🦋

 “…مثل هذا,” همس تشين مو وهو يُنزل رأسه ويشرع في المص.

فوجئ شي تشينغ على حين غرة، وتيبّس جسده على الفور، كأن صاعقة أصابته.

…هذا… ما الذي يحدث هنا؟!

جسده ارتجف وشعر بدوار شديد — تشين مو كان يلعقه بالفعل. وهذه المرة، كان يعامل أكثر نقاطه حساسية بلُطف مفرط، ما جعله يفقد كل اتزانه. 

كان الأمر مختلفًا تمامًا عن كل ما سبق من ملامسات جسدية غير مقصودة. هذه المرة، كان الأمر إراديًا تمامًا، وواعٍ… أهذا… عرضٌ صريح؟!

وما إن خطرت له هذه الكلمة، حتى تعطّل عقله عن التفكير.

تشين مو تابع بلُطف، مركزًا على دوائره الوردية الصغيرة، يلحسها بعناية. بسبب المداعبة، بدأت حلمات شي تشينغ تنتصب قليلًا. 

امتزج الهواء البارد مع دفء ذاك اللسان الرطب، ليشعل في جسده موجة من الحيوية لا تُقاوَم… تلاشت كل نية في رأسه، 

ولم يتبقَّ سوى الإحساس النقي، الخام، المتفجر.

استسلم شي تشينغ تمامًا لتلك الأحاسيس، يلهث بخفة، كأن جسده كله صار أداة للعزف تُداعبها أصابع خبير.

بانغ!

دوى صوت سقوط كوب في الصالة. 

لحسن الحظ، الأرض كانت مفروشة بسجادة سميكة، فلم ينكسر الكوب، لكن الصوت لم يكن خافتًا إطلاقًا، وكان كافيًا لإيقاظ الثلاثة من دوّامة اللحظة.

في تلك اللحظة، لم تكن أفكار سو روي سوى سلسلة متواصلة من: ما هذا بحق الجحيم؟!

كان قد خطط للطرق على الباب بعد بضع دقائق، آملًا أن يمنحهما وقتًا للانتهاء من… أيًا ما كان يحدث. 

لكنه لم يتوقع أن يجدهما ما زالا عند الباب، بل ومتلبسين فعلًا!

هل هو غير مرئي أم ماذا؟! 

لم يكن يريد أن يعرف أن بينهما هذا النوع من العلاقة!

ألا يستطيعان التحلي بقليل من ضبط النفس؟! 

هل من الصعب احترام مشاعر من قد يكون مارًّا بالمكان؟!

صديقاه أصبحا معًا — وفضلًا عن ذلك، رجلان! التأثير على حالته النفسية كان كارثيًا!

لكن، فكر سو روي بهدوء، ربما التعرّض المتكرر لهذا النوع من المشاهد جعله أكثر تحمّلًا.

على الأقل… لم يحمر وجهه! إنجاز ممتاز، هاهاها!

حاول ألا يفكر بالأمر. كإنسان مثالي مصاب بوسواس قهري شديد، لم يكن يحتمل حتى النظر إلى ذلك المشهد. ولم يجد ما يقوله. 

ومنذ الآن، كيف سيتحدث مع هذين الـ صديقين منذ الطفولة؟ 

مجرد التفكير بذلك كاد يصيبه بالشيب. 

لذا… قرر ببساطة أن يتصرف وكأن شيئًا لم يحدث. وكأنه لم يرَ شيئًا، ولم يعرف شيئًا.

وبالتالي…

أعاد الزمن مرة أخرى.

وعاد الرجلان… عاريين… على السرير.

بعد لحظة من الصمت، بدأا يستوعبان ما حصل.

كان شي تشينغ لا يزال ملفوفًا في البطانية، يلهث قليلاً، إلى أن استعاد أنفاسه. 

أدرك حينها بوضوح ما حدث.

ما فعله تشين مو منذ قليل لم يكن بدافع رغبة حقيقية، بل مجرد وسيلة لاستفزاز سو روي ودفعه لاستخدام قدرته، حتى يتمكنوا من مراقبة كيف يعمل جهاز الإنقاذ فعليًا.

بمجرد أن خطر له ذلك، شعر شي تشينغ بالارتياح. إن كان بإمكانهم إتمام المهمة حقًا، فعندها كل ما تحمّله من مشاعر محرجة يستحق العناء!

نظر نحو تشين مو، وسريعًا، حتى لا تشتد لحظات الإحراج، سأله:

“كيف كان الأمر؟ قبل قليل، ما الذي فعله سو روي لتفعيل جهاز الإنقاذ؟”

للحظة، بدا على تشين مو الذهول النادر، وصمت طويلًا، ثم قال بنبرة هادئة جدًا: “…نسيت أن أنظر.”

لم يكن أنه لم يرَ — بل أنه ببساطة نسي أن ينظر!

لماذا؟ 

لأن شيئًا آخر سرق انتباهه. 

وما هو ذاك الشيء؟

شي تشينغ: “…”

نظرات تشين مو انزلقت نحو صدره.

قفز شي تشينغ من السرير كمن لدغه شيء، 

وبدأ يرتدي ملابسه بسرعة، بينما يقول بارتباك:

“لا بأس! في المرة السابقة كنا متسرعين جدًا. هذه المرة نأخذ وقتنا، نمضي ببطء، ونراقب بعناية!”

وما إن أنهى جملته، حتى شعر أنه… حفر قبره بيده!

تشين مو لم يترك له مجالًا للتراجع، 

ووافق فورًا بحماس: “ممتاز!”

كلمة واحدة فقط، قيلت بحزم وثقة، كما لو كان يخشى أن تُسحب منه الفرصة.

شي تشينغ: لا شيء يصف حالتي سوى 囧!

وهكذا، لم يتمكنا حتى من مغادرة الفندق.

احتضان الخصر… إعادة.

مداعبة الصدر… إعادة.

تسلل عبر الساق… إعادة.

عجن المؤخرة… إعادة.

في تلك المرة لم تتم إعادتهم، لأن تشين مو لم يسمح لشي تشينغ حتى بمغادرة الغرفة. 

دفعه بوحشية إلى السرير، وتسلق فوقه، 

ثم مال عليه بلهفة ليخطف شفتيه الرقيقتين في قبلة لم تحتمل أي تردد.

أجبر شفتيه على الانفراج، وتوغل بلسانه في الداخل مباشرة. وكأن شرارة سقطت على حقل قش جاف… خرج كل شيء عن السيطرة في لحظة.

أما شي تشينغ، فلم يُبدِ أدنى مقاومة. 

بعد كل ما تعرّض له من إثارة مستمرة، كان عقله قد دخل في دوامة من الفوضى. 

دفن أي تردد أو تفكير في أعماق نفسه، 

واستسلم للموجة الجارفة التي اجتاحت كيانه. 

رغباته المتصاعدة قطعت عليه آخر خيوط العقل، ولم يعد يعبأ بأي شيء آخر.

وبتجاوبه ذاك، اشتعلت رغبة تشين مو أكثر، فاندفع بكل قوته.

عمّت الفوضى داخل فم شي تشينغ، ولم يمنح ذاك الهجوم العنيف أي مهلة، حتى سال خيط فضي من اللعاب على ذقنه.

لكن تشين مو… أراد المزيد.

كأنما ظمأه قد بلغ الذروة، ورأى أخيرًا واحةً أمامه. 

بدأ يرتشف من الماء بشراهة، كل جرعة تنعشه من الأعماق، لكنها تزيده توقًا إلى التالية. 

لم يكتفِ — كان ينتظر هذا منذ زمن بعيد، يتوق لأن يُغمر بالكامل، أن يذوب فيه، أن لا يبقى بينهما أي فراغ.

تلك القبلة المحمومة، بالنسبة لشخص بلا تجربة، كانت قاتلة.

لكن حالة فقدان الأكسجين زادت من سحر شي تشينغ؛ وجنتاه المشتعلتان، وعيناه اللامعتان بالدموع، بدتا كأنهما تصرخان بالشغف. 

لوحة جمالية لا تُحتمل… 

حتى لو أراد أحدهم أن يتوقف، لم يكن قادرًا.

تشين مو أراد أن يكون لطيفًا، لكن تراكمات الرغبة فيه كانت تفوق التصور. 

منذ بداية هذا العالم… لا، منذ اللحظة الأولى التي احتضنه فيها، اشتعلت داخله نار لم تخمد.

في لحظاته الأكثر يأسًا، ظهر شي تشينغ.

صوته الصافي، وظله الذي بدا كقديس نازل من السماء…

شي تشينغ لن يعرف أبدًا كم كان وصوله ذا أهمية.

حين أمسك به أخيرًا، شعر تشين مو وكأنه قبض على الربّ، نال الخلاص من إلهه… إلهه الخاص. 

تلك اللحظة، لم يمنحه مثلها أحد من قبل.

شعور مختل، لا يمكن وصفه بالكلمات، لكنّه محفور في عظامه، منقوش على قلبه.

رغبة تشين مو أوقدت نارًا عارمة داخل جسد شي تشينغ.

كان جسده الطري والنقي غير قادر على مقاومة هذا الكم من الإثارة المتواصلة.

وعندما ضمّ تشين مو جسديهما معًا، ولفّهما بيده الكبيرة، يُحرّكهما معًا، بضغطٍ يشتد ويشتد حتى بلغ درجة الغليان…

الحرارة، الإحساس الساحق، الانفجار القريب، كأنهما في دوامة سُحِب منها الهواء.

امتد الوقت دون أن ينبسا بكلمة، قبلات تشين مو كانت كالعطش المتراكم سنوات طويلة، تتدفق الآن في شراهة مطلقة.

ثم، مع دفعة أخيرة، مع شهقة خافتة محمّلة باللذة…

انفجر كل شيء.

في ذروة ذلك الشعور، أحس شي تشينغ وكأنه… سيموت.

تلاشت النشوة، وتمدّد شي تشينغ نصف مغمض العينين، أنفاسه تلهث، بينما يد تشين مو تمر بهدوء على ظهره، تلامسه وتحتضنه.

لكن ذاك السلام لم يدم طويلاً، فقد سمعا معًا صوتًا في رأسيهما:

“الوقت المتبقي حتى انتهاء المهمة: 24 ساعة.”

ارتبك شي تشينغ، وبقي مُذهولًا لعدة ثوانٍ، قبل أن يصرخ في داخله:

لاااااا! ضيّعنا يومًا كاملًا!!

لم يعد يتحمّل الشعور بالإحراج، فقفز من السرير كمن لدغته نار، وبدأ يرتدي ملابسه بسرعة.

فتح الباب بهدوء وأطلّ للخارج، فرأى سو روي جالسًا على الطاولة، يتناول فطوره ببرود.

حين سمع صوت شي تشينغ، لم ينظر نحوه حتى، لكن في قلبه كان يلعنهم بصمت:

أنتم، يا أبناء الـ…! ألا تعرفون الكتمان؟! 

أصواتكم كانت كأنكم في معركة!

ومع ذلك، طالما لم ينظر مباشرة لغرفتهم، 

لم يكن بحاجة لإعادة الزمن.

أما الأصوات؟ 

فقد قرر ببساطة… أن يتظاهر بعدم سماع شيء.

شي تشينغ لم يجرؤ على قول حرف، ذهب وغسل وجهه، ثم بدأ الأكل بصمت.

وبينما يمضغ لقماته، اصطدم بالواقع أخيرًا، وعزم أمره ألا يحاول استفزاز سو روي بهذه الطريقة مرة أخرى.

فهو يعاني من الوسواس القهري، وهناك آلاف الطرق لإثارته…

فلماذا اختارا الطريقة الوحيدة المليئة بالخطيئة والعاطفة؟!

إن سكب كوب حليب فقط كان كافيًا ليعاد الزمن مئات المرات!

حين أدرك ذلك، انهار شي تشينغ من الداخل، وذرف دموعًا في قلبه.

وعندما خرج تشين مو بعد قليل، لم يجرؤ شي تشينغ حتى على النظر في وجهه.

مجرد أن تلتقي أعينهما، يتدفّق إلى ذاكرته المشهد كله… ويشتعل وجهه بحرارة.

لكن بما أن ذكاء شي تشينغ قد عاد إلى حالته الطبيعية، ومع مرور الوقت، وتصرف تشين مو الجاد، فقد عادت الأجواء إلى حالة من التوازن… وتمكّنا أخيرًا من إحراز بعض التقدم.

في ذلك الصباح، كان الإفطار هادئًا على غير العادة، بلا فوضى ولا نكبات.

ولأن الهدوء لم يكن طبعًا في شي تشينغ، خرج بخفة ولعب خدعة صغيرة: ' عن طريق الخطأ ' قلب كوب ماء فوق حقيبة سو روي، على أمل أن يرى وجهه الأخضر مجددًا.

قرر هذه المرة أن يعتمد على نفسه، فحدّق في سو روي دون أن يرمش، يترصّد كل حركة، كل إيماءة.

لكن، ومن تلك اللحظة حتى حدوث الإعادة، لم ينجح في معرفة ما الذي فعله سو روي تحديدًا.

رغم ذلك، فإن مجرد حدوث الإعادة كان كافيًا ليُحتفل به!

لقد بدأ سو روي يستخدم عقله أخيرًا، وغير نقطة الحفظ!

لم تكن تلك النقطة مجددًا هما الاثنين عاريين فوق السرير، بل الثلاثة جالسين على الطاولة.

أخذ شي تشينغ يلتهم شطيرته وهو يشتم في أعماقه:

يا سو روي الغبي! طالما كنت تستطيع تغيير نقطة الحفظ، لماذا لم تفعلها من البداية؟! 

لماذا تركتني أنا وتشين مو نحتضن بعضنا عشرات المرات وننتهي بإطلاق النار معًا إذا كنت تعرف كيف تغيّر النقطة؟!

أوه!

وأخيرًا فهم شي تشينغ.

ما حدث بينه وبين تشين مو… أصبح أكثر منطقيّة الآن.

فكر قليلاً:

أي شخصين، ما دام أحدهما لا يشبه وحشًا… يُلقى بهما عاريين تحت غطاء، يحتضنان بعضهما البعض مرارًا وتكرارًا، ويُطلب منهما التفاعل من أجل المهمة…

أكان هناك احتمال ألا تشتعل الرغبة؟!

كان من الطبيعي أن تنبع الرغبة وسط تلك الإثارة المستمرة.

وإذا لم تجد تلك الرغبة منفذًا، فستنفجر في النهاية.

وبعد هذا التحليل العقلاني، شعر شي تشينغ بالارتياح.

هو وتشين مو لم يكن أمامهما خيار آخر.

كان ما حدث نتيجة طبيعية لتلك الظروف، كما أنه نفع الطرفين.

بالتالي… لا بأس!

أخيرًا وجد لنفسه مبررًا لائقًا، وشعر بالسلام الداخلي.

ارتفع حماسه لإكمال المهمة، بل أصبح يجرؤ على النظر إلى تشين مو دون احمرار.

وبسبب وجود سو روي، لم يستطع أن يشرح له صراحة، فبدأ يرسل نظرات ذات مغزى لتوصيل أنه راقب جيدًا هذه المرة.

لكن ما إن كان تشين مو فهمه أو لا… فذلك مرهون بالحظ.

وبالفعل، تلقى تشين مو تلك النظرات المليئة بالاهتمام، مما خفف قليلاً من استيائه بعد الهروب الكبير الذي قام به شي تشينغ في وقت سابق.

— لا بأس، لا داعي للعجلة، فبعد المهمة… لدينا كل الوقت.

تشين مو، في المرة السابقة، راقب الأحداث بدقة أيضًا.

ذاكرته كانت قوية بشكل لا يصدق، وحين يركز، نادرًا ما يفوته شيء.

لكن… حتى مع ذلك، لم يستطع أن يكتشف طريقة استخدام سو روي لـ جهاز الإنقاذ.

ومع ذلك، ما زال لديهم وقت.

المراقبة مستمرة.

بعد الانتهاء من الإفطار، غادر الثلاثة الفندق.

لسوء الحظ، لم يجد شي تشينغ أي فرصة للتصرّف أو التلاعب كعادته.

السبب الرئيسي كان أن سو روي أصبح أكثر حذرًا، وبات يحرص على الابتعاد عن الاثنين قدر الإمكان، فقلّت فرص شي تشينغ بشكل كبير.

صعد الثلاثة إلى السيارة، التي انطلقت بهدوء على الطريق.

وخلال ذلك الوقت، لم يجد شي تشينغ اللحظة المناسبة ليتحرك.

في الواقع، حاول أن يتحدث مع سو روي مباشرة حول الأمر، لكنه لم يستطع حتى نطق الكلمات.

في كل مرة يحاول أن يقول شيئًا متعلقًا بـ المهمة أو الجهاز، يشعر وكأن الكلمات تُمنع من الخروج.

لم يكن يعلم إن كان ذلك بسبب قيود المهمة، أو لأسباب أخرى.

لا يمكن قول شيء بشكل مباشر، ولا سبيل سوى… سرقة الشيء.

لكن كيف؟!

حتى الآن، لم تكن لديه أدنى فكرة من أين يبدأ.

في المقعد المقابل، بدا سو روي متعبًا، فأسند رأسه وأغمض عينيه.

شي تشينغ ظل يفكر ويقلب الأمور في ذهنه، لكن دون جدوى.

وحين نظر بالصدفة من النافذة… اتسعت عيناه في ذهول:

شاحنة ضخمة خارجة عن السيطرة، تتجه نحوهم بسرعة جنونية!

هل وجدت خطأ؟ قم بالإبلاغ الآن
التعليقات

التعليقات [0]