🦋

جلس شي تشينغ في هدوء، يستعرض ذكريات شي تشينغ في هذا العالم، خاصة تلك المتعلقة بسو روي.

ضحك بخفة وهمس لنفسه:

“حقًا، أخذها من سو روي كان القرار الصائب.”

منذ أن امتلك جهاز الإنقاذ، 

بدأ يفهم القواعد التي تتحكم في استخدامها.

كانت قدرة مرعبة بحق.

يمكن للشخص تحديد ثلاث نقاط حفظ كحد أقصى، وإعادة الزمن إلى أي منها مجانًا، طالما أن لديه القدرة الجسدية على الضغط على الزر.

وعندها، تُمسح كل الأحداث وتُعاد من نقطة البداية المختارة.

لكن…

لن يلاحظ أحد على وجه الأرض حدوث الإعادة.

الجميع سيكمل روتينه وكأن شيئًا لم يكن.

رغم ذلك، فإن صاحب الجهاز يمكنه تغيير الأشياء، والتأثير مباشرةً على سلوك من حوله.

بمعنى آخر، بعد التحميل، كل من كان على صلة به قد يتأثر.

نوع التأثير؟ يتوقف على رغبات المستخدم.

يمكن استخدام هذه القدرة لإنقاذ شخص…

لكن كذلك، يمكن استخدامها لقتل شخص.

القدرة تمنح صاحبها تحكمًا هائلًا، تفويضًا لاتخاذ قرارات تتجاوز المنطق.

ولا نقول إن كل من يمتلكها سيتحول إلى شيطان،

لكنها كانت كافية لتحطيم سو روي، لتضخيم كل عيوبه الصغيرة وتحويلها إلى شياطين تنهش كيانه.

ليست فقط تصرفات شي تشينغ العبثية،

حتى في الظروف العادية، سيواجه سو روي—بمثاليته—أشياء لا ترضيه في حياته.

بدون جهاز الإنقاذ، لم يكن يستطيع تغيير شيء.

كل ما كان بوسعه فعله هو التحمّل.

وذلك، ولو ببطء، كان سيشكل له علاجًا.

في ذكريات شي تشينغ، كان دائمًا يدفع سو روي إلى التوتر، لكنه كان يأمل سرًا أن يعتاد الأخير على النقص، أن يتقبله، أن يتغير.

لكن مع جهاز الإنقاذ، تخلّى سو روي عن أي علاج أو مواجهة،

وأصبح يطيع رغباته دون كبح.

إن لم تعجبه تفصيلة صغيرة؟ أعاد الزمن.

الوسواس، الهوس، المثالية… كلها جعلته يُهدر حياته على تفاصيل لا تنتهي.

النتيجة النهائية؟

قد لا يحاول هذا الغريب السيطرة على العالم…

بل سيُنهك حتى الموت.

ربما كان بإمكان شخص عادي أن يقاوم إغراء تلك القدرة.

لكن سو روي… ذلك الإنسان غير العادي،

كان سيستمر في استخدامها حتى تنهيه هي.

لهذا، سحبها منه كان فعلاً لصالحه.

أما حادث الشاحنة، فقد قام شي تشينغ وتشين مو بتعديل اللازم لتجنبه.

وهذا يعني… إن حدثت حوادث أخرى، لن يكون هناك من يملك القدرة على تغيير المصير.

وفكرًا في ذلك، شعر شي تشينغ بوحدة مؤقتة.

قرأ تشين مو ما يدور في قلبه، فربت عليه بلطف وقال:

“سيتعين على سو روي أن يواجه الأمور بنفسه… دون مخرج سهل.”

توقف شي تشينغ للحظة، ثم اقتنع.

نعم…

سو روي الآن إنسان عادي.

سيولد، ويشيخ، ويعتلّ، ويموت.

سيعرف الفرح والحزن، الغضب والرضا، الحظ والخيبة.

وهذه حياته… يجب أن يواجهها كما هي.

جهاز الإنقاذ لم تكن قدرة ينبغي أن يمتلكها إنسان.

حتى لو كانت تُعيد الزمن لتنقذ حياة،

فالحوادث ستبقى تحدث، والقرارات القاسية لن تزول.

في الحادث الأخير، لولا تدخلهما، لكان سو روي قد مات.

حتى مع الجهاز، لم يكن سينجو.

فكلما زادت سيطرتك، زاد العبء… وزادت الفوضى.

هي ميزة… لكنها أيضًا نقمة.

قد تجلب الخلاص، لكنها تزرع بذور الكارثة.

تنفّس شي تشينغ بعمق، وشعر بالتحرر.

ثم… دوّى صوت الجرس.

“المهمة العشوائية اكتملت. 

المغادرة بعد 30 ثانية.”

ماذا! المهمة انتهت؟!

غمره الفرح،

لكن تذكر فجأة أمرًا مهمًا.

قفز من السرير، ارتدى ثيابه على عجل، وركض خارج الباب في عشر ثوانٍ.

أمسك بسو روي، الذي كان لا يزال شارد الذهن، وصاح فيه:

“سو روي! شكرًا لك!”

الوجه الشاب تجمد، ثم احمر بالكامل.

شكرًا؟! اشكر قطتك! أنا فقط… أحمي سرك، لا أكثر!!

حين عاد شي تشينغ إلى فضاء النظام، كان قلبه يغلي بالحماس.

صحيح أنه شعر ببعض الأسى لمغادرة ذلك العالم،

لكنه سيظل دائمًا يذكر ' سو روي '…

ذلك الصديق الذي كان مستعدًا للتضحية بحياته من أجل الآخرين.

لكن قبل أن يغرق في مشاعره، دوّى صوت المعلومات في أذنه—مئات البيانات تتقاطر دفعة واحدة!

تماسك، ونقل البيانات فورًا إلى تشين مو ليراجعاها سويًا.

المهمة العشوائية نُفذت بنجاح تام.

وكما توقّعا، الهدف كان استرجاع جهاز الإنقاذ.

لكن المؤسف… أنها لم يتبقى معهم.

بل اختفى تمامًا.

مع ذلك، لم تكن النهاية محبطة تمامًا.

بفضل المهمة، كسبوا ميزة جديدة—

صحيح أنها ليست كـ جهاز الإنقاذ،

لكنها تقود إلى نفس النتيجة، بشكل مختلف.

من الآن، في كل عالم سيدخله شي تشينغ، سيكون لديهم فرصة واحدة فقط لاختيار نقطة حفظ قابلة للإعادة.

موعد ومكان تلك النقطة؟ يحددها المضيف.

لكن… إن كانت علاقته مع النظام جيدة، يمكن مناقشتها وتحديدها معًا.

فالنجاح يفيد الطرفين.

ولأن الفرصة واحدة فقط، لا تُستخدم إلا في الحالات القصوى.

في الكوارث، أو المواقف التي لا تُصلح، يمكن العودة.

وبالتالي، فرصة النجاح ترتفع جدًا.

وبشكل عام، كان شي تشينغ راضيًا جدًا.

وجاء الآن وقت المكافأة.

مكافآت المهام العشوائية تتراوح بين 3000 إلى 10000 نقطة، تُمنح عشوائيًا.

وترك شي تشينغ هذا القرار المصيري لتشين مو.

سأله تشين مو:

“ألا تريد المحاولة؟”

أجابه شي تشينغ، وهو يحدّق فيه بثقة:

“أثق بك.”

ارتسمت على شفتي تشين مو ابتسامة ناعمة، وقال بهدوء:

“حسنًا.”

ثم، وتحت عيني شي تشينغ المتحمستين، أدار العجلة أمامهما.

بدأ شي تشينغ يردد في قلبه كمن يصلّي:

10,000 نقطة… 10,000 نقطة… أرجوك!

في مهمة عالم الوحوش، لأنهم أنهوها مبكرًا، حصلوا على 10,000 نقطة، وقُسمت بحسب النظام، فكانت 5000 نقطة لشي تشينغ.

أما الجميل في المهام العشوائية؟

حتى إن كانت الجائزة 10,000 نقطة، فإن النظام لا يُخصم منه شيء!

ولهذا، كان متحمسًا للغاية.

إن فازوا بـ10,000 مرة أخرى…

فهو، شي تشينغ، سيصبح طاغية محليًا!

دارت العجلة الزرقاء البراقة المعلّقة في الهواء بصخب، واستمرت بالدوران لدقيقة كاملة قبل أن تبدأ أخيرًا بالتباطؤ استعدادًا للتوقف.

اقترب شي تشينغ منها بحماس، عيناه تلمعان وهما تلاحقان السهم المؤشّر.

تحرك المؤشّر فوق رقم 8000، ثم مرّ بـ9000، وعندما اقترب من 10000، حبس شي تشينغ أنفاسه… قلبه يخفق بتوقٍ مجنون!

المؤشر وصل إلى 10000!

كاد أن يقفز فرحًا ويهتف…

لكن من كان يتخيل أن تلك الإبرة اللعينة لم تتوقف!

تقدّمت ببطء، بسرعة سلحفاة.

ذهل شي تشينغ، عيناه لا تصدقان ما تراه.

يسار الرقم 10000 كان 9000، أما يمينه… فكان أقل رقم ممكن: 3000!

شعر برغبة عارمة في الصراخ: “قف! قف!”

لكن المؤشر الخبيث بدا وكأنه يستمتع بتعذيبه، يواصل انزلاقه البطيء بلا رحمة…

“تهانينا، حصلت على مكافأة عشوائية قدرها 3000 نقطة.”

شي تشينغ، “……”

ارتسمت على وجهه ملامح ندم بحجم قارة، وأطلق تنهيدة عميقة.

لكن في اللحظة التالية، شعر بانخفاض حاد في الضغط الجوي من جانبه.

استدار، وكما توقع، رأى وجه مضيفه وقد اسودّ بالكامل…

ذلك… كان إعلان انفجار وشيك!

تصرف شي تشينغ بسرعة، ركض نحوه، مدّ يده ليمسّد شعره:

“النقاط مجرد أمور دنيوية تافهة، نحن…”

لكن، قبل أن يكمل جملته أو حتى ينهي التربيت على شعره، توقف فجأة.

فقد بدأ فضاء النظام يُغلق، بعد انتهاء المهمة والمكافأة.

لم يجرؤ على قول المزيد، فأرسل بسرعة رسالة إلى تشين مو:

“بقي ثلاثون ثانية فقط، إن أسرعت يمكنك شراء شيء من المتجر!”

وبالفعل، بعد ثلاثين ثانية، خرج هو ومضيفه المتجهم من فضاء النظام، ليعودا إلى الكهف المظلم… الذي بدا فجأة غريبًا عليه.

في تلك اللحظة، وقف شي تشينغ يتأمل أولئك المزارعين الجالسين في دائرة أمامهم، بصمت.

وشعر بارتياح خفي:

لقد وجدوا هدفًا مناسبًا ليمتص غضب تشين مو…! ممتاز.

لكن شي تشينغ كان يشعر بالحيرة قليلاً.

رآه قبل قليل وهو يشتري شيئًا بسرعة من متجر النظام، لكن سرعته كانت مذهلة، فلم يتمكن من رؤية ما اختاره بالضبط.

الفضول ينهش قلبه.

لحسن الحظ، وبحكم كونه نظامًا، استطاع شي تشينغ التحقق من محتويات المخزن العقلي.

وعندها، وجد شيئًا ضخمًا… جاثمًا داخل المخزن.

…سلاح غريب وعظيم من عالم سحري.

سلاح يستخدم ' سحر جسيمات الضوء '، مدمج مع ' مدفع ليزر ثلاثي الأسطوانات مزدوج التركيب '.

شيء كهذا قادر على نسف الجميع إلى السماء دفعة واحدة!

المضيف… اشتريت هذا؟! ما الذي تفكر فيه؟!

ورغم مرور عشرة أيام في عالم الوحوش، ويوم وبضع ساعات في عالم سو روي،

إلا أن ثانية واحدة لم تمر في عالم تشين مو الأصلي.

لكن… لماذا عادوا؟ وما الذي بانتظارهم؟

في وسط الدائرة، جلس تشين يوي، الأخ الأصغر لتشين مو.

وحوله، وفق متطلبات الطقس السحري، كان هناك ثلاثة عشر مزارعًا من مرحلة ' جيندان ' (النواة الذهبية).

كانوا جميعًا في حالة تركيز عميق، يحشدون طاقتهم الروحية، محاولين إعادة روح تشين يوي إلى جسده.

كانت هذه تقنية سحرية صعبة للغاية.

ليست محرمة، لكنها أكثر تقييدًا من كثير من التقنيات المحظورة، بسبب شروطها القاسية.

ففي جوهرها… هي محاولة لإعادة إنسان من الموت.

لكن لذلك شروط قاسية:

أولًا، يجب أن يكون جسد الميت محفوظًا بالكامل.

لا تحلل، لا ضرر، ولا فساد بفعل شيطان أو مخلوق.

يُجمع الجسد عند أنفاسه الأخيرة ويُختم فورًا، ويُحفظ دون مساس.

كما تتطلب العملية مكونات طبية نادرة وفاخرة للغاية.

وفوق ذلك، لا يمكن تنفيذها إلا تحت إشراف مزارع من مرحلة الروح الناشئة.

وحتى بعد تحقيق كل ذلك، فالأمر مجرد بداية.

لإكمال الطقس فعليًا، يُطلب من 13 مزارعًا من مرحلة جيندان أن يندمجوا في تناغم تام، 

ويوجهوا طاقتهم المشتركة طوال 47 يومًا كاملًا!

ورغم أن جيندان ليس نادرًا جدًا،

لكن نوع معين منهم نادر جدًا:

أولئك الذين يملكون جذورًا روحية واحدة نقية، ومتوافقة!

وهؤلاء، بطبيعتهم، متكبرون، ولا يضيعون وقتهم إلا إن كان الدافع مغريًا للغاية.

لذلك، من خطّط لهذا الطقس ليس شخصًا عاديًا.

يريد إعادة تشين يوي إلى الحياة.

لكن تشين يوي وتشين مو، رغم أنهما من أم واحدة،

كان بينهما كراهية دموية لا حدود لها.

أيًا كان من وراء هذا الطقس، فإن نيّته لن تكون خيرًا لتشين مو.

وبغض النظر عن ذلك،

حتى لو لم تكن هناك مؤامرة،

فقط حقيقة أن شقيقه الميت سيعود للحياة…

لن يسمح له تشين مو بذلك.

اختبأ شي تشينغ على الجانب، يراقب بصمت هذا المشهد الغريب والخطير في آن…

مشهد رهيب، لكنه مذهل في فوضاه.


{ ملاحظات المترجم :

' الروح الناشئة ' هي المرحلة التي تأتي بعد جيندان، وتُعد نقطة تحوّل حاسمة في طريق المزارع نحو الخلود أو القوة الخارقة.

ما الذي يحدث فيها؟

يقوم المزارع في هذه المرحلة بصنع روح جنينية داخل جسده—نسخة روحانية مصغرة منه.

هذه الروح تعتبر الجوهر الحقيقي لكيانه، وإذا تحطمت، يموت فورًا.

تمنح هذه المرحلة للمزارع قدرات هائلة مقارنة بالمراحل السابقة:

عمر افتراضي أطول بكثير (ربما مئات السنين).

قدرة على التحليق، أو الدخول في معارك روحية.

تقنيات متقدمة للغاية، مثل التحكم بالأرواح، السفر بين العوالم، والتواصل العقلي.

مقاومة أكبر للموت، وأحيانًا القدرة على إعادة بناء الجسد إن دُمر.

مستوى القوة:

تعتبر بداية الدخول إلى الطبقة العليا من المزارعين.

غالبًا ما تكون هذه المرحلة مطلوبة للقيام بتقنيات محظورة أو معقدة، مثل ما رأيناه في طقس إحياء تشين يوي }

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]