ظل شي تشينغ يدرس طوال الليل بجد واجتهاد، حتى استُنزفت طاقته بالكامل، وفي صباح اليوم التالي كان شاحب الوجه، مثقلاً بالإرهاق، يتمنى في كل لحظة لو أنه يستطيع إلقاء جسده على سرير والنوم حتى تتداعى السماء وتسقط فوق الأرض.
لكن المؤسف أنّه كان مضطرًا إلى الذهاب إلى المدرسة في ذلك اليوم.
وما إن أنهى فطوره وخرج من السكن الطلابي،
حتى اصطدم بأحدهم، فتى ذي شعر أصفر فاقع.
ولا يُقال عن هذا الأشقر إنّه كان صغير السن، بل كان أكبر من شيا نوه بخمسة أيام فحسب، وكان بدوره على وشك التخرّج، يبلغ من العمر عشرين عامًا.
لقبه هوانغ يعني أصفر، وكان اللون الأصفر هو لونه المفضل أيضًا، وبلُطف الوراثة، وُلد بشعر أشقر طبيعي.
ومن هنا، وُلد لقبه المدرسي: الأشقر.
لم يكن شيا نوه من أبرز طلاب المدرسة؛ فهو من عائلة بسيطة، وإن كان بُعده الشخصي يُعد من الأبعاد الواعدة.
وفي مدرسة النخبة تلك، كان الطلاب ينقسمون إلى صنفين:
من وُلِدوا نخبةً بطبيعتهم، ومن غذّتهم عائلاتهم الغنية برفاهية منذ نعومة أظفارهم.
هؤلاء النخبة المتعجرفون لطالما ازدَروا أمثال شيا نوه، ذلك الشاب القادم من الريف،
وصاحب بُعد لا يتجاوز المستوى الرابع.
أما أولئك الذين دعمهم آباؤهم بالمال، فقد يكون مستواهم أدنى من حيث التقييم الخام، لكن أبعادهم كانت تتطور سريعًا بفعل الموارد الثمينة التي أُغدِقت عليهم منذ صغرهم.
ورغم أن القانون يمنع توقيع العقود مع العشائر الكبرى أثناء الدراسة، إلا أنّه لا يمنع العائلات من رعاية أبنائها.
بل على العكس، إن كان الطفل محظوظًا بما يكفي للحصول على موارد نادرة بعد تفعيل بُعده، فذلك يُعد ميزة عظيمة لا يُستهان بها.
غير أن هذه الموارد نادرة ومكلفة للغاية، لذا لم يكن ذلك شائعًا بين الناس.
أما أبناء العائلات العريقة، فقد نالوا الحظوة.
بينما أولاد الأسر البسيطة، لم يكن لهم إلا الحلم.
ولأن العشائر لا تمنح مواردها بلا مقابل، فقد كان من المستحيل أن يهبوا لطفل دون ضمانات، حتى لا ينشأ على الجحود.
ومع أن القانون وُضع لحماية الأبرياء، إلا أنّه إن قررت عشيرة كبرى أن تمنحك مواردها دون عقد، فلن تستطيع المدرسة التدخّل،
ومن ذا الذي يرفض منحة كهذه؟
كأنّها قطعة حلوى سقطت من السماء.
الأشقر كان من أولئك الذين نالوا دعم عشيرة، لكن له همومه الخاصة.
صحيح أنّ لعائلة هوانغ مكانة معتبرة في المنطقة المركزية، إلا أنّ الأشقر كان من فرع بعيد جدًا—ربما من سلالة جدٍّ رابع أو خامس من أصل العائلة.
لكن والده امتلك بُعدًا نادرًا من المستوى السادس، من نوع الموارد، وفيه ثلاثة أنواع من الخامات، اثنتان منها نادرتان.
هذا وحده كان كافيًا لجعل العائلة تعترف به، وتفتح له أبوابها.
أما والدته، فكانت تحمل بُعدًا من النوع التخزيني من المستوى الخامس، وقد شكلت مع زوجها ثنائيًا متناغمًا في العمل والحياة.
لكنّ الأشقر لم يرث أبعاد والديه، بل ورث بُعدًا زراعيًا لا يُنبت سوى نوع من الفواكه،
وهو أحادي الاستخدام، صغير إلى درجة أنّه لم يتجاوز عشرة سنتيمترات عند التفعيل الأول!
كان بُعدًا يُرثى له.
لكن، بفضل موارد والده، وتوفّر إحدى المواد المطلوبة ضمن أبعاده، تلقى الأشقر رعاية فائقة منذ صغره،
ومع بلوغه العشرين، قد يُقيّم بُعده اليوم على أنّه من المستوى الخامس.
لكن رغم هالة ' ابن العائلة ' التي أحاطته، لم يكن محبوبًا بين زملائه في أكاديمية المنطقة المركزية.
فهو شاب متحمّس، لكن لم يرافقه أحد،
فعاش عزلة خانقة… إلى أن التقى بـ شيا نوه.
كان شيا نوه شابًا هادئًا، معتادًا على الوحدة، لا يرفض من يقصده،
فسمح لـ الأشقر بالاقتراب، ومع الوقت، نبتت بينهما صداقة حقيقية.
أما شي تشينغ، فشخصيته الأصلية كانت مختلفة كلّيًا.
نشأ في أسرة محبة، مدللًا بين والديه وأخيه الأكبر، ولو لم يُصَب بالسرطان، لعاش حياة هادئة وسعيدة.
لكنه، بعد أن ورث ذاكرة شيا نوه، فهم طبيعته.
لم يكن متجهمًا، بل فقط هادئًا، جادًا، ومجتهدًا.
لو لم يكن وسيمًا إلى حدّ مبالغ فيه، وصمته العميق الذي أضفى عليه هالة من الغموض، لربما تعرض للتنمر.
لكن على الأقل، الأشقر استطاع أن يرى الحقيقة خلف مظهره.
فإن تعثّرت في أداء ورقة؟ الجأ إلى شيا نوه.
لم تفهم مادة؟ شيا نوه يحلّها.
مشكلة في البُعد؟ لا تقلق، شيا نوه حاضر دائمًا.
بمعنى آخر، كان من حسن حظ شيا نوه أن الأشقر كان الصديق الوحيد المقرب له،
وإلا لكان قد تعرّض للتنمر حتى فقدان الروح.
ومع ذلك، لا بدّ من شكر الأشقر،
فرغم أنه لم يكن متفوقًا دراسيًا، إلا أن خلفيته العائلية كانت متينة،
لكن الأهم من ذلك كله… أنه كان وفيًّا لأقصى حد.
لكنه كان أيضًا متهورًا إلى درجة لا توصف.
لم يكن يهتم لمن يكون الخصم، ابن من هو، أو ما درجة بُعده.
إن تجرأ أحد على مضايقة صديقه، كان يباشر الهجوم فورًا، ثم يفكر لاحقًا.
ومعظم أولئك النخبة لم يكونوا يهوون العبث مع فتى مشاكس مثله،
كما أن أبناء العائلات الكبرى لم يخفضوا أنفسهم لدرجة الاشتباك المباشر،
خاصة أن النظام يمنع وجود الحراس الشخصيين أو المرافقين داخل المدرسة.
ومع مرور الوقت، كوّن الأشقر سمعة قوية،
وبات خطًا دفاعيًا صامتًا يحمي شيا نوه.
وكان شي تشينغ على دراية تامة بكل هذه التفاصيل.
وربما لأنه كان مُراقبًا خارجيًا، فقد فهم أكثر مما فهمه شيا نوه نفسه،
ولهذا، كان يُكنّ لـ الأشقر مودة صادقة.
ومع ذلك، وبما أنه أصبح الآن شيا نوه،
لم يرد على تحية الأشقر الحماسية إلا بهزّة خفيفة من رأسه، وكأنها همهمة إقرار.
لكن الأشقر اعتاد على هذا البرود.
كان ممتعضًا لأن الحصة التالية هي الاستخدام العملي للأبعاد، وهي أسوأ مواده.
فالمعلم يدخل إلى بُعد كل طالب على حدة، ويُجري تقييمًا شاملًا داخله.
عدد العوامل المطلوب تقييمها كان مخيفًا بحق:
مساحة الأرض القابلة للزراعة، جودة التربة، حالة الجو، تدفق الهواء، وغير ذلك الكثير…
وبمجرد أن سمع الأشقر بهذا، بدأ يُعدّ نفسه للموت.
وكانت المشكلة الأكبر في هذه الحصة هي:
لا مجال للغش.
ولا يستطيع شيا نوه مساعدته… TAT.
عندما علم شي تشينغ ما يُزعج الأشقر،
لم يتمالك نفسه، وابتسم بمكر.
فما أصابه لم يكن إلا نتيجة ثقة زائدة بالنفس،
والآن، ها هو يواجه تبعاتها في وقت عصيب.
واصل الأشقر التذمر طوال الطريق حتى وصلا إلى باب الصف،
حينها ناوله شي تشينغ رزمة أوراق.
ألقى الأشقر نظرة على الأوراق،
وما إن قلب صفحاتها حتى بدأ يقفز من الفرح.
فقد كانت تحوي تفاصيل كاملة عن بُعده!
ما عليه سوى حفظها جيدًا، وسيجتاز الاختبار بنجاح.
“آآآه، شيا نوه! أنت مُنقذي!”
قالها، وارتمى عليه ليحتضنه.
لكن شي تشينغ كان قد توقع هذا.
ومع أنه يستخدم جسد شيا نوه، إلا أن ردود فعله لم تكن ضعيفة.
فهو لم يمشِ طريق الزُهد عبثًا!
فبمهارة خاطفة، تملّص من العناق بسهولة.
تفاجأ الأشقر من خفته:
شيا نوه أصبح سريعًا؟!
زادت حماسه، وأراد المحاولة من جديد.
لكن شي تشينغ تفاداه مرة أخرى ببراعة،
ثم قال بلهجة جادة:
“بقي عشر دقائق على بدء الدرس، هل تستطيع حفظ المعلومات دون النظر فيها؟”
فكأنما صبّ عليه الماء البارد.
توقف فورًا، وجلس، وبدأ يقرأ بتركيز.
جلس شي تشينغ هو الآخر.
كان الصف مكوّنًا من مقاعد مُدرجة، أشبه بقاعات المحاضرات في الجامعات،
ولأن شي تشينغ قد فارق الحياة قبل أن يدخل الجامعة، لم يستطع الحكم بدقة.
وعندما رأى ظهر “الأشقر” الجاد،
لم يستطع منع نفسه من التثاؤب.
لقد بذل جهدًا كبيرًا في الدراسة الليلة الماضية،
وكان ينوي النوم بعد منتصف الليل،
لكنه بدلًا من ذلك، شرع في مراجعة معارف شيا نوه وتنسيقها.
واكتشف أن صاحب الجسد الأصلي كان يعتمد على الحفظ اليائس أكثر من الفهم،
فتراكمت المعلومات في ذاكرته بلا ترابط حقيقي.
ولهذا، كانت هناك فجوات عديدة تتطلب العمل عليها.
لكن هنا برزت فائدة كونه نظامًا.
فقد كانت الذكريات التي استقبلها واضحة كالمشاهد السينمائية،
يستطيع إعادة تشغيلها متى شاء، بلا نقصان.
وحتى إن لم يكن يفهم، فـ شيا نوه كان قد حفظ،
ولم يبقَ على شي تشينغ سوى أن يربط المعاني ببعضها البعض.
ومع ذلك، لم يكن مجرد التفكير كافيًا.
كان لا بدّ من تطبيق عملي أيضًا.
بدأ أولًا بتحليل شامل لبُعد شيا نوه،
ثم وجد أنّه يملك أيضًا ذكريات مفصلة عن بُعد الأشقر،
فاستغل طاقته ودوّن كل ما استطاع.
ولأنه بالغ في الإجهاد، أغمي عليه ليلًا دون أن يشعر.
ولم يُدرك أن الأشقر هو من حصد ثمرة جهده في الصباح.
وبما أن الدرس كان فرديًا،
كان هناك خمسة أساتذة وخمسة مساعدين في القاعة،
والطلاب يُنتقون بالقرعة.
كان حظ الأشقر جيدًا، فقد حصل على الرقم 30،
ما منحه وقتًا كافيًا للحفظ.
وحظ شي تشينغ كان أفضل… حصل على الرقم 3،
فاستبشر بإمكانية الانتهاء مبكرًا والعودة للنوم قليلاً.
كان معلمه في هذه المادة هو البروفيسور وانغ يانغ،
رئيس قسم الاستخدام العملي للأبعاد، وعمره أربعون عامًا.
حقق هذا الرجل نجاحًا باهرًا في مجاله،
وكان ذلك مرتبطًا ببُعده الشخصي.
كان بُعده نادرًا لا يُرى إلا مرة كل مئة عام، متعدد الاستخدامات:
يُمكنه زراعة كل المحاصيل تقريبًا، استخراج أكثر من اثنتي عشرة مادة خام، ويحتوي أيضًا على وظائف تربية حيوانات.
لكن، كما هو الحال دائمًا، العدل الإلهي لا يمنح الكمال الكامل.
فمع كل تلك القدرات، كانت مساحة البُعد لا تتجاوز 30 مترًا مربعًا فقط.
فكان البُعد، رغم تنوّعه، عديم الفائدة تقريبًا بسبب ضيقه.
لكن وانغ يانغ لم يستسلم.
استثمر كل ذرة فيه،
وركّز على الأبحاث والتجارب بدل الإنتاج،
فاستخرج كمًا هائلًا من البيانات التي خدمت الجميع.
وقد جعله ذلك أحد الرواد المتميزين في مجاله.
أعاد الأمل لكثيرين ممن فقدوا الثقة بأبعادهم،
وأثبت أن النجاح لا يقتصر على القوة، بل على الحكمة والتصميم.
كان شيا نوه يُكنّ له إعجابًا شديدًا،
وكذلك فعل شي تشينغ.
ولهذا، حين علم أنه سيكون تحت إشرافه، شعر ببعض التوتر…
لكنه اطمأن لأن الفروض التي قدّمها كانت جيدة.
ورغم أن بُعد شيا نوه لم يتقدم كثيرًا بسبب نقص الموارد،
فقد ظل صغيرًا: متر مربع واحد فقط للزراعة، ومصدر مائي بالكاد يكفي للنمو.
بمساحة صغيرة كهذه،
لم يكن بوسع شي تشينغ سوى أن يتمنى لو تمكن
من العودة بالزمن إلى الوراء،
ليقلب كل حجر في الأرض ويدرس خواصه بدقة.
لكن البروفيسور وانغ يانغ لم يصعّب عليه الأمور.
طرح عليه بعض الأسئلة التفصيلية، وما إن أجاب شي تشينغ بطلاقة، حتى أدرك المعلم أنه قد أعدّ دروسه جيدًا، فهزّ رأسه إقرارًا، ثم صحح له بعض الأخطاء الصغيرة.
وبعد انتهاء التقييم، أضاف وانغ يانغ بعض الملاحظات الهامّة، وطلب من شي تشينغ تجربة زراعة شتلات جديدة.
سجل شي تشينغ جميع الملاحظات في ذهنه، ولم تمر سوى دقائق حتى انقضت الجلسة القصيرة التي استغرقت عشر دقائق فقط.
لكن رغم قصر اللقاء، كان في داخل كل منهما ما يود قوله.
وقبل مغادرته البُعد، سأل وانغ يانغ:
“شيا نوه، هل فكرت بالبقاء في المدرسة؟”
توقف شي تشينغ لحظة، ثم أجاب فورًا:
“معلم، كنت أتهيأ لذلك بالفعل!”
هزّ وانغ يانغ رأسه برضا وقال:
“إذن، بالتوفيق. لقد كانت درجاتك دائمًا مستقرة، وأنا واثق من أنك ستنجح.”
شعرت كلمات التشجيع هذه شي تشينغ بطاقة متجددة،
ولم يستطع كبح ابتسامته الواسعة وهو يرد بحماس:
“بكل تأكيد!”
تفاجأ وانغ يانغ قليلًا من هذا الرد.
فرغم كثرة طلابه، لطالما احتفظ بانطباع قوي عن شيا نوه.
هذا الفتى المجتهد، المثابر، الهادئ، كان دائمًا قليل الكلام، كأن وجوده بالكاد يُلحظ.
لكنه لم يكن يتوقع أن يراه يبتسم بتلك الطريقة اليوم.
وكانت ابتسامةً مبهجة بحق.
همم، مع مساعد جميل كهذا إلى جانبي،
سأجعل من دروس الاستخدام العملي للأبعاد مصدر
فخر للأكاديمية!
لم يكن شي تشينغ يعلم أن معلمه المبجل، الذي يكنّ له الإعجاب، كانت تدور في رأسه أفكار… بعيدة كل البعد عن الرصانة!
وبعد انتهاء الدرس، دوّن شي تشينغ ملاحظات معلمه،
لكن النعاس بدأ يتسلل إليه شيئًا فشيئًا.
فبعد أن ودّع الأشقر، عاد إلى السكن الطلابي،
وما إن لامس السرير، حتى غطّ في نوم عميق.
استفاق شي تشينغ بعد وقت لا يعلم مقداره،
على صوت طنين بجانب أذنه.
فتح عينيه ببطء، واستغرق لحظة ليستعيد وعيه.
نظر إلى جهازٍ يشبه الساعة على معصمه—كان وسيلة اتصال، تؤدي وظيفة الهاتف المحمول.
فعّل الشاشة، فإذا برسالتين تنتظرانه.
الأولى من والدة نوه، تسأله فيها إن كان سيعود إلى المنزل هذا الأسبوع، وهل يحتاج إلى أن يأتي والد نوه لاصطحابه.
والثانية من الأشقر، ترفق صورة وجه ضاحك مفعم بالفخر، تليها ألف كلمة شكر.
ويبدو أن المواد التي زوّده بها شي تشينغ قد ساعدته على اجتياز الحصة بنجاح.
وفي الختام، دعوة للعشاء، على حساب السيد هوانغ المبجل.
نظر شي تشينغ إلى الرسالة، وشعر بشيء من الغرابة الحنونة—
لقد مرّ وقت طويل منذ أن استلم رسالة نصية كهذه.
كانت مألوفة وغريبة في آنٍ واحد.
أجاب أولًا على رسالة والدته، وأخبرها أنه سيعود بمفرده، ولا حاجة لأن يُتعب والده.
ووصل الرد بعد لحظات قصيرة:
“حسنًا.”
كلمة واحدة، لكنّه شعر بدفء الأمومة ينساب منها.
ابتسم شي تشينغ لا إراديًا.
وبينما كان يهمّ بالرد على الأشقر،
توقف فجأة عند النظر إلى شاشة المحادثة.
ثم… ضرب جبينه بكفّه ضربة قوية:
“تبًا! كيف لم أفكر بهذا من قبل؟!”
لماذا يجب عليّ زيارة تشين مو وجهًا لوجه؟
يمكنني فقط… أن أرسل له رسالة!
ليس رسالة عادية… بل رسالة نظام!
فتح الواجهة على الفور، وبالفعل، كانت خاصية الرسائل ما تزال متاحة.
صحيح أن كل رسالة تكلف خمسين نقطة، لكنه كان قد جمع ما يقرب من عشرة آلاف نقطة بالفعل،
فما قيمة خمسين نقطة؟ تافهة!
لكن ما إن فتح نافذة الكتابة، حتى شعر بالحيرة…
ماذا عساه يقول؟
تشين مو لا يتذكره حاليًا…
فكر قليلًا، ثم بدأ يكتب بحذر:
“مرحبًا، أنا شي تشينغ، أنا نظامك…”
لكن، وقبل أن يُكمل كلمة نظامك،
انزلقت إصبعه… وأُرسلت الرسالة!
تجمّدت ملامحه فورًا، وتحول وجهه إلى تعبير الـ 囧 الشهير…
“ما هذا بحق الجحيم؟!”
“أنا نظامك… ماذا؟ هذا أسوأ افتتاح في التاريخ!”
وقبل أن يجد طريقة لإصلاح الخطأ…
ظهر الرد.
ثلاث كلمات فقط:
“أين أنت؟”