عندما سمع اللورد نان شيانغ اسم تشين مو، تجمد في مكانه للحظة.
توهّجت في عينيه كراهية حادة،
لكنها لم تستطع إخفاء الرعب الذي تسلل معها.
كل ما أصابه… تحطم عظامه، تداعي قوته، ضياع هيبته،
كلّه كان بسببه.
بسبب تشين مو.
قائد طائفة شوان مينغ العظيم، يسقط إلى هذه الدرجة…
بيد شخص آخر.
والآن، تلك النجمة المشؤومة عادت من جديد.
دمّر سلسلة جبال شانغ لي، دمر أساسه!
الفكر وحده جعله يرتجف من الرأس إلى القدم.
كراهية، حقد، خوف… مشاعر مختلطة كادت أن تجنّنه.
صدر صوت قهقهة باردة قطع عليه دوامة أفكاره،
فانتفض نان شيانغ، وأسرع ليظهر بمظهر الخاضع الذليل.
كان تشين مو مخيفًا، نعم…
لكن أمام الرجل الذي يقف أمامه الآن؟
تشين مو لا شيء.
حتى هذه اللحظة، لا يعرف اسمه، ولا يستطيع حتى أن يميّز ملامحه بوضوح.
طاقة الرجل كانت عميقة… لا تُقاس.
تسلل الخوف إلى قلبه أكثر،
فهذا الرجل، رغم أنه لا يعلم صلته بتشين يوي،
طلب منه أن يُعيده إلى الحياة.
لكن…
فشله كان ذريعًا.
تشين يوي… لم يعُد بالإمكان إنقاذه.
ارتعد نان شيانغ،
إن خسر فرصة استعادة قوته، فما جدواه بعد الآن؟
لكن ذلك الرجل أخيرًا نطق:
“طالما أن تشين مو لا يزال حيًا… فلا فائدة من تشين يوي.”
انقبض قلب نان شيانغ.
“لكنك رغم ذلك… فشلت. ولكي تُكفّر عن ذلك، عليك أن تجد الشيء الذي أريده، عندها… سأساعدك على استعادة قواك.”
فرح نان شيانغ للحظة، لكن ما لبث أن تبدد عندما سمع المطلوب.
“مرآة حبس الأرواح.”
وجهه شحب.
أين سيجد شيئًا كهذا؟ من أين يبدأ؟
الرجل أمامه عبس مرة أخرى وقال:
“إنها داخل الحدود السرية لغابة الألف ظل. أمامك ثلاثة أيام. أحضرها.”
غادر نان شيانغ بأمره.
أما مو يان، الذي بقي وحيدًا، ابتسم ابتسامة شيطانية:
“لو جيويوان، ذلك الغبي، لم يستغل حتى البوتقة التي كانت بين يديه. مفاجأة رائعة.”
رغم أن شي تشينغ لم يفهم لماذا تشين مو كان مضطرب المزاج،
إلا أنه بات خبيرًا في التعامل مع النفسيين.
مسح على شعره، قال بضع كلمات لطيفة، ابتسم هنا، مال هناك…
وبعد عدة محاولات، بدا أن مزاج مضيفه قد تحسن قليلاً.
لكنه تعلم الدرس.
لا مدح لمدفع الليزر بعد الآن.
أبدًا.
تأمل قليلًا، ربما لأن ذلك السلاح يخص المضيف،
وحقيقة أنه ظل يحدّق به بعين طامعة، جعلت تشين مو يشعر بالضيق.
لذا تجاهله تمامًا.
حتى لو كان قلبه يتوسل:
أريده في حضني وأنا نائم!
مدفع الليزر: …أيها المنحرف!
بعد مغادرتهم الكهف، كان واضحًا أن تشين مو يتحرك نحو مكان محدد بعناية.
لم يشرح شيئًا، وشي تشينغ لم يسأل.
كل ما كان يشغل باله هو:
كم تبقّى من الوقت ليفتح فضاء النظام؟
إن واجهوا خطرًا الآن، سيحتاجون لمكان يختبئون فيه.
وإن لم يكن هناك خطر؟
فببساطة، هو يريد فحص نقاطه!
هل يكفي ما لديه لشراء مهارة تقسيم الجسد؟
لهذا، كان يراقب الوقت بدقة.
٢٠ دقيقة في الكهف، ساعة و١٠ دقائق جريًا، نصف ساعة استراحة، ٤٠ دقيقة مشيًا…
بقي فقط ٢٠ دقيقة!
وأخيرًا…
وصلوا.
تأمل شي تشينغ المكان…
وكانت أول ردة فعل له:
هذا المكان… ليس مبشّرًا.
الظلمة تبتلع كل شيء.
غابة؟ ربما…
لكن أشجارها كأنها مخالب ممدودة من كوابيس.
الطريق بالكاد يُرى، مغطى بأشجار زرقاء وخضراء داكنة…
لا شيء فيها يوحي بالحياة، بل كل شيء يصرخ: سمّ… موت… خطر.
وذلك… فقط المدخل.
أما في العمق؟
دوامة سوداء لا تُقاس.
كأنك تقف أمام ثقب أسود في الفضاء، يبتلع الضوء، يبتلعك.
أحس شي تشينغ بخوفٍ فطري، تسلل إلى عموده الفقري.
ما هذا المكان؟
حتى بعد اطلاعه على ذكريات تشين مو، لا يتذكر أن هذا جزء منها.
لماذا أتى به إلى هنا؟
تراجع… خطوة واحدة فقط…
لكنها كانت بعيدًا عن تشين مو.
استدار تشين مو، نظر إليه، وقال بهدوء:
“تعال.”
توقف شي تشينغ، لكنه لم يتحرك.
فتقدم المضيف، مد ذراعه الطويلة، وببساطة… رفعه بين ذراعيه.
شي تشينغ: …
ياليتني اخترت جسدًا بعضلات، بدلًا من هذا الهيكل العظمي الذي يجعلني أبدو كدمية تُحمل!
فقدَ كرامته.
لكن حين رأى تشين مو يتقدم نحو الثقب الأسود،
توقف عن التفكير.
لا وقت للكِبرياء، إن تُرك هنا… سيموت!
دخلوا.
رياح باردة صفعت وجهيهما،
أصوات أنين غريبة تنبعث من حولهم،
وأنجم باهتة علقت في السماء السوداء.
كأن كل شيء يقول:
اهرب… قبل أن تُسلب روحك.
تجمّد شي تشينغ، بالكاد تنفّس.
لا يعرف كم من الوقت مشوا،
لكنه شعر بنقطة ضوء أخيرًا.
أمل صغير وسط الهاوية.
نظر للوقت، وابتسم بحماس:
“٢٠ دقيقة مرّت! النظام فتح!”
قال بحماس:
“تشين مو! النظام فتح، لنَدخُل الآن!”
تشين مو أجابه بهدوء:
“انتظر.”
ثم أغلق عينيه.
ارتبك شي تشينغ، لكنه ارتاح على الأقل لوجود الفضاء جاهزًا.
لكن… بعد خمس دقائق، اختفت نقطة الضوء.
اختفى الأمل.
وظهر صوت فحيحٍ حاد.
استدار شي تشينغ،
وما رآه جعله يتجمد.
ذلك… هل هو… الهيدرا؟!
استدار شي تشينغ بسرعة وحدّق بتشين مو.
كالعادة، وجه المضيف لم يطرأ عليه أي تغير.
وكأن الوحش الضخم المتعدد الرؤوس الذي يواجهه لا يستحق حتى خيطًا من القلق.
لكن فجأة، قال بهدوء:
“ارجع. إلى فضاء النظام.”
شي تشينغ تجمّد، ثم فتح الفضاء بسرعة، واختفى في الهواء مع تشين مو.
صراحة، مواجهة الهيدرا ليست من هواياته.
حين عاد إلى فضاء النظام، تنفّس شي تشينغ بعمق.
ثم سأل، وقد شعر ببعض الفضول:
“أنت أتيت لهيدرا؟”
أجابه تشين مو بإيجاز:
“نعم.”
كلمة واحدة، لكنها كانت كافية لتأكيد نوايا مضيفه.
شي تشينغ لم يسأل أكثر، بل اندفع بفرح إلى متجر النظام، يبحث بعينين متأججتين بالحماس.
٨٠٠٠ نقطة!
الكثير من الإمكانيات، والخيارات.
لكن هدفه كان واضحًا:
تقنية النسخة الجسدية!
وبالفعل، وجدها!
أنواع متعددة:
لفافة استنساخ مؤقتة: مدة قصيرة، وسعرها منخفض (١٠٠٠ نقطة).
دواء الاستنساخ: فعّاليته أطول (يوم كامل)، لكن يسبب النوم ليومين بعده. السعر؟ ١٠٠٠ نقطة أيضًا.
رغم أنها بأسعاره، إلا أن العيوب فاضحة.
وفي عالم مليء بالمخاطر؟ لا مكان للهشاشة.
ثم وقعت عيناه على الكنز الحقيقي:
دليل زراعة متكامل، قابل للتطوير.
المرحلة الأولى: نسختان.
كل ترقية = نسخ أكثر.
يشمل تقنية تنفس متناغمة، تساعد
الجسد على التأقلم مع الانقسام، وتقلل الألم.
قرأ التفاصيل بعناية، وكل سطر كان كأنه يُغريه أكثر…
حتى رأى السعر:
٢٠ ألف نقطة!
شي تشينغ:
…انهارت روحي.
لديه ٨٠٠٠ فقط. المسافة بينه وبين حلمه كأنها بين الأرض والمجرة المجاورة.
هل سينتظر عدة سنوات يجمع نقاطًا عبر مهام عادية؟
لا… ذلك لا يناسب مزاجه على الإطلاق.
بينما كان شي تشينغ في دوامة من الأحلام المحطمة،
كان تشين مو يتحرك بثقة.
تصفّح البضائع.
تجاهل كتب الزراعة، مرّ على الأسلحة بدون اهتمام.
ثم توقف عند المنتجات عالية التقنية.
اشترى بهدوء، ودون تردد، عددًا من الأدوات.
ثم صرف ما تبقى من نقاطه على تقوية جسده.
وبعد ذلك، نظر إلى شي تشينغ وقال:
“ابدأ المهمة التالية.”
ردّ شي تشينغ فورًا بحماس:
“حسنًا!”
المزيد من المهام = مزيد من النقاط = تقنيته الحلم!
فتح صفحة المهمة التالية،
وبمجرد أن قرأ الخلفية، أشرق وجهه:
هذا العالم… مناسب لي تمامًا!
لم يكن كعالم الوحوش الذي دمر مفاهيمه الثلاثة،
ولا كعالم سو روي المضغوط بالتكرار.
بل… عالم عجيب مليء بالغرابة.
في هذا العالم، كل شخص يمتلك فضاءً خاصًا به!
ابتداءً من عمر ١١، يُفتح هذا الفضاء، ويتم تقييمه.
أحيانًا يكون الفضاء لزراعة الخضروات،
أحيانًا لزراعة الفواكه،
أحيانًا نبع ماء لا ينضب، أو صحراء أبدية، أو منجم غني بالمعادن.
لكن ليس الجميع محظوظين.
بعض الفضاءات… بحجم الكف!
أخرى مليئة بالرمال، أو البحر، أو الفقاعات، أو غيوم لا يمكن لمسها.
بعضها مجرد كومة نفايات!
شي تشينغ كاد يضحك، لكن نظرته توقفت على سطر لامع في أسفل الشاشة:
“يمكنك اختيار تقييد ذاكرة المضيف مؤقتًا.
عند التفعيل، ستُضاعف مكافأة النقاط ×10 عند إتمام المهمة.”