لم يدفأ وجه شو جي منذ أن خرج متوجهًا إلى المطار.
تبع لي تينغ خلفه وهو يجر حقيبته، يغني بلحن صغير وسعيد.
ازداد انزعاج شو جي بعد سماع ذلك، فاستدار وألقى نظرة صامتة. ابتسم لي تينغ على الفور وقام بحركة تُشير إلى أنه سيصمت، لكن الابتسامة لم تختفِ من عينيه.
كانت رحلة شو جي الأولى إلى ألتاي في مزاج سيئ.
بما أن لي تينغ اشترى تذكرته لاحقًا، لم يكن مقعده معهم.
ظل شو جي عابسًا لفترة طويلة، مما جعل جي فانغتشي يشعر بالتوتر إلى جانبه لفترة طويلة. فسأله بصوت منخفض: "أخي، هل أنت غاضب؟"
وضع شو جي ذقنه على ظهر يده، ولم ينكر: "نعم".
في الحقيقة، لم يكن غاضبًا تمامًا، ولكنه
شعر بضيق شديد نتيجة تعطل خططه.
حتى لو كان الشخص الذي انضم إليهم في اللحظة الأخيرة ليس لي تينغ ولكن أحد أصدقائه المعروفين، كان سيشعر بالانزعاج أيضًا، لأن كل شيء تم ترتيبه مسبقًا من تذاكر وإقامة.
علاوة على ذلك، كانوا يقيمون في فندق متعاون مع منتجع التزلج، وعادةً ما يتطلب ذلك الحجز المسبق، لذلك من المؤكد أنه لا توجد غرف الآن.
إذن، أين سينام لي تينغ الآن؟
استيقظ شو جي فجأة، ورفع رأسه، نعم، أين
سينام لي تينغ؟
دون تردد، أيقظ جي تشي النائم بصفعة: "هل لا تزال هناك غرف في الفنادق القريبة من منتجع التزلج؟"
فتح جي تشي عينيه بسرعة وقال بغضب:
"لا شيء، غرفنا كلها حُجزت منذ نوفمبر".
حدّق شو جي به بصمت لفترة، وكان الغضب في عينيه يخترق أعماق روح جي تشي: "إذن، أين سينام لي تينغ؟"
أنزل جي تشي قناع النوم ليغطي عينيه: "كيف لي أن أعرف؟ اسأل السبب الرئيسي!"
استدار شو جي ونظر إلى جي فانغتشي، الذي
ابعد نظره بشكل مذنب.
"في هذه الحالة"، قال شو جي،
"سأبدّل مكاني مع جي فانغتشي".
بما أن الوضع قد وصل إلى هذه النقطة، فلا بد من إيجاد حل للمشكلة مهما كان الأمر مزعجًا.
كان قد حجز غرفة مفردة، بينما حصل الشقيقان على غرفة مزدوجة. النوم مع شخص آخر في نفس الغرفة كان أكبر تنازل ممكن بالنسبة له.
باستثناء شريكه السابق، لم يسبق لـ شو جي أن نام مع أي شخص في نفس السرير، بل وصل به الأمر إلى التفكير في القتل لمجرد فكرة انعدام المساحة الخاصة لشهر أو شهرين قادمين.
يجب ترتيب الملابس بشكل منظم وعدم رميها، ويجب تنظيف الحمام بعد كل استخدام، وإطفاء الأضواء عند النوم، ومراعاة وجود الشريك في كل شيء.
نهض جي فانغتشي فجأة بعدما تم الإشارة إليه، فهل يعني ذلك أنه سيتشارك السرير مع لي تينغ؟
رفض على الفور: "لا أريد ذلك!"
جلس جي تشي بلا حراك وقال: "جي فانغتشي، يجب أن تكون واضحًا، لو لم تشعر بالتوتر في البداية وتطلب منه أن يأتي، لما كنا مضطرين للنوم هكذا."
شعر جي فانغتشي بالظلم، فأجاب على الفور: "أنا فعلت هذا من أجل أخي شو جي!"
رد "شو جي": "ما علاقتي بهذا؟"
قال جي فانغتشي كل ما كان يفكر فيه: "الحق يقال، رغم أنني لا أظن أن الخائن يستحق أخي شو جي، حتى وإن كان يشبهه الآلهة، إلا أن أخي شو جي يحبه..."
قاطعه شو جي ووجه يكاد يظلم بالكامل قبل أن يسمع النصف الأول من كلامه: "توقف، لي تينغ لم يخن."
جاء دور جي فانغتشي للذهول: "هاه؟"
سأل شو جي: "ألم ترَ تلك المرأة في اليوم الذي كنت فيه جالسًا خارجًا؟"
ظل جي فانغتشي مصدومًا، فقال: "رأيت، ولكن ألم تكن تلك العاملة المنزلية؟"
رد شو جي ببساطة: "نعم، كانت العاملة المنزلية."
فهم جي فانغتشي تمامًا أن كل هذا كان من خياله، فقال بصعوبة: "إذن أخي، أنت لا تحبه على الإطلاق؟"
أجاب شو جي بحسم: "لا نحب بعضنا البعض، نحن فقط متزوجان."
فجأة، غطى جي فانغتشي وجهه، وأخيرًا، استسلم قائلاً: "حسنًا... سأتشارك الغرفة معه."
نظر شو جي إلى وجه جي فانغتشي المحبط، وتنهد بعد قليل: "نسيت الأمر، أنت وأخوك ستتشاركان السرير."
لقد مر أكثر من عام منذ زواجه، لكن بالنسبة لـ لي تينغ كان يشعر بشعور غريب من الألفة.
لايهتم بالطرف الآخر كثيرًا، انه يفعل ما يقوله، وإذا لم يزعجه، فهو لن يزعجه أيضًا. حتى بعد أن علم أن الآخر استعاد الشركة بيديه، بدأ شو جي يشعر ببعض الإعجاب تجاهه.
لكن مجرد النظر إلى النتيجة كان بسيطًا للغاية، لان شو جي لا يصدق أن لي تينغ ليس له علاقة بشخص له قوة أو مساعد، يختبئ في المنزل ويعمل في الخفاء.
على الرغم من أنه ليس في مرحلة الإعجاب،
على الأقل هو شعور مألوف.
لكن جي فانغتشي و لي تينغ ليس بينهما أي علاقة سوى لقائهما بضع مرات، ومن المحتمل أن يكون الأمر أكثر إزعاجًا أن يبقيا معًا.
لا يعرفان بعضهما البعض، ومن المستحيل أن يناما في نفس السرير، فمن سيجعل الطابق بطابقين؟
الجو هنا بارد جدًا، والمكان غير مألوف، وإذا أصيب أي منهما بالمرض، سيكون الأمر مزعجًا جدًا.
كانوا هناك للتزلج، وليس ليبقوا وحدهم للاعتناء بالمريض.
بالإضافة إلى ذلك، كان جي فانغتشي أيضًا لطيفاً.
كان جي فانغتشي واضحًا في شعوره بالذنب، فقال: "آسف أخي شو جي... كل هذا لأنني لم أسأل بشكل واضح."
هز شو جي رأسه، وأغلق فمه ولم يتكلم.
بعد رحلة طيران استغرقت ثلاث ساعات ونصف، نزل الجميع من الطائرة، واختراق الهواء البارد أجسادهم عبر الأكمام والأعناق، حتى شو جي ارتجف بشكل نادر.
كانت سترة لي تينغ مغلقة بالكامل حتى أعلى نقطة، تغطي نصف ذقنه. كانت هذه أول مرة له هنا، وكان الفضول والمرح هما السائدين في مزاجه.
كان الظلام قد حل في الخارج، والبيئة المحيطة قاحلة، والريح تعصف بصوت عال. احتضن ملابسه بإحكام ونظر إلى الأعلى.
كانت السماء صافية ونقية، لا تشبه أبدًا السماء الملبدة بالغيوم في منطقتهم، وكانت هناك أكثر من عشرة نجوم تتساقط في السماء.
قادوا من المطار إلى الفندق، وأخذ شو جي بطاقة الغرفة الخاصة بالغرفة المزدوجة، وأشار إلى لي تينغ قائلاً: "أنت وأنا سنتشارك الغرفة."
"هاه؟" بدا لي تينغ متفاجئًا قليلاً، "ألن تفتح غرفة أخرى؟"
ليس لأنه لا يريد أن يشارك الغرفة مع شو جي، فهو لم يهتم أبدًا بهذه الأمور. فقط، وفقًا لطبيعة شو جي، لا ينبغي له أن يقبل هذه الفكرة بهدوء، لأنّه كان سيموت لو دخل المنزل في الماضي.
تظاهر شو جي بأنه اكتشف شيئًا، وقال: "آه، صحيح، لماذا لم أفكر في ذلك؟ اذهب واسأل إذا كانت هناك غرفة أخرى."
كان تمثيله مزيفًا للغاية، وجهه بلا تعبير، وصوته دون أي تغيّر. بالطبع، لم يكن لي تينغ غبيًا بما فيه الكفاية ليطلب ذلك، فتبع شو جي دون كلمة واحدة.
كانوا يقيمون في الطابق السابع عشر، وعندما فتح الشقيقان الباب، نظر لي تينغ بفضول، هل هي سرير مفرد؟
"ادخل." كان شو جي يرتدي سترة داكنة
مع جيوب، واقفًا عند الباب ينظر إليه.
سحب لي تينغ حقيبته، وأخذ نفسًا عميقًا
عندما رأى أن هناك سريرين.
الغرفة ليست صغيرة جدًا، بالإضافة إلى السريرين، هناك أريكة ومكتب، مما يكفي لاستيعاب رجلين.
"أين ستنام؟" سأل شو جي.
أجاب لي تينغ بأدب: "يمكنني النوم حيثما تفضل."
قال شو جي: "إذن سأكون بالقرب من النافذة."
وضع أمتعته بعيدًا، وبدأ يحدد قواعده: "لا تلمس أشيائي، لا تجلس على سريري، إذا رن هاتفي فلا تهتم، لا تدخل عندما أكون في الحمام، لا تدخل عندما أكون نائمًا، لا تحدث أي ضوضاء، لا تزعجني."
بعد أن استمع لي تينغ وافق دون تردد.
كانت جميعها متطلبات أساسية جدًا.
"وبالمثل، سأفعل نفس الشيء." قال شو جي.
ثم بدأ كلاهما في ترتيب أغراضهما، دون أن يتحدث أي منهما، فقط صوت الحركات الخفيفة في الغرفة.
كان شو جي هو من انتهى من ترتيب أغراضه أولًا، فذهب للاستحمام. أغلق الباب، وأمال عنقه ضد الجدار، وكان تفاحة آدمه تتحرك عدة مرات، وكتفاه كانا يبدوان مُنهارين قليلاً.
هو حقًا غير معتاد على التواجد في نفس المساحة مع شخص آخر... بغض النظر عما كان يفعله، نفس الآخر كان يعلن عن وجوده بلا شك.
لقد طلب من مكتب الاستقبال أن يخطره فورًا إذا كانت هناك غرف شاغرة، على أمل أن يقوم أحدهم بتسجيل الخروج في الأيام القادمة.
كان هناك تدفئة في الغرفة، وخرج شو جي وهو يرتدي شورتًا وقميصًا بأكمام قصيرة، وكان قماش القميص الرقيق يلتصق بجسده المبلل.
عبس بوجهه بغضب، لو كان وحده في الغرفة
لكان خرج وهو يرتدي ملابس النوم.
كان لي تينغ مستلقيًا على السرير يلعب بهاتفه.
نظر إلى هناك فجأة، ولم يستطع أن يحرك عينيه، فبدأ يراقب بلا خجل. بعد أن نظر مرارًا، ابتسم قائلاً: "زوجي، لديك جسم رائع حقًا..."
بعد سماعه هذه الكلمات عدة مرات، شعر شو جي أنه أصبح شبه محصن ضد مزاح لي تينغ.
نزع المنشفة عن كتفه، وألقى نظرة على جسد لي تينغ النحيف ——
لا يعرف إن كان هذا صحيحًا، لكنه بدا بالفعل نحيفًا وهو يرتدي ملابسه، ووجه لي تينغ لا يبدو مناسبًا لجسد أقوى قليلاً.
لكن بالمقارنة، يبدو أن كتفيهما متساويان في العرض تقريبًا.
"اذهب للاستحمام " قال شو جي
"سنخرج باكرًا غدًا، إطفئ الأنوار مبكرًا الليلة
واذهب للنوم."
لم يماطل لي تينغ فدخل الحمام بسرعة.
اكتشف أن الحمام كان كما هو عندما وصل أول مرة، باستثناء أنه كان مبللاً قليلًا. لم يكن هناك رش على المرآة، بدا أنه تم تنظيفها بعد الاستحمام.
ابتسم لي تينغ وقال لنفسه: "هل تعبت؟"
بدأ صوت المياه، فهو يملك شعرًا طويلًا، لذا استغرق وقتًا أطول للاستحمام.
بعد أكثر من نصف ساعة، خرج ببطء.
كان شو جي قد انتهى من أداء خمس مجموعات من تمارين البلانك، وشاهد الفيديو لبعض الوقت.
لم يتحرك عندما خرج لي تينغ، حتى سأل لي تينغ: "هل تعرف أين مجفف الشعر؟"
رفع شو جي عينيه، وتفاجأ للحظة.
كان شعر لي تينغ المبلل مربوطًا في كعكة صغيرة، والماء يتساقط من أطرافه بين الحين والآخر مبللاً ملابسه من الخلف، ولكن أكثر ما كان لافتًا للنظر هو أنه عندما خفض لي تينغ رأسه ليبحث في الخزانة، بدت هناك ندوب كبيرة جدًا.
قال لي تينغ "اه وجدته."
كانت العديد من مصابيح السرير مشتعلة في الغرفة، وكان الضوء خافتًا، فكان من الصعب رؤية التفاصيل بوضوح، لكن كان من الممكن رؤية تفاوت الجلد بشكل غير واضح.
عندما كان شو جي على وشك أن يغمض عينيه، أمسك لي تينغ برباط الشعر بأطراف أصابعه، فسقط شعره الأسود فورًا، مغطىً الندوب بشكل كامل.
شعر شو جي وكأنّه تلقى صفعة على رأسه، فاستفاق فجأة، ثم نظر بعيدًا، ما الهدف من التحديق في خصوصيات الآخرين؟