ناعمة كهذه،

لابد أنه تعرض لظلم كبير!

شي تشينغ: QAQ قلبي يتقطع!

لكن وسط انكسار قلبه، شعر بدافع قوي فجأة.

فأرسل ردًا سريعًا:

“غدًا السبت، سأعود إلى المنزل… حينها، سأبحث عنك حتمًا!”

فجاءه الرد فورًا:

“أين منزلك؟”

دون تفكير، كتب له العنوان…

ثم لم يتلقَ ردًا بعد ذلك.

لكن الحماس الذي غمره كان أقوى من أن يُخفى.

مجرد التفكير في رؤية تشين مو الصغير اللطيف الحزين غدًا،

جعله يتقلب في فراشه دون قدرة على النوم.

بدأ يتخيل ملامح تشين مو اليافع،

لكن بعدها، طفت على ذهنه صورة تشين مو البالغ…

وفي وسط تلك الدوامة… غلبه النعاس،

و… رأى حلمًا.

في حلمه، بدا كما لو أن شي تشينغ قد عاد إلى عالم الوحوش،

لكن تشين مو لم يكن متجسدًا بهيئة ياليك،

بل ظهر بجسده الحقيقي، مرتديًا رداءه المعتاد عليه،

ما أضفى على قامته الممشوقة هيبة إضافية،

وكانت ابتسامة خفيفة تزيّن عينيه الرقيقتين،

تزيد من وسامته الفاتنة جاذبية.

تبادلا بضع كلمات… ثم وجده شي تشينغ بين ذراعيه،

وصوت تشين مو الأسر العذب انبعث كأنغام موسيقية يداعب أذنيه بلطف:

“شي تشينغ، أنا… أفتقدك.”

كانت جملة واحدة فقط،

لكنها أشعلت شرارات من المشاعر المدوّية في قلب شي تشينغ.

فاض قلبه بالحرارة، بالحنين، بالحلاوة التي تعجز الكلمات عن وصفها…

{ هذا الجزء يحتوي على تلميحات جنسية! }

تبع ذلك، غليان الحرارة التي شعر بها في عالم الوحوش داخل جسده. 

كان الأمر كما لو عاد إلى ذلك الوقت الذي كانت فيه مشاعر جسده تتأرجح بعنف، ذلك الشعور القوي بالرغبة كان يستهلك عقله تقريباً.

طوال هذا الوقت، ازداد لون عيني تشين مو عمقاً. 

بريق قرمزي عميق ظهر داخل عينيه السوداوين كالحبر. بنظرة مركزة عميقة تملؤها رغبة لا تخفى، بالإضافة إلى انزعاجه ونفاذ صبره، انحنى ليقبل شي تشينغ بقوة وعنف لم يستطع مقاومته.

قبلة شديدة، حارقة، ذلك الشعور الذي لا يفارق... 

مطاردة داخل تجويف الفم، أطراف ألسنتهما المتشابكة، طلب بلا تحفظ من كل منهما للآخر، كوحش جاع طوال الشتاء. 

في حالة شبه جنونية، التهما فريستهما وكأنهما لا يرغبان في شيء أكثر من أن يصبحا كياناً واحداً معها.

أخفض تشين مو رأسه ولعق عنقه، يقضم ويمضغ بلطف. 

مع تعرض أضعف نقاطه لمثل هذه المعاملة، 

شعر شي تشينغ وكأن تشين مو سيلتهمه؛ كأنه يريد امتلاكه بالكامل، 

ويحاول قصارى جهده إعلان ملكيته له.

تلك الأفكار جعلته غير قادر على مقاومة الاضطراب، بينما بدت موجة تلو الأخرى من التدفقات الدافقة لا تُطاق.

من التقبيل الى المداعبة... لم تكن هذه الأفعال كافية لإشباع النيران المشتعلة في قلبه؛ كان يريد المزيد، كان يتعطش للمزيد...

عندما خلعا ملابسهما، كاد أن يتسرب أنين من اللذة من شفتيهما مع تلامس بشرتيهما.

بدأ ينسى كل شيء آخر بينما يملأ الجشع والمتعة عقله. كان لا يزال يتذكر تلك اللذة التي تخدر العقل من المرة الماضية. 

بقيادة تشين مو، وصل إلى الذروة، وبلغ أوج النشوة.

استيقظ شي تشينغ على دفقة من الهواء البارد،

بددت فورًا ما تبقّى من وهج الحلم.

اعتدل جالسًا وقد اتسعت عيناه،

أدرك أنه في السكن، على سريره، وحده تمامًا.

لكن مع ذلك… حلم بهذا الشكل.

الحرج الذي غمره لم يلبث أن ترجم إلى حرارة تفجّرت في وجهه.

قفز من السرير، خلع ملابسه، واتجه ليغتسل في منتصف الليل.

ولم يتمكن من تهدئة نفسه إلا مع طلوع الشمس.

وحين عاد إلى سريره محاولًا النوم،

لم يستطع أن يغفو مجددًا.

كل ما في ذهنه كان تشين مو…

تلك العيون السوداء العميقة، وذلك الصوت الساحر الذي لا يُنسى.

كان خائفًا قليلاً.

هذه الأحاسيس الغريبة، غير المألوفة، جعلته يشعر بالضياع.

كلّما أغلق عينيه، رآه.

كلّما فكّر، تذكّر تلك القُبلة… وتلك اللحظة التي انساق فيها كلاهما خلف التيار.

ضجّت مشاعره، وتكدّرت أفكاره…

وبمحض الصدفة، فتح نافذة رسائل النظام،

فوقعت عيناه على تلك الكلمات مجددًا:

“شي تشينغ، أريد أن أراك.”

للحظة، شعر وكأن تيارًا كهربائيًا سرى في قلبه.

سبع كلمات فقط،

لكنّه تخيّل وجه تشين مو وهو ينطق بها.

توقّف أمام الشاشة، يتأملها بصمت،

ثم…

حدق في تلك الكلمات، ولا شعورياً، وصلت يداه إلى سرواله؛ عضوه الذي انتصب بالفعل كان ممسوكاً بإحكام.

لم يهتم شي تشينغ بأي شيء آخر. 

داعب نفسه بسرعة وعيناه مغلقتان جزئياً، بينما كان عقله مليئاً بأفكار فاحشه لا ينبغي له التفكير فيها. 

دون أي قدرة على كبح جماحه، تسرب أنين ناعم من شفتيه: "تشين مو... تشين مو... تشين مو..."

كان صوته ناعماً جداً، تماماً كـريشة تهبط على الأرض، يكاد لا يسمع، لكنه كان خفيفاً كـريشة تداعب القلب.

كان مثيراً للغاية، ومخزياً، تحولت مشاعره التي لا توصف كلها إلى تيار كهربائي جعله ينسى كل منطق.

عندما غطت يداه مرة أخرى ذلك الجزء الرطب، عاد شي تشينغ ببطء إلى رشده.

كانت الساعة الواحدة صباحاً والسماء لا تزال مظلمة، لكن ضوء القمر الشقي تسلل عبر ستائره، ينير وجنتي شي تشينغ الحمراوين.

نظر إلى كفه في ذهول. 

لم يكن هناك سبيل لتهدئة نفسه بعد هذا.

استيقظ من حلمه، وبينما كان ينادي اسم تشين مو، أوصل نفسه إلى الذروة...

هز شي تشينغ رأسه بيأس وكأنه يستطيع التخلص من كل تلك الأفكار بهذه الطريقة... عندما بدأت أذنه بالطنين من الدوار، شعر شي تشينغ أخيراً بشيء من العودة إلى طبيعته...

عندما نظر إلى كفّه في صمت، شعر بعدم التصديق.

لقد استيقظ من حلم،

ثم… وبينما يهمس باسم تشين مو، بلغ الذروة!

هزّ رأسه بقوة، محاولًا طرد كل تلك الأفكار.

وعندما بدأ رأسه يدور من الدوار، شعر بقليل من الهدوء يعود إليه.

بوجه أحمر حتى الأذنين، خرج من السرير مجددًا،

علّق بنطال النوم الثاني على الشرفة ليجف.

ولحسن الحظ، كانت والدة نوه قد أعدّت له ثلاث مجموعات من ثياب النوم.

وإلا… لما وجد ما يرتديه اليوم!

وللمرة الأولى، لم يُفكر في شيء.

ربما كان منهكًا بعد كل ما حدث،

لكن ما إن وضع رأسه على الوسادة،

غرق في نوم عميق.

في الخارج، أمام أحد منازل المنطقة الشرقية الثامنة،

كانت هناك سيارة فاخرة متوقفة، لا تُناسب هذا الحي البسيط.

وفي المقعد الخلفي الأيسر،

جلس فتى في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره.

مُلامحه رقيقة، وعيناه سوداوان كسواد الحبر،

تحدقان بثبات في المبنى السكني المقابل.

ومن خلال نافذة السيارة، كانت عيناه مركّزتين على النافذة الثانية في الطابق الثالث…

شي تشينغ، أنا في انتظارك.

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]