جميع المتقدمين الذين حصلوا على أرقام الدخول قاموا بتثبيت اللوحة الرقمية على الجهة اليمنى من صدورهم، كما هو مطلوب.

كان من المقرر أن تنتهي تجارب الأداء في يوم واحد فقط، لذلك كان الجدول الزمني مزدحمًا للغاية، ولم يكن لكل شخص سوى خمس دقائق فقط للأداء. 

وزع الموظفون المسؤولون عن تنظيم الحدث ورقة تحتوي على بعض التعليمات الهامة، وكان محتواها كالتالي:

1. على الفنانين المشاركين في تجارب الأداء تقديم أنفسهم وإخبار فريق العمل بالشخصية التي سيؤدونها. قد يطلب المخرج منكم تأدية تعابير مختلفة، مثل الابتسام، الضحك، البكاء، الحزن، والانهيار العاطفي. يُرجى التعاون مع تعليمات المخرج. عليكم أيضًا اختيار مشهد أو مشهدين من النص المخصص للأداء وتجسيدهما. يمكن للمخرج مقاطعتكم في أي لحظة، وإذا شعرتم بعدم القدرة على تحمل الضغط النفسي، يمكنكم المغادرة مبكرًا.

2. عند سماع رقمكم يُنادى عليه، ادخلوا من الباب الأمامي واخرجوا من الباب الخلفي للحفاظ على هدوء المكان. إذا لم يكن هناك رد بعد ثلاث مرات من النداء، فسيتم اعتباركم قد انسحبتم تلقائيًا.

3. سيتم الإعلان عن نتائج تجارب الأداء خلال ثلاثة أيام.

كان واضحًا أن هذه التعليمات قد صيغت من قبل قسم الدعاية، فقد كانت موجزة وواضحة دون أي تفاصيل غير ضرورية.

اصطحبت تشو يان الأربعة إلى مكتب فارغ وقالت: "لا تفكروا كثيرًا. عندما تدخلون، قدموا أنفسكم أولًا، ثم اتبعوا تعليمات المخرج. صحيح أن المخرج ليو صارم جدًا فيما يخص الأداء التمثيلي، ويُعرف بجديته، لكن بوجود الرئيس باي هنا، فإنه على الأقل سيحفظ ماء وجه فناني تيانشوان. حتى لو لم يكن أداؤكم مثاليًا، فلن يحرجكم علنًا."

تشينغ شيا التقط على الفور النقطة الأهم: 

"هل الرئيس باي موجود اليوم؟"

نظرت إليه تشو يان وأومأت برأسها: 

"الرئيس باي هو المنتج والمشرف الرئيسي على هذا العمل."

شعر تشينغ شيا على الفور بالاطمئنان—

بما أن الرئيس باي يشرف شخصيًا على الإنتاج، 

فلا شك أن هذه الدراما ستكون متميزة!

لكن تشي شياوتيان لم يستطع كبح فضوله وسأل: "بما أن الرئيس باي هنا بنفسه، ألا يعني ذلك أن فرص فناني تيانشوان ستكون أعلى؟"

عبست تشو يان قليلًا وأجابت: 

"نظريًا، نعم. لكن هذا ليس مؤكدًا، لأن المؤلفة والمخرج موجودان أيضًا، والرئيس باي أعلن عن منافسة عادلة. لا يمكنه فرض أي ممثل على المخرج ليو. سمعت من الموظفين أن بعض الممثلين المشهورين جاءوا أيضًا اليوم، خاصة من أجل دوري تشين نيان ولو فنغ يانغ. التنافس شديد للغاية."

كانت لا تفهم سبب قدوم هؤلاء النجوم المعروفين لخوض تجربة الأداء. 

ربما لأنهم يعلمون أن إنتاج تيانشوان لديه فرصة كبيرة للنجاح، 

لذلك يريدون ركوب الموجة؟ بغض النظر عن السبب، المنافسة كانت أكثر حدة مما توقعه الجميع.

رغم أن تشو يان كانت متوترة، إلا أنها حافظت على هدوء وكيلة الأعمال الواثقة، ثم نظرت إلى تشينغ شيا وتشي شياوتيان وسألت: "هل سمعتم عن يي مينغ تشيان؟"

بحث تشينغ شيا عن الاسم في ذاكرته، ثم تذكر بسرعة: "أليس هو الممثل الذي تألق في فيلم الضوء المتلاشي الأدبي الشهير في النصف الأول من العام؟ إنه أوميغا، صحيح؟"

أومأت تشو يان برأسها: "نعم، يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، لكنه واحد من أسرع النجوم صعودًا في صناعة الترفيه. وقد جاء اليوم للمنافسة على دور تشين نيان أيضًا."

شعر تشينغ شيا بارتجافة خفيفة في قلبه. 

لم يكن يتوقع أن يكون لديه منافس بهذه القوة.

في البداية، قال الرئيس باي إن هذه الدراما ستكون فرصة لمواهب مجموعة C، وكان يفضل أن يؤدي فنانو تيانشوان الأدوار، لكنه لم يكن قرارًا محسومًا بالكامل. 

وبمجرد الإعلان عن تجربة الأداء، 

لم يكن بإمكان الرئيس باي منع أي شخص من المشاركة.

كان منافسه يي مينغ تشيان ممثلًا يتمتع بخبرة واسعة وقاعدة جماهيرية قوية، بينما كان تشينغ شيا مجرد مبتدئ لم يُعرض له حتى الآن سوى فيديو موسيقي واحد.

فمن سيختار المخرج؟ لم يكن تشينغ شيا واثقًا تمامًا.

لكن الشيء الوحيد الذي شعر به بثقة هو أنه استثمر 

في هذا الدور جهدًا ووقتًا أكثر من يي مينغ تشيان. 

كان يعرف شخصية تشين نيان بعمق، أكثر من أي شخص حصل على النص قبل أيام فقط وقرر أن يخوض تجربة الأداء. لقد كان يحلم بشخصية تشين نيان طوال الأيام الماضية، وكأنه خرج من بين صفحات الرواية وسكن داخله. 

لقد أراد بشدة أن يكون هو من يجسد هذه الشخصية على الشاشة.

أما تشي شياوتيان، فلم يكن يمتلك هذه الثقة، فحك رأسه مبتسمًا وقال: "يبدو أن التنافس على دور تشين نيان صعب جدًا... ماذا لو جربت التقدم لدور صديقه المقرب بدلاً من ذلك؟"

فكرت تشو يان للحظة، ثم أومأت قائلة: "لا يزال لديك وقت لتغيير الدور الآن. المبتدئون ليسوا مضطرين للبدء بأدوار البطولة. من الجيد أن تحصل على فرصة للظهور والتدرب على مهارات التمثيل."

ثم نظرت إلى تشينغ شيا وسألته: 

"ماذا عنك، تشينغ شيا؟"

نظر تشينغ شيا إليها بعزم وقال بثقة: 

"سأجرب دور تشين نيان فقد تدربت على نصه جيدًا."

في الساعة التاسعة صباحًا، بدأت تجارب الأداء رسميًا.

عندما دخل الفنانون إلى قاعة الاختبار، أصيبوا بالذهول. 

فإلى جانب المساحة الواسعة المخصصة للأداء، 

جلس خمسة أشخاص على الجهة المقابلة: المنتج باي شاوزي، 

المخرج ليو شويي، كاتب السيناريو شو موران، المؤلفة الأصلية ليمونغراس، والمساعد والمقدم تشانغ فان.

بالإضافة إلى هؤلاء، كان هناك أيضًا فريق من الفنيين، 

بمن فيهم مهندسو الإضاءة، المصورون، وفريق تسجيل الصوت، 

مع وجود شاشات مراقبة أمام المخرج والرئيس باي. 

والأدهى من ذلك، أن القاعة كانت مجهزة بكاميرتين تعملان على مسارات مزدوجة لتصوير الأداء من زوايا مختلفة!

هل هذه تجربة أداء؟ أم موقع تصوير فعلي؟!

عادةً ما تكون اختبارات الأداء في الصناعة مشابهة لمقابلات العمل، حيث يؤدي الفنانون بعض المشاهد أمام اللجنة، ولكن من النادر جدًا أن تُجهز القاعة بهذه الاحترافية، مع إضاءة وصوت وتصوير مباشر.

أصيب بعض المبتدئين بالارتباك عند رؤية هذه الأجواء الاحترافية، وخاصةً عند النظر إلى باي شاوزي الجالس في المقدمة بملامحه الجادة ونظرته الباردة، التي جعلت الكثيرين يرتجفون من الرهبة. 

بعضهم كان متوترًا لدرجة أنهم نسوا حواراتهم بالكامل.

كان ليو شويي أيضًا صارمًا للغاية، وكان يطرد بعض 

المتقدمين بعد أقل من دقيقة من أدائهم إذا لم يعجبه مستواهم.

أما الفنانون الذين كانوا ينتظرون دورهم في الخارج، 

فقد ازدادت أعصابهم توترًا مع كل شخص يخرج من القاعة بوجه شاحب أو متجهم. 

بعضهم لم يتمالك نفسه وبدأ يتمتم ساخطًا: 

"في النهاية، هذه مجرد دراما ويب عادية، لماذا كل هذا التعقيد؟!"

تشينغ شيا أغلق عينيه وراجع نصه في ذهنه مرارًا وتكرارًا.

كان يشعر ببعض التوتر، لكنه عندما أدرك مدى جدية الرئيس باي في هذا العمل، شعر بالحماس أكثر من الخوف. أصبح توتره دافعًا للتحسن. قبض بيديه على نفسه، وأعاد تلاوة حوارات المشهد الاختباري عدة مرات دون أن يخطئ بكلمة واحدة.

بداية تجارب الأداء

جاء دور تشو جياوين رقم (10)، 

الذي كان يتنافس على دور لو فنغ يانغ.

بما أنه سبق له التمثيل في بعض الأعمال الدرامية، فقد كان أكثر هدوءًا من بقية المبتدئين. دخل برفقة تشو يان، لكنها لم تستطع البقاء لمشاهدة أدائه، لأن باي شاوزي قال ببرود: "على الوكلاء المغادرة، اتركوا الفنانين يواجهون التجربة بمفردهم."

اضطرت تشو يان للخروج على مضض.

بعد فترة، خرج تشو جياوين من القاعة. 

أسرعت تشو يان إليه وسألته: "كيف كان الأداء؟"

عبس تشو جياوين وأجاب: 

"لست متأكدًا... طلبوا مني العودة وانتظار النتيجة."

تشينغ شيا: "..."

الانتظار... هذا هو العذاب الحقيقي!

اقترب تشي شياوتيان وسأل بفضول: 

"هل قال الرئيس باي أي شيء؟"

ضحك تشو جياوين بمرارة: 

"كان جالسًا هناك وكأنه تمثال، ملامحه جادة وبروده شديد، لم أجرؤ حتى على النظر إلى عينيه. بعد أن أنهيت الأداء، قال لي فقط: (ارجع وانتظر النتيجة)."

تشينغ شيا: "..."

العبارة ذاتها... ارجع وانتظر النتيجة. 

كأنهم في ساحة إعدام، 

ينتظرون السيف ليسقط على رقابهم في أي لحظة!

بعد ذلك، دخلت شيويه لينغ، وعادت بوجه بارد، 

وكانت النتيجة ذاتها: "ارجع وانتظر النتيجة."

تنهدت تشو يان وضغطت على جبهتها بإحباط.

في المساء، تغيرت أجواء الاختبار تمامًا. 

لم يعد هناك ذلك العدد الكبير من ألفا الوسيمين الذين يتنافسون على دور لو فنغ يانغ، بل ظهر عدد من أوميغا ذوي الملامح الرقيقة، ممن كانوا يتنافسون على دور تشين نيان أو الدور الكوميدي تشانغ شياوهينغ.

لكن لم يكن جميع المتقدمين أوميغا، 

فقد كان هناك بعض بيتا أيضًا. 

في عالم الترفيه، لم يكن هناك قاعدة تمنع بيتا من تأدية أدوار أوميغا، فالأمر يعتمد على مظهر الممثل وقدرته على تقمص الشخصية.

تشينغ شيا جلس في الممر، منتظرًا دوره. 

بعد فترة غير معلومة، نادت المساعدة: "رقم 97!"

تقدم شاب يرتدي سترة زرقاء فاتحة من الزاوية.

كان طوله يقارب 1.80 مترًا، جسده نحيف لكن متناسق. 

كان يرتدي نظارات شمسية تغطي نصف وجهه، 

لكنه خلعها بمجرد أن نادوا عليه، وسار باتجاه القاعة. عندها، تعرف تشينغ شيا عليه فورًا—يي مينغ تشيان، 

أحد أشهر نجوم الأوميغا لهذا العام.

من مسافة قريبة، كان يبدو جميلًا للغاية. 

بشرته ناصعة البياض، وعيناه تشعان بجاذبية خاصة. 

كان يملك ملامح هادئة ولطيفة، تجذب الآخرين بشكل طبيعي، وتجعلهم يرغبون في حمايته. حتى تشينغ شيا، الذي كان أوميغا مثله، لم يستطع إنكار جاذبيته القوية.

يبدو أن يي مينغ تشيان شعر بنظراته، 

فالتفت إليه لبرهة والتقت أعينهما.

ابتسم تشينغ شيا بأدب.

رغم أنه كان منافسًا قويًا له، إلا أن تشينغ شيا رأى أن الاختبار تنافس عادل، وهو مجرد مبتدئ بينما الآخر يمتلك سنوات من الخبرة. 

إن لم يحصل على الدور، فسيكون السبب ببساطة أنه ليس جيدًا بما يكفي، وليس لأن الآخرين سلبوه الفرصة.

يي مينغ تشيان بدوره ابتسم له بلطف.

لكن رغم الهدوء الظاهر، كان الجميع يعلم أن الأمر لا يتعلق بالمجاملة. في النهاية، لا يوجد سوى ممثل واحد سيفوز بدور تشين نيان، وعلى الجميع القتال بجد للحصول عليه.

داخل قاعة الاختبار

بعد يوم كامل من مشاهدة أداء المتقدمين، شعر المخرج ليو شويي بصداع شديد. فتمتم بضجر: "الشخص الذي كان هنا قبل قليل... لقد أدى وكأنه يواجه الكاميرا بظهره، وأداء حواراته كان ضعيفًا للغاية. أشعر أنني مظلوم حتى لاضطراري لمشاهدته. لم أجرؤ حتى على انتقاده بقسوة، خشيت أن يبدأ بالبكاء!"

عندها قال تشانغ فان:

 "التالي رقم 97، يي مينغ تشيان، يتنافس على دور تشين نيان."

اتسعت عينا ليو شويي باهتمام: "يي مينغ تشيان؟ 

هذا الممثل يمتلك موهبة جيدة. هل يعرفه الرئيس باي؟ لقد تألق في فيلم الضوء المتلاشي الأدبي، لكنه يمتلك هالة فنية أكثر من صورة تشين نيان في الرواية. هل تعتقد أنه مناسب؟"

رد باي شاوزي ببرود: "أعرفه. الممثل الجيد لا يسمح لنفسه بأن يكون محصورًا في نمط معين. قد يكون جاء لاختبار هذا الدور لأنه يريد توسيع نطاق أدائه وتحدي صورته المعتادة."

أومأ ليو شويي قائلًا: "حسنًا، لنرى كيف سيؤدي."

التفت باي شاوزي إلى تشانغ فان وسأله: "من التالي؟"

أجاب تشانغ فان بهدوء: "رقم 98، تشينغ شيا."

توقف باي شاوزي للحظة، ثم تمتم في نفسه...

"تشينغ شيا، ما هذا الحظ السيئ؟

 لم يتم ذكر اسمك حتى آخر واحد في فترة ما بعد الظهر، 

بل وحدث تصادم بين دورك وأقوى منافس لك، 

يي مينغ تشيان؟

أين هالة البطل الخاصة بك؟"

ضغط باي شاوزي بلطف على صدغيه، لم يكن قلقًا من أن تشينغ شيا سيشعر بالتوتر، ولكن إذا كان أداء يي مينغ تشيان رائعًا للغاية، ثم أتى تشينغ شيا بعده، حتى لو كان أداؤه جيدًا، فسيتم مقارنته فورًا به وسيبدو أقل تأثيرًا.

 بعد كل شيء، تشينغ شيا مبتدئ بلا أي خبرة تمثيلية، 

وإذا لم يكن تمثيله جيدًا، فسيكون من الصعب إقناع المخرج ليو شويي، المعروف بمتطلباته العالية.

لحسن الحظ، كان المؤلفة الأصلية حاضرًه أيضًا.

شعر باي شاوزي أن صورة تشين نيان في ذهن المؤلفة الأصلية يجب أن تكون أقرب إلى تلك التي فهمها تشينغ شيا. فقد قرأ تشينغ شيا الرواية الأصلية عدة مرات خلال هذه الفترة، بينما لم يكن لدى يي مينغ تشيان بالتأكيد كل هذا الوقت لاستكشاف أعماق شخصية تشين نيان.

الفرص لا تأتي إلا لأولئك المستعدين.

-

جلس باي شاوزي مستقيمًا، موجّهًا نظره نحو الباب الأمامي.